قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 2 months, 1 week ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 2 months, 2 weeks ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 2 months, 2 weeks ago
« قد لا يكون قَاسٍ الاعتقادُ بِأَنَّهُ يُمْكِنُ تَوَقَّع الْقَلِيلِ مِنْ تكهنات الرِّجَالِ الَّذِينَ مِثْل مُعْظَم الوجوديين 'الجادين' {مَع تَمْيِيزِهِمْ عَنْ 'الجيل فِي خطر' الجديد}، هُم أَسَاتِذَةٌ، مُجَرَّد مثقفي الْكَرَاسِيّ الَّذِين بِصَرْف النَّظَرِ عَمَّا يُسَمَّى مشَاكِلِهِم ومواقفهم، فإن أُسْلُوب حَيَاتِهِم كَانَ دَائِمًا مِنْ نَوْعِ البُورْجُوَازِيَّة الصَّغِيرَة؛ إنهُم أَبْعَد مايكون عَن 'الاحتراق' أَو ماوراء الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فِي وُجُودِهِم الْفِعْلِيّ، مَا هُوَ امْتِثَال للأعراف وَالْعَادَاتِ إلَّا بِالنِّسْبَةِ لِبَعْضِ الْحَالَات الْقَلِيلَة الَّتِي تَتَبَاهَى بتوجهها السِّياسِيّ، بَعْض اﻷحيان لِيبِرالِيَّةٌ، وَأُخْرَى اِشْتِراكِيَّة؛ الرِّجَال الثوريون ضمن الْحَيَاة الفوضوية فِي الْمُدُنِ الْكُبْرَى، أَوْ الرِّجَالِ الَّذِينَ مروا بعواصف الْحَدِيد وَالنَّار والدمار التَّامّ للحروب الْأَخِيرَة، أَوْ الَّذِينَ كبرُوا بالمناطق الَّتِي تقصفها القَنَابِل، هُم الوحيدون الَّذِين لَدَيْهِم بِأَفْضَل قِيَاس الْمُقَدِّمَاتِ الْمَنْطِقِيَّةِ لاستعادة إحْسَاس أَعْلَى بِالْحَيَاة وَتَجَاوَز وُجُودِيٍّ، لَيْس نَظَرِيّاً بَل حَقِيقِيّاً، لِكُلّ مَشَاكِل الرَّجُل فِي اﻷزمة، وَهَذِه نُقَط الانطلاق لِكُلّ التعبيرات التأملية الْمُمَاثَلة».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوليوس إيفولا، امتط النّمِر.
ترجمة طـارق حـنـيش عن:
Julius Evola, Ride the Tiger, p. 160.
في غياهب النفس البشرية، تكمن حقيقة لا مناص منها، حقيقة ذلك الصراع الأزلي بين نور الفطرة وظلمات الغواية.
فالإنسان، منذ لحظة خلقه الأولى، قد أودع الله فيه سرًا عظيمًا، سرًا محبوسًا في طين جسده، ألا وهو ذلك العهد الأول، عهد "ألست بربكم"، هذا العهد، الذي أخذه الله على بني آدم قبل أن تسكن أرواحهم أجسادهم، هو ما يفسر تلك النوستالجيا الدفينة للفضيلة التي تسكن كل نفس بشرية.
ولكن، ما إن تبدأ الروح رحلتها في عالم المادة، حتى تبدأ معركة ضارية بين جذب الأرض وشد السماء. فالإنسان، في سعيه الحثيث للانتماء والقبول، قد يجد نفسه منساقًا وراء تيارات فكرية أو ممارسات اجتماعية تتعارض مع فطرته السليمة.
وهنا يكمن الاختبار الحقيقي؛ أيستمع الإنسان لصوت الفطرة الخافت وسط ضجيج العالم، أم يطمره تحت ركام التجاهل والتغافل؟
كأن الروح، لا تكف عن إرسال إشارات التحذير، فكما أن الجسد يصرخ بلغة الأعراض عند اعتلاله، كذلك الروح تبث إحساسًا بالنفور والاشمئزاز عندما تنحرف عن مسارها الفطري، وهنا يتجلى الفرق الشاسع بين النفس العليلة والسليمة؛ فالأخيرة تستشعر التشويش وتسعى جاهدة لتصحيح مسارها، بينما الأولى قد فقدت القدرة على الإنصات لنداءات فطرتها، غارقة في لجة الضلال.
ولعل في قصة إبليس عبرة لكل ذي لب، {قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ}، نجد أن جوهر معصية إبليس كان الكبر والترفع عن الانقياد لأمر الله. وهذا الكبر ذاته هو ما يدفع النفس البشرية إلى الانحراف عن فطرتها، متوهمة أنها قادرة على تحديد مصيرها بمعزل عن هداية خالقها.
{وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِى ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَوْلَٰدِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا}، صورة حية لذلك الهجوم الكاسح على النفس البشرية، حيث تتكالب عليها الرغبات المدمرة كجيش جرار من الخيالة والرجالة، ساعية لسحقها وإهلاكها.
وتستوقفني هنا مفردة "الغرور" ف"إبليس" رمز الانتفاض ضد القداسة تُلِيَت عليه تهمته بوضوح عند طرده: {قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} ليكون الكِبْر والترفع عن الانقياد للمقدس القاع الذي تَهوي فيه النفس البشرية عندما تخسر معركتها مع شرورها ورغباتها.
مصير الإنسان يتحدد بمدى قدرته على الاحتفاظ بشذرات من ذكرى يوم "ألست"، تلك اللحظة الفارقة التي شهدت فيها الأرواح على ربوبية خالقها، فمن استطاع أن يبقي جذوة هذه الذكرى متقدة في قلبه، رغم لهو الحياة وإغراءاتها، فقد نجا بنفسه من الهلاك، أما من انطمرت ذاكرته في طين الدنيا، فقد خسر معركته مع شروره ورغباته، وهوى في قاع دياجير الظلم.
﴿فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى أَيَحْسَبُ الإنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى﴾
إذا سعى هذا المسكين للانتقام، فهل سيلومه العالم؟
معظم المنتمين إلى حركات المقاومات مثل حماس كانوا في يوم من الأيام في موقف هذا الرجل.
دفنوا والديهم وأبناءهم أو إخوتهم أو أحبائهم، وعاشوا في حالة من الكراهية سعياً للانتقام، والآن يصنفهم النظام الدولي إرهابيين.
يميل الغرب، وخاصة في التمثيل الإعلامي، إلى عزل المشاهد عن الاستمرارية التاريخية والسياقية.
لفهم الشامل للأحداث يتطلب ربطها بما سبقها وهنا يتحول ما يبدو إرهاباً إلى شكل مبرر من أشكال المقاومة.
هناك تجربة دائما تدور في ذهني، ماذا لو نأيت بنفسي عن العالم كله وذهبت لمكان ليس فيه سواي وحدي وطبعا مع شريك للتكاثر، وأخذت معي كتابا ولنقل جنيالوجيا الأخلاق لنيتشه، وجعلته دستورا وحاكما ومشرعا لكل شيء، وأخذت أكتب حوله الشروحات والتعليقات والتفاسير، ثم سلمته لأبنائي وأحفادي وأحفادهم وهكذا حتى نشأت حضارة كاملة بعد قرون.
طبعا سيكون هناك محاولات للتحريف والتعديل لا حصر لها وسينجح أغلبها، وسيكون هناك من يحاول التوفيق بين الأسفار هذه ومستجدات عصره، وهناك من سيريد التخلي عنها كونها لا توافق عصره، ضاربا عرض الحائط كل العصور التي سنت شرعتها وأثبتت نجاعتها، وهناك من سيحاول التجديد وسن قوانين أفضل من الأسفار هذه كونها قوانين قديمة متخلفة لا تفي بمتطلبات العصر والمتصلب عليها متخلف، وهناك من سيرى فيها أعاجيب ونظريات علمية وإعجازات ويحملها ما لا تحتمل لكي لا يقول بأنها سبب للتخلف ويعطيها شرعية جديدة، وطبعا سيخرج من يشكك في وجودي أصلا ويعتبر كل من يؤمن بي وبالنصوص التي سيطرح نظريات أنها اخترعها جماعة ما في مؤامرة كبيرة، وأنها مجرد منتج أنتجه أجداده للبقاء واخترعوا قصة المشرع الأول الواضع لهذه الأسفار.
وطبعا لا ننسى الجماعة التي ستقدس سلالتي وتدعي بأن حفيدي وأحفاده هم من لهم الحق الشرعي، وسيختارون عددا، وستحاربهم جماعة ترى أن الحكم هو من حق الأكفأ ومن اتفق عليه الجماعة وسيحولون الحكم لحكم ملكي هم أو جماعة أخرى تسقطهم تدعي أنها لها الحق، وسيختار جماعة الحق المسلوب المظلومية التي ستنتهي عند المخلص الأعظم الذي سيحارب قوى الشر المتمثلة في أتباع الذين حاربوا أول وصي شرعي وقالتوا أحفاده وأبناءه.
وأخير وهو آخر هناك عدنان إبراهيم الأمة هذه الذي سيحاول التجديد بضرب القديم مع الحديث والخبط العشوائي بين الجماعتين نية الحفاظ على القديم وعدم معارضته للجديد حتى يتزندق بالقديم ولا يحسن الجديد.
واحدة من أهم وأكبرالإختلافات بين الجنسين هي القدرة على إطلاق الدعابة.
عندما يأتي الأمر إلى الدعابة، يبدو أن الرجال قد حصلوا على الحصة الأكبر من العقلية القادرة على خلق الضحك، أعني، لنكن واقعيين، يمكن للرجل أن يطلق نكتة في لحظة، تقلب بها جو الغرفة، بينما المرأة قد تجد نفسها عالقة بين محاولة تفسير النكتة ومحاولة استنساخها دون جدوى.
لكن، بالطبع، لدينا من سيقفزون بسرعة ليخبرونا أن هذا كله بسبب "الظروف الاجتماعية" و"الاضطهاد التاريخي". لأن، بالطبع، الدعابة هي أحد أركان الهيمنة الذكورية، وأي امرأة تحاول إضحاك أحدهم تواجه مؤامرة كونية مصممة خصيصاً لإفشالها،و البعض يلجأ إلى الأعذار السهلة: "الظلم الاجتماعي"، و"الاضطهاد التاريخي"، وكأن هذه الحجج قادرة على تفسير عدم القدرة على إطلاق نكتة تُضحك حتى العصفور.
يتطلب إلقاء الدعابة بعض الجاهزية على ملاحظة الأنماط وإستحضار المعلومات ودمجها مع بعض في نسق متكامل وبفترة زمنية قصيرة لكي تنتج نمط مميز قادر على تحفيز المتلقي.
وها نحن نرى أن الرجال يتقنون هذا الفن ببراعة، بينما النساء... حسناً، لنقل أن جهودهن مشكورة، حتى لو انتهت غالباً بابتسامة مهذبة من المستمعين بدلاً من الضحك الفعلي.
وإذا كنت تفكر بأن هذا فقط بسبب "تاريخ من التهميش"، فأنت على الأغلب تحاول التغطية على حقيقة أخرى: الأمر مرتبط بالجينات والبيولوجيا، وليس بالظروف الاجتماعية. يبدو أن العقل البشري الذكوري قد تطور عبر العصور ليصبح ماكينة دعابات متحركة، بينما لا تزال بعض العقول الأخرى تبحث عن دليل المستخدم.
والمثير للسخرية، أن كل هذه المحاولات المحمومة لمساواة الجنسين تنتهي إلى نفس النقطة: فشل متكرر في تحويل الواقع إلى خيال، رغم أن الخيال يبقى دوماً مغرياً.
لو كان بالإمكان تغيير الإنسان عن طريق تعديل بسيط في السياسات الاجتماعية، لأصبحت النساء كوميديات محترفات بين ليلة وضحاها، لكن الواقع، وكالعادة، يلقي بماء بارد على هذه الأحلام الوردية.
الفرق في القدرة على إنتاج الدعابة هو مجرد رأس جبل الجليد الذي يكشف أن الفروق بين الجنسين أعمق مما يود البعض الاعتراف به.
الأوهام التقدمية تسقط واحدة تلو الأخرى، تاركة خلفها حقيقة لا يمكن إنكارها: الرجال، بفضل تلك التركيبة الجينية، يمتلكون بطاقة الدعابة الرابحة في هذه اللعبة. والنساء؟ حسناً، ربما عليهن التمتع بالحس الفكاهي لدى الرجال بدلاً من محاولة منافسته، لأن، في الحقيقة، محاولة منافسة الرجال في هذا المجال تبدو وكأنها محاولة لتسلق جبل على دراجة هوائية.
الرجال لديهم تلك القدرة الفطرية على جعل الآخرين يضحكون، سواء أحببنا ذلك أم لا، والنساء؟ حسناً، يمكنهن دائماً أن يحاولن... أو ربما من الأفضل أن يركزن على شيء آخر، ربما الطهي؟ لا، انتظر، هذا أيضاً قد يثير بعض الاعتراضات، إذ، فلنكتفِ بالدعاء أن تتغير الأمور يوماً ما، رغم أن الجميع يعرف أن هذا اليوم لن يأتي أبداً.
وحساب التلغرام عموما لمن يريد
@hamoud13
هل المهدي حقيقة؟
لو فككنا الروايات المتعلقة بالمهدي وفق المعايير الحديثية الصارمة، نجد أن غالبية هذه الروايات لا ترقى إلى مستوى الصحة المطلوب وفق معايير أهل السنة، فمدار أكثرها على رواة ينتمون إلى التشيع، مما يثير الشكوك حول دوافعهم في نقل هذه الأخبار.
