سمعت مرةً أحدهم يصف العيد لدى البعض بأنه "عملية غسيل لرمضان" ويا كم صدق فيها!

‏مشكلتنا أننا نتخلى عن كلِّ ما أصلحناه في أنفسنا طيلة رمضان ونتجرد من نسختنا الصالحة بمجرد غروب شمس آخر يوم رمضاني!

وكأننا كنَّا نملأ وعاءً ثقبه،تعاملنا الخاطئ مع رمضان على أنه فترة نقاهة للرُّوح وتجميع للحسنات لا أكثر، نرتبط به زمانًا وعادةً وبمجرد دخولنا للعيد نصبح كالتي نقضت غزلها من بعد قوَّةٍ أنكاثا، لم نخرج بقلبٍ آخر كما كنّا ندعي!

لذلك؛ إن كنت أقلعت عن ذنبٍ في رمضان فلا تعد إليه بمجرد انقضاء رمضان، وإن عدت فجدِّد التوبة وسَلِ الله الثبات وجاهد نفسك، وإن كنت نافست بختمات التلاوة في رمضان فلا تترك وردك بعده وتعلِّق خيط مصحفك بقيَّة العام!

مهما فعلت من عملٍ صالح وأقلعت عن آخر سيء، المهم ألَّا تعود لنفسك السابقة قبل رمضان فتكون من المخذولين ..
‏هذا شهر هداية وتجديد إيمانٍ وتحسين للنفس لتحيا بقيَّة عامك على آثار رحمة الله في إكرامك ببلوغ رمضان!

فاحذر من أن تجعل رمضانك عادة، تصوم لأن العادة جرت هكذا وتصلِّي لأنَّ الجموع تصلِّي، ثم لا يكون لأعمالك أثر بعد ذلك وتذكَّر دائمًا بأن لقبول الحسنة علامات!، منها أن -تُتْبَع بحسنةٍ أخرى-

والوصية هنا: اجتهد في المتبقي من رمضان وضع خططك لشوال لئلا تنقطع، واحدة لختمة تلاوة وأخرى لصدقة منتظمة وثالثة للالتزام بالنوافل، صيام الست، وأي عمل دائم وإن كان قليل، المهم عدم الانقطاع والانتكاسة بعد رمضان

أخيرًا:
احرص على أن تختار من زروعك في دنياك لآخرتك ما كان منها دائم الخضرة، وإياك أن تتعامل مع زروع موسمية أو شهرية، أو ممن تزرع في زمان دون زمان ومكان دون مكان فستقضي أيام العام ببضاعة مزجاة فتأتي يوم القيامة بزرع داهمته الآفات من كل صوب فجاء مصفرا لا ثمر ولا ظل ولا خضرة، وليكن مما تعلمته من مدرسة رمضان أن تكون حيث أمر الله أسبق الحاضرين وأسرع المنتهين الفارّين حيث نهى?

‏يارب يجعل عيدكم عيدين .. عيد فطر بعد صيام وعيد إستجابة بعد إلحاح بالدعاء، يارب يحقّق لكم أحلامكم اللي ما تعرفون كيف ترتبونها وتصيغونها على هيئة دعاء، ويجعلكم من أصحاب هذه الآية:
‏ ﴿فرحين بما آتاهم الله من فضله﴾
‏آمين..
‏عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير وإلى الله أقرب.

‏العيد هدية من الله لنا
‏حرام وعيب اننا نقابل الهدية هذي بالحزن والنكد عظّموا شعائر الله وافرحوا واستانسوا وكبّروا الله وسبحّوه وعظموه ..
‏هذي هديتك يامسلم استانس بها
‏﴿ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِن تَقوَى القُلوبِ﴾.

القارئ: #بدر_التركي

الحمد لله الذي بلّغنا رمضان تامًّا غير منقوص، اللهم تقبّله منّا على أحسن ما تقبّلت مِن عبادك، واغفر لنا تقصيرنا، فنحن إلى النقص نُنسب، وأنت بالكمال توصف، سبحانك وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

‏الصوم لن ينتهي
‏والقرآن لن يرحل
‏والمساجد لن تُغلق
‏والاستجابة لن تتوقف
‏والأجر لن ينقطع

‏اعبد ربك حتى يأتيك اليقين
‏كن ربانيًا ولا تكن رمضانيًا.

‏اليوم تجتمع اربع فضائل :
‏
‏١ - ساعة استجابة عصر الجمعة
‏٢ - للصائم دعوة لاترد
‏٣ - بين الاذان والاقامة لصلاة المغرب
‏٤ - اليوم ليلة ٢٧ ليلة وتريه

‏وهي أرجى أن تكون ليلة القدر! فأجتهد في الدعاء
‏والعبادة فالمؤمن كيّس فطن يغتنم مواسم الطاعات.