Last updated 1 month, 1 week ago
= **❏ - ثم ذكر أبو هريرة، عن عبد الله بن سلامٍ، أنه قال له: هي بعد، وأنه ناظره في الصلاة فيها.
⏎ وكذا رواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة مختصرًا.
⏎ ورواه سعيدٍ بن الحارث، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –مرفوعًا.
⏎ وفي روايةٍ عنه بالشك في رفعه في ساعة الإجابة، وجعل ذكر تعيينها من روايةٍ أبي سلمة، عن عبد الله بن سلامٍ.
وكذا رواه معمرٌ، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة.
⏎ ورواه الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فجعل الحديث كله عن كعب في: «خيرٌ يومٍ طلعت فيه الشمس يوم الجمعة» .
لم يرفع منه شيئًا، وقال: لم اسمعه من النبي ﷺ، حدثني به كعبٌ.
⏎ ورواه حسين المعلم، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن كعب، قال: خير يوم طلعت فيه الشمس يوم جمعةٍ، فيه خلق الله آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة.
⏎ ورواه معاوية بن سلامٍ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –موقوفًا.
⏎ ورواه محمد بن كثير، عن الأوزاعي، فرفعه ☚ ورفعه خطأٌ**.
**☚ ورجح هذه الرواية أبو زرعة الدمشقي.
⏎ ويعضده –أيضًا -: روايةٍ حماد بن سلمة، عن قيس بن سعدٍ، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فرفع منه ذكر ساعة الإجابة، وجعل باقي الحديث في فضل يوم الجمعة، وما فيه من الخصال، وتعيين ساعة الإجابة كله من قولُ كعب.
ولعل هذا هو الأشبه.
⏎ وقد سبق أن موسى بن عقبة روى عن أبي سلمة، عن عبد الله بن سلامٍ قوله في تعيين ساعة الإجابة –أيضًا.
⏎ وخَّرج الإمام أحمد من روايةٍ فليح بن سليمان، عن سعيدٍ بن الحارث، عن أبي سلمة، أنه سمع أبا هريرة يحدث، عن النبي ﷺ في ساعة الإجابة.
قال: فلما توفي أبو هريرة قلت: لو جئت أبا سعيدٍ فسألته عن هذه الساعة.
أن يكون عنده منها علم، فاتيته، فسالته، فقال:
سألنا النبي ﷺ عنها، فقال: «إني كنت أعلمتها، ثم أنسيتها كما أنسيت ليلة القدر» . قال: ثم خرجت من عنده، فدخلت على عبد الله بن سلامٍ.
📕 هكذا ساقه الإمام أحمد، ولم يذكر ما قاله ابن سلامٍ.
❏ - وقد خرّجه البزار بتمامه، وذكر فيه: أن ابن سلامٍ قال له: خلق الله آدم يوم الجمعة، وأسكنه الجنة يوم الجمعة، وأهبطه إلى الأرض يوم الجمعة، وتوفاه يوم الجمعة، وهو اليوم الذي تقوم فيه الساعة، وهي آخر ساعةٍ من يوم الجمعة. قلت: ألست تعلم أن النبي ﷺ يقول: «في صلاةٍ»؟ قال: أولست تعلم أن النبي ﷺ قال: «من انتظر الصلاة فهو في صلاة»؟ .
فهذه الرواية –أيضًا - تدل على أن ذكر فضل يوم الجمعة وما فيه من الخصال إنما هو من رواية أبي سلمة عن عبد الله بن سلامٍ، ورواية الأوزاعي وغيره تدل على أن هذا القدر كان أبو هريرة يرويه عن كعبٍ.
❏ - وقد روي عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ: «خيرٌ يومٍ طلعت فيه الشمس يوم الجمعة»، وذكر ما فيه من الخصال من طرق متعددة، وهي معللة بما ذكرناه؛ ولذلك لم يخرّج البخاري منها شيئًا.
☚ وقد خرّجه مسلم من طريق الاعرج، عن أبي هريرة –مرفوعًا.
☚ وخرّجه ابن حبان من روايةٍ العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة – مرفوعًا.
☚ وروي عن العلاء، عن إسحاق أبي عبد الله، عن أبي هريرة –مرفوعًا.
⏎ فتحرر من هذا: أن المرفوع عن أبي هريرة من الحديث ذكر ساعة الجمعة.
