‏1- فهم المشاعر

‏قد يعتبر البعض أن الشعور مجرد حالة مزاجية عابرة، ولكن في الحقيقة، هو الطاقة التي تحركك طوال الوقت وتؤثر في تصرفاتك وأفكارك. خذ مثالًا شعور الحزن؛ هذا الشعور يصاحبه طاقة مثبطة تدفعك للكسل والانطواء، على عكس شعور الفرح الذي ينشطك ويملأك بالحيوية.

‏الطاقة المصاحبة للشعور هي ما تجعله مؤثرًا بعمق، لذا فالشعور ليس مجرد إحساس بل قوة دافعة. ومن المهم أن نتعلم إدارة هذه المشاعر وتوجيهها بشكل صحيح، لأن الانجراف تحت سطوتها يقود إلى قرارات عشوائية ونتائج غير مرغوبة.

‏ليس هناك شعور إيجابي أو سلبي بشكل مطلق؛ الأمر يعتمد على كيفية تعاملنا معه. الطريقة التي نختارها للتعبير عن مشاعرنا تحدد تأثيرها؛ لذا من الضروري اختيار الوقت والمكان المناسبين للتعبير، بهدف تحويل المشاعر إلى قوة إيجابية تدعمنا لتحقيق أهدافنا وسعادتنا.

‏2- ما قبل اتخاذ القرار

‏اتخاذ القرار السليم يبدأ قبل الموقف نفسه بخطوات استباقية تُعزز مهاراتك وتجنبك القرارات العشوائية. الخطوة الأولى تتعلق بتحديد الأهداف، ورؤيتك لنفسك، وما تحب وتكره. هذه الخطوة أساسية؛ لأنها تمنحك مسارًا واضحًا تتبعه عند اتخاذ قراراتك،

‏حيث ستختار ما يتماشى مع أهدافك وتتجنب ما يبعدك عنها. لتحديد أهدافك بوضوح، اسأل نفسك: ما الذي أرغب في تحقيقه؟ من الشخص الذي أطمح أن أكونه؟ وما الذي يسعدني أو يحزنني؟ بعد تحديد هذه الرؤى، تأتي الخطوة الثانية وهي الاستعداد الاستباقي. بدلاً من انتظار الموقف،

‏كُن جاهزًا لتفادي الضغوط، كأن تتجنب مطعمك المفضل إن أردت إنقاص وزنك. باتخاذك خطوات كهذه، تتحكم بقراراتك بعيدًا عن الانجراف خلف الإغراءات اللحظية.

‏3- عند اتخاذ القرار

‏في المواقف التي تتطلب اتخاذ قرار فوري، الحفاظ على صفاء الذهن والهدوء أمر حاسم، وتجنب اتخاذ قرارات تحت تأثير مشاعر قوية مثل الفرح أو الغضب أو الحزن. خذ وقتًا للتفكير في اختياراتك السابقة، مستفيدًا من دروسها لتفادي تكرار الأخطاء. تذكّر دائمًا أهدافك ورؤاك؛

‏إذا كنت تهدف إلى الادخار لشراء سيارة، استخدم هذا الهدف كمرجع لتقييد نفقاتك. كذلك، إذا كنت طالبًا وتطمح للتفوق، استحضر هذا الهدف كلما شعرت برغبة في الاسترخاء غير الضروري. احترم قواعدك الخاصة بدون كثرة استثناءات،

‏وراعِ العواقب الجيدة والسيئة لخياراتك. تجنب التسرع في الحكم على الآخرين، فكم من قرارات خُذِت بسبب سوء الظن وأثّرت سلبًا على العلاقات.

‏4- ما بعد اتخاذ القرار

‏عملية اتخاذ القرار لا تنتهي بمجرد اختيار معين، بل تشمل خطوة مهمة بعدها وهي تحليل القرار وتقييم الطريقة التي أوصلتك إليه. في هذه الخطوة، راجع الأخطاء وتعلّم منها، وحدد الأدوات التي ساعدتك لتستعين بها مستقبلًا.

‏احتفل بقراراتك الجيدة لتعزيز الثقة وتحسين صورتك الذاتية، ولكن أيضًا تقبّل الأخطاء وتعلّم كيفية تقويمها دون الإحباط. حافظ على مراقبة أهدافك بشكل مستمر وقيّم مدى توافقها مع تغيّراتك الشخصية والحياتية، مما يساعدك في تجديد التزامك تجاهها.

