إنّ الإنسان، بطبيعته التي فُطِر عليها، لَيَمِيلُ إلى الراحة والدعة، ويهفو إلى السكون والهُدوء، كأنّ جسده عَهدَ بنفسه إلى الأرض فألف التراب والرُقاد. فإن عُرِضَت عليه المَشقة، استثقلها، وإن دُعِيَ إلى الكدّ والعمل، تباطأ وتلكّأ كأنّما قد أُثقِل بالقيود.

وما الكسلُ إلا نَزعةٌ في النفس تستهويها حين يشتدّ عليها العناء، فتفرُّ من سُبل الجدّ كأنّها تهرب من لظى الرمضاء. وإنّ المذاكرة، تلك التي تُنير العقول وتُرقّي المدارك، لهي في عين الكسول كحِمْلٍ ثقيل يُثقل ظهره، فينأى بنفسه عنها ويبتغي ما يلهيه.

ولكن، لو علم الإنسان أنّ الرَّاحة الحقيقية لا تُنال إلا بالجدّ، وأنّ النصر لا يُدرك إلا بالصبر، لنبذ الكسل وراء ظهره، واستعذب مشقة السعي كأنها لذّة تُرتجى، فالحياةُ دارُ عملٍ، والعاقبة للذين يجاهدون في طلب العُلى.

‏"زيِّنوا يوم الجمعة
بالصلاة على النَّبِيِّ ﷺ" ❤️

‏"ومن عاشَ يقضي حوائج النَّاس
‏قضى اللهُ حوائجه" ❤️

ويحَ نفسي! أأجزعُ لكلِّ منغِّصٍ وأبكي كلَّ فائت؟ كأنَّ العيشَ في هذه الدارِ قُسِّمَ على الكدرِ، فلا يُصافيكَ يومٌ إلا ويتبعه همٌّ، ولا تُدركُ سرورًا إلا ويَعتريه نقصٌ.

يا نفسُ، أتهنَّئينَ بهذه الدنيا وقد علمتِ أنها إلى زوال؟ أفلا تُريحينَ قلبَكِ بذكرِ ما عند اللهِ من لقاءٍ، حيثُ جنانٌ لا تُكدِّرُها الأحزان، ونعيمٌ لا يعتريه نقصان؟

رويدَكِ يا نفسُ، فالصبرُ خيرُ العُدَّة، وما العيشُ إلا عبورٌ إلى دارِ الخلد، حيثُ يُجزى الصابرون ويُوفَّى المتقون وعدَ ربٍّ كريمٍ لا يخلفُ الميعاد.

فما لي أراكِ يا نفسُ تذرفينَ الدمعَ على دنيا لا تدوم، وتجزعينَ من بلاءٍ قد جُبلَ عليه بنو آدم؟ أما علمتِ أنَّ الحزنَ يُضعِفُ القلبَ، وأنَّ الجزعَ يذهبُ العقلَ؟

يا نفسُ، إنَّ الدهرَ دوّارٌ، فلا سرورٌ يدومُ، ولا حزنٌ يُخلّد. فاصبري صبرَ الكريمِ إذا نزلَت به الخطوب، واستعيني بذكرِ الله، فإنّ في الذكرِ طمأنينةً، وفي الرضا راحةً.

وما هذه الدارُ إلا ممرٌّ إلى دارٍ خيرٍ وأبقى، حيثُ لا يُسمعُ فيها إلا ضحكُ السعداء، ولا يُرى فيها إلا نعيمُ المطمئنين. فاصبري يا نفسُ واحتسبي، فإنَّ وعدَ اللهِ حقّ، وإنَّ لقاءَه قريبٌ، وما عنده خيرٌ مما يفنى ويزول.

أنا طبيب عناية مركزة ، أحيانا يسألني بعض المرضي وذويهم عن حكم الصلاة لمن يقومُ بتركيب جهاز قسطرة للمثانة، وقد يخرج منها البول وهو يصلي؟ وكذلك أجهزة التغذية الفموية . بارك الله فيكم.

ج / بارك الله فيك أيها الطبيب وزادك حرصا علي تعلم الأحكام الفقهية الخاصة بمهنتك وأكثر من أمثالك..

الأصل أن الطهارة مُعتبرة لصحة الصلاة، فلا يجوز تعمُّد الصلاة في ثوب نجسٍ، ولا وهو يحمل شيئًا نجسًا، وعلي المريض أن يُطهِّر ثيابَه النجسة، وأن يضع عنه محمولَه النَّجس إذا قام إلى الصلاة، فلو حمل المُصلِّي قارورةً فيها بول أو غائط وهو ذاكرٌ لها قادرٌ على نزعها لَبَطلت صلاتُه.