❏ - وقد زعم ذَّاکَّ ابن خزيمة: أن قوله: «خيرٌ يومٍ طلعت فيه الشمس يوم الجمعة» مرفوع –أيضًا - بغير خلافٍ، وأن الاختلاف عن أبي هريرة فيما بعد ذلك من ذكر الخصال التي في الجمعة.
وحديث أبي سعيدٍ يدل على أن النبي ﷺ أنسي معرفة وقتها، كما انسي معرفة ليلة القدر.
⊱ واللهُ أعلمُ ⊱**
=
● أسبابُ تأخُّرِ ذيوعِ علمِ الكلامِ في المَغرِب:
⏎ وقد كان ما بين المَشرِقِ والمَغرِبِ مِن البلدانِ -كجزيرةِ العرَبِ وما علاها مِن علماءِ العراقِ والشامِ- حائلًا عن وصولِ علمِ الفلسفةِ والكلامِ إلى المغربِ؛ فشَغَلُوا فلاسفةَ المشرقِ الأقصى ومتكلِّميهم بالردِّ والنقضِ والتحذيرِ، ونازَعُوهم بالحُجَّةِ والبرهانِ؛ فحُبِسَتْ تلك البدعةُ في العراقِ والشامِ، ولم تَنتقِلْ إلى المغربِ إلا بعدَ نحوِ مِئَتَيْ سَنَةٍ مِن ظهورِها في المشرِقِ؛ على يَدِ الجَعْدِ بنِ دِرْهَمٍ، فالجهمِ بنِ صَفْوانَ، فبِشْرٍ المَرِيسِيِّ، فأحمدَ بنِ أبي دُؤَادٍ، وطَبَقَتِهم وأصحابِهم مِن المعتزِلة، وكذلك: مَن أخَذَ بعلمِ الكلامِ ممَّن لم يَجْرِ مجرى المعتزِلةِ، وإنَّما رَدَّ عليهم؛ كأبي الحسَنِ الأشعريِّ، فضلًا عن الفلاسفةِ المشَّائِينَ وأشباهِهم مِن المَشارِقةِ؛ ذَّاکَّ كيعقوبَ بنِ إسحاقَ الكِندِيِّ ( ويعد الكندي أول الفلاسفة المَشّائِين ).
⏎ وإنْ كان في المغرِبِ فلاسفةٌ؛ کَّذَّاکَّ ابنِ مَسَرَّةَ الجبليِّ بقُرْطُبةَ مِن أتباعِ أَنْبَاذوقْلِيسَ أحدِ حُكَماءِ اليونانِ السَّبْعةِ، وكان يزعُمُ الانتسابَ إلى مذهبِ مالكٍ، واختصَرَ «المدوَّنة»، وكان يَحفَظُ مسائِلَها ويسرُدُها، وهو مِن فلاسفةِ المتصوِّفة، وتَبِعَهُ تلامذةٌ نُدْرةٌ على مذهَبِهِ؛ کَّذَّاکَّ محمَّدٍ الخَوْلانيِّ ابنِ الإمام، وذَّاکَّ عبدِ العزيزِ بنِ حَكَمٍ، وكان الخليفةُ يَتتبَّعُ أتباعَهُ بالحَبْسِ والنفي.
● وقد رَدَّ ابنُ أبي زَيْدٍ القَيْرَوانيُّ على ذَّاکَّ ابنِ مَسَرَّةَ في كتابِه «الرَّدِّ على ابنِ مَسَرَّةَ المارقِ»، وبَقِيَ مذهبُ ابنِ مَسَرَّةَ في المغربِ، وهو الذي آلَ إليه ذَّاکَّ ابنُ عَرَبيٍّ في القرنِ السادسِ بالأَندَلُس.
⏎ وكذلك: فإنَّ فيهم معتزِلةً قليلِينَ؛ کَّذَّاکَّ خليلِ بنِ عبد الملكِ بنِ كُلَيْبٍ القرطبيِّ، المعروفِ بخليلِ الغَفْلة، وقد شدَّد عليه جماعةٌ؛ کَّذَّاکَّ بَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ، وابنِ وضَّاح.
☚ ومِن المعتزِلةِ: **ذَّاکَّ أبو طالبٍ شيخُ المعتزِلةِ ولسانُهم، وفيهم أهلُ خُرَافةٍ في الكَرَاماتِ؛ کَّذَّاکَّ أبي القاسمِ البَكْريِّ الصِّقِلِّيِّ القيروانيِّ، وقد رَدَّ عليه ابنُ أبي زَيْدٍ بكتابِهِ: «الرَّدِّ على البَكْريَّة».
وