أنا أعي حزنك و آلامك و رغبتك الشديدة في الإنعزال و الراحة، ولكن يا صديقي تلك هي الحياة، مغامرة من تعب و شقاء، فنحن هنا لن نرتاح إلا قليلًا، ولكن في مكانٍ أخر يُدعى الجنة و بالخير الذي سنصنعه هنا لنا وللناس سيكون لنا راحة أبدية فيها، فالجنة مكانٍ بلا حقد، حزن، بغضاء، حرب، مكانًا لا يوجد به إلا السلام و الخير، لا فيه ملل ولا حزن، مكانًا يستحق أن نعاني من أجله، فازرع هنا صبر و خير و شكر حتى تحصد هناك سلام و راحة و غنى.

- كريم عبدالعزيز

{ إِنّي جَزَيتُهُمُ اليَومَ بِما صَبَروا أَنَّهُم هُمُ الفائِزونَ }[ المؤمنون: ١١١ ]

عامل اي يا صديقي.....
يمكن أنا انهرده جي أهون عليك الأحداث اللي بيتحصل حوليك في بلادنا العربية و المشاهد المرعبة اللي عماله تتعرض قدامك، جي أهون عليك بلائك و بؤسك أتجاه الدنيا، جي أهون عليك سعيك و مجهودك اللي بتبذله في سبيل إنك تكون أقرب إلى الله و أحسن و اللي حوليك بيصدوك عن ده، جي أهون عليك الغلاء و صعوبة العيشة اللي أنت بقيت حاسس بيها هنا، وبحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم يقول فيه:

يؤتى يوم القيامة بأنعم أهل الدنيا من الكفار ، فيقال: اغمسوه في النار غمسة ، فيغمس فيها ، ثم يقال له: أي فلان هل أصابك نعيم قط ؟ فيقول: لا ، ما أصابني نعيم قط ، ويؤتى بأشد المؤمنين ضرا ، وبلاء ، فيقال: اغمسوه غمسة في الجنة ، فيغمس فيها غمسة ، فيقال له: أي فلان هل أصابك ضر قط ، أو بلاء ، فيقول: ما أصابني قط ضر ، ولا بلاء.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه

و يمكن الحديث ده في راحة جدا ليك، إن مهما كان بؤسك و مهما كان حزنك و مهما كان بلائك و صعوبة عشتك كل ده هتنساه في غمسه وحده بس في الجنة غمسه وحده بس هتنسى كل اللي كنت فيه من سوء في الدنيا و ما اهونها قدام نعيم الجنة، بغنسه وحده هتنسى كل الحزن، غمسه وحده بس مش شهر ولا يوم ولا ساعة هي غمسه وحده في الجنة هتنسى أي حاجة كانت مصدر سوء ليك في الدنيا، عشان كده الجنة غالية أوي و تمنها الصبر و السعي و إنك تحاول على قد ما تقدر تكون مع ربنا ، دي غمسه وحده هتنسيك السوء ده كله أمال لو ليك بيت في الجنة أو لو هتخلد فيها هتحس بي اي و ده دايما خليه شعورك قدام كل بلاء يصيبك ده شعورك قدام كل اللي بيستشهدوا أو بيتعذبوا في سبيل الإسلام هي غمسه وحده بس هتنسيها اللي كانوا فيه فهما الكسبانين والله؟!

وللتوضيح هنا أنعم أهل الأرض في الحديث بمعنى أنه كان رامي الأخرة ورا ضهره، زي فرعون و قارون و أي إنسان جبار كان فاكر أنه هيخلد هنا و ربنا كان مديله كل حاجة من نعم الدنيا، فلوس، شهره، و نفوذ، لكنه مكنش بيستغلها للآخرة في مساعدة الدين و المسلمين، بل العكس سعى في الارض الفساد، في نشر العادات السيئة، في نشر الانحراف و التبرج، في نشر كل ما هو مخالف للدين و كان دايما بيحارب الإسلام حتى لو من غير قصد ساعات و على سبيل المثال كونه مش بيقضي الذكاه اللي عليه و هو حق للفقراء فهو بيحارب الدين اللي الزكاة فرض عليك و بتنكره، فربنا يعفينا من الأختبار ده و يرحمنا من شر المال و السلطة و النفوذ .

فأنت هنا مهما أصابك في الحياة من حزن أو غم خليك مع الله، خليك في طريق ربنا، خليك في الطريق اللي هيكون أقل خير فيه إنك تتغمس غمسه تنسى فيها كل البؤس اللي كنت فيه فما بالك بجنة الخلد؟

{ قُل أَذلِكَ خَيرٌ أَم جَنَّةُ الخُلدِ الَّتي وُعِدَ المُتَّقونَ كانَت لَهُم جَزاءً وَمَصيرًا(١٥) لَهُم فيها ما يَشاءونَ خالِدينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعدًا مَسئولًا (١٦) } [الفرقان ]

#موضوع_كل_جمعة

الفراغ، الوحدة، حيث تجلس في غرفتك محدقًا في سقفها تسرح في اللاشيء، تنتظر أن يتغير العالم، يتحسن الوضع، تحاول أن تفتش في أحوال ماضيك حتى تسعد بوضع حاضرك؛ لكنك تجد أنك تنتقل من سيء إلى الأسوأ، فتحاول أن ترسم مستقبلًا سعيدًا، لكن حاضرك وكل ما حولك يخبرك أن القادم أسوأ من السيء الذي تعيش فيه، واقع سودوي، ماضي كئيب، ومستقبل بلا ملامح..
وفي النهاية يوقظك الموت من سرحانك في اللاشيء؛ لتجد أن فترة حياتك قد انتهت وأنت لا تفهم شيء!

- كريم عبدالعزيز

#موضوع_كل_جمعة

{ يُدَبِّرُ الأَمرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الأَرضِ ثُمَّ يَعرُجُ إِلَيهِ في يَومٍ كانَ مِقدارُهُ أَلفَ سَنَةٍ مِمّا تَعُدّونَ }[ السجده: ٥ ]

عامل أي يا صديقي النهارده جي افكرك بحالك اللي أنت فيه سواء عجبك أو لا و جي افكرك إن تدبير ربنا دايما هيبهرك دايما هتلاقي العجب في تدبيره وحياتك طول ما أنت بتسعى للحلال و بتبتغي طريقه.
و تعالى احكيلك قصة عجيبة جدا عن تدبير ربنا و هي قصة إسلام "سلمان الفارسي" رضي الله عنه و أرضاه :
سلمان كان بيعيش في بلاد فارس عشان كده أتسمى سلمان الفارسي، كان هو و أهله بيعبدوا النار و كان أبوه كبير القرية و أغنى واحد فيها، و كان سلمان هو المسؤول عن النار و كان لازم تفضل شغاله بستمرار لأنه ده الإله بتاعهم.

لكن سلمان كان دايما حاسس إن في حاجة غلط بس ميقدرش يقول لأن أكل عيشيهم و الغنى و القيمة بتاعتهم كلها من شغل عبادة النار، و في مرة كان بيتجول و لقى كنسية دخلها و شاف عبادتهم و كانت الكنسية على دين الحق"النصرانية" التوحيد و كانت توافق فطرت الإنسان، فعجبه الدين وقرر انه يحكي لأبوه بس أبوه سجنه و قيده.

و في مرة رحلة رايحه الشام جايه من الكنسية لحد المكان اللي هو فيه فلما عرف هحاول يهرب معاهم و نجح فعلا و اخد كل أمواله و دخل في الرحلة دي مقابل المال و لما وصل الشام دلوه على راهب ولكن كان راهب نصاب بيسرق الصداقات من الناس، ولما توفى الراهب جه واحد غيره و كان صالح و على دين الحق و لما أوشك على الموت قال سلمان له وصيني أروح فين من بعدك لأن كان الدين المسيحي ساعتها بيتحرف و كان نادر جدا لما نلاقي حد على دين التوحيد، و كان ده كله قبل بعثة النبي ﷺ.

فالراهب أوصاه بواحد في العراق و سافر و قعد معاه لحد ما جه توفى و وصاه بواحد في عمورية في الشام و برضو أرتحل فضل معاه لحد ما جه وفاته ولكن هنا بقى قاله انا معرفش حد على دين الحق؛ لكن الزمن ده هيظهر فيه نبي و هيكون موجود في بلده بين حارتين كبيرتين " جبل حجارته سوداء " فيها نخل و علامته أنه لا يقبل الصدقه و لكنه يقبل الهدية و على ظهره خاتم النبوة.

و بعد كده كان في قافله رايحه ناحية الحجاز و قرر سلمان إنه يروح معاهم يبحث عن النبيﷺ و عرض اموال على القافلة دي عشان يخدوه معاهم لكن غدروا بيه و خطفوه و باعوه ليهودي و الغريب هنا إن اليهودي ده يبيعه ليهودي تاني من بني قريظة اللي هي في المدينة اللي هي البلده اللي بين حارتين!

