طوبى لمن صحت له خطوة واحدة لا يريد بها إلا الله تعالى.

أبو سليمان الداراني

الحمد لله وحده.
مَن يطيعُ اللهَ عنك بعد الموت؟ مَن يصوم بدلَك؟ مَن يصلِّي نيابةً عنك؟ من يُخلِص، عنك؟
مَن يَعرِفُ ذنبَك من البشر إلا أنت؟! فمن يتوب منه إذا لم تتب أنت؟
ومَن يستغفرُ عنك منه خاصّةًَ؟
مَن الذي يعرف عيوبَك الباطنة من النَّاس؟ فمَن الذي سيصلحها لك بعد موتِك؟
مَن يعرف ديونَك لله؟ الفرائضَ التي أهملتَها، أو الحرمات التي انتهكتَها؟
فمَن يُصلِح بعد موتِك فسادًا لا يفهمُه إلا أنت؟!
مَن يبكي عنك بين يدي الله ويطلُب عنك نجاتَك؟
مَن ينقطع عن عصيانِك؟
مَن يفهم عنك القرآن؟ من يعمل عنك بالإيمان؟
من يتلذَّذُ عنك بحياة قلبك وغذاء روحِك بعد موتك؟!
خذ بأيدينا يا ربّ.

الحمد لله وحده.

ماذا تملي؟ ماذا أمليت؟ ما الذي ستمليه؟

عجيب أمر صحائف الأعمال.
نحن الذين نصنعها، الصحائف هي فقط أعمالنا مكتوبة، وإنما يكتب الكاتبون ما نمليه عليهم، خيرا أو شرا.
نحن الذين نملك الإملاء بإذن الله وحده، تقدير العزيز العليم، الحكيم، العدل، هو الذي ييسر لليسرى برحمته، وييسر للعسرى بعدله وحكمته.
من اهتدى فلنفسه، ومن ضل فإنما يضل على نفسه.
ومن تقرب إلى الله، تقرب الله إليه أحسن مما فعل، إكراما ورحمة، يريد الله بكم اليسر، والله يريد أن يتوب عليكم.

نحن الذين نملك حذف ما في الصحائف بالتوبة، وعد الله أن يقبلها، والله لا يخلف وعده، الحمد لله وحده، غافر الذنب وقابل التوب.
والتوبة اعتقاد وكلمة.. أو اعتقاد وعمل..  أو اعتقاد وعزم.
لا قتل نفس، ولا يجب فيها النطق أمام الناس تكرارا، كما عند غيرنا.

والتوبة ماحية، تهدم كل ما كان قبلها.

وكذلك الشرُّ، يحبط الخير ويبطله، يا أيها الذين ءامنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى، والمفلس من الأمة من يخسر حسناته بسبب سيئاته.

ويوم الحساب: يندم أقوام على شر لم يكن له قيمة، ولا بقيت له لذة.
ويفرح أقوام بخير صبروا عليه، ويزيدهم الله من فضله، ويدخلهم في رحمة منه وفضل.
ويندم آخرون على حذفٍ من الصحائف فات، وكان أيسر شيء عليهم.
ويأسى آخرون على إثباتٍ في الصحائف فات، كان أرفق شيء بهم وأرحم.
ومن الخلق من يقول: يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول.

أنت تملي صحيفتك على الكاتبين، أنت تعمل وهم يكتبون، وأنت تزيد فيها وتنقص منها، وأنت تمسكها يوم الحساب، تقرؤها بنفسك.

ماذا كتبت؟
ماذا ستملي؟

الشيخ خالد بهاء الدين

قل لنفسك كل بلاءٍ: إن ربي هو الذي اختار نوع بلائي، واختار درجته، واختار زمانه، واختار مكانه، واختار أسبابه، واختار حالي التي ابتُليت فيها، واختار ما بلغ البلاء مني، وإن ربي سميعٌ بصيرٌ، وإنه عليمٌ خبيرٌ، وإنه عزيزٌ حكيمٌ، وإنه برٌّ رحيمٌ، أولى بي منكِ ومن الخلق جميعًا، يا نفسُ طِيبي بامتحان الله.

الشيخ حمزة أبو زهرة

عن المغيرة بن عيينة، قال: قال داود -عليه السلام-: يا رب، هل بات أحد من خلقك الليلة أطول ذكرًا مني؟
فأوحى الله -عز وجل- إليه: نعم، الضفدع...
وأنزل: {اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور}.
قال: يا رب، كيف أطيق شكرك وأنت الذي تنعم علي، ثم ترزقني على النعمة، ثم تزيدني نعمة نعمة، فالنعم منك يا رب، والشكر منك، فكيف أطيق شكرك يا رب!
قال: الآن عرفتني يا داود حق معرفتي.

اللهم أغثهم أنت أرحم الراحمين

فيَّ حُبٌّ.. فيَّ وَجدُ
          واشتيـــاقٌ لا يُحَدُّ

يا رسولَ الله ﷺ، قلبي
          لم يَزَل باسْمك يشدُو!?