اللهم إن هذا القلب قد أصابه التعب ، و أن هذه
الروح مُنهكة ، و أن الجدب قد أحاطني ،
حتى كاد أن يهلكني ؛ فأسألك بكل أسم هو لك
أن تمطر روحي بوابل من رحمتك ، و لطفك ،
و عفوك ، و أن تُذهب عني الحزن و الهم
و التفكير ، و تلهمني الصبر و الفطنة
و التدبير ، فأنك على كل شيء قدير.💙

اللهُم أرحم أمي و اغفر لها عدد ما تعاقب الليل و النهار
عدد كل شيء و ملء كل شيء ، اللهُم جازها بالحسنات إحسانا
و بالسيئات عفوًا و غُفرانا ، اللهُم آنس وحدتها و غربتها و قهِا عذاب القبر
و فتنته ، اللهُم اجمعنا بها في الفردوس الأعلى من الجنة
على سرر مُتقابلين يارب العالمين.

و في جموع السائلين أقف بأملي الخالص و رجائي الجمّ ؛ أقلّب روحي في جلال التسليم و برد اليقين و وعد الإجابة ، و أترقب رحماتك الغَدِقة على صبرٍ متعب و عزمٍ خائب و سيرٍ متأرجح ، أسألك كرامة الوصول و جبر العوض و ثبات الفؤاد وسداد البصيرة ، يا من لا يعجزه عسر الأمر عن فرج ، و لا هوان الحال عن غَلَبة.

و ما أسئلتنا إلا صدى للفراغ بداخلنا ، و ما شعورنا بالضياع و التوهان إلا مجرد تمويه لفقد احساسنا بالحياة ، و ما تمسُكِنا و إصرارنا على الأحلام إلا خوفاً منا على اتخاذ قرار الرحيل.

و ان الحرب موجعة ،
و القصف أليم ، و التهجير مُضنٍ ، و فقد الأحبة غُربة!
و لكن الله لا يضع ثماراً على غُصن لا يستطيع حملها ،
و إنه سبحانه يُكلّف بالممكن لا بالمستحيل
و قد مضت سُنّة الله في الصراع بين الحق و الباطل
أنّه لا تمكين بلا امتحان ، و لا أمن إلا و يسبقه فزع..
حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله
إنا إلى الله راغبون. ?

نحن مَن ضحكنا رغم شدة الحزن ، و استقمنا رغم كل انحناء،
الشياب في عمر الشباب ، الأقوياء رغم كل مواطن الضعف التي سبقت.

‏"أيقنتُ أن خوفي على الذين أحبهم قد يفوق أحيانًا خوفي على نفسي ، و أن لا شيء يُعادل لحظة الطمأنينة التي تغمرني عندما أدرك أنهم بخير ، إلى كل الذين أحبهم : كونوا بخير لأجلكم أولاً ثم لأجلنا ، فإن ما يمسّكم يمسّنا".