‏تذكّر أيضًا الحفاظ على شغفك الأولي نحو الأهداف، فذلك يحفزك للاستمرارية ويمنعك من التراجع.

الكاتبه نوال السعداوي تقول:

اذاكان الإنسان خاليا من الفضيلة، ظل يتحدث عنها ليلا ونهارا. قال لى أبى وأنا طفلة: «إذا سمعتِ إنسانا لا يكف عن الحديث عن استقامة الأخلاق، فاعلمى أنه خال منها، والإناء الخالى يا ابنتى له صوت عال، أما الإناء الممتلئ فصوته هادئ».

صوت أبى كان هادئا، لم يسمع الجيران صوته أبدا. لم يرتفع صوته على صوت أمى. كان يجادلها بصوت هادئ، وتجادله بصوت هادئ. الرأى النهائى للعقل والمنطق والعدالة، وليس رأى الأب أو رأى الأم. تدرب عقلى منذ الطفولة على التحليل وليس على التسليم. وأذناى تعودتا على صوت أبى الهادئ.

"أسلي نفسي والدنيا تسلي نفسها فيني"

• تحليل نفسي مرعب من دوستويفسكي:

" لا تكذب على نفسك، إنّ من يكذب على نفسه، ويرضى بأن تنطلي عليه أكاذيبه يصبح عاجزا عن رؤية الحقيقة. فلا يعود يراها لا في نفسه ولا فيما حوله، وينتهي أخيرا إلى فقد إحترامه لنفسه ولغيره. وإذا أصبح لا يحترم أحدا أصبح لا يحب أحدا، فإذا هو من أجل أن يتسلّى، لأنّه أصبح بغير حب، يستسلم للأهواء ويندفع وراء الملذّات الخسيسة، ويصل إلى درجة الحيوانية، وما هذا كله إلا لأنه يكذب بغير انقطاع، يكذب على غيره وعلى نفسه"

الإخوة_كارامازوف

بينما يقول عمر بن أبي ربيعة بعد لقائهِ بمحبوبتهـ(نُعْم) : "فَيَالَكَ من ليلٍ تَقاصَرَ طُولُهُ وما كانَ لَيْلِي قبلَ ذلكَ يَقصرُ"

مما قيل في وصف الليل... ‏يقولُ قيس بَعدَ أن فارقَ ليلى في وصفِ الليل: "أعدُّ الليالي ليلةً بعد ليلةٍ وقد عِشتُ دهراً لا أعدُّ اللياليا"

تفاصيل إضافية عن الأسباب

1. العوامل النفسية:
• احتياج عاطفي مكبوت: في المجتمعات التي تفصل بين الجنسين وتفرض قيودًا صارمة على التعبير العاطفي، يتراكم احتياج الشباب إلى الحب والتقدير.
• الضعف أمام القبول العاطفي: عندما يحصل الشخص على اهتمام من الجنس الآخر، قد يصبح مفرطًا في تقديم التنازلات خوفًا من فقدان هذا القبول الذي كان نادرًا.

2. التوقعات الاجتماعية:
• الضغط المجتمعي: يُنظر للعلاقات العاطفية في الجامعة كرمز للنجاح الاجتماعي. هذا يدفع بعض الطلاب للبحث عن علاقات حتى وإن كانت على حساب كرامتهم أو استقلاليتهم.
• الصورة النمطية: الشباب الذكور يُتوقع منهم أن يكونوا المبادرين والمضحين دائمًا، والفتيات يُتوقع منهن أن يكنّ مرغوبات ومطلوبات.

3. التأثير البيئي داخل الجامعات:
• الأجواء المغلقة: في بعض الجامعات اليمنية، قد تكون المساحات المشتركة الجديدة بين الجنسين بيئة غير مألوفة، مما يولّد شعورًا بالارتباك العاطفي.
• الاحتكاك المستمر: اللقاءات اليومية داخل الفصول أو الأنشطة الطلابية تجعل العلاقات أكثر قابلية للنشوء بشكل سريع وعاطفي.

4. ضعف الوعي العاطفي:
• التعلم من التجارب الفاشلة: في عمر الجامعة، يخطئ الكثير من الطلاب في فهم حدود العلاقات الصحية بسبب قلة التجربة والوعي.
• الخلط بين العاطفة والتضحية: يعتقد البعض أن التضحية المفرطة دليل على الحب، ما يجعلهم يقعون في نمط سلوكي استغلالي أو تبعي.

التأثيرات السلبية لـ “الخرفنة” في المجتمع الجامعي:

1. على الفرد:
• الاستنزاف النفسي: يؤدي التعلق المفرط إلى مشاعر القلق والخوف من فقدان العلاقة، ما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية.
• الانعزال الاجتماعي: يميل بعض الطلاب إلى قطع علاقاتهم الأخرى (الأصدقاء، الأسرة) بسبب تركيزهم الزائد على العلاقة العاطفية.

2. على التعليم:
• تراجع الأداء الأكاديمي: الانشغال بالعلاقات العاطفية وتأثيرها النفسي قد يؤدي إلى ضعف التركيز وتراجع التحصيل الدراسي.
• ضعف التخطيط للمستقبل: التبعية المفرطة تُشتت الطالب عن أهدافه طويلة المدى وتجعله غير قادر على اتخاذ قرارات مستقلة.

3. على المجتمع الجامعي:
• انتشار بيئة التنافس العاطفي: قد تخلق ظاهرة “الخرفنة” بيئة غير صحية، حيث يتنافس الطلاب على لفت انتباه الجنس الآخر بدلاً من التركيز على التعليم.
• إضعاف قيمة الاحترام المتبادل: إذا أصبحت العلاقات العاطفية تستغل بشكل غير متوازن، فإن ذلك يعزز المفاهيم الخاطئة حول الحب والعلاقات الصحية.

حلول عملية لمواجهة الظاهرة:

1. تعزيز الوعي العاطفي:
• ورش العمل والدورات: تنظيم جلسات تثقيفية حول العلاقات الصحية وكيفية إدارة العواطف بشكل ناضج.
• برامج إرشاد: توفير مرشدين نفسيين في الجامعات لمساعدة الطلاب على فهم مشاعرهم والتعامل مع العلاقات بطريقة متزنة.

2. توفير أنشطة بديلة:
• تنمية المواهب: إشراك الطلاب في الأنشطة الثقافية والرياضية التي تساعدهم على بناء الثقة بالنفس بعيدًا عن الاعتماد على العلاقات العاطفية.
• العمل التطوعي: تشجيع الطلاب على المساهمة في المجتمع لإشباع احتياجاتهم النفسية بطريقة إيجابية.

3. تغيير الثقافة الاجتماعية:
• إعادة تعريف الرجولة والأنوثة: كسر الصورة النمطية التي تربط التضحية المفرطة بالحب، والضغط على الشباب للانخراط في علاقات سطحية لإثبات الذات.
• تعزيز قيمة الاحترام المتبادل: نشر ثقافة تقوم على الاحترام بين الجنسين بدلًا من استغلال المشاعر.

4. إشراك الأسرة والمجتمع:
• توجيه الأهل: مساعدة الأهل على فهم أهمية دعم أبنائهم نفسيًا وعاطفيًا، حتى لا يبحثوا عن هذا الدعم بطرق غير صحية.
• توعية المجتمع: نشر ثقافة الحوار المفتوح بين الأجيال حول العلاقات والعواطف لإزالة الوصمة المحيطة بها.

ملاحظات ختامية:

ظاهرة “الخرفنة” تعكس قضايا أعمق في المجتمع اليمني، منها الكبت الجنسي، ضعف التعليم العاطفي، والقيود الاجتماعية. معالجتها تتطلب تعاونًا بين الجامعات، الأسر، والمؤسسات الثقافية لتوفير بيئة آمنة للشباب تمكنهم من التعبير عن أنفسهم بطريقة صحية ومتزنة.

ظاهرة “الخرفنة” أو التبعية العاطفية المبالغ فيها التي تظهر في العلاقات بين الجنسين تنتشر بشكل أكبر بين طلاب الجامعات لعدة أسباب نفسية واجتماعية متصلة بمرحلة العمر وطبيعة المجتمع الجامعي. هنا تحليل لهذه الظاهرة:

1. الانتقال إلى مرحلة جديدة من الحياة
• فترة الجامعة تمثل انتقالًا من مرحلة المراهقة إلى البلوغ، حيث يبدأ الشباب في تكوين هويتهم الشخصية والاجتماعية.
• الطلاب يجدون أنفسهم للمرة الأولى في بيئة أكثر حرية مقارنة بالمراحل المدرسية، مما يزيد من تعرضهم لتجارب عاطفية جديدة لم يتعاملوا معها من قبل.

