العلماءُ أكثرُ من أن يُحصَوا، والمعلِّمون أقلُّ منهم، وأما الذين يَسكُبون العلم سَكْبًا، لا يمنعون ولا يُضِنّون، فهُم أعزّ من الغيثِ في سنةٍ قاحلة.

مع فضيلة أستاذنا العلامة أ.د نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أثناء تشرفي بإهدائه بعضًا من مؤلفاتي.

📢 بمناسبة معرض القاهرة الدولي للكتاب

ترشيحات لمجموعة من الكتب الحديثة:

١) تبيين العجب في ترجمة ومآثر سيدي عبد الشافي رجب
ومعه:
نبذة عن تاريخ القراءة والإقراء في مصر

٢) الإفتاء بالقول الضعيف في المذهب الشافعي "ضوابطه ـ مسوغاته محاذيره"

٣) النهاية في شرح اختصار الغاية "النهاية الصغرى"

٤) المد المستطاع لمقاصد مختصر أبي شجاع

٥) متممة التحفة السنية في أحوال الورثة الأربعينية

٦) بغية الثاوي في ترجمة سيدي عبد العزيز الشهاوي
ويليه:
اللآلي الذهبية في مناقب أعيان الشهاوية

٧) المراتب العلية في سير رجال الطريقة الشهاوية

٨) مجموع رسائل ومؤلفات الشيخ عبد العزيز الشهاوي

٩) فيض الحرم في آداب المطالعة

= قاعة 4 ، جناح 38 A ، جناح 9 c
#معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب_2025

كان أستاذي الأكبر #محمد_رجب_البيومي رقيق الخصال، لين العريكة، يفيض تواضعًا كأنما يجرّد نفسه من كل شيء ليُبقي لك الحظ الأكبر من الحديث والودّ. جمع بين السموّ في الأخلاق، والرقة في المعاملة، والتنازل الذي لا يُشعرك إلا بعلوّ مقامه.
فاللهم إنه قد أخلص للقلم؛ فاجعل مداده شاهدًا له بالصدق والإحسان، وارفعه إلى مقامٍ ترضاه، حيث الأرواح الطاهرة والأنوار الباقية. اغفر له بقدر ما أنار العقول، وارحمه بقدر ما أحيا القلوب!

تأسرني تلك الروح التي تسكن الدهشة في أعماقها ككنز دفين، وتنهل من ينبوع حبٍّ ينبثق من ذاتها أولاً، فلا تطلب اكتمالاً من خارجها. تعي حدودها وملء قدرتها، وتدرك قدَرها بجلاء، وتملك سرّ انبعاثها من رماد الهزائم، كأنّ لها من التجلد طوقاً يقيها، ومن البصيرة جناحاً يرفعها. كلما عصفت بها الخطوب، رأت في كل صباح نهاراً جديداً، تزرع فيه نفسها من جديد، فلا يستبدّ بها الفناء، ولا يجرؤ عليها ضعف، إذ هي تصوغ وجودها بيدها يوماً بعد يوم، عصيّة على الانكسار، كأنها ولدت لتظل أبداً فوق الهزيمة.

نسأل الله أن يمنح كتبنا حياةً مديدة، فتظل كلماتها نابضة بالحياة، تعبر إلى صدور أجيالٍ لم تدرك زماننا، لكنها تجدنا في آثارنا فتتلمس ملامح أرواحنا.

اللهم، هذا جهدنا الضعيف وهذا غاية ما استطعنا، فبفيض جودك الذي لا ينضب، تجاوز عن قصورنا، وألحقنا بكرمك في زمرة أهل العلم رغم تقصيرنا.
يا من لا ينقطع فضله ولا تنفد رحمته، اجعل لنا من ذكرك بين عبادك الصالحين نصيبًا، وامنح أعمالنا بقاءً ينفع من بعدنا.

أن يوفق الطالب في مستهل رحلته العلمية بعالم يفتح له أبواب الفنون دون الحاجة إلى التردد على الأساتذة فهذا هو التوفيق بعينه، ونعمة من الله لا تضاهى. أما أن يكون هذا العالم هو والده فتلك هي سعادة الدنيا ونعيمها التي لا تقدر بثمن. ولقد مضى زمن لم نعد نرى فيه مَن ينقل العلم عن أبيه، وقليلٌ هم أولئك الذين يقولون: "حدثني أبي عن جدي".

وقد قيل عن الشمس الرملي: إنه نهل من أعظم ينابيع العلم من والده شهاب الدين الرملي، فتتلمذ على يديه، وتعلم منه الفقه، والحديث، والتفسير، والأصول، وعلوم الآلة.
ولقد كان تأثره بوالده عميقًا، فوافقه في كثيرٍ من الفتاوى الفقهية، وأكمل المسيرة على خطاه.

ولعل من أعظم صور البر والإحسان التي قدمها الشمس الرملي لأبيه هو التفاني في نقل آراء والده وأقواله في مؤلفه "نهاية المحتاج"، حيث ضمَّنه ما يقارب (٣٠٠) فتوى من فتاوى والده في مختلف الأبواب الفقهية، مما جعل من هذا العمل جسرًا يربط بين الآباء والأحفاد، ويوثق العلم للأجيال القادمة.

وصدق مَن قال: إن بدايته نهاية والده. ولا فخر أعظم من أن يكون الولد امتدادًا لوالده في العلم والعمل، ليكمل المسيرة ويحقق الآمال، فأعظم الإنجازات أن يرى المرء في ولده منارة تضيف إلى نور علمه، وتستمر في إضاءته عبر الزمان.

البقاء للمحبة!
كثيرًا ما أرسل برسالة إلى صديق أو شخصية علمية بارزة، وأعلم أنه قد قرأها، لكنه اختار الصمت بدلاً من الرد.
في تلك اللحظة أفهم أن صمته يحمل في طياته إجابة غير منطوقة، فلا أضغط عليه، ولا أطالبه بشيء؛ لأنّي أدرك تمامًا أن هناك من الناس مَن ارتقت أخلاقهم إلى درجة تمنعهم من تجاهل أي سؤال أو مشكلة، لكن أحيانًا تكون الظروف فوق طاقتهم.
وربما يدفعهم حسن خلقهم إلى الحياء من الاعتراف بعدم قدرتهم على المساعدة، (فليسعد النطق إن لم يسعد الحال).

حينها، أفهم أن الأمر يتجاوز إمكانياتهم، فأغلق تلك الصفحة بهدوء، وأنتظر مرور أيام، ثم أعود وأرسل لهم رسالة جديدة، قد تكون حول موضوع علمي أو مجرد رسالة محبة عابرة.
فقط لأزيل أي حاجز قد يكون قد نشأ بيننا، فالانقطاع لا يليق بعد الاتصال، والوحشة لا تليق بعد أنس الصداقة، والمحبة مطلب.

بهذه الطريقة أحرص على أن تظل علاقتنا كما كانت، فلا يترك طلبي أثرًا على صداقتنا، فالصداقة أسمى وأبقى من أيّ مطلب، وما أحتاجه اليوم قد يأتي غدًا، وإن لم يأتِ، فلن تتوقف الدنيا عليه.

أعبر عن أسمى آيات الشكر والتقدير للقائمين على هذا المجلس العلمي لقسم البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بايتاي البارود، الذين بادروا بتنظيم هذه السلسلة العلمية تكريمًا لأستاذنا العالم الجليل أ. د. محمد رجب البيومي -رحمه الله-. كما أشكرهم على استضافة سعادة أ. د. عبد الله بن عبد الرحمن الحيدري، أحد أبرز تلامذة الدكتور البيومي بالمملكة العربيةالسعودية، والذي سيثري المجلس بعلمه وصلته الوثيقة بأستاذنا.
د.محمد النادى جهودكم هذه تؤكد اهتمامكم بنقل تراث العلماء، وتواصل العلم بين الأجيال، فجزاكم الله خير الجزاء على ما تقدمونه من خدمة للعلم وأهله.

تهنئة!
الأستاذ الدكتور محمد حسين أبو الحسن، رائد مدرسة الأهرام التحليلية الحديثة: لقد ارتقيتَ اليوم إلى منصبٍ لا يضيف إلى قامتك الرفيعة شيئًا، بل يزداد شرفًا بوجودك فيه.
تمنياتي لكم بالتوفيق والسداد في هذه المهمة الجديدة، وأن تكون خطواتكم القادمة مشرقةً بالنجاح ومكللةً بالإنجازات.
مبارك لكم، ومبارك للأهرام بكم!