‏وليس ثمّة أجمل من النظر إلى الدنيا من زاوية الحقيقة الحقيقة الفانية، الممر والعبور، ظلّ شجرة! ربّما يكون ظلّها باردًا فيفتنك البقاء، وربما لا يكون كذلك، فقد تغلب شمس الظهيرة ظلّها، ولكن يكفيك أنها الظلّ وليست القرار والمستقرْ، إنما التأقيت والعبور هو سمتها الحقّة.

يا رب، أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي، أغثني برحمتك، واجعلني من التائبين المحسنين.
ارزقني رضاك عن نفسي وهب لي قوة لتصحيح ما مضى وإصلاح حالي.

إنَّا للَّه؛ ‏وللَّه قلوبنا وحيرتنا وضياعنا وأحلامنا وآمالنا، للَّه أفراحنا وأحزاننا وآلامنا وأرواحنا وراحتنا وطمأنينة قلوبنا، للَّه صبرنا وقوَّتنا وضعفنا وتشتُّتنا وأفكارنا، للَّه ما وضعه في قلوبنا؛ من حبٍ وودٍِّ ومَعزَّة، للَّه أمورنا كلها وعليه اتِّكالنا واتِّزاننا وجميع أمور حياتنا.

ولعلِّي ألقاكَ وأرجى أعمالي عِندَكَ أنِّي أُحبُّك
وأُحبُّ مَن يُحبُّك
وأُحبُّ جِباهَ السَّاجِدين لك
ووجُوه الحافِظِينَ لِكتابك
وشخوص المُتكلِّمين عنْك.

لا تنفك تدهشني قصة سيدنا موسى في خوفه المتكرر كإنسان طيلة حياته؛ "خائفًا يترقب، فأخاف أن يقتلون، وأخاف أن يكذبون، فأوجس في نفسه خيفة"، والله يطمأن نبيه كل مرة: "قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجۡعَلُ لَكُمَا سُلۡطَٰنٗا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيۡكُمَا"، حتى وصل إلى يقينه الأخير رغم استحالة الأسباب لما قال أصحابه: "إنا لمدركون"، ليجيبهم مؤمنًا متيقنًا من معية الله: "كلا إن معي ربي سيهدين".

من معه الله نجا!

أقسم بالله المشاعر كلها بكاء ودموع لا تتوقف
سبحانك سبحانك يا الله
لا بقاء إلا لك
لا إله إلا الله
الله أكبر!??

إنّ الاعتقادين الأساسيّين في الإسلام: «الله أكبر.» و «لا إله إلّا الله.» هما في الوقت نفسه أعظم القوى الثّورية في الإسلام، يذهب سيّد قطب إلى أنّهما يعنيان: «انتزاع السلطة من الكهّان ومن زعماء القبائل والأغنياء والحكّام وإعادتها إلى الله.» ولذلك -كما استخلص سيّد قطب- كانت «لا إله إلّا الله.» ضدّ جميع أصحاب السلطة في كلّ عصرٍ ومكان

•د. علي عزّت بيجوفيتش رحمه الله

الحمدُ لله الذي عزّ فارتفع وذلّ كل شيء له وخضع، الملك ملكه والأمر أمره والعبيد عبيده، والملائكة من خيفته مشفقون والرسل من هيبته مخبتون، وله من في السماواتِ والأرضِ كلٌ له قانتون.

أصبحنا نُشهِدُكَ أنّك أكرمُ مَن سُئل، وأنَّ مَن اعتصمَ بكَ فقد هُديَ إلىٰ صِراطٍ مُستقيم.