2. غياب الخبرة العاطفية
• كثير من الطلاب في المجتمعات المحافظة (مثل المجتمع اليمني) يدخلون الجامعة دون خبرة سابقة في التعامل مع الجنس الآخر بسبب العزل الاجتماعي بين الجنسين.
• هذه الفجوة تجعلهم عرضة للتأثر الزائد بالعواطف والانبهار بالعلاقات، مما يدفعهم للتصرف بطرق غير متوازنة أو مفرطة.

3. الحاجة إلى إثبات الذات
• العلاقات العاطفية في الجامعة تُعد وسيلة لإثبات الذات عند البعض، خاصة في مجتمع ذكوري يربط قوة الرجل بقدرته على تكوين علاقات.
• هذه الرغبة قد تدفع البعض إلى إظهار ولاء مفرط أو تقديم تنازلات كبيرة لإرضاء الطرف الآخر، ما يدخل في إطار “الخرفنة”.

4. قلة النضج العاطفي
• النضج العاطفي يتطلب مهارات مثل التوازن، الثقة بالنفس، وإدراك الحدود في العلاقات.
• طلاب الجامعات غالبًا لم يكتسبوا هذه المهارات بعد، مما يجعلهم عرضة للتصرف بشكل اندفاعي وغير عقلاني في العلاقات.

5. ديناميكيات القوة في العلاقات
• الفتيات في المجتمعات المحافظة يتمتعن بموقع قوة نسبي في العلاقات بسبب ندرة التفاعل بين الجنسين.
• هذا يعطي بعضهن ميزة نفسية، تدفع الشباب إلى التنازل أو تقديم إثباتات عاطفية متكررة لكسب رضا الطرف الآخر.

6. التأثير الإعلامي والرومانسي المبالغ فيه
• الشباب يتأثرون بصور العلاقات الرومانسية المثالية التي تروجها وسائل الإعلام، والتي تصور العلاقة كأنها تضحية مطلقة.
• هذا التصور يزرع فكرة أن التبعية العاطفية المفرطة هي الطريق إلى علاقة ناجحة.

7. الكبت الجنسي والاجتماعي
• في مجتمع محافظ مثل اليمن، يُفرض على الشباب قيود صارمة على التعبير عن العواطف والانخراط في العلاقات.
• بمجرد دخولهم الجامعة، قد يشعرون بأنهم وجدوا مساحة للخروج من هذا الكبت، مما يؤدي إلى اندفاعهم نحو العلاقات بشكل غير متزن.

8. العوامل الاقتصادية والاجتماعية
• الفروق الاقتصادية بين الطلاب يمكن أن تؤدي إلى خلل في ديناميكيات العلاقات، حيث يسعى البعض لكسب رضا الطرف الآخر بتقديم الدعم المادي أو النفسي المفرط.
• في المجتمعات الجامعية، يُنظر إلى العلاقات كوسيلة للهروب من الواقع الصعب أو تعزيز المكانة الاجتماعية.

ماذا بعد؟

لكي نواجه هذه الظاهرة، هناك حاجة إلى توعية الشباب في الجامعات حول:
• أهمية بناء علاقات متوازنة وصحية.
• تعزيز مهارات الثقة بالنفس والنضج العاطفي.
• فهم أن العلاقات ليست وسيلة لإثبات الذات، بل شراكة قائمة على الاحترام المتبادل.

التحول الذي يحدث بعد الزواج في المجتمعات التقليدية، مثل اليمن، يمكن تفسيره نفسيًا واجتماعيًا بارتباطه بتغير الأدوار والمسؤوليات، وانكشاف التوقعات الحقيقية بين الزوجين. في سياق ظاهرة مثل “الخرفنة”، يمكن النظر إلى التحول من عدة زوايا:

1. تلاشي المثالية وانكشاف الواقع
• قبل الزواج:
في مرحلة ما قبل الزواج، غالبًا ما تكون العلاقة محاطة بمثالية مفرطة بسبب قلة التفاعل الواقعي بين الجنسين، مما يؤدي إلى رفع سقف التوقعات. الرجل قد يكون أكثر استعدادًا لتقديم تنازلات أو خضوع مبالغ فيه لإرضاء الطرف الآخر، بسبب الرغبة في إثبات قيمته أو الحصول على القبول.
• بعد الزواج:
بمجرد الدخول في علاقة زوجية يومية، تنكشف الفجوة بين التصورات المثالية والواقع. الزوجان يواجهان تفاصيل الحياة اليومية، بما في ذلك التحديات الاقتصادية، والاختلافات الشخصية، وضغوط الأدوار التقليدية. هذا الانكشاف يخلق صدمة عاطفية ويؤدي غالبًا إلى تغيرات في السلوك.

