العلمانية ديانة بكل ما تحمله الكلمة.. بعد سقوط الإتحاد السوفييتي شاع في الفكر الغربي أسطورة من الأساطير وهي ما يُسمى بـ"نهاية التاريخ" نسبة إلى الكتاب الذي يحمل الإسم والفكرة، وهي أسطورة تزعم بأن نهاية ما وصل ويمكن أن يصل إليه الإنسان من خبرة سياسية وإقتصادية…

العلمانية ديانة بكل ما تحمله الكلمة..

بعد سقوط الإتحاد السوفييتي شاع في الفكر الغربي أسطورة من الأساطير وهي ما يُسمى بـ"نهاية التاريخ" نسبة إلى الكتاب الذي يحمل الإسم والفكرة، وهي أسطورة تزعم بأن نهاية ما وصل ويمكن أن يصل إليه الإنسان من خبرة سياسية وإقتصادية وليبرالية قد تمثلت في نمط الحياة والحُكم الغربي الأميركي وقد تبنى هذا المعنى المعنى شركات الأفلام والإعلام والسياسيين والفلاسفة...إلخ

هذه الفكرة إن لم تكن تعلم فهي في الواقع جمعت النقيضين في آن واحد، فالفكر العلماني والحداثي إنطلق من مقدمة التمرد على الماضي والقديم والمأثور لا سيما المأثور الديني، ثم جعلت من تاريخ الإنسان طريق نحو التقدم لا ينتهي!! أي أن العلمانية التي جعلت من الأفكار والعقائد منتجاً عقلياً مصيره الزوال كي يأخذ مكانه منتجاً عقلياً آخر وبشكل مطرد قد جعلت من نفسها للتو ما كانت في صراع معه وهو القديم والمأثور الذي يتصف بالكمال

وهذا الزعم بالكمال في الشأن السياسي والإداري والحقوقي لا نجده في الحقيقة إلا في العقائد الدينية وهو ما يتعارض تمام التعارض بالعلمانية التي تُلغي الإحتكام للماورائيات كما أننا لا نملك مما بين أيدينا من خلاصة الإجتهاد الفكري ما يخبرنا أو حتى يلمح لنا إلى ذلك الكمال أو إمكانية الوصول إليه وإثباته بالطُرق العلمية المادية، فهاهي العلمانية والحداثة الأن تزعم نفس هذا الكمال الذي تتصف به تلك العقائد الدينية .. فهل لدى علمنج الإنبطـ ـاح إجابة على تلك الكارثة الفكرية أم أنهم قد لعقوا المـ ـراحيض حتى جفلت عقولهم؟

أيهم أسوأ؛ الراهب النصراني أم الليبرالي؟

يُعد "جون لوك" بمثابة الأب الروحي لليبرالية وهو الذي دافع عن أهم حقوق الإنسان (الحرية، الملكية، الحياة) وهو كذلك الذي وصف العبودية بأنها "حالة بائسة وبغيضة"، لكنه مع ذلك كان أحد أهم المستثمرين في أهم شركة لتجارة العبيد في ساحل إفريقيا وهي "الشركة الإفريقية الملكية"، ليس هذا فحسب بل كان لوك أيضاً أحد المؤسسين لنظام العبودية في المستعمرات الأميركية، فقد كان مسؤولاً عن تعديل واحدة من المواد الأساسية على نص الدساتير الأساسية لكارولينا وهو النص الذي كان بمثابة نصاً مؤسساً للعلاقات القانونية في المستعمرة البريطانية كارولينا في أمريكا الشمالية وهي المادة رقم 101 والتي دارت حول علاقة رب العمل بالعامل، فقبل التعديل كانت المادة تنص على أن يتمتع كل رجل حر في كارولينا بسلطة مطلقة على عبده الزنجير في غير ما يخص الدين والرأي

أما الإضافة التي صاغها جون لوك في تعديل جملة "سلطة مطلقة إلى "سلطة وقوة مطلقة"، والفرق بين السلطة والقوة هنا هو أن القوة كما شرحها في المقالة الثانية من الحكومة - تمنح السيد الحق في سلب عبده الحياة، أي عدم تجريمه فى حال قتله لعبده

أما الجزء المتبقى من المادة والمتعلق باستثناء حرية التدين فقد يبدو في ظاهره نوعاً من احترام حرية العبد الدينية، لكنه في حقيقة الأمرو انعكاس الصراع بين الكنائس وملاك العبيد حول مسألة ما إذا إعتنق العبد المسيحية، فهل بذلك يصبح حراً؟ وعليه فجاء النص ليمثل نوعاً من التسوية بين الطرفين، حيث أعطى للسيد حقوقاً مطلقة على العبد، وفي الوقت نفسه أعطى للكنسية حرية تبشير العبيد وتحويلهم للمسيحية، وقد انتجت هذه التسوية نوعاً من التحالف بين الكنائس وملاك العبيد على حساب العبد نفسه

وهو التحالف الذي بتفككه فيما بعد أفضى إلى بداية النهاية لنظام العبودية الأمريكي، الملاحظ هو أن جون لوك ظلّ على مدار حياته داعماً لهذه التسوية ذلك أنه كان يستشهد بنصوص من الكتاب المقدس تؤكد أن إعتناق العبد المسيحية ليس مبرراً لمنحه الحرية، أي أن بعض الفرق الدينية المسيحية مثل الكويكرز فيما ذات الوقت كانت أكثر معاداة للعبودية من فيلسوف التنويرم والليبرالية "جون لوك"

شفتوا يا نساء العالم
طلع ان اللي حرر المرأة فعلا هم الاسلاميين المجاهدين الشجعان ، لم يحررها النسويات ولا الليبراليين ولا التنويريين، ولا مؤتمرات ورسات تمكين المرأة ولا ندوات الجندر ولا أكشاك ومنظمات تحرير المرأة من دينها ..