هذه هي أحكام السعة والاختيار، فماذا عن أحكام الضرورة والضيق؟

إن كان هذا المحمول النجس لا يُمكِن للمصلي نزعُه، ويتضرر بذلك، كما لو كان يحمل #قسطرةً متصلةً بالمثانة يجتمع فيها البول، أو يحمل أكياسًا تجتمع فيها الفضلات ونحوه، وكان أهل الخبرة من الأطباء يُؤكدون أن المريض الذي يحمل هذه الأشياء يتضرَّر بنزعها، فإن قواعد الشرع الحنيف ترفعُ الحرج، وتوجب دفعَ المشقة، والحمد لله على توسعته على عباده، فالمشقة تجلبُ التيسير، وحراسة النفس أولَى وأهم من رعاية شرط في الصلاة.

وبناء على ذلك فإنه #يجوز له أن يصلي على هذه الحالة، مع اشتراط إغلاق هذه القسطرة بإحكامٍ، بحيث لا يتسرَّب منها شيء، وأنه متى تيسر نزعُها بلا ضرر وجب ذلك.

فضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصّاوي .

#فتاوي_فقه_الطبيب
#فقه_الصلاة_للطبيب

وا حر قلباه على جدّي رحمه الله، يوم رأيته مسجّى أمامي، ساكنًا كالصخر، لا يتحرّك ولا ينبض بالحياة. كأن الموت حين أخذه، أخذ معه قطعة من روحي. مددت يدي المرتجفة لأغسله، وأنا أعلم أنّها اللحظة الأخيرة التي ألامس فيها جسده الطاهر.

سكبت الماء عليه، ولكن الماء كأنّه كان ينهمر على قلبي، يغرقه في حزنٍ لا قرار له. كيف ليدي أن تغسله، وهي التي طالما امتدت لتقبّلها بركةً من يده؟ كيف لعينَيّ أن تراه ميتًا، وهي التي ألفت رؤيته قائمًا، يفيض حكمةً ووقارًا؟

لقد كنت أقف أمامه كالمشدوه، عقلي متوقف كأنّما أصابه الصمم والبصر. قلبي يرجف كطير جريح، وروحي تناديه أن يعود، أن يتحرّك، أن ينطق ولو بكلمة. ولكن هيهات! الموت إذا جاء فلا رجعة ولا مجال.

ويا لمرارة الفقد، جدّي الذي كان لي سندًا ومرشدًا، رحل دون أن أتمكّن من ردّ جميله. رحل قبل أن يرى نجاحي، قبل أن أقبّل رأسه وأقول له: "يا من كنت أبي الثاني، يا من غرست فيّ ما أنا عليه اليوم." رحل وتركني في دنيا كأنّها صحراء جرداء، لا ظلّ فيها ولا أنيس.

رحمك الله يا جدّي وجدتي ، وجعل قبركما روضةً من رياض الجنة. لقد رحلت بجسدك، ولكن روحك باقية في أعماقي، وصورتك محفورة في قلبي، وستبقى ذكراك نبراسًا يُضيء لي طريقي مهما اشتدّ الظلام.

#نصيحة من أخ

أختي العزيزة، يا زهرة الحياء وعنوان العفة، افتكري دايمًا إنكِ أمانة غالية عند أهلك، وإنكِ رمز للطهارة والخير. أهلكِ وثقوا فيكِ وأنتِ حملتِ الأمانة بكل حب، وربنا سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: "ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولًا معروفًا" (الأحزاب: 32).

التمريض مهنة عظيمة وشريفة، بتخدمي بيها الناس وبتكوني سبب في رحمتهم، لكن لازم تفضلين محافظة على احتشامك في ملابسك وكلامك مع الناس يكون جاد وباحترام، بعيد عن أي لين أو مزاح ممكن يتفهم غلط.

خلي قلبك دايمًا مليان بخوفك من ربنا، لأن الخوف من الله هو الحصن اللي بيحميكِ من كل شر. حاولي على قد ما تقدري تتجنبي الاختلاط غير الضروري، ولو حصل، خليها في أضيق الحدود مع الالتزام بالوقار والأدب. وافتكري دايمًا إن جمالك الحقيقي مش في الشكل الخارجي، لكن في أخلاقك وعفتك.

أهلك وثقوا فيكِ وبعتوكِ تكوني قدوة في الخير، فلا تكسري الثقة دي بتصرفات ما تليقش ببنت مؤمنة. احفظي نفسكِ لأنكِ جوهرة غالية مالهاش تمن.

وفي الآخر، أسأل الله أن يثبتكِ على الحق ويوفقكِ في شغلكِ وحياتكِ، ويجعل كل خطوة ليكِ بركة وخير.

مسنين_بنك_اسيوط_scanner.pdf