2. تضاؤل “الخرفنة” أمام السلطة الاجتماعية للزوج
• التغير في الديناميكيات الاجتماعية:
في مجتمعات ذكورية مثل اليمن، يمتلك الرجل سلطة اجتماعية “شرعية” بعد الزواج، حيث يُنظر إليه كرب الأسرة والمسؤول الأول عن اتخاذ القرارات. هذه السلطة تعطيه مبررًا للابتعاد عن سلوكيات التنازل أو الخضوع التي قد تكون ظهرت في المرحلة السابقة.
• تعزيز الدور التقليدي:
بعد الزواج، يُتوقع من الرجل أن يُظهر رجولته من خلال السيطرة على الموارد، اتخاذ القرارات، وفرض النظام الأسري. هذا الدور قد يدفعه للتوقف عن التصرفات “الخاضعة” ليُظهر قوته أمام المجتمع.

3. ضغوط المسؤولية والالتزامات
• الواقعية الاقتصادية:
في فترة ما قبل الزواج، قد يُبالغ الرجل في الإنفاق أو تقديم الهدايا لإرضاء شريكته. بعد الزواج، ومع زيادة المسؤوليات مثل الإنفاق على الأسرة، قد يتوقف عن هذه السلوكيات بسبب ضغوط مالية حقيقية.
• التوتر الناتج عن الالتزامات:
الأعباء التي تأتي مع الزواج قد تجعل الرجل أقل تركيزًا على العلاقة العاطفية وأكثر انشغالًا بتحقيق الاستقرار المادي. هذا يؤدي إلى تقليل التفاعل العاطفي الذي كان موجودًا سابقًا.

4. تغيرات نفسية واجتماعية لدى المرأة بعد الزواج
• توقعات المرأة بعد الزواج:
المرأة التي كانت في موقع “قوة” أثناء مرحلة الخطوبة بسبب سعي الرجل لإرضائها، تجد نفسها أحيانًا في وضع مختلف بعد الزواج، حيث تفرض التقاليد عليها الامتثال لدورها كزوجة وأم، مما قد يخلق حالة من الإحباط أو النزاعات.
• ظهور النزعة السلطوية عند الرجل:
بسبب التربية التي تعزز الأدوار التقليدية، قد يتحول الرجل بعد الزواج إلى شخص أكثر تسلطًا، معتبرًا أن دوره كرجل في الأسرة يمنحه الحق في التحكم الكامل، وهو ما قد يؤدي إلى صراعات داخل العلاقة.

5. صراع الحرية والاستقلالية لدى الزوجين
• قبل الزواج:
العلاقة تكون قائمة على محاولات الإرضاء وتقديم صورة مثالية.
• بعد الزواج:
يدخل الطرفان في صراع حول كيفية إدارة العلاقة، حيث يحاول كل منهما فرض رؤيته على الآخر، خصوصًا في ظل المفاهيم السائدة عن “الرجولة” و”الأنوثة”.

6. تأثير التغير في العلاقة على المفاهيم المجتمعية
• تعميق الانفصال بين الجنسين:
هذه الديناميكيات تعزز المفهوم القائل إن الرجل والمرأة غير قادرين على بناء علاقة شراكة متساوية، مما يُبقي على الانقسام بين الجنسين ويُغذي صورًا نمطية سلبية.
• تعزيز النظام الذكوري:
بعد الزواج، يصبح الرجل أقرب إلى دوره التقليدي كـ”رب الأسرة”، مما يؤدي إلى ترسيخ النظام القائم بدلًا من تغييره.

كيف يمكن كسر هذه الديناميكيات؟
1. التربية المشتركة:
تغيير المفاهيم التقليدية حول الأدوار الجندرية وتعزيز فكرة الشراكة المتساوية في الأسرة.
2. التواصل العاطفي المستمر:
بناء علاقة قائمة على التفاهم والتواصل المستمر بين الزوجين بدلًا من التوقعات المثالية أو الصراعات المستمرة.
3. إعادة تعريف الرجولة:
تعليم الرجال أن الرجولة لا تتعلق بالسيطرة بل بالقدرة على بناء علاقة صحية قائمة على التعاون.
4. دعم المرأة:
تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا لتكون شريكة

الانتظار مؤلم والنسيان مؤلم أيضاً، لكن معرفة أيهما تفعل هو أسوأ أنواع المعاناة.