نجيت نبينا من بين حُوتٍ
وكم خلقٍ دعوك ما انحرمو
إلهي لا تخفى عنك خافيةٌ
وأعي بذكرك الجُرحُ يلتئِمُ
أوجاعنا في أبداننا غَلُظَت
والهم والغمّ في أرجائنا الألمُ
هون علينا إن تثاقل همُنا
انت الودود بالعباد وأرحمُ

التوبة النصوحة تنقي الشخص من الذنب، والنية الصادقة للانصراف عن الذنب تخلق قلبًا متقي محب لطاعة الله، والالتزام بما فُرض يزيد المرء راحة وبهجة في حياته، والندم عند التوبة يُطهر اوزار صاحبه، فمن اذنب وتاب، ابتعد عنه العذاب، وانغمر بداخله السرور، ولانّت وتساوت له الحياة بما فيها.

الله تعالى يقول (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة: 63)

وعد إلهي، وبشارةٌ ربانيه، يُطيب الله الحياة لمن آمن به واهتدى، وامتثل امامه واتقى، واشتغف لطاعته محبة فيه، لا مخافة من ناره وطمعا في جنته، الذي يتقن العبادة، ويؤدي ما أُنزل عليه من البيان بصدق نيه، تستاق إليه الطمأنينة، ويفرج الله سبحانه وتعالى عنه الاغلال والكرب، وتصبح الدنيا عليه ميسرة وسهله.

. لما تضيقُ بِحالِك الدُنيا
اسجد لربك وانطق بِشُكاك

ولا تشكي لغير الله شيئا
ما غيرهُ يُنهي همومّ بُكاك

الموت بابٌ وكل الناس داخلهُ
فليت شعري بعد الموت مدارُ
الدار جنة عدنٍ إن عملت بما
يرضي الإله وإن خالفت فالنارُ
هما طريقان مال للمرء غيرهما
فنظر لنفسك ماذا انت تختارُ

الموت محتوم لابد اي إنسان أن يذوقه، ولا يستأذن الموت أحدا ، فحرص على نفسك واعمل لها بما يرضي الله ، كفاك خوفا من أن تموت وانت مقصر ، وتقدم للتوبة دون ان تفكر ، فوالله انها اعظم أيام مباركة ، يمكن للعبد العاصي أن ينتهزها بتوبة نصوحا.. ليُغفرّ لهُ من الله كل ما سبق.

يخلقك بأحسن صورة فتابى طاعته، ويرزقك من الخيرات فتنسى شكره، كم مرة فعلت معصية وهو يراك فسترك، واذنبت بحقه وأمهلك، فمالك تشقى عن عبادة رب كريم لطيف، مهما عصيته لا يمل من اعطاك فرص الرجوع إليه.

قال تعالى: { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }   [المؤمنون 99 - 100] .

تُب مادمت باقً بالوجود وتقدر، قبل أن تكون ذِكرى قديمه يتداولها أهلك وأقاربك بعد تكفينك وانت على غفلة، مهما كان ذنبك عظيم، هناك ربٌ غفورٌ رحيم، إذا صدقت نواياك لوصاله لن يخيبك .. فاستغل ما تبقى لك من عمرك في إرضاءه.

صلاة الفجر يرحمكم الله

لله تدبير وحكمه في كل شيء، أكبر من حجم معرفتنا وفهمنا، نعتقد ونفكر ما يصيبنا من تقلبات هذه الدنيا أنهو ضدنا، ثم ياتي عقب ما يجور بنا فرج الله ليعكس هذه الفكرة، فندرك بعدها أن لنا في ما أُبتلينا مصلحة، فسبحانه جل وعلا ما اروع حكمته في تدبير ما نريده بطرقه الخاصة العظيمة.

اللهم اجبرني بقربك.

أسألك ربي أن ترزقني السداد والتوفيق في عملي، وأن تجعل هذا الصباح الجميل فاتحة خيرٍ عليّ وعلى جميع أحبتي يا ربّ العالمين

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.

يا إلهي إنّي أسألك في صلاتي ودعائي بركة تطهّر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي، وتصلح بها أمري، وتغني بها فقري، وتذهب بها شرّي، وتكشف بها همّي وغمّي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتبيّض بها وجهي يا أرحم الرّاحمين.