تذكرة حول الألفاظ المجملة ?****

عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: جَاءَ ابْنُ أَخِي الْحَارِثِ بْنِ رَبِيعَةَ إِلَى عُرْوَةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى الْكُوفَةِ، فَقَالَ عُرْوَةُ: لَعَلَّكَ أَتَيْتَنَا زَائِرًا مَعَ امْرَأَتِكَ قَالَ: وَأَيْنَ امْرَأَتِي؟ قَالَ: تَرَكْتُهَا عِنْدَ بَيْضَاءَ - يَعْنِي امْرَأَتَهُ - قَالَ: فَهِيَ إِذًا طَالِقٌ الْبَتَّةَ قَالَ: وَإِذَا هِيَ عِنْدَهَا قَالَ: فَسَأَلَ فَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَعَلَهَا وَاحِدَةً وَهُوَ أَحَقُّ بِهَا»،

ثُمَّ سَأَلَ فَشَهِدَ رَجُلٌ مِنْ طَيِّئٍ يُقَالُ لَهُ رِيَاشُ بْنُ عَدِيٍّ «أَنَّ عَلِيًّا جَعَلَهَا ثَلَاثَةً»، فَقَالَ عُرْوَةُ: إِنَّ هَذَا لَهُوَ الِاخْتِلَافُ، فَأَرْسَلَ إِلَى شُرَيْحٍ، فَسَأَلَهَ، وَقَدْ كَانَ عُزِلَ عَنِ الْقَضَاءِ،

فَقَالَ شُرَيْحٌ: «الطَّلَاقُ سُنَّةٌ، وَالْبَتَّةُ بِدْعَةٌ فَنَقِفُ عِنْدَ بِدْعَتِهِ فَنَنْظُرُ مَا أَرَادَ بِهَا»

«مصنف عبد الرزاق» (6/ 357 )

وقال أَبُو بَكْرٍ في المصنف قَالَ: نا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا أَرْسَلَ عُرْوَةُ إِلَى شُرَيْحٍ اعْتَلَّ عَلَيْهِ، فَعَزَمَ عَلَيْهِ لَيَقُولَنَّ:

فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ سَنَّ سُنَنًا، وَإِنَّ النَّاسَ قَدِ ابْتَدَعُوا، وَإِنَّهُمْ عَمَدُوا إِلَى بِدَعِهِمْ، فَخَلَطُوهَا بِالسُّنَنِ، فَإِذَا انْتَهَى إِلَيْكِ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، فَمَيِّزُوا السُّنَنَ، فَأَمْضُوهَا عَلَى وَجْهِهَا، وَأَلْحِقُوا الْبِدَعَ بِأَهْلِهَا، أَمَّا طَالِقٌ فَمَعْرُوفَةٌ، وَأَمَّا الْبَتَّةَ فَبِدْعَةٌ نُوقِفُهُ عَلَى بِدْعَتِهِ، فَإِنْ شَاءَ تَأَخَّرَ، وَإِنْ شَاءَ تَقَدَّمَ»

قلت ُ قول شريح رحمه الله -بغضِّ النَّظَر عن الخلاف المشهور في لفظ ((البتة ونحوه ))حتى كان أحمد في أكثر الروايات عنه يتوقف فيها فلا يفتي -

إلا أنه يستفاد منه أبلغ العبرة في حكم تناول مسائل العلم بألفاظ مجملة أو محدثة وتأسيس الأحكام من خلالها من غير استفصال ولا تفسير ولا تدقيق يزيل اللبس والإشكال في معناها

فمسائل (كل مسائل العلم) تقوم على جهات مهمة هي عصبها وعمود فسطاطها :

أولا تصور صحيح لواقع المسألة وحدودها

ثانيا ضبط ألفاظها وإتقان لغة الراسخين المستعملة فيها و في نظائرها

ثالثا معرفة دلائلها ووجه الإستدلال عليها المنضبط بفهم السلف من الصحابة الكرام والتابعين لهم بإحسان

وإذا كنت في مقام الرد على المخالف فيضاف

رابعا تصور صحيح بعلم وعدل لمقالة مخالفك مع تحرير موطن النزاع

واعلم أنه على قدر تقصيرك في هذه الجهات وعدم مراعاتها والتحلي بما يناقضها يكون الخلل في التأصيل والتنزيل والرد والله المستعان

وما يناقض هذه الجهات

أولا القصور أو الجهل بواقع المسألة وحدودها

ثانيا استعمال الألفاظ المجملة وعدم تحرير الألفاظ الشرعية تحريرا أثريا

ثالثا استعمال الدلائل المجملة و أقيسة التشبيه القاصرة وإهمال فهم السلف والأسبقية

رابعا عدم العدل في إعطاء قول المخالف حقه أو التعامل معه من خلال تلك الألفاظ المجملة ولوازمها

وأشدُّ شيء يزيد في فساد التصور والإنصاف هو البغي والحسد والبغض بهوى جامح فيوقع في الظلم والعدوان

و من تأمل في غالب الخصومات يجد أنه هو باعثها الأساسي الموجب للعداوة ثم تكسى ثوب العلم بالزور والبهتان

لذا يظهر من الباغي عوار وفواقر في رده ونقضه المزعوم لعدم إخلاصه وصدقه وإتباع نفسه هواها

فانتبه …..

وبالله التوفيق

تنبيه حول وصف فئام من غلاة المرجئة بالسَّلفية …!!?****

وصف هذا النوع بالسلفية إنما هو من باب الإنتساب والإنتحال
والدعوى

وليس على جهة الحقيقة

قال ابن أبي شيبة في مصنفه حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنِ ابْنِ يَعْمُرَ قَالَ: وَرَدْنَا بِالْمَدِينَةِ فَأَتَيْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَقُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، إِنَّا نُمْعِنُ فِي الْأَرْضِ فَنَلْقَى قَوْمًا يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ ، فَقَالَ: ‌مِنَ ‌الْمُسْلِمِينَ ‌مِمَّنْ ‌يُصَلِّي ‌إِلَى ‌الْقِبْلَةِ (1)،

(2)قَالَ: فَغَضِبَ حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ ، ثُمَّ قَالَ: إِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ مِنْهُمْ بَرِيءٌ وَأَنَّهُمْ مِنْهُ بُرَآءُ ….))

(1)باعتبار الإنتساب وقد أطلق تكفيرهم والبراءة منهم كما هو معلوم منه رضي الله عنه

(2)في رواية (قَالَ: نَعَمْ مِمَّنْ يُصَلِّي إِلَى الْقِبْلَةِ)

ويشبهه ما جاء عن سليمان بن قرم قال قلت لعبد الله بن الحسن ‌في ‌أهل ‌قبلتنا ‌كفار ؟
قال نعم الرافضة»

«تاريخ دمشق لابن عساكر» (27/ 376)

هل تجنينا عليهم ولم نُحْسِن فهمَ مقالتهم …؟؟ 02?*?***

{دردشة حول موقف السَّلَفِية المعاصرة من عُبَّاد القبور والجهمية النفاة خاصة …!!!}