فكرة المهدي لم تنشأ من فراغ، بل تطورت تدريجيًا متأثرة بأحداث سياسية واجتماعية محددة، فالبذرة الأولى لهذه الفكرة يمكن تتبعها إلى فترة ما بعد استشهاد الإمام علي رضي الله عنه، حيث ظهرت فئة من الناس تؤمن برجعته، وهذا التصور الأولي للمنقذ أو المخلص تطور لاحقًا مع ظهور شخصيات مثل محمد بن الحنفية، الذي اعتبره البعض مهديًا سيعود في آخر الزمان.
لكن النقطة المحورية في تطور فكرة المهدي تكمن في قصة النفس الزكية، محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فثورته ضد المنصور العباسي شكلت نموذجًا حيًا للثائر الهاشمي الذي يسعى لإقامة العدل، ومن هنا، يمكننا أن نرى كيف تم نسج تفاصيل شخصية المهدي المنتظر على منوال شخصية النفس الزكية.
التشابه بين أوصاف المهدي وشخصية النفس الزكية ليس مجرد صدفة، فالتفاصيل الدقيقة لشخصية المهدي، من كونه من نسل الحسن إلى ثورته ضد الظلم، تعكس بوضوح ملامح النفس الزكية.
ولا يقتصر الأمر على شخصية النفس الزكية فحسب، بل نجد أن عناصر أخرى من قصة المهدي تستمد جذورها من أحداث تاريخية سابقة، فالرواية التي تتحدث عن عائذ يلجأ إلى الحرم ثم يُقتل، تذكرنا مباشرة بقصة عبد الله بن الزبير الذي تحصن بالكعبة وقُتل فيها.
كذلك، فكرة الجيش القادم من الشام الذي يُخسف به تبدو وكأنها إعادة صياغة لقصة جيش الحصين بن نمير الذي أرسله يزيد لحصار مكة، مع تغيير النهاية لتتناسب مع السردية الجديدة للمهدي.
هذا النمط من إعادة تدوير الأحداث التاريخية وتحويلها إلى نبوءات مستقبلية يكشف عن عملية استيعابها وإعادة صياغتها في إطار رؤية خلاصية تعد بالنصر النهائي للحق على الباطل، ومثل هذه الأمور تعكس بوضوح تأثير السياق التاريخي والاجتماعي على الجانب الديني.
مثل هذه الأمور على أهل الحديث اعتبارها، أي اعتبار السياق التاريخي الأشمل والنظر في دوافع الرواة وخلفياتهم السياسية، بغض النظر عن هل المهدي حقيقة أم أسطورة لكن القرائن التاريخية معتبرة وهنا لم أتطرق لتضعيف الروايات فذاك أمر آخر ومعركة أخرى.
نقد نظرية التطور يتطلب تجاوزا لمجرد الاعتراض على تفاصيل محددة أو إثبات أخطاء في بعض الادعاءات، بل يستلزم مواجهة الأسس للمنهجية التي تقوم عليها النظرية.
البدأ الصحيح هو بنقد الطبيعانية المنهجية (MN)، وهي الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها العلم الحديث، بما في ذلك نظرية التطور، والالتزام الصارم بها يفرض قيودًا صارمة على نطاق التفسيرات المقبولة في العلم، مستبعدًا أي تفسير يتجاوز العمليات الطبيعية، وهنا تكمن مشكلات ومعضلات.
التمييز بين الطبيعانية المنهجية الجوهرية والمؤقتة يفتح بابًا للنقد، فإذا اعتبرنا MN مجرد دليل إرشادي مؤقت، فإن هذا يسمح بطرح الأسئلة: هل هناك جوانب في تاريخ الحياة وتطورها تتحدى التفسيرات الطبيعية البحتة؟ وإذا وجدت مثل هذه الحالات، فهل سيكون العلماء مستعدين لتعديل منهجيتهم؟
ثم لنتأمل في مفهوم "القانون الطبيعي" من الأساس، وعلاقته بنظرية التطور.
الاعتماد على فكرة العالم المحكوم بقوانين طبيعية ثابتة هو أساس المنهج العلمي، ولكن هل يمكن حقًا اعتبار عمليات التطور، بكل تعقيداتها وعشوائيتها، "قانونًا طبيعيًا" بالمعنى الدقيق؟ وهنا الإشكال عن مدى ملاءمة نموذج الاستنباط القانوني (DN) في تفسير ظواهر بيولوجية معقدة مثل التطور بالإضافة لإشكال حول القوة التفسيرية بغياب "الخبرة السابقة التراكمية" في سياق التطور، مما يجعل الاعتماد على القوة التفسيرية وحدها أمرًا إشكاليًا.
الاستنتاج على أفضل تفسير (IBE)، الذي يعتمد عليه التطوريون بشكل كبير، يواجه معضلا في سياق نظرية التطور.
فبينما يسمح IBE بتقييم الفرضيات بناءً على قوتها التفسيرية، فإنه يفتقر إلى الضمانات الصارمة التي يوفرها الاستدلال المبني على قوانين طبيعية ثابتة.
هل يمكن لنظرية تعتمد بشكل أساسي على "الإمكان العقلي" و"التناسقية" أن تدعي المصداقية العلمية الكاملة؟
ولا يمكننا إغفال دور النمذجة في نظرية التطور، فبينما توفر هذه النماذج أدوات قوية لوصف بعض جوانب التطور، فإنها تؤدي أيضًا إلى تبسيط مفرط لعمليات بيولوجية معقدة للغاية. وهنا نواجه سؤالًا فلسفيًا عميقًا: هل يمكن اختزال تعقيدات الحياة وتطورها في نماذج وصفية؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما هي حدود هذا الاختزال؟
زعلى ذلك مسألة "تحميل النظرية" theory-ladenness التي ناقشها هانسون وكوهن، فالعلماء، بما فيهم الداروينيون، يرون الظواهر من خلال عدسات نظرياتهم.
فكيف يمكننا ضمان أن ملاحظاتهم وتفسيراتهم ليست مجرد انعكاس لتوقعاتهم النظرية المسبقة؟
مقصدي من هذا العرض كله أن نصل إلى استنتاج مهم، وهو أن نقد نظرية التطور يجب أن يتجاوز مجرد الاعتراض على تفاصيل محددة، بل يجب أن يتحدى الأسس الفلسفية والمنهجية التي تقوم عليها، عكس العبث الذي يفعله هيثم طلعت وإياد القنيبي وغيرهم بإحضار أمثلة من نظرية التطور وإثبات خطئها بها أو أدلة "علمية" لهدم التطور وهذا عبث كبير.
التصور التقليدي للمعرفة، يشترط ثلاثة عناصر أساسية: الصدق، والاعتقاد، والتبرير، وهذا التصور، رغم بساطته الظاهرية، يفتح الباب لسؤال جوهري: ما هو مقدار الأدلة المطلوبة لتحقيق المعرفة الحقيقية؟
هنا نجد أنفسنا أمام معضلة، فمن ناحية، قد نميل إلى اشتراط أدلة معصومة من الخطأ، لكن هذا المسار يقود حتمًا إلى الشك المطلق، إذ أن تجاربنا الإدراكية نفسها قابلة للخطأ، ومن ناحية أخرى، قد نكتفي بأدلة قوية ولكنها غير معصومة، وهو ما يتبناه العلماء المعاصرون، بما فيهم الداروينيون.
لكن هذا الموقف، رغم واقعيته الظاهرية، يخلق مشكلات عند محاولة نقد النظريات العلمية.
فإذا كانت كل الادعاءات والتجارب قابلة للخطأ والتعديل، فكيف يمكن تفنيد نظرية بأكملها؟
هذا المنظور يجعل من الصعب للغاية "هدم" نظرية علمية راسخة مثل الداروينية من خلال نقد جزئي أو إظهار خطأ في ادعاء معين، فالداروينيون، كغيرهم من العلماء، لا يدّعون العصمة لكل جزئية في نظريتهم، بل يتوقعون وجود ثغرات وأخطاء، ويعتبرون تصحيحها جزءًا من التقدم العلمي الطبيعي.
القوة الحقيقية للنظرية الداروينية تكمن في قدرتها التفسيرية الشاملة، فهي توفر إطارًا متماسكًا لفهم التنوع الحيوي وتطور الأنواع، مع قدرة تنبؤية قوية في مجالات متعددة من البيولوجيا، هذه القوة التفسيرية هي ما يجعل العلماء متمسكين بها، حتى مع وجود تحديات وأسئلة مفتوحة.
هنا تبرز الإشكالية الذي يقع فيها أصحابنا عند نقدهم للتطور، فبدلاً من محاولة إثبات خطأ ادعاء معين، عليهم أن يقوموا بنقد المعايير المعرفية نفسها التي تستند عليها النظرية.
قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 2 months, 1 week ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 2 months, 2 weeks ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 2 months, 2 weeks ago