‏بعدَ وقتٍ ما-وقد يطولُ كثيرًا- تتّسع رؤيةُ الإنسانِ للكثيرِ، ويدركُ أنّ الصبرَ و إعادةَ المحَاولة همَا الوَسيلةُ الأولىٰ والأَخيرة، وأنّ الرِّفقَ بحالِه هو أفضَلُ الطرقِ، وأنْ يتسعَ قلبُه له دومًا؛ فذاك نَعيمُ!

أمتنعُ عن رد "الإساءة" لأن لديَ إيمانٌ مطلقٌ أن كل إساءةٍ تصدرُ من أحدٍ يرافقها ظلٌ في قلبه، هذا الظلُ الذي يحملهُ يثقل شيئًا فشيئًا داخلهُ حتى ليشعرَ أن نفسه تضيق مع الوقت. لذلك أقول إن: "الإساءة تعاقبُ صاحبها بنفسها" مهما ظننتَ أنها لن تفعل.

سبحان الله ي أخي تفضل تنظّر وتنصح وتقول إن الصح سهل وإزاي الناس مبتعملهوش!!
وأول ما قلبك يدخل اللعبه الموازين بتختل وتكتشف أن الصح صعب وأوقات ممكن يكون تنفيذه مستحيل،وفراق الحبايب -حتي لو كتلة أذي-مٌر
وأن الدنيا وحشة لما مبتطاوعناش،وإن العياط مش بمزاجنا،وإن الكلام بتاع النصايح مفيش أسهل منه

«فمن يأتي متعبدًا -بزعمه- بخلاف ما وضع الشارع له من الرفق والتيسير والأسباب الموصلة إلى محبته،
فيأخذ بالأشق والأصعب، ويجعله هو السلم الموصل والطريق الأخص؛
هل هذا كله إلا غاية في الجهالة، وتلف في تيه الضلالة؟ عافانا الله من ذلك بفضله».

الشاطبي - الاعتصام

رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَٰجِنَا وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡيُنٖ
وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِينَ إِمَامًا

كنت قرأت كتاب عشان إزاي نحافظ على الحب بينا وبين أزواجنا إن شاء الله شرح
"وَجَعَلَ بَیۡنَكُم مَّوَدَّةࣰ وَرَحۡمَةًۚ" إن العلاقة بينا تبادلية الاخذ والعطاء متبادل
لو انت مهتمة بنجاح العلاقة وتسعى دايمًا لتواصل فعّال وانجازات وتطورات تنفعكم مع بعض ومحافظة على دينه وعقيدته وبتحترميه وهو مش بيساعدك في كده صدقًا العلاقة هتفشل بمرور الوقت.

يريد المسلم العصري أن يموت ميتة يجتمع بها مع الأنبياء في الفردوس لكن دون أن يصبر على البلاء مثل نوح وأيوب، ولا أن ينطق الحق مثل إبراهيم، أو يحافظ على الصلاة مثل إسماعيل، أو يغض بصره مثل يوسف، أو يُثابِر على التعلُّم مثل موسى، أو يصبر على مكر الأعداء مثل عيسى، ويتحمّل الأذى والتكذيب والبلاء مثل محمد؛ عليهم الصلاة والسلام جميعًا.

يريد المسلم العصري أن يموت ميتةً "مودرن" وهو يستمع إلى الموسيقى وينفخ الدخان ويطلق النظر إلى كل حرام، وهي تتزيَّن وتخرج بثياب لا تحلّ إلا لمحارمها، تؤذي الجار وتبث الفتنة بين الأزواج، ثم يُلحَقوا بمن سبقهم من الصديقين، لكن والله لا يستويان.. أبدًا.

عمومًا اللي بيعز نفسه وبيعرف قيمتها ومايقبلهاش بأقل مما تستحق الدنيا كلها بترخص له وتيجي لحد عنده.

يقول أهل العلم في كتب التفسير وشروحات الحديث:

إن المسلم إذا واظب على أذكار الصباح والمساء وأدبار الصلوات وأذكار النوم والأذكار التي تقال في الدخول والخروج وعند الركوب وعند الطعام وعند الشراب وبعد الفراغ منه إلى غيرها من الأذكار الموظفة للمسلم في أيامه ولياليه مع عنايةٍ منه بالذكر المطلق = كُتِب بذلك من الذاكرين اللّه كثيراً والذاكرات، الذين أعد اللّٰه لهم مغفرة وأجراً عظيماً

فتأمل هذا الفضل الكبير وهذه المنزلة العظيمة.

?: علّمتني الأذكار؛ زاد الباحثين عن الطمأنينة - للكاتب عليّ بن حسين العلي

? #أذكار_الصباح ?

زي لما بنتحرج أننا ندل الناس على حاجة حرام عشان ما ناخدش ذنبهم، وكفاية علينا ذنوبنا، بدأت أفكر مؤخرا أن نشر الإحباط واليأس وكره الذات وبخس مظاهر الأمل ومواطن السرور في الدنيا من الجرايم غير المقصودة اللي بنقوم بيها طول الوقت، للأسف مش كل الناس بتفسر المواقف السلبية بنفس الطريقة، والنموذج الإدراكي في الطب النفسي بيوضح لنا أن تفسيرات كل شخص للمواقف دي هي اللي بتفرق ما بين إنسان يومه كان وحش ومتعكنن شوية وإنسان بيفكر في الانتحار.

ولأنك عمرك ما هتلاقي حبيبين أهم من أنهم يكملوا علاقتهم مع بعض بسلام طول العمر من (إنسان) و(ذاته)، فإنك تتجنب أي شيء يؤدي للتحريش بينهم وإفساد هذه العلاقة واستبدالها بكراهية أو شك من أهم الحاجات اللي ممكن تعملها في يومك تجاه أي إنسان، واللي ممكن من غير ما تحس تقوده للكفر بنفسه، الكفر بالأمل، الكفر بالحياة، بل حتى الكفر بالله عز وجل والعياذ بالله.

وتبقى نصيحتي لنفسي وإياكم في المجمل حدثوا بنعمة الله بالله عليكم، إن الله يكره البؤس والتباؤس، كفاية نقفل على نعم ربنا علينا ألف باب سميك خوفا من النظرة والحسد وننشر ببجاحة كل القبائح والمآسي والآلام، كرهنا الناس في نفسهم وفي حياتهم اللي عايشينها وفي قدر ربنا عليهم وخبينا عليهم جمال نعمه! والله ما رأينا من الله إلا كل خير، والله حياتنا جميلة، ونعمه كثيرة، ونضحك في كل يوم ألف مرة، وننام في قرة عين وراحة وأمان وسكن، ومن حرم شيئًا من ذلك فقد عوضه الله فيما حرمنا نحن منه، والحمد لله كما ينبغي أن يُحمد الله!

مهاب السعيد