ملزمة الأسبوع

Description
قناة عامة لنشر دروس يومية من هدي القرآن الكريم، من ملزمة الأسبوع للشهيد القائد السيد/ حسين بدرالدين الحوثي عليه السلام.
للتواصل مع إدارة القناة: @malzamahTawasul_Bot
Advertising
We recommend to visit

قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، ‏أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )

Last updated 4 weeks ago

يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.

Last updated 1 day, 1 hour ago

- بوت الإعلانات: 🔚 @FEFBOT -

- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.

My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain

- @NNEEN // 🔚: للأعلانات المدفوعة -

Last updated 2 weeks, 6 days ago

6 months, 2 weeks ago

فيقفون المواقف المشرفة مهما كان الحال ومهما كان الأمر.
هؤلاء هم من يأتون يوم القيامة ووجوههم مُبْيَضّة وجوههم بيضاء مشرقة؛ لأنهم بيضوا وجوههم مع الله، مع دينه، مع أمته، مع إخوانهم، مع أمتهم، مع أبناء وطنهم فيقدمون على الله ووجوههم مُبْيَضّة، هؤلاء هم منهم في رحمة الله في الدنيا وفي الآخرة، إنهم يتحركون في رحمة الله، يتحركون في ظل الآيات، وعلى هدى الآيات آيات الله ربهم الرحمن الرحيم.
وفي يوم القيامة سيكونون في مستقر رحمة الله في الجنة يحظون برضوانه، ويحظون بالنعيم، هؤلاء هم من يستحقون كل شرف وكل كرم وكل تقدير، يستحقون المقام العالي عند الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا جاءت الآية بالتعبير السريع جدًا الذي يعبر عن جدارتهم بالجنة {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (آل عمران:107)، كأنهم أصبحوا في الجنة، كأنهم صاروا إلى الجنة، وكأنه ليس هناك ما يمكن أن يحول بينهم وبين الجنة ولا لحظة واحدة {فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (آل عمران: من الآية 107).
{تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ} (البقرة: من الآية 252) {تِلْكَ} إشارة إلى هذه الآيات، وكلمة {آيَاتُ} تعني أعلام أعلام من الهدى، أعلام من البينات، أعلام إلى الحقائق. {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ} حق لا ريب فيه، حق لا شك فيه، حق لا يتخلف.
{تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ} (آل عمران:108) كل هذه التأكيدات من عند الله سبحانه وتعالى بشكل رهيب، بشكل يخلق في نفس الإنسان شعورًا بالحياء، بالخجل أمام الله سبحانه وتعالى، تكشف عن رحمته العظيمة بعباده، إنه يرشدنا؛ لأنه لا يريد لنا أن نُظلم.
ثم عندما يرشدنا أن نسير على هذه الطريق، عندما يهدينا إلى هذا النّهج هو يقول لنا: بأنه سيكون معنا أنه سيقف معنا، وعندما يحصل لدينا إيمان بأنه سيقف معنا فلنعلم من هو الذي سيقف معنا، هو من له ما في السماوات وما في الأرض وإليه ترجع الأمور. هو من يمكن أن يهيئ، هو من يمكن أن يخلق المتغيرات، هو من يمكن أن يهيئ الظروف، هو من يمكن أن يُعَبِّدَ الطريق، هو من يهيئ في واقع الحياة المتغيرات التي تجعلكم قادرين على أن تصبحوا – وأنتم تسيرون في هذا الطريق – أن تصبحوا أمة قادرة على مواجهة أعدائكم، على ضرب أعدائكم، على قهرهم؛ ولهذا جاء بعدها: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} (آل عمران:109) أي ثقوا بأني عندما أهديكم أن تسيروا على هذا الطريق أني بيدي ما في السماوات وما في الأرض، سأستطيع أن أجعل من يؤيدكم من خلقي، ألم يجعل الله الملائكة تؤيد المسلمين في بداية تحركهم مع الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)؟
{وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (الفتح: من الآية 7) هو من كل من في السماوات والأرض خاضع له يستطيع أن يهيئ يستطيع أن يفتح الفُرَج، أن يفتح الثغرات في ذلك الجدار الذي تراه أمامك جدارًا أصمًا، تراه جدارًا من الصلب، هو من يستطيع أن يفتح في هذا الجدار أمامك فترى كيف يمكن أن يضرب هذا الجدار، كيف يمكن أن يدمر ذلك الجدار، الذي ترى نفسك مهزومًا أمامه، ترى نفسك ضعيفًا أمامه، تراه من المستحيل أن تتجاوزه، من المستحيل أن تعلوه، من المستحيل أن تهدمه، {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}.
نحن قلنا أكثر من مرة كيف بإمكان الإنسان – إذا تأمل في واقع الحياة – أن يرى ما يهيئ الله أمام عباده، أمامهم يهيئ الكثير من الفرص؛ لترى وتـثق بأنه ليس هناك من يمكن أن يغلق الأجواء أمامك كاملة، ليس هناك من يمكن أن يحيطك بسور من الحديد بسور فيقفل ويحصرك في موقعك، ترى كل شيء مستحيلًا أمامك، إن الله يهيئ، إن الله يسخر، إن الله يخلق المتغيرات، الأمور بيده، له ما في السماوات وما في الأرض. أليس هذا مما يعزز الثقة في نفوس من يسيرون على هديه؟
وإنه لا يعطي تلك التهيئة ولا يهيئ ذلك إلا لمن هم جديرون بها، ولمن تكون حجة عليهم تلك التهيئة تلك الإنفراجات تلك الفرص إذا ما قصروا وفرطوا وتوانوا في استغلالها والتحرك لاستغلالها.
{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} صدق الله العظيم.
#الله_أكبر
#الموت_لأمريكا
#الموت_لإسرائيل
#اللعنة_على_اليهود
#النصر_للإسلام
???????

للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah

6 months, 2 weeks ago

إذًا فالمفلحون هم الذين لا يمكن أن يكونوا كافرين بعد إيمانهم، هم الذين يمكن فعلا أن يكونوا هم من يضربوا أولئك الذين يعملون على أن تكفر الأمة بعد إيمانها، وليسوا هم الذين سيكونون ضحية لأهل الكتاب فيرتدوا بعد إيمانهم كافرين فتكون وجوههم ملطخة بالعار.
أولئك الذين يتحركون في تثبيط الناس والإرجاف عليهم وتخويفهم: [بَطِّل مالك حاجة]. الذين كنا نسمعهم من زمان: [بَطِّل با يقولوا أنت إرهابي، مالك حاجة] هؤلاء ماذا يعملون بكلامهم هذا؟ أليسوا ممن يهيئ الأمة إلى أن تكون كافرة بعد إيمانها؟ هم من يثبِّطون الأمة، ويثبّطُون الناس عن أن يسيروا على هدي الله فيصبحون متقين لله حق تُقاته، يصبحون أمة واحدة معتصمة بحبل الله بشكل جماعي، يصبحون أمة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.
هل هذا هو هداية لأناس يتحركون أم يقعدون؟ هل هو هداية لناس يعملون وينطلقون في ميادين العمل أم لأناس يجمدون؟ الذي يقول لك: [بَطِّل .. بَطِّل] وفي كل فترة يقول لك: [بَطِّل] أليس يدعوك إلى الجمود والتخلي عما هداك الله إليه، وتقعد عن العمل الذي أرشدك الله وألزمك أن تعمله؟ أليس ممن يعمل على أن يجعل منك شخصًا يمكن أن تكفر بعد إيمانك؟ فتكون ضحية للكافرين، لأهل الكتاب؟ إنهم ممن يقدمون على الله ووجوههم ملطخة بالعار، إنهم ممن يخدم اليهود والنصارى، ويخدمون من إذا خَلَوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ، من تحبونهم ولا يحبونكم إنهم يخدمون من هم حساد لنا، من هم أعداء لنا، من هم مبغضون لنا، من هم لا يودون أي خير لنا، ما أسود وجوههم!، وما أعظم ما لطخوا به وجوههم من الخزي والعار! فيقدمون على الله ووجوههم مسودة.
إن الآيات توحي بأن من يُقصرون ويفرطون قد يكونون ممن يقدمون على الله ووجوههم مسودة، فكيف إذا كان ممن يعمل ويتحرك، وتنطلق من فَمِه تلك الكلمات المثبطة للناس عن أن يسيروا على هدي الله فيحافظون على إسلامهم وينطلقون في مواجهة أعدائهم، فتنطلق منهم الكلمات المرعبة المخوفة المرجفة، ويصبغون أنفسهم بصبغة الناصحين المشفقين، أليس هؤلاء ممن يسودون وجوههم ممن يقدمون على الله ووجوههم مسودة فيقال لهم: {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (آل عمران: من الآية 106)؟ بل كنتم ممن يهيئ الساحة لتكفر بعد إيمانها، ممن يساعد على أن يترسخ في الأمة ويسري في الأمة الكفر بعد الإيمان.
التثبيط هو مِعْوَل هدم خطير على الأمة؛ لهذا قال الله مهددا لأولئك الذين كانوا يسلكون مثل هذا الطريق في أوساط المجتمع في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا} (الأحزاب: من الآية 61) ملعونين أينما تحركوا، أينما التقيت بهم هم ملعونين، أينما التقيت بهم فاعرف أن الفارق فيما بينك وبينهم مليء بلعنة الله عليهم.
تستشعر هذا أنت أنك ستواجه ملعونين عند الله فلتكن حذرًا منهم {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا} (الأحزاب:61) جديرين بأن يقتلوا أينما ثقفوا؛ لأن أعمالهم خطيرة، هم جسر الباطل، هم من يُعَبِّدون الطريق للكفر، هم من يعبِّدُون الطريق لأعداء الله ليضربوا الأمة، هم من يعملون على أن ترتد الأمة فتصبح كافرةً بعد إيمانها، بل تصبح جنودًا مجندة بكل ما تملك لأعدائها.
ثم كما قلنا سابقًا إذا انطلق معك من منطلق أنه ناصح لك ومشفق عليك ورحيم بك فارجع إلى أرحم الراحمين الذي يرشدك إلى هذا، هو الذي يرحمك فعلًا، هو الناصح لك، هو المشفق عليك، هو من يهمه أمرك، هو من لا يريد أن تُظلم فهو يرشدك إلى العمل فيما فيه عزتك وكرامتك ورفعتك، فيما فيه نجاتك في الدنيا ونجاتك في الآخرة من عذاب الله، وفوزك برضوان الله وبجنته.
هذه قاعدة يجب أن ننطلق عليها وأن تكون دائمًا مترسخة في أذهاننا أنه ليس هناك أحد أرحم بك من الله، فمن انطلق من منطلق النصح والإشفاق عليك والرحمة بك وهو يوجهك إلى خلاف هذا، إلى خلاف كتاب الله إلى خلاف آيات الله التي هي تنطلق من الرحمن الرحيم فاعرف أنه – سواء كان في واقعه مشفقًا عليك وناصحًا لك أو لا- أنه إنما يغشك من حيث يشعر أو لا يشعر، وأنك إذا ما قبلت ما قدمه إليك باسم نصح وإشفاق عليك ورحمة بك فإنك قد غشيت نفسك وظلمت نفسك؛ لأن هنا الرحمة، هنا النصح، هنا مظاهر الإشفاق عليك.

{وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (آل عمران:107) ابيضت وجوههم في مواقفهم في الدنيا، كانوا ملتزمين، كانوا من يهمهم أمر الأمة، من يهمهم أمر الدين، هم من يحملون نفوسًا كبيرة تَأْبَى الظلم، تأبى الذل، تأبى الاضطهاد، وتأبى الضَّيمَ، تغضب لله، تغضب للمستضعفين من عباد الله، تحمل العداوة الشديدة لأعداء الله، والغضب العارم على أعداء الله، هم من كانوا ينطلقون في مواقفهم على هدي الله

6 months, 2 weeks ago

?القسم السادس?
? أسئلة قبلية:
? – كيف يكون الكفر بعد الإيمان؟
? – من الذي لا يمكن أن يكون كافرا بعد إيمانه؟
? – ما صفات الذين تبيض وجوههم يوم القيامة؟
? – ما القضية التي يذكرنا بها الله تعالى ليزيدنا ثقة بهدايته لنا؟
???????
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة

