التحضير للدرس قبل إلقاءه

التحضير للدرس قبل إلقاءه أمرٌ يتطلب من الملقي جهداً عالياً، وهو بحدِّ ذاته تعلّمٌ، ومن اجتهد في تحضيره فهو المنتفع قبل طلابه، ومن قصر في ذلك فأثَرُ الدرسِ عليه وانتفاعه به أقل، ولذلك –وبالتجربة-ستجد أن استفادتك من الدروس التي تحضّرها أضعاف ما تلقيه معتمداً على ما في الذاكرة

ولو نظرت في سير العلماء لوجدت ذلك في تراجمهم ظاهراً.
قال ابن رجب عن شيخ الإسلام إسماعيل الأنصاري: (وكان يرجع في تفسير الآية إلى مائة وسبعة تفاسير). (الذيل على طبقات الحنابلة 1/132)

قلت: ولهذا اتسع علمه، حتى نقل عنه ابن رجب أنه فسّر قوله تعالى (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى..) بثلاثمئة وستين مجلس.

#تاملات في سير النبلاء (4)

الشيخ الصقعوب

النَّهمة في تلقي المعلومات وتنويع العلوم وتعدد المشايخ مضرةٌ بالطالب ضررَ إكثار الشرِهِ من الطعام، فإن كان ولا بد فليكن ثلث وقته للتلقي، وثلثه للمراجعة، وثلثه للتدبر، فيحصل به الانتفاع!

المسائل إذا قرأتها أو سمعتها وظننت أنها واضحة، وهذا يحدث معك في كل مرة ..
فهذا مؤشر على أحد أمرين:
١- أنت لا تقرأ إلا الخفيف من العلم ، وهذا لا ينقلك إلى مرحلة أعلى ويرتقي بفهمك إلى العمق ، وربما بقيت على هذه الحالة زمنا طويلا ، تظن أنك تتقدم وأنت لا تراوح مكانك .
٢- أنت تقرأ في مختلف درجات قوة المعارف ومتانتها، ولكنك تفهم فهما ظاهريا "سطحيا" فتكسب القشرة، وتخسر اللب !

وعليه فالقارئ المنتفع حقا، هو من تعسر عليه بعض المسائل، ويعاني من استيعاب بعض القضايا.. فتدفعه تلك الآلام والمعاناة لمزيد بحثٍ وقراءة وتساؤلات.. وهذه الحالة هي علامة ترقٍ وسير صحيح في مدارج الكمالات .

سبحان الله .....

(إن إبراهيم لحليم أواه منيب)

يا الله..ّ......!!!
حليم ........ّ......!
أواه ................!
منيب ّ..............!

طوبى لهم ثم طوبى

وبالأسحار هم يستغفرون.

عجيب ذاك الفعل المضارع الدال على التجدد والاستمرار(يستغفرون)

أحب راحة البال.

إذا هجم عليك متحمس يجادلك في مسألة خلافية.. فادع له بدعاء أبي حيان الأندلسي:
(الله يرزقك عقلًا تعيش به)!

ثم احظره، واحفظ وقتك، وأرح نفسك!

"ما أكثر الذين يحدّدون أهدافهم ثمّ تقعُد بهم هِمَمُهُم، ويقطَعُهُم سيفُ "سوف"!

ويقول ابن الجوزي رحمه الله " إن عَزَمتَ فبادِر، وإن هَمَمتَ فثابِر، واعلَم أنَّه لا يُدرِكُ المَفاخر، من كان في الصَفِّ الآخِر"
وفي ذات المعنى يقول ابن القيّم رحمه الله:
"كم جاءَ الثَّواب يَسعى إليك، فوَقف بالباب، فرَدَّهُ بوَّابُ (سوفَ) و(لعلَّ) و(عسى)"

في بداية دراستك لأي علم من العلوم تكون المعلومات عندك حالا أي صفة غير ثابتة فإذا استمريت في التدرج في المتون والشروح والحواشي مواظبا على التكرار والمباحثة والتأمل يصبح الحال ملكة أي صفة راسخة تزول الجبال ولا تزول.
المشكل عند الكثيرين أنهم ينصرفون عن العلم وهم في المرحلة الحالية لا الملكية ولذا تسمعهم يقولون نسيت ما قرأت من العلم الفلاني فلو أنهم صبروا إلى المرحلة الملكية لما انمحى من ذاكرتهم ما تعلموا!

وصايا مهمة

لا تضيعوا أنفسكم.
لا تحرقوا المراحل.
كن ابنا بارا لهذه الأمة.
لابد أن تستوعب قيمة نفسك.
كل واحد من شباب هذه الأمة عليه المراهنة.
الواقع قد يتغير. وحاجة الأمة لأبنائنا وقتها سيكون مهما.
لا تدرس العلوم دراسة جامدة .
الارتباط الكامل بالقرآن من كل ناحية أمر مهم جدا.