ما أنعم الله على المسلمين بنعمة أعظم ولا أكرم عليهم من نبيٍّ حريص عليهم، رؤوف بهم، صاغه الله من الرحمة، قد ادخر لهم نصيبه من ربه منةً عليهم وكرمًا.

فحيثما وجبت عقوبة الله على أحدهم، أدركهم رسول الله صل الله عليه وسلم، فتشفَّع لهم عند ربهم فحطَّها عنهم.

ما أنعم الله على خلقه بنعمةٍ أعظم من أحمد
فيا سعدنا برسول الله صل الله عليه وسلم، ويا بشرانا به!

بُشرى لنا معشر الإسلام إن لنا من العناية ركنًا غير منهدم.

وإن أعظم الناس وأولاهم بالشفاعة من النبي صل الله عليه وسلم أكثرهم عليه صلاة، ولا سيما إذا صادفت يومًا أغرّ وليلة زهراء، ووقتًا شريفًا يحب الله تعالى فيه عمل الصالحات، فهذا بأعظم المنازل.

فاللهم صلِّ وسلم وزد و بارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ويْحَك لا تحْقر نفْسَك فالتائبُ حبيبٌ، والمُنْكَسِرُ صحيح، إقرارُك بالإفلاسِ عينُ الغنى، تنكيسُ رأسِكَ بالنَّدم هو الرِّفْعَةُ، اعترافُك بالخطأ نْفسُ الإصابة.

ابن القيم رحمه الله [بدائع الفوائد]

كان زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش، يخاصم نفسه في المسجد يقول: أين تريدين؟ أين تذهبين؟ أتخرجين إلى أحسن من هذا المسجد؟ انظري إلى ما فيه، تريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان؟ وكان يقول لنفسه: ما لك من الطعام غير هذا الخبز والزيت، وما لك من الثياب غير هذين الثوبين، وما لك من النساء غير هذه العجوز، أفتحبين أن تموتي؟ قال: فقالت: أنا أصبر على هذا العيش.

‏من نعم الله عليك أن يُريك حقيقة الدنيا في عزّ شبابك حتى لا تُضيّع عمرك تجري وتلهف خلف زخرفها الفاني !

إستقم كما أمرت لا كما رغبت ..
فلا ونيس ولا شفيع لك إلا عملك الصالح .

عن علي رضي الله عنه: أنه ذكر فتنًا تكون في آخر الزمان، فقال له عمر: متى ذلك يا علي؟
قال: إذا تفقه لغير الدين، وتعلم العلم لغير العمل، والتمست الدنيا بعمل الآخرة.

‏إياك أن تعجب بنفسك، فلا تعلم النهايات، والنهايات أعظم وأعز وأهم من البدايات، فلا تحتقر أحدا أقل منك في دين أو دنيا !
‏واحذر الغرور والعجب، فأقسم بالله مُلئت يقينا أن لولا ستر الله وحفظه وولايته لما قام إنسان يصلي ولا سعى إنسان في خير ولا حسن إسلام امرئ قط ولا بلغَ في دين ولا دنيا.

‏قالَ العلاّمةُ  السعدي رحمه اللهُ تبارك وتعالى - :

مَن ندم على ما مضى من الزلات، وأقلع في الحال عن الخطيئات، وعزم أن لا يعود في مستقبله إلى الجنايات - فقد قام بشروط التوبة، والله يقبل التوبةَ عن عبادِهِ ويعفو عن السيئات.

الفواكه الشهية  ( ١٩١ )