{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (آل عمران:106) كفرتم بعد إيمانكم؛ لأنكم رضيتم لأنفسكم؛ لأنكم قصرتم؛ لأنكم فرطتم؛ لأنكم توانيتم فأصبحتم ضحية لأهل الكتاب فردوكم بعد إيمانكم كافرين، وهذا موقف خزي لكم؛ لأن الله يقول في القرآن وحدثنا عن أهل الكتاب أنه ليس فيهم ما يشدنا إليهم، ليس فيهم ما يجعلنا نتأثر بهم، أنهم في خبثهم ومكرهم على النحو الذي يجب أن نكون حريصين على الاعتصام بالله من أجل أن ننجى من كيدهم ومكرهم وخبثهم حتى لا نتحول بعد إيماننا كافرين.
عندما تعاملنا مع القضية هذه ببرودة فأصبحنا نفتح أذهاننا وقلوبنا لهم، أصبحنا نفتح بيوتنا وأسرنا لهم، أصبحنا نؤيدهم، أصبحنا نتحرك في خدمتهم، أليس هذا هو الخزي؟ أليس هذا هو الكفر بعد الإيمان، أن يكون الله قد عمل على إنقاذنا من أول مرة – عندما كنا قد أصبحنا على شفى حفرة من النار فأنقذنا منها – ثم على يد من؟ على يد اليهود والنصارى وبخبثهم ومكرهم نعود من جديد إلى النار.
فإذا لم نتعامل مع القضية بجدِّية كما ينبغي أن نكون في مواجهة خطورتها سنكون فعلًا جديرين بالخزي والعار فنقدم على الله – ونعوذ بالله من أن نكون من هؤلاء – نقدم على الله ووجوهنا مسودة فيقال لنا {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ؟ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (آل عمران: من الآية 106)، أي أنه حصل كفر بعد إيمان، كفر بعد إيمان حصل، وكيف حصل؟ نحن قلنا بالأمس أن اليهودي لا يأتي إليك فيقول لك: أكفر بالقرآن، اكفر بمحمد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ولا يقول لك: تَيَهود تنَصْرَن. سيوصلك إلى الكفر من حيث لا تشعر، ومتى سيوصلك إلى الكفر من حيث لا تشعر؟ عندما تكون إنسانًا لا يبالي، عندما تكون مجتمعًا لا يبالي، عندما تظل مجتمعًا متفرقًا، عندما لا تهتم بهذه القضية فإنك قد هيأت نفسك لتكون بيئة صالحة توصلك إلى الكفر، توصلك إلى الارتداد بعد الإيمان فتقدم على الله – كفرد أو كمجتمع – بوجوهٍ مسودّة {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ؟ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (آل عمران: من الآية 106)؛ لأنه هنا كفر حصل بعد الإيمان، على يد من؟ أليس على يد أهل الكتاب.
وأين هو الوسط الذي قَبِلَ هذا الكفر؟ هو ذلك الوسط الذي لم ينطلق على هدي الله من أول ما قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران 103-105).
المجتمع الذي لا يتحرك على هذا النحو هو المجتمع القابل لأن يرتد بعد إيمانه فيصبحوا على يد أهل الكتاب كافرين، وإلا فمن؟ هل المجتمع الذي ينطلق على هذا النحو هو الذي يمكن أن يرتد بعد إيمانه كافرًا؟ لا. الأمة التي تتحرك وتعتصم بحبل الله جميعًا، الأمة التي تتحرك لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو إلى الخير، الأمة التي تتحرك جسدًا واحدًا لا تسمح للتفرق والاختلاف أن يفرق صفوفها وكلمتها، هل يمكن أن تكون هي التي تكفر؟ لا. هؤلاء قال عنهم: {هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، الكافرون عند الله يصفهم بأنهم خاسرون. فـ{الْمُفْلِحُونَ} عند الله كلمة لا تطلق على من يمكن أن يكون كافرًا أو فاسقًا أو ضالًا في هذه الحياة، أو مقصرًا في أمر الله، {الْمُفْلِحُونَ} تُطلق على المؤمنين في أرقى درجات الإيمان، على المتقين في أرقى درجات التقوى، على السائرين على هدي الله.

6 months, 2 weeks ago

{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران:105) الآيات من أولها، سواء ما كان منها يتحدث عن خطورة القضية التي تواجهنا – والتي عادة ما يتبادر إلى أذهان الناس وحدة الكلمة ليكونوا بمستوى المواجهة، أليس هذا طبيعي يحصل – ثم من بداية التوجيه للناس نحو الطريق -التي فيها ما يجعلهم بمستوى مواجهة هذا الخطر بل القضاء عليه وضربه – كلها تتجه نحو وحدة الكلمة تحت الاعتصام بحبل الله جميعًا، كلها في هذا.. {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: من الآية 103) {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ} (آل عمران: من الآية 104 الآية الأولى فيها ثلاث عبارات تؤكد على وحدة الكلمة، على وحدة الأنفس، وحدة الصف {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ} (آل عمران: من الآية 104) كذلك تؤكد الوحدة.
ثم يأتي نهي مؤكد بوعيد شديد {وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران:105) تنهى عن التفرق، تنهى عن الاختلاف، وتحذر أن نكون مثل أولئك الذين تفرقوا واختلفوا، وهم تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءتهم بينات من قِبَل الله توجههم إلى ما يحول بينهم وبين التفرق والاختلاف، توجههم إلى ما سيجعل منهم أمة واحدة لا تتفرق ولا تختلف، لكنهم تفرقوا واختلفوا؛ تبعًا للأهواء أو جهلًا بدين الله، أو بغيًا من بعضهم على بعض، أو حسدًا من بعضهم لبعض، تفرقوا واختلفوا.
ولم يكن هناك تقصير من جانب الله سبحانه وتعالى أنه لم يوجههم إلى ما يجعل منهم أمة واحدة، أنه لم يأتِ من جانب الله ما يحذرهم من خطورة التفرق والاختلاف، ما ينهاهم عن التفرق والاختلاف، كل شيء قد أتى من قِبَل الله على أوضح ما يمكن وأعلى ما يكون. فهو يقول لنا: بأنكم لا تتفرقوا ولا تختلفوا، ينهانا عن التفرق والاختلاف، وعندما ينهانا عن التفرق والاختلاف؛ لأنه يعلم أن في التفرق والاختلاف الضربة الموجعة لنا، الضياع لديننا، الإهانة لأنفسنا، الشقاء في الدنيا وفي الآخرة، في الدنيا شقاء في الحياة وذلة وخزي في الحياة وفي الآخرة نار جهنم.
عندما ينهانا عن التفرق لا بد وأنه قد رسم لنا الطريق التي إذا سرنا عليها سنكون متوحدين على أرقى ما يمكن أن نتصور، من توحد الصف، توحد الكلمة، تآلف القلوب، تآلف النفوس، لقد أرشد الله إلى ما يجعلنا بهذا المستوى في كتابه الكريم.
فعندما نتفرق ونختلف فنحن تفرقنا واختلفنا على الرغم من وجود آيات الله التي تحول بيننا وبين التفرق لو عملنا بها، أما عندما نتفرق ونختلف ونصبغ فرقتنا واختلافنا بصبغة دينية فإن ذلك يدل على جهل شديد جهل شديد بآيات الله، جهل شديد في مقام معرفة الله، اتهام لله في حكمته، اتهام لله في رحمته، اتهام لله في علمه وهدايته، ونقول: [ما سبر إلا كذا، وليس لنا إلا هذه الطريق، فواجب على كل منا أن يمشي عليها بمفرده] كما هو منطق من يصبغهم [أصول الفقه] بقواعده، من يصبغهم [علم الكلام] بقواعده، ممن يضع نفسه وقلبه بين أيديهم من بداية عمره، فينشأ وهو يرى [أن التفرق والاختلاف هو ما يعني الحرية الفكرية، هو ما يعني كرامة الإنسان، هو ما يعني اتساع المعرفة، ما يؤدي إلى التفرق والاختلاف هو الميزة في هذا الدين]. فتقدم الأشياء معكوسة، وتُسمى بعناوين هي بعيدة عنها، وتُكتب فوقها عناوين هي أبعد ما تكون عنها.
أين الحرية لأمة متفرقة؟ أليس ذلك يؤدي إلى استعباد هذه الأمة؟ لأننا نجد في المقابل أن أولئك الذين ينطلقون نحونا ليستعبدونا ويستذلونا، أليسوا هم يتوحدون على أرقى ما يمكن فيه التوحد فيما بينهم في مواجهتنا؟ يتوحدون في مواجهتنا، وينطلقون جيوشًا من مختلف البلدان تحت قيادة واحدة لضابط أمريكي، وتوجيهات واحدة تصدر من تحته، ففي إطار هذه القضية الواحدة يتوحدون فيما بينهم، ونحن نتفرق ونصبغ تفرقنا بأنه هو الحرية الفكرية، ثم نقول في الأخير [اختلاف أمتي رحمة]. تجلّت الرحمة الآن، ألسنا مختلفين؟ ها هي الرحمة لكبارنا والرحمة لأفراد شعوبنا!! تتحول إلى جنود لأمريكا وإسرائيل هذه هي رحمة، نصبح تحت رحمة اليهود والنصارى، هل هذه هي الرحمة؟!

