حين يقطف السائرون الثمرة غدا؛ سيبكي القاعدون ويندمون=

أتذكر كل دورة علمية تخلّفت عنها، والآن من كانوا معي= حصدوا الثمرة..

وحلقة القرآن التي تخلفت عنها وتكاسلت= قد ختم أقراني وأُجيزوا..

وكل عبادة فُتح لي فيها فقصّرت تكاسلا مني= الآن حُرمتها!

أوصيك ونفسي أن إذا خُضت مِضمارًا؛ فكُن بطله.

وإياك والتأجيل، وأعد الزاد ليوم الرحيل. تشبث بكل فرصة أتيحت لك، واحمد الله عليها، ولا تتكاسل فتُحرم!

أتطمع في منازل السّادات، وأنت من أصحاب الوِسادات ؟!

ابن الجوزي

#منهجيات

وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي : حدثنا يحيى بن الفضل الأنيسي ، سمعت بعض من يذكر عن محمد بن المنكدر ، أنه بينا هو ذات ليلة قائم يصلي إذ استبكى ، فكثر بكاؤه حتى فزع له أهله ، وسألوه ، فاستعجم عليهم ، وتمادى في البكاء ، فأرسلوا إلى أبي حازم فجاء إليه ، فقال : ما الذي أبكاك ؟ قال : مرت بي آية ، قال : وما هي ؟ قال : وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون فبكى أبو حازم معه ، فاشتد بكاؤهما .

- سير أعلام النبلاء

معشر السوريين الكرام:

عادة ما يغلبكم المصريون في عدد المسجلين في البناء المنهجي، وها هي الدفعة السادسة على الأبواب، فبدنا ياكن تغلبوهن هالمرة،

هي الحرية وصارت، فرجونا حالكن :)

سؤال تكرر كثيرًا
وهذه إجابة شافية إن شاء الله

س: عندي سؤال، وهو يحيط بأفكاري منذ أيام الثورة وأُريد له جوابًا
الآن الحمد لله سوريا تتحرر من بطش الكفور بشار على يد الجيش الحر، وهنا سؤالي هل يشترط الوقوف مع الجيش الحر أنهم يريدون إقامة الشريعة الإسلامية أم مجرد هم أصحاب الأرض ويقاتلون الكفور بشار؟
+ سمعت الجولاني تكلم عن ما بعد نظام الكفور أنها ستكون دولة ينتخب الشعبُ رؤساءها! وهذا والله زاد اللبس عليّ

أسأل هذا لأسباب كثيرة وخصوصًا كوني قريب من الأحداث نوعًا ما.

ج: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

سؤالك مهم للغاية لأنه يتناول أحد الجوانب الحساسة المرتبطة بالأحداث الجارية في سوريا، وهو مسألة الدعم والوقوف مع الجهات التي تقاتل ضد الظلم والاستبداد. يمكن تقسيم الإجابة إلى عدة نقاط لتوضيح الأمر:

١- معايير الوقوف مع جهة ما:
الأصل أن المسلم يقف مع المظلوم ضد الظالم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا”، فقالوا: يا رسول الله، ننصره مظلومًا، فكيف ننصره ظالمًا؟ قال: “تمنعه من الظلم”.

في حالة الجيش الحر أو غيره من الجماعات التي تقاتل لإزالة الظلم والطغيان عن الشعب السوري، الوقوف معهم لا يشترط فيه أن يكونوا ملتزمين بشكل كامل بإقامة الشريعة، بل يكفي أنهم يدفعون العدوان والظلم عن المسلمين، وهذا يدخل في باب دفع الصائل، وهو مشروع بالإجماع.

٢- إقامة الشريعة:
إقامة الشريعة الإسلامية هي الهدف الأسمى لكل مسلم، ويجب أن تبقى غاية نتطلع إليها جميعًا.
لكن هذا الهدف قد يكون بعيد المنال في بعض الظروف، خاصة في ظل ضعف الإمكانيات أو الفهم الخاطئ للشريعة.
الوقوف مع الجيش الحر مثلاً أو أي فصيل آخر لا يعني تأييد كل ما يفعلونه أو كل أفكارهم، وإنما هو تأييد لدورهم في إزالة الظلم والطغيان عن الشعب السوري.

٣- كلام الجولاني عن الانتخابات:
الجولاني وغيره من القادة قد يتحدثون بطرق تختلف فيها الأولويات السياسية عن المبادئ الشرعية، وهذا قد يكون نابعًا من رغبتهم في تحقيق توازن سياسي أو التخفيف من الضغوط الدولية.
ومع ذلك، يجب أن تكون الشريعة هي المرجعية في جميع الأحوال، حتى في ظل انتخابات أو نظم سياسية معينة، ويجب أن تكون هناك جهود دعوية وإصلاحية توعوية لتحقيق هذا الهدف بعد سقوط النظام.

٤- نصيحة في هذا السياق:
لا تتعلق القلوب بالأشخاص أو الفصائل، وإنما بالمنهج.

دعمك لأي جهة يكون مرتبطًا بمدى اقترابها من تحقيق العدل ورفع الظلم.

كن حريصًا على التمسك بالمبادئ الشرعية والتفريق بين “التعامل المرحلي” (كالتعامل مع الجيش الحر والفصائل لدفع الظلم) و”التأييد المطلق”.

ونسأل الله لأهلنا في الشام أن يهيئ لهم قيادة رشيدة تحكم بشرعه، وتحقق العدل، وتجمع الكلمة.