‏قال سفيان الثوري رحمه الله :

"وأَحسن سريرتك يحسن الله علانيتك، وابك على خطيئَتك تكن مِن أَهل الرفيق الأَعلى".

[حلية الأولياء(٨٢/٧)]

كلما قرأت في غزوة الأحزاب ومراحل الغزوة واجتماع المشركين وغدر اليهود ونقضهم العهد مع النبي ﷺ حتى قال الرواه:

«فحزن رسول الله ﷺ حزنا شديدا لهذا الخبر، حتى أنه تقنع بثوبه -أي غطى رأسه بالثوب- ومكث طويلا يفكر ما الذي سيحصل!»

فما لبثوا حتى أخرج الله من بين ظهرني المشركين نعيم بن مسعود -رضي الله عنه-، رجل واحد فقط، كشف الله به الضيق، وكاد الله -عزوجل- به اليهود وقريش، فلا يدري المرء من أين يأتي النصر، وما يعلم جند ربك إلا هو!

يارب.

"خانوا الله بعد أن أنجاهم من فرعون قبل أن يخونوا اهل رفح، قتلوا انبياء الله قبل أن يقتلوا اهل رفح، غدروا بنبيناﷺ مرتين قبل أن يغدروا بأهل رفح، نقضوا عهدهم مع نبيهم موسى قبل أن ينقضوا عهدهم مع اهل رفح، هذا فعلهم مع الله ومع خير البشر، ماظنكم بافعالهم مع ابرياء مستضعفين في الخيام؟"

كيف يطيبُ للمرءِ عيش، وكم بلغَ مدى العجزِ الَّذي ندَّعيه، ولمَ آثَرنا الصمتَ من الشَّرارةِ الأولى، وبمَ يرى واحدُنا أمنَه وسقفَه ومأواهُ إثمًا عليه، وما حُجَّتنا أمام الرَّاضين عن الله بكلِّ حال، والموتُ يأتيهم منوَّعًا من كلِّ جانب. هذه مأساةٌ أُخرى، تُضاف لخانةِ ما لم نستطعِ الحِراكَ لأجله، وأخشى ما أخشاه ألَّا نُسامَحَ فيما نكتبُه ونغرِّده، من كلماتٍ لا تُسمِن ولا تُغني من جوعٍ وشلَّال الدمِ قائم، لنحاولَ تبرئةَ أنفسِنا ممَّا يحترقُ به إخواننا، ويُفجَعون به مع كلِّ يومٍ وليلة.

"إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴿٩﴾ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"

يارب، دماءُ اخواننا تُزهق وانت عليمٌ بما يحملهُ القلبُ من حزنٍ وعجز..
فَـ يارب شُعور تلك الآيات، يارب اطمِئنان لقُلوبنا المُرهقه، يارب عجِّل النَّصر..

الوتر، والدعاء، حسبنا الله ونعم الوكيل.

في غزوة أُحُد:

- كسرت رباعية النبي ﷺ
- وشجت رأسه الشريفة ونزل منها الدم
- ضربه بن قمئة-الكافر- على كتفه بالسيف ضربةً اشتكى منها شهرا بعد أُحُد.
- مات عمه حمزة وهو أحب الناس إليه ووجد فيه مُثلة وفي أصحابه كلهم.
- لم يقدر النبي ﷺ أن يصلي الظهر قائما من شدة الألم وكذلك لم يستطع ﷺ أن يصعد الجبل يوم أحد من شدة التعب والألم والجروح.

ومع كل ذلك، بمجرد أن انصرف جيش الكفار عن أرض المعركة، أتعرفون ماذا قال سيدي رسول الله ﷺ ؟

قال:
«استووا حتى أثني على ربي عز وجل»!!.

من نظر في السيرة هانت عليه مصائبه.

«يا مدرك الثارات أدرك ثارنا»

"قال عُمر رضي الله عنه: ادعوا لإخوانكم إنكم لاتنصرون بالعداد والعدد ولكن تنصرون بالدعاء"

"اللهم انصرهم ، وأمِّنهم واحفظ نساءهم وأطفالهم وشيوخهم يا رب العالمين "