6 months, 2 weeks ago

?القسم الرابع?

? أسئلة قبلية:
? – متى تفرش الملائكة أجنحتها لطالب العلم؟
? – "لا يجوز لي أن أتبعك، لا يجوز لي أن أمشي على ما ترى"، هناك من يرفع مثل العبارة السابقة كشعار، فإلى أي حد تتوافق هذه العبارة مع مقاصد القرآن الأساسية؟
? – علام يدل أن نتفرق ونختلف على الرغم من وجود آيات الله؟
? – ما موقف القرآن من التفرق والاختلاف؟

???????
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة

هل نرضى لأنفسنا أن نسير في هذه الحياة على خط الخسران، أن نكون خاسرين، ونحن نرى، ونحن نتعلم أو نُعلّم، أنني أنطلق في عبادة الله وأنا أُعلم، أني كالمجاهد في سبيل الله وأنا أعلم، وأنك وأنت طالب علم تسلك طريقًا إلى الجنة، وأنك وأنت طالب علم تفرش الملائكة أجنحتها لك رضًا بما تصنع، إذا كنت تتجه نحو هذا الاتجاه، وتبني هذا البناء ففعلًا سيكون تعليمك جهادًا في سبيل الله، وتكون وأنت طالب علم ممن تفرش الملائكة أجنحتها لك إذا كنت ممن يتحرك على أن تكون ضمن أمة وتؤهل أمة وتبني أمة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ففعلًا ستكون مفلح، وإلا فلا يمكن أن تُعدّ مجاهدًا وأنت في طريق الخسران، ولا أن تُعدّ سالكًا لطريق الجنة وأنت في طريق الخسران، ولا أن تفرش الملائكة أجنحتها لك وهي تعلم أنك لا تسير على هذا الطريق، طريق الفلاح.
فكل ما تقوله أنت لنفسك إنما هو خيال ووَهمٌ: أنك مفلح وأنك مجاهد وأن الملائكة تفرش أجنحتها لك، وأن من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنة، وتَعدّ نفسك ضمن هؤلاء وأنت تقرأ ما يخلخل صفوف الأمة، وأنت تقرأ ما يجعل كل فرد يطلع لوحده أمّة واحدة، شخصًا واحدًا، وأنت تقرأ وتُعمِّم ما يفكك الأمة فيجعلها أمة لا تتبع أحدًا ولا تلتزم لأحد، من منطلق الدين، وكل فردٍ فيها يمشي على ما أدى إليه نظره، و على ما رجحه هو، فلا أحد يتمسك بهذا ولا يلتزم بهذا ولا يتبع هذا، ولا أحد يمشي وراء أحد، ولا أحد يقف مع أحد، وكل شخص يرى أنه لا يَلْزَمه أن يمشي مع هذا، ولا يَلْزَمه أن يمشي وراء هذا!
من الذي ستفرش أجنحتها لهم عندما يكونون على هذا النحو؟ هي الشياطين؛ لأنها هي التي سترضى بما تصنع وليس الملائكة، الملائكة سترضى منك إذا كنت تسير على هذا الطرق، طريق {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: من الآية 103) طريق {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران:104).
الملائكة هم خلق من خلق الله على مستوى عالٍ من الوعي يفهمون كل شيء، يفهمون المنهج الذي تدرسه، يفهمون الخطبة التي تقدمها للناس في المسجد، يفهمون البحث الذي تكتبه، يفهمون الحركة التي تتحركها، والكلام الذي تنطق به باسم الدين أنه إما أن يسير بالأمة إلى هذا الطريق فستفرش أجنحتها لك وإلا فستبتعد عنك وستأتي الشياطين لتفرش رقابها وليس أجنحتها لك وتضع أعناقها تحت قدميك رضًا بما تصنع.
لأن في الحديث ((أن الملائكة تفرش أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع)) راضية بما يصنع؛ لأنه يمشي على طريق الفلاح، يمشي على طريق الله التي تبني ولا تهدم، وتوحد وتجمع ولا تفرق. والشياطين ماذا تريد؟ أليست تريد أن نفرق؟ فمن يقدم كلمة تفرق الناس داخل المسجد فوق المنبر أو في حلقة درس أو داخل مركز أو داخل مدرسة فلا ينتظر الملائكة لتفرش له أجنحتها بل ستفرش له الشياطين أجنحتها، وإن كان يقدم من داخل
القرآن وهو يحرف معاني القرآن، وهو داخل مسجد وفي يده المصحف، وهو يتحدث عن القرآن بما يصرف الأمة عن واقع القرآن فلا ينتظر ملائكة ستدخل الشياطين إلى داخل المسجد وتضع أعناقها تحت طلبته وتحت أقدامه هو رضًا بما يصنع؛ لأنه سيصنع جريمة، سيفرق الأمة باسم الدين، ويجعل كل شخص يطلع بمفرده بعيدًا عن الآخر باسم الدين [لا يجوز لي أن أقلدك، لا يجوز لي أن أتبعك، لا يجوز لي أن أمشي على ما ترى، لا يجوز لي... لا يجوز... لا يجوز... لا يجوز لي إلا أن أطلع وحدي أنا وأعتمد على رأيي أنا وعلى ما يؤدي إليه نظري أنا]. ماذا يعني هذا؟ أليس هذا يعني تعميق وترسيخ للفرقة؟ وصبغًا لها بصبغة دينية؟ تطلع في الأخير كل هذه الآيات لا قيمة لها أمام هذا الترسيخ الذي يمر على أذهاننا سنة بعد سنة ونحن طلاب علم.
وما تزال حلقات العلم قائمة على هذا النحو، ما تزال إلى الآن. ومِن مَن يتفرغ ويترك أعماله وشؤونه الخاصة، ويتفرغ للآخرين يدرسهم لكن على هذا النحو من الأفضل له أن ينطلق إلى أعماله الخاصة، ويترك ما يرى أنه فيه مجاهد في سبيل الله، ليس جهادًا في سبيل الله.

