بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم أيها الموفق -علمني الله وإياك ما
ينفعنا- أن الانشغال بعيوب العباد، والبحث
عن نقائصهم: خلق ذميم، وطبع لئيم؛ فلو
كانت لمن تبغضه مساوىء أهل الأرض ما
ضرتك، ولو كانت لمن تحب فضائل أهل
الأرض ما نفعتك.
فعليك بخاصة نفسك، ودع عنك العامة،
وإياك أن يكون شغلك الشاغل عيوب فلان
وسقطاته، ونقائص علان وزلاته؛ فإنك لا
تحاسب عليها.
وحسنات الناس لأنفسهم لا لك؛ فاشغل
نفسك -هداك الله- بإصلاح عيوبك، والتوبة
من سيئاتك، وزيادة حسناتك؛ فهي الباقية
فى كتابك.
واعلم أرشدك الله أن علامة خسران العبد
انشغاله بعيوب الناس، والبحث عن زلاتهم،
والتنقير عن هفواتهم، وفتش أسرارهم
-عافانا الله وإياكم .

« لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ.....»

كان أحمد بن حنبل رحمه الله إمام أهل السنة : إذا نظر إلىٰ نصراني أغمض عينه فقيل له في ذلك فقال رحمه الله :
« لا أقدِر أن أنظر إلى من افترىٰ علىٰ الله و كذب عليه»

◂ طبقات الحنابلة (١٢/١) |

💥مسألة مهمة في مقام العبودية. 

▫️قال الشيخ العثيمين -رحمه الله-:

"النهي يقتضي التحريم أو الكراهة؟

➖سبق أن ذكرنا كلاما مفيدا، وهو أنه يقتضي الامتثال، سواء كان للتحريم أو للكراهة،
وليس من حقنا أن نقول: هل هو للكراهة أو للتحريم؛ لأن من سلفنا من الصحابة لم يكونوا إذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء يقولون : أهو للتحريم أو للكراهة،

وإنما كان قولهم :{أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ }.

👈لكن إذا تورط الإنسان في المخالفة حينئذ لا بأس أن يسأل ؛

➖ لأنه إذا كان للتحريم وجب التوبة منه ،

➖وإذا كان  للكراهة فالتوبة غير واجبة ؛ لأن فاعل المكروه لا إثم عليه.

▫️فحينئذ نقول: إذا سمعت الله -تعالى- ينهى عن شيء أو سمعت الرسول -صلى الله عليه وسلم-  ينهى عن شيء،
👈فموقفك وأنت عبدٌ تابعٌ أن تجيبه، وبذلك تسلم الذمّة ويَسْلم الإنسان من أن يتهاون.

◀️هذه نقطة مهمة جدا في مقام العبودية ؛ لأنه حتى في الناس بعضهم مع بعض،
➖ لو قال السيد لعبده: يا فلان لا تفتح الباب ،
🔶هل من الأدب أن يقول : يا سيدي، أنهيتني نهي منع أو نهي تأدیب؟

◀️ الجواب : أبدا، ليس من الأدب، بل لو أن العبد قال لسيده مثل هذا لعدّ ذلك منقبة سوء وعاقبه عليه".

📗[شرح بلوغ المرام(٢\٤٧٧)]

إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نعم العَبْد إِنَّه أواب﴾*

قيل لأيوب عليه السلام :
[ما أشد ما مر عليك في بلائك؟]
فقال :
[شماتة الأعداء]
(تفسير السمعاني)

‏قال الأبَّار رحمه الله :
كان لي عند عبد الله بن شبرمة حاجة، فقضاها، فأتيته أشكره
فقال: "على أي شيء تشكرني!"
قلت: "قضيتَ لي حاجة"
فقال: " اذهب فإذا سألت صديقك حاجة يقدر على قضائها، فلم يبذل نفسه وماله، فتوضأ للصلاة، وكبر عليه أربعاً، وعُدَّه في الموتى !
📚تاريخ دمشق ج٣٤/صـ ٣٠٧

طرفة ....
ﺃﻋﺮاﺑﻲ ﻳﺮﻯ ﺳﻮﺭﺓ اﻟﻔﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﻮاﻝ!
ﺻﻠﻰ ﺃﻋﺮاﺑﻲ ﺧﻠﻒ ﺇﻣﺎﻡ ﺻﻼﺓ اﻟﻐﺪاﺓ، ﻓﻘﺮﺃ اﻹﻣﺎﻡ ﺳﻮﺭﺓ اﻟﺒﻘﺮﺓ، ﻭﻛﺎﻥ اﻷﻋﺮاﺑﻲ ﻣﺴﺘﻌﺠﻼ ﻓﻔﺎﺗﻪ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﻐﺪ ﺑﻜﺮ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺎﺑﺘﺪﺃ اﻹﻣﺎﻡ ﺑﺴﻮﺭﺓ اﻟﻔﻴﻞ ﻓﻘﻄﻊ اﻷﻋﺮاﺑﻲ اﻟﺼﻼﺓ ﻭﻭﻟﻰ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ : ﺃﻣﺲ ﻗﺮﺃﺕ اﻟﺒﻘﺮﺓ ﻓﻠﻢ ﺗﻔﺮﻍ ﺇﻟﻰ ﻧﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻭاﻟﻴﻮﻡ ﺗﻘﺮﺃ اﻟﻔﻴﻞ ﻣﺎ ﺃﻇﻨﻚ ﺗﻔﺮﻍ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﺼﻒ اﻟﻠﻴﻞ.
[أخبار الحمقى ص١٢٦]

قال الفضيل بن عياض -رحمه الله- :
اتَّقِ ألا تكون مُرائيًا وأنت لا تشعر، تصنَّعت وتهيَّأت حتى عرفك الناس، فقالوا هو رجل صالح فأكرموك وقضوا لك الحوائج ووسعوا لك في المجالس، وإنَّما عرفوك بالله ولولا ذلك لهنتَ عليهم .
?ابن الجوزي | صفة الصفوة (٥٢٥)

قال ابن المنذر رحمه الله:
وأجمعوا على أن الشاة والبعير، والبقر إذا قطع منها عضو، وهو حي أن المقطوع منه نجس .
الإجماع (١٧٣).
لقوله تعالى {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} [المائدة :٣].
قال ابن قدامة رحمه الله:
ولأن إباحته إنما تكون بالذبح، وليس هذا بذبح.
المغني (٣١٠/١٣).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تعوذوا بالله من جار السوء في دار المقام فإن جار البادية يتحول عنك» رواه النسائي([1]) . و(جار السوء) : هو الذي لا يأمنه جاره ، كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه » رواه مسلم([2]) ، أي : غوائله وشروره ، فهذا والعياذ بالله أمره عظيم .
أما معنى (في دار المقام) أي : في مكثه الذي يمكث فيه حياته في هذه الدنيا ، لأنه يؤذيه طول عمره . والله أعلم .
([1]) سنن النسائي ،

‏ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱّ رحمه الله:
"ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻤﺎﻝ
ﻓﻜُﻞ ﺟﺴﻢٍ ﻻ ﻳﺸﺘﻜﻲ ﻛﻤﺜﻞ ﻣﺎﻝٍ ﻻ ﻳُﺰﻛّﻰ".

? ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱّ/ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ (٥٣).