و أول لما دخل المدينة عرف إنها البلد اللي كلمه عنها الراهب و وصفهاله و كان ساعتها النبيﷺ لسه الهجرة متمتش للمدينة و كان مستني النبي ده بفارغ الصبر لحد ما وصل النبيﷺ فعلا المدينة كان سلمان وقتها بيجمع البلح من على النخل لليهودي اللي هو عبد عنده فلما سمع اتنين يهود بيتكلموا عن النبي اللي جه المدينة؛ اتصدم سلمان و وقع من على النخل و جري على الرجُلين و سألهم هو فين النبي ده و راحله بالفعل اختبره أختبار النبوة اللي دله عليها الراهب.

و ذهب للنبيﷺ و للصحابه وقدم لهم التمر على اساس إنه صدقة فلم يأكل منها النبي و أكل منها الصحابة و في اليوم التالي قدم لهم التمر على إنه هدية فقبلها النبي ﷺ و أكل منها و كان النبيﷺ عارف إنه بيختبره و كان حاسس بكده و فضل سلمان يلف حوليه عشان يشوف خاتم النبوة - العلامة الأخيرة عشان يؤمن -لأن النبي كان لابس عبائة بتغطي ظهره ولكن النبي فهمه من نظراته و خلع العبائة و وراله خاتم النبوة؛ وأسلم سلمان فورا بعد ما شاف العلامة الأخيرة و قعد يقبل رأس و قدم و يد النبيﷺ.
و هنا دور سلمان مظهرش غير في غزوة الخندق " الاحزاب" بعد ما تحرر من العبودية و جمع الصحابه المال له ليحرروه ففتاه غزوة بدر و أحد لأن العبد ميقدرش يدخل الحرب لازم يكون من الأحرار.

و كان دور سلمان في غزوة الخندق أنه اصلا صاحب فكرة الخندق و لولاه كان ممكن يكون النصر هو حليف المشركين خصوصًا إن الغزوة دي كان عدد المشركين 10000 مقاتل و ده رقم عمره ما جه في تاريخ العرب وقتها كان زلزال بالنسبة للمسلمين و كان فكرته بحفر الخندق انقذت الأسلام من الهلاك.

و ده تدبير ربنا من راجل غني بيبحث عن الحق لدرجة أنه جه على حساب الفلوس و حياته و قيميته الأجتماعية، لراجل مرتحل، لعبد ضعيف عند يهودي، لسلمان الفارسي بطل غزوة الأحزاب منقذ المسلمين.

فربنا كبير وحكيم و ربنا له تدبير عمرك ما هتعرف هو ليه بيحصلك كده وممكن تموت وأنت متعرفش ليه حصلك كده لكنه الخير ليك طول ما أنت بتسعى في طريق ربنا و في الحلال الأمور كلها هتتيسرلك بطرق خارجة عن إرادتك و ممكن مرة وحده تلاقي نفسك في نقطة الصفر زي ما حصل مع سلمان لما بقى عبد عند اليهودي و مرة وحدة يجي الفرج زي ما لقى خبر ظهور النبي و بقى سلمان رضي الله عنه و أرضاه.

كمل في سعيك و سيب النتيجة على ربنا هو عالم بحالك و عالم بالخير فين ليك.

{ وَمَن أَرادَ الآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعيَها وَهُوَ مُؤمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعيُهُم مَشكورًا }[ الإسراء: ١٩ ]

وفي النهاية ستكتفي بصديق أو أثنين، ستصبح كتوم لا تتحدث إلا قليلا، ستكون الناس في نظرك عبارة عن أشخاص عابرين فلن تصطفي منهم إلَّا من تشعر أنه يُحبك كما أنت، سَتبتعد عن كل من يُرهقك منهم و سَتقترب مِن كل مَن يرتاح بالك و قلبك معه،
في النهاية ستنضج و تعلم أن الصداقة ليست التي تكون في فرحة البدايات ولكن بالمواقف و في الأزمات،
في النهاية ستختار من يختارك دائمًا لأنه يُريدك انت وليس لأنه يريد منك شيء.

- كريم عبدالعزيز

{وَكُلُّهُم آتيهِ يَومَ القِيامَةِ فَردًا}
[مريم - آية ٩٥]

عامل اي يا صديقي يمكن النهارده جي افكرك إن البيئة اللي حوليك مش هتشفعلك يوم القيامة عن عواقب افعالك و ذنوبك، مش هتبقى حجه ليك للأسف، لإنك هتروح لوحدك قدام ربنا و هيسألك لوحدك و هتجاوب لوحدك و هناك مفيش حجج.

{إِنَّ الَّذينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمي أَنفُسِهِم قالوا فيمَ كُنتُم قالوا كُنّا مُستَضعَفينَ فِي الأَرضِ قالوا أَلَم تَكُن أَرضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِروا فيها فَأُولئِكَ مَأواهُم جَهَنَّمُ وَساءَت مَصيرًا}
[النساء - آية ٩٧]

يمكن رسالة دي للي مش عارف يبطل ذنب معين بسبب إن كل اللي حواليه بيعملوه أو بقى أمر عادي بالنسبة للمجتمع، أو لو بطله هيبقى غريب بينهم ومضطهد، هيبقى ملهوش صحاب، ملهوش أهل، و هنا ربنا سبحانه مقالش خلاص بدال الكل بيعمله يبقى اعمل زيهم؛ لا ده لو تقدر تهاجر و تعتزلهم اعمل كده أرض الله واسعة، زي البنت اللي نفسها تتحجب و أهلها رافضين، أو الولد اللي نفسه يلتزم بس خايف من كلام صحابه او خايف من خسارة صحابه أو خايف من أهله، خايف من المجتمع و كلام الناس؛ فافتكر ربنا بيقول في سورة المؤمنون:
{إِنَّهُ كانَ فَريقٌ مِن عِبادي يَقولونَ رَبَّنا آمَنّا فَاغفِر لَنا وَارحَمنا وَأَنتَ خَيرُ الرّاحِمينَ}{فَاتَّخَذتُموهُم سِخرِيًّا حَتّى أَنسَوكُم ذِكري وَكُنتُم مِنهُم تَضحَكونَ}{إِنّي جَزَيتُهُمُ اليَومَ بِما صَبَروا أَنَّهُم هُمُ الفائِزونَ}.
[ الاية ١٠٩ : ١١١ ]

يعني ده هيقابلك كتير في حياتك، إن كتير هيسخر منك ويقلل من شأنك عشان بقيت افضل منه، كتير هيجرح فيك، كتير هيفكرك بذنوب زمان اللي انت بتسعى إنك تتوب منها و بتجاهد نفسك، لدرجة تخليك بدال ما تنصحهم و تخدهم معاك في طريق الحق تبعد عنهم و تتجنبهم عشان محدش يإذيك بكلامه و تكون أنت من الفائزين إن شاء الله.

و هنا نفتكر سيدنا إبراهيم لما قعد يستغفر لوالده و دعاه للإسلام عشان حابب إنه يكون معاه في الجنة وبكل ادب قاله { يا أَبَتِ إِنّي أَخافُ أَن يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحمنِ فَتَكونَ لِلشَّيطانِ وَلِيًّا }[ مريم: ٤٥ ]
لكن والده هدده بالقتل و الرجم و كمان قاله ابعد عني مش عاوزك { قالَ أَراغِبٌ أَنتَ عَن آلِهَتي يا إِبراهيمُ لَئِن لَم تَنتَهِ لَأَرجُمَنَّكَ وَاهجُرني مَلِيًّا }[ مريم: ٤٦ ]

و هنا سيدنا إبراهيم عليه السلام مكنش عليه غير إنه قرر إنه يغير المكان، يحاول يشوف مكان جديد ينشر فيه الدعوة، يحاول يشوف مكان جديد يحمي نفسه من قومه و أبوه، مستسلمش و قرر إنه يكون لوحده عشان خاطر ربنا و خاطر الجنة:
{ قالَ سَلامٌ عَلَيكَ سَأَستَغفِرُ لَكَ رَبّي إِنَّهُ كانَ بي حَفِيًّا }{ وَأَعتَزِلُكُم وَما تَدعونَ مِن دونِ اللَّهِ وَأَدعو رَبّي عَسى أَلّا أَكونَ بِدُعاءِ رَبّي شَقِيًّا }[ مريم ٤٧: ٤٨ ]

و هنا دور ربنا و المكافأة اللي جت لسيدنا ابراهيم بعد ما حس إنه ملهوش حد و إنه تايه و إنه خارج من ارض الله - الواسعة - ضعيف لكن ربنا مش بيسيب حد و مش بيخذل حد اختاره
{ فَلَمَّا اعتَزَلَهُم وَما يَعبُدونَ مِن دونِ اللَّهِ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ وَكُلًّا جَعَلنا نَبِيًّا }
{ وَوَهَبنا لَهُم مِن رَحمَتِنا وَجَعَلنا لَهُم لِسانَ صِدقٍ عَلِيًّا }[ مريم ٤٩: ٥٠ ]

فخليك فاكر إن أي طريق هتاخده عشان ربنا، أي خسارة هتخسرها عشان ربنا في سبيل الآخرة و في سبيل الجنة؛ ربنا هيجزيك خير عليها، و هيعوضك افضل منها بكتير أوي بس خليك في طريقه، و خليك فاكر إنه مفيش حجج هناك .

{ وَأَمّا مَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفسَ عَنِ الهَوى }{ فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأوى }[ النازعات ٤٠ : ٤١ ]

#موضوع_كل_جمعة

‏كلّما ازداد الإنسان غباوة، ازداد يقيناً بأنه أفضل من غيره في كل شيء.

- علي الوردي

وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعۡيَهُۥ سَوۡفَ يُرَىٰ (40) ثُمَّ يُجۡزَىٰهُ ٱلۡجَزَآءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ (41) وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلۡمُنتَهَىٰ (42) سورة النجم

عامل أي يا صديقي؟
عارف أنك بتحاول و بتسعى و عارف إنك حاولت و فشلت و عارف أنك لسه بتحاول عشان توصل؛ بس مش ظابطه معاك و عارف إنك هتحاول تاني و بتسعى إنك توصل للهدف بتاعك بس حابب أفكرك إن سواء وصلت الحمدلله و ربنا كتبلك الخير في الحاجة اللي أنت بتسعى ليها أو ربنا قدر إنك متوصلش و قفل في وشك كل أبواب الهدف ده فخليك فاكر أن ليس للإنسان إلا ما سعى و خليك فاكر إن النقطة اللي انت وصلتلها هو ده الجزاء الأوفى هو ده الخير ليك و هو ده اللي ربنا عايزه ليك مش أنت اللي هتختار ومش أنت اللي بتحدد نهايتك و نهاية هدفك.
{ وَرَبُّكَ يَخلُقُ ما يَشاءُ وَيَختارُ ما كانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبحانَ اللَّهِ وَتَعالى عَمّا يُشرِكونَ }[ القصص: ٦٨ ]

و خليك فاكر إن مجهودك كله اللي سعيت بيه و متحققش مُرادك؛ مرحش هدر بالعكس مجهودك بيتحوشلك في حاجة تاني، سواء في الدنيا أنك هتلاقي حاجة جيالك لحد عندك من غير أي مجهود منك، و كمان ربنا هيحطلك فيها القبول و كأنها الحاجة اللي أنت بتحلم بيها طول عمرك من غير ما تاخد بالك بس أرضى باللي كتبهولك، أو في الاخرة إن ربنا يجزيك خير على كل أفعالك دي.

{ وَقُلِ اعمَلوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُم وَرَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ وَسَتُرَدّونَ إِلى عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ }[ التوبه: ١٠٥ ]

و حاجة كمان عاوز افكرك بيها، إن السعي كله خلي نيتك لله فيه، فكل حاجة نيتك فيها هتكون لله و إنه يارب انا عاوز اشتغل الشغل ده عشانك و عشان أبقى معايا فلوس و اتصدق و أرضيك، عشان يبقى معايا فلوس و اتعفف و اتجوز و ما أعصيك، و إنه يارب أنا عاوز ادخل الكلية دي عشان أنفع بيك الأمة و أعلم غيري و افيد البشرية في حاجة تنفعهم، و هكذا كل نية هتحطها في إنه يارب انا عاوز ده عشانك؛ ربنا هييسرلك الأمور أكتر و هيكون لك الخير فيه إن شاء الله و هو ده احلى سعي إنك تسعى عشان ربنا عشان ترضيه عشان تدخل الجنة إن شاء الله، و دي حاجة إحنا كتير بنغفل عنها و هي النية لله عشان ندخل الجنة و دي الحاجة اللي احنا جايين الدنيا عشانها فلما تسعى في طريق غلط و تزعل إنه اتقفلك فأحمد ربنا ممكن يكون طريقك فيه كان هيبعدك عن الجنة.

مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعَاجِلَةَ عَجَّلۡنَا لَهُۥ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلۡنَا لَهُۥ جَهَنَّمَ يَصۡلَىٰهَا مَذۡمُومٗا مَّدۡحُورٗا (18) وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡأٓخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡيَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ كَانَ سَعۡيُهُم مَّشۡكُورٗا (19) سورة الإسراء

#موضوع_كل_جمعة