7 months, 2 weeks ago

كما تحرك [حزب الله] في لبنان، لو انطلقوا - وهم الآلاف وفيهم الشباب وفيهم من يعرف كيف يستخدم الأسلحة - لو انطلقوا كما انطلق [حزب الله] في لبنان لحققوا لأنفسهم السلام كما حققه حزب الله لبلده ولشبابه ولمواطني جنوب لبنان. أليس هذا هو ما نجده ماثلًا أمامنا؟
نحن علينا أن نأخذ الدروس ونحن في بداية الأحداث، لا يجوز بحال أن نسكت ونحن نسمع أن الأمريكيين يدخلون إلى اليمن. لماذا جاءوا؟ وماذا يريدون أن يعملوا؟
نحن أيضًا من نردد كلمات التبرير لدخولهم فنقول: [إنما جاءوا ليدربوا الجيش اليمني]. هل أن اليمن إنما تحول إلى دولة، وتحول إلى بناء جيش من هذه السنة؟ أم أن لديه جيش تكون منذ سنين، وتدرب الكثير منه في بلدان أخرى، ولديه هنا مراكز للتدريب؟! هل الجيش اليمني بحاجة إلى الأمريكيين أن يأتوا ليتدربوا؟ ومن أجل ماذا يتدربون لمواجهة من؟ الرئيس يقول: [هناك فقط ثلاثة إرهابيين ادعى الأمريكيون أنهم في اليمن ثلاثة إرهابيين]. هل مواجهة ثلاثة إرهابيين تحتاج إلى كتائب من الجيش الأمريكي وخبراء أمريكيين يدخلون اليمن؟‍‍! وهل ثلاثة إرهابيين في اليمن - كما يقولون - تحتاج إلى أن ترسو السفن الحربية في سواحل اليمن أم أن هناك نوايا أخرى؟!
ونحن - لأننا قد اتخذنا قرار الصمت والجمود وإغماض الأعين - من ستسكتنا، من سترضينا، من سنتشبث بكلمة مثل هذه. لا يمكن أن تكون واقعية.
ثلاثة إرهابيين في اليمن نحتاج إلى جيش أمريكي يأتي ليدرب الجيش اليمني على مواجهة ثلاثة إرهابيين! ألم يدخل اليمن في حرب عام 1994م حرب الشمال والجنوب ألم تكن حرب شديدة هل احتاج اليمنيون للأمريكيين أن يدربوهم؟ لم نحتج إلى ذلك.
إن دخول الأمريكيين إلى اليمن هو بداية شر، يريدون أن يعملوا قواعد في هذا البلد وإذا ما عملوا قواعد في هذا البلد فإنه سيكون قرار البلد بأيديهم أكثر مما هو حاصل الآن، سيحكمك الأمريكيون مباشرة، يؤتون الملك هنا من يشاءون وين‍زعونه ممن يشاءون - إن صح التعبير-، يسيرون الأمور في اليمن كما يشاءون.
وهل نحن نظن بالأمريكيين خيرًا؟ هل يمكن أن نقول إن أولئك الذين قال الله عنهم أنهم ما يودون لنا أي خير، أنهم لا يحبوننا، أنهم أعداء لنا، أنهم سيأتون من أجل الخير لنا؟ ومن أجل مصلحتنا؟ إنهم لا يمكن أن يتحركوا إلا ضدنا وضد مصالحنا، وإفسادنا وإفساد نفوسنا، وشبابنا، وإفساد كل شؤون حياتنا.
فإذا كنا نصمت ونحن نراهم، إذا كنا نسمع أن هناك من يجعل من نفسه جنديًا يعمل على أنه متى ما قالوا فلان إرهابي أن يتحرك لأن يلقي القبض عليه ويضربه ثم نسكت، فإن العواقب ستكون وخيمة وسنرى أنفسنا أبدًا لا يمكن أن يتحقق لنا سلام، ولا تبقى لنا كرامة ولا عزة، وسنرى قرآننا يُحارب، سنرى مدارسنا تغلق، سنرى علماءنا يسجنون، سنرى شبابنا يُقَتَّلُون، سنرى مساجدنا تغلق، سنرى أنفسنا غرباء في بلدنا، نرى ديننا يُحارب. وفي نفس الوقت أيضًا لا يكون لنا عذرنا أمام الله سبحانه وتعالى فنكون في الأخير من قد أوقعنا أنفسنا في خزي في الدنيا، ومن قد جعلنا من أنفسنا من يستحق أيضًا أن يكون له العذاب العظيم في الآخرة.
علينا - أيها الإخوة - أن نفكر دائمًا وكل من يقول إنه يريد السلامة، وأنه لا يريد أن تكون الأمور بالشكل الذي يتطور أكثر فأكثر، عليه أن يبحث عن السلام وفق منطق القرآن الذي قال الله فيه: {يَهدي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ} (المائدة: من الآية16) وأن منطق القرآن كله عمل، كله جهاد ووحدة، وأخوة، وصدق ووفاء.
فإذا كنتم أنتم - أيها الإخوة - تفهمون ذلك فإنه شـيء يجب علينا أن نسـير عليه من الآن؛ لأن المرحلة طويلة كما قال أولئك هـم، عنـدما تحركت القطع البحرية بعد حادث [نيويورك وواشنطن] قال الرئيس الأمريكي: [إن المرحلة ستكون طويلة، وأن هذه عملية ستتطلب زمنًا طويلًا]. خلال هذا الزمن الطويل - إنه الزمن الذي قد رسموه كافيًا لأن يوصلونا إلى أحط مستوى - فإما أن نكون من يستغل تلك المرحلة الطويلة لأن يعودوا فينقلبوا على أدبارهم خاسرين، ونكون نحن من حققنا السلامة لأنفسنا ولديننا، ونكون نحن من حافظنا على ديننا وكرامتنا ومصالح بلادنا.
فإذا كانت المرحلة طويلة فإنها مرحلة سنرى أنفسنا في الأخير إما أعزاء كرماء شرفاء رؤوسنا مرفوعة وديننا عاليةٌ رايته، وإما أن نرى أنفسنا أسوأ مما فيه الفلسطينيين، فإذا كنا نسمع أولئك يقولون: [إنها مرحلة طويلة] فإننا من الآن يجب أن نحسب حساب ماذا يجب أن نعمل خلال تلك المرحلة الطويلة، التي جعلوها هي الزمن الكافي، تحت غطاء قيادة أمريكا لمكافحة الإرهاب، وتحت غطاء كلمة (إرهاب).
وإن أول ما يجب أن نعمله - وهو أقل ما نعمله - هو: أن نردد هذا الشعار. وأن يتحرك خطباؤنا أيضًا في مساجدنا ليتحدثوا دائمًا عن اليهود والنصارى وفق ما تحدث الله عنهم في القرآن الكريم. وأن نتحدث دائمًا عن هذه الأحداث المؤسفة حتى نخلق وعيًا لدى المسلمين، ونخلق وعيًا في نفوسنا.
وأن يكون عملنا أيضًا كله قائمًا على أساس أن تتوحد كلمتنا، أ

7 months, 2 weeks ago

?القسم الرابع?

? أسئلة قبلية:
? – كيف تحققت حالة من السلام لحزب الله وإيران برغم أن العدو يتهمهم بالإرهاب؟
? – من الذي يعيش الآن ويتلقى الضربات الموجعة من الإسرائيليين؟
? – من لا يرى أن عليه أن يتخذ موقفًا في بدايات الأمور متى يمكن أن يتخذ موقفا؟
? – ماذا استفادت اليمن من تبرير البعض لدخول الأمريكيين إليه؟
? – ما أول ما يجب أن نعمله - وهو أقل ما نعمله؟
? – ما أهمية الوحدة في الموقف والكلمة في مواجهة أعدائنا؟
? – من هم الأعداء التاريخيون لهذه الأمة؟
???????
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الإرهاب_والسلام
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 8/3/2002م
اليمن - صعدة

ولنرى مصداق ذلك ماثلًا أمام أعيننا، [حزب الله] في لبنان أليس الآن يعيش في سلام؟ [حزب الله] في لبنان هل التزم الصمت والسكوت؟ أم أنه مجاميع من المؤمنين تشبعوا بروح القرآن الكريم التي كلها عمل وجهاد، كلها وحدة، كلها أخوة، كلها إنفاق، كلها بذل؟ هاهم الآن - على الرغم من أن إسرائيل وأن أمريكا يعلمان أنهم هم الإرهاب بعينه، وفق مفاهيم أمريكا وإسرائيل - هاهم الآن يعيشون في سلام. والإسرائيليون والأمريكيون هاهم يضربون الفلسطينيين ويضربون أينما شاءوا، هاهم يذلون زعماء تلك الملايين، زعماء يمتلكون مئات الآلاف من الجيوش المسلحة بأحدث الأسلحة، وذلك الحزب يعيش رافعًا رأسه، مجاميع من المؤمنين تعيش رافعة رأسها، تتحدث بكل ما تريد ضد إسرائيل، تمتلك قناة فضائية تسخرها كلها ضد إسرائيل، حتى فواصلها ضد إسرائيل، هاهي إسرائيل لا تجرؤ أن تضربهم بطلقة واحدة، أليس هذا هو السلام؟
هاهي إيران نفسها - وأمريكا وإسرائيل تعلمان أن إيران هي الإرهاب بكله، هي الإرهاب بعينه، وأنها ليست فقط دولة إرهابية بل أنها تصدر الإرهاب حسب ما يقولون - هاهي دولة عندما وُوجهت بتهديد أمريكي تجريبي - لأن الأمريكيين قد عرفوا الإيرانيين وعرفوا الثورة الإسلامية وعرفوا قادتها، لكن هذا الرئيس الأمريكي جاء ليعمل تهديدًا تجريبيًا لينظر ماذا ستكون ردة الفعل - والإيرانيين يفهمون كيف يقابلون الأحداث وكيف تكون ردود الفعل الصحيح، خرجوا: زعيمهم قائدهم رئيسهم، كل مسئوليهم والشعب كله خرج في مسيرات صاخبة تتحدى أمريكا.
ما الذي حصل بعد ذلك؟ هل تحركت أمريكا أو كررت شيئًا من عباراتها الجارحة لمشاعر الإيرانيين؟ أم أن الرئيس الأمريكي نفسه وُوجه بكلام قاس من أعضاء [الكونغرس] الأمريكي نفسه، فقالوا لـه: إنك تثير الآخرين ضد مصالح أمريكا. ألم يتحقق بتلك المواقف العملية السلام للإيرانيين.
من الذي يعيش الآن يتلقى الضربات الموجعة من إسرائيليين؟ هل هم حزب الله أم الشعب الفلسطيني؟ لأن الشعب الفلسطيني كانوا كمثلنا يتوافد اليهود بأعداد كبيرة من كل بلد إلى فلسطين ولا يهتمون بذلك ولا يتدبرون عواقب ذلك. كانوا كمثلنا، وما أكثر من يرى هذه الرؤية ولا يأخذ الدروس من الأحداث التي قد وقعت. كان الفلسطيني يبيع من‍زله بمبالغ كبيرة يدفعها اليهود، يبيع منزله ويراه مكسبًا، كما يبيع الناس هنا في بلدنا الكتب من تراثنا، يبيعون كتبًا من تلك الكتب الزيدية المخطوطات القديمة، يبيعها بمبلغ كبير من الدولارات. أليس الناس هنا مستعدون أن يبيعوا من ازلهم بمبالغ كبيرة؟ لا نتدبر العواقب.
الفلسطينيون كانوا يبيعون منازلهم ويبيعون أراضيهم. كان اليهود يتوافدون إلى بلدهم ولا يحسبون لذلك حسابًا كما يتوافد الأمريكيون الآن إلى اليمن ولا نحسب لذلك حسابه ولا نفكر في عاقبته، الحال واحدة. ما الذي حصل؟ تحول اليهود إلى عصابات وضربوا الفلسطينيين.
إن كل من لا يرى أن عليه أن يتخذ موقفًا في بدايات الأمور فإنه قد لا يتخذ موقفًا حتى وإن أصبحت الأمور بالشكل الواضح، لو أصبح هناك ضَرْبٌ من الأمريكيين لليمن أو لمناطق في اليمن تحت مسمى أنهم يحاربون الإرهاب فسنجد أن هناك من يقول: (لا.. لا ينبغي لأي شخص أن يتحرك عندما تتحرك ستثيرهم أكثر). تبريرات لا تنتهي.
لكن ماذا كان عاقبتها في فلسطين؟ عندما توافد اليهود بأعداد كبيرة من كل بلد، وكان الفلسطينيون صامتين، وكانوا هكذا يسيرون على هذه الحكمة التي تقول إن السكوت من ذهب [إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب]، هي حكمة! سكت الفلسطينيون فإذا بهم يرون أنفسهم ضحايا لعصابات اليهود، وإذا بهم يرون أنفسهم أيضًا مواطنين غرباء تحت ظل دولة يهودية، وإذا بهم في الأخير يرون أنفسهم كما نراهم اليوم على شاشات التلفزيون.
أليس هؤلاء يضربون كل يوم؟ هل تظن أن الفلسطينيين ليس فيهم من يقاتل؟ فيهم الكثير ممن يمكن أن يقاتل، فيهم الكثير ممن يمتلكون الأسلحة، [منظمة التحرير] تمتلك أسلحة وتمتلك جيشًا، وتمتلك خبرات قتالية، كانت بعض الحركات في البلاد العربية تتدرب على أيدي الفلسطينيين، لكنهم يمسكون بهذه الحكمة: (السكوت من ذهب)، والجمود هو الحل، والسكوت هو الحل، والمطالبة بالسلام من أمريكا هو الشيء الذي سيحقق لنا السلام. هؤلاء يضربون يومًا بعد يوم.
لو تحرك هؤلاء

7 months, 2 weeks ago

العرب عندما يقولون نريد السلام؟ لقد أصبحنا جميعًا نعلم أن كلمة (سلام) كلمة لا قبول لها عند أولئك. وأن كلمة [سلام] كلمة ظل يتمسك بها زعماء العرب بعد أن أصبحوا على يقين من أنها كلمة لا أحد يستجيب لها من أولئك.
ونحن إذا ما نظرنا إلى هذه الأحداث على هذا الأساس فإنما نحن أيضًا انعكاس آخر لأولئك الزعماء الذين ظلوا يهتفون بهذه الكلمة أمام كل حدث يكون ضحيته تدمير منازل وإزهاق أرواح وإحراق مزارع.
عندما بدأت هذه الأحداث كلنا لمس أن هناك تحرك من نوع آخر، تحرك مكشوف، تحرك ترافقه عبارات صريحة تنبئ عن نوايا سيئة، تنبئ عن أهداف شريرة ضد المسلمين في كل بلد، ومع ذلك يبدو أن تلك الكلمة بدأت تتسرب أيضًا إلى مشاعرنا نحن كلمة [سلام] بذلك المعنى الذي تردد كثيرًا ولم يستجب له أحد.
ها نحن نسمع أن اليمن نفسه يواجَه بحملة دعائية أنه دولة إرهابية وأنه بلد خصب للإرهاب. نسمع أيضًا بأن هناك محاولة بل هناك فعلًا دخول للأمريكيين إلى اليمن، الأمريكيين قد دخلوا كجنود بالمئات إلى اليمن، وإذا جاء أحد يتحدث مع الناس: إن علينا أن نستيقظ أمام ما نشاهد، وأمام ما نسمع، إن العواقب ستكون سيئة، إن المصيبة كبيرة، إن نوايا أولئك سيئة، إن علينا أن نستيقظ، إن علينا أن نعد أنفسنا حتى لا نكون من يسمح لأولئك أن يعملوا ما يريدون؛ حتى لا نرى أنفسنا في يوم من الأيام ضحية في الوقت الذي لا نستطيع أن نعمل فيه شيئًا. هناك من قد يرى أن السكوت هو أسلم، وأنه يجب أن نطالب بالسلام وأن نحافظ على السلام.
نحن ننسى أمام كل حدث، أمام كل حرب نواجهها - وهذه هي من المشاكل الكبيرة علينا - نحن ننسى أن نعود إلى القرآن الكريم، نحن ننسى أننا عبيد الله، والله هو رحيم بنا، وأن الله هو (السلام) وهو من سمانا (مسلمين)، وهو من سمى حتى جنته (دار السلام). أليس السلام هو من أسماء الله الحسنى؟ أوليس ديننا هو الإسلام؟ أوليست الجنة هي (دار السلام)؟ أولم يقل الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {قَد جاءَكُم مِنَ اللَّهِ نورٌ وَكِتابٌ مُبينٌ * يَهدي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ} (المائدة: من الآية16).
ننسى أن من أسماء الله الحسنى (السلام)، وننسى أننا نحمل اسم كلمة (إسلام)، وننسى بأننا نسعى لأن نحظى بأن نكون من أهل (دار السلام)، وننسى أيضًا بأن كتابنا القرآن الكريم يهدي إلى سبل السلام. فلماذا لا نعود إلى القرآن لنعرف ما هو هذا السلام الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى. ما هو ذلك السلام؟ وأين هي سبل السلام التي يهدي إليها القرآن الكريم؟ إذا كنا نبحث عن السلام.
إذا كان زعماء العرب يبحثون عن السلام فإن عليهم أن لا يبحثوا عن السلام من أمريكا أو من إسرائيل أو من بلدان أوروبا، أوليس هذا هو ما يحصل؟ عرفات عندما أصبح سجينًا في بيته يوجه خطابه إلى أمريكا يناشدها بالسلام، والزعماء كلهم على طول البلاد العربية وعرضها يناشدون أمريكا بالسلام.
هل نسيتم أيها العرب أن ربكم هو السلام؟ هل نسيتم أن اسمكم مشتق من السلام؟ {هُوَ سَمّاكُمُ المُسلِمينَ} (الحج: من الآية78) ونحن نحمل اسم (مسلمين). هل نسيتم أن الله سبحانه وتعالى قال: {قَد جاءَكُم مِنَ اللَّهِ نورٌ وَكِتابٌ مُبينٌ * يَهدي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ} (المائدة: من الآية16) فلماذا لا نعود إلى القرآن إذا كنا ننشد السلام لنعرف السبل التي يهدي إليها؟ أليس هذا هو الحل؟
فنحن كل واحد منا - أيها الإخوة - أمام أي حدث يسمعه عليه أن يعود إلى القرآن قبل أن يفكر هو، قبل أن يفكر ويضع لنفسه تفسيرات قد تجعله يتخذ قرارات يظن أن من ورائها السلامة، وهي في الواقع إنما تكون عاقبتها الندامة. إذا كنا نريد السلام فلنعد إلى القرآن ليهدينا هو إلى السلام، ولنسر على هديه ليتحقق لنا السلام. فلا أحد منا ينبغي أن يعود إلى نفسه أمام أي حدث عندما نسمع أن هناك اتفاق على أساس أن اليمن فيه إرهابيون، وأن هنـاك اتفاق على أن يكون هنـاك حرب للإرهاب ومنابع الإرهاب وجذور الإرهاب بالمـعنى الأمريكي - أليس هذا حدث يخيف؟ - فالكثير قد يفكر: إذًا فإذا كانت كلمة (الموت لأمريكا) قد تثير الآخرين علينا فإن السلامة هو أن لا نتحدث بها. أليس هذا الشعور قد يحصل عند أي واحد منا؟
فإذا كان دخول الأمريكيين إلى اليمن نحن نعلم أنه بداية شر في هذا البلد الميمون، ثم نرى بأن علينا أن نسكت؛ لئلا نثيرهم فيدخلوا من جنودهم أكثر مما قد وصل، فحينئذٍ سيكون كل واحد منا يرى أن السلام سيتحقق من خلال السكوت، وأن السكوت، وأن الصمت، وأن الجمود هو وسيلة السلام. لا. لا.. إن هذا ليس منطق القرآن أبدًا. ومن هو الذي يمكن أن نسمي قراره بأنه قرار صحيح؟ من يتخذ قرارًا من عند نفسه، فيقول لنا بأن السلامة في ذلك القرار الذي اتخذه والحكمة التي وضعها.. أم من يعود إلى القرآن الكريم ليبحث عن سبل السلام التي يهدي إليها؟
الآية صريحة {يَهدي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ}، فلنرجع إلى القرآن ال

9 months, 1 week ago

ئيلي، بل الفلسطينيون أنفسهم - وهذا من العجيب ومما يثير الاستغراب والأسى في وقت واحد - أن الفلسطينيين كلما سمعناهم يتحدثون عن هذا الظرف يقولون: [حكومة شارون، شارون، حكومة شارون، حكومة شارون]، لم يقولوا (إسرائيل)؛ لأنهم قد اعترفوا بإسرائيل، وإنما هذا كشخص يهودي هو [حكومة شارون] لو أنها حكومة شخص آخر ما يمكن أن تعمل هذا الشيء! المشكلة هو شارون باعتباره رئيس وزراء. أما إسرائيل ما كأنها مشكلة، ما كأن وجودها مشكلة، فأصبحوا يقولون: [حكومة شارون].
ألم تسمعوهم أنتم؟ كل من يتحدث عن شارون وحكومة شارون، شارون؟ ثم الأجهزة الإعلامية نفس الشيء في البلاد العربية تتحدث عن شارون؛ لأنهم لم يعودوا يتحدثون عن إسرائيل كعدو، لم يعودوا يتحدثون عن اليهود كعدو.
وهذه الكلمة مؤثرة جدًا، استخدام كلمة: [عدو] ضد إسرائيل مما ترسخ مشاعر العداء، هذه فُقِدَت في إعلامنا، فُقِدَت في مناهجنا الدراسية، فقدت حتى في تداولنا في الحديث، فأصبحت كلمة [يهود ونصارى] اُستبدلت بكلمة [الغرب]. الإمام الخميني كان يستخدم - لما كانت هذه العبارة قد أشيعت بشكل كبير - [الغرب الكافر] الغرب الكافر، يتحدث بهذا المنطق.
الغرب، الغرب، أمريكا، هم اليهود والنصارى الذين تحدث الله عنهم هنا وما يكنُّونه لنا، وما يعملوه ضدنا هم هم أنفسهم الذين يسموهم الآن [الغرب]، هم الآن اليهود الذين نسفوا من قاموس التخاطب الإسلامي للبلدان وللدول الإسلامية ألغوا استخدام كلمة (جهاد) واستبدلت بـ[مناضلين وحركة مقاومة وانتفاضة] وأشياء من هذه، لم يعودوا يستخدمون كلمة: [جهاد] التي ركّز القرآن عليها وجعلها مصطلحًا إسلاميًا قرآنيًا له أثره في خلق مشاعر دينية، أنه جهاد في سبيل الله، فاستبدلت بكلمة [مقاومة، حركة المقاومة اللبنانية، المقاومة الفلسطينية، المناضلين العرب، المناضلين، انتفاضة] ليس هناك استخدام كلمة: [جهاد]؛ لنعرف أن اليهود قد وصل الأمر بهم في سيطرتهم علينا إلى أن أصبحت ألسنتنا تحت تصرفهم، أصبحت أجهزتنا الإعلامية تحت تصرفهم.
فإذا كان هناك محطة تلفزيونية تبدو فيها المرأة محتشمة، يجب أن تتجرد من لبسها كما حصل في اليمن! ألم تكن النساء قبل فترة يظهرن محتشمات وتلبس لبسًا يمنيًا؟ لا، يجب أن تبرز شعرها، وأن تبرز سافرة. هذا السفور من أين جاء؟ هذا التأثير من أين جاء؟ اليهود هم الذين يتحكمون في صنع ثقافتنا حتى في التحكم في تخاطبنا فيما بيننا، ومن أين جاء؟ لأن كل الأنظمة التي تحكم المسلمين هي التي تسهل هذا، وتمهد لهذا.
على كل حال - حتى لا نطول - أحد الإخوة الذين تقدموني في الحديث طرح سؤالًا هو: أن الإنسان قد يصل إلى درجة أن يقول ماذا نفعل نحن؟ ماذا نفعل نحن؟ أنا أرى وأعتقد أن الزيدية، أن الزيود - وإن كانوا قليلًا - إذا اتّحدت كلمتهم، إذا بنوا أنفسهم، إذا وعوا هم، وهم يجب أن يكونوا أوعى الأمة.
الزيود هؤلاء الذين بدأ التأثير عليهم وترويضهم ليكونوا كالسُّـنَّية الآخرين، السنيّة هم هؤلاء الذين يواجهون إسرائيل بالحجارة وهم يمتلكون الدبابات، ويمتلكون الطائرات، ويمتلكون كل شيء! يحاولون أن يروضونا أن نكون سنيّة من هذا النوع.
يجب على الزيود أن يكونوا واعين، يجب على الزيود أن يحملوا وعيًا حقيقيًا، أن يتمسكوا بمذهبهم، يتمسكوا بالثقلين، الذين وجه رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) الأمة للتمسك بهم، هذا من أوجب الواجبات علينا.
ألسنا الآن ننقد الأنظمة العربية، ننقد العرب الآخرين ومعظمهم سنة، طيب نحن الشيعة، الشيعة برزوا فعلًا أشد إنكاء لإسرائيل ولأمريكا، إيران، حزب الله برزت أقوى عدو لدود لأمريكا وإسرائيل، وأفضل أجهزة إعلامية لديها، تخلق وعيًا لدى المسلمين، نحن الشيعة الزيود يجب أن نكون واعين أكثر من وعي الإيرانيين، أكثر من وعي حزب الله.
وإذا ما وعى الزيود أنفسهم وكانوا بمستوى المسئولية التي حملهم الله سبحانه وتعالى، أن يكونوا بمستوى الدفاع عن دينه، الدفاع عن عباده فلا بد أن يصل الزيود - وإن كانوا بشكل طائفة بسيطة - إلى أن يكون لديهم قدرة يخلقوا وعيًا في أوساط المسلمين، كما استطاع حزب الله، كما استطاعت إيران.
فنحن نحن طلاب العلم، ونحن هؤلاء الناس الذين نقول: لماذا العرب لا يعملون شيئًا! نحن نستطيع أن نعمل شيئًا، إذا رجعنا إلى القرآن كما استطاع حزب الله، وحزب الله من الأمثلة الإلهية.
يجب أن نفهم أن هذه من الحجج علينا، احتج الله على العرب وعلى المسلمين بإيران وبالخميني، واحتج على الشعوب كشعوب، على الناس كطوائف بحزب الله، حزب الله استطاع أن يرعب إسرائيل، استطاع إعلامها أن يقهر إعلام إسرائيل، استطاع أن يؤثر جدًا على إسرائيل.
أليس هذا شاهد الحال بأن الحركات الإسلامية إذا وعت تستطيع أن تكون مؤثرة ولو بمعزل عن دولها؟ أن الزيود وهم من يعتقدون أنهم هم الطائفة المحقة، يجب أن يرتقى وعيهم إلى أعلى مستوى، بحيث يكونون من أقدر الطوائف على مواجهة اليهود؛ لأن اليهود ليس فقط إسرائيل، إسرائيل واليهود تصلون إلى كل بيت، التثقيف المغلوط يصل إل

We recommend to visit

قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، ‏أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )

Last updated 4 weeks ago

يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.

Last updated 1 day, 1 hour ago

- بوت الإعلانات: 🔚 @FEFBOT -

- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.

My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain

- @NNEEN // 🔚: للأعلانات المدفوعة -

Last updated 2 weeks, 6 days ago