الصحابي الجليل حرام بن ملحان عندما طعنه المشركون يوم بئر معونة، جعل يأخذ الدم وينضحه على وجهه ورأسه ويقول: الله اكبر فزت ورب الكعبة، وقد دُهش قاتله جبار بن سلمى من فرحه ويقينه، فأسلم.

ما الذي رآه الصحابي الجليل حرام بن ملحان رضي الله عنه عندما قال فزت ورب الكعبة!

اللهم ارضَ عن أهل غزة، كما رضيت عن أهل بدر واكتب لشهداء غزة اضعاف ما كتبته للصحابي الجليل حرام بن ملحان، فزتم يا أهل غزة ورب الكعبة.

المجازر في غزة لا تتوقف، إنا لله وإنا إليه راجعون.

أريد منكم أن لا تذكروني ولكن اذكروا موقفي لعله يكون خالدا ودافعا لأبناء أمتنا العربية ولأبناء الأردن النشامى خاصة ليتخذوا موقفا تجاه المحتلين الصهاينة الذين يرتكبون أبشع المجازر بحق إخوتنا وأطفالنا ونساءنا في غزة وفلسطين، إخوتي أبناء العرب إن لم يكن لكم دين ،فليكن فيكم غيرة و نخوة.

- من وصية الشهيد ماهر ذياب الجازي.

على العدوِّ الآن أن يستعدَّ للتعاملِ مع معضلةِ اختفاءِ جثثِ أسراهُ القتلى بفعلِ تدميرهِ المتعمّدِ الواسع الذي أَودى بإنهاءِ حياةِ أَسراه واستشهادِ بعضِ الآسرينَ من أبناءِ المقاومةِ الذين كانوا برِفقتِهم.

لله درُّ حماسٍ كم فقدت، فقد قدّمت في هذهِ المعركةِ صفوةَ الصفوة من أبنائها، الذينَ ضحَّوا بدمائهم ودماءِ أهلهم من أجلِ نصرةِ هذا الدين وتحريرِ أرضِ فلسطين.

كم من مجاهدٍ لا زالَ جثمانه تحت الأنقاض؟
وكم من مجاهدٍ عالقٌ تحتَ الأرض، يحسبُ الجميع أنَّ روحهُ ارتقت إلى العلياء، بينما هوَ على قيد الحياة في نفقهِ الذي أضحى محرابَه، ينتظرُ قدرَ الله في أن يأذنَ لرحمتهِ بأن تُخرِجهُ من ضيقِ نفقه إلى أرضِ المعركةِ مُجدَّدًا ليكملَ إثخانهُ في العدو.
وكم من مجاهد وقعَ في الأسر وينتظر فِكاكَ أسره؟

لكن من المحزنِ أن يسانِدَ هذا العالم بأجمعه الصهاينة في تحقيقِ هدفهم بالتخلَّص من حماس ورجالها.
وما يحزنُ أكثرُ من هذا أن نرى أغلبيةَ أهلِ الضفَّة والقدسِ والداخل بعدَ كلِّ ما حدث ولا زالَ يحدُث، مُنشغلين في دُنياهم ومُنغمسينَ في حياتهم عوضًا عن تفرُّغِهِم للجهاد والمساهمةِ في فكِّ الحصار الخانق على القطاع، وهُم الذين في معركةِ سيفِ القدس عندما هتفوا قائلين: " يا غزّة يلا، مشان الله" هبَّ إخوانهم في غزّة لنصرتِهم، فرغمَ الحصار الخانق على القطاع لم تتردَّد المقاومة في نصرتِهم فقامت بدكِّ تل أبيب بالرشقاتِ الصاروخيّة التي جعلت من تل أبيب مدينةً للأشباح.

أمّا الآن فأكثرُ من 50 ألفَ شهيدٍ دمائهُم تنزِف في قطاع غزّة بينما معظمُ أهلِ الضفّة والداخل والقدس أشبهُ بالموتى.

أمرهم الله بالجهاد بالسلاح، فما آنَ لهم أن يكفُّوا عن الدعاء وإظهارِ الحزنِ وهم نيامٌ خاضعون! إلى متى هذا التخاذل والخضوع والذل يا أهل الضفة والداخل والقدس؟

﴿وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرا﴾ [النساء: ٧٥].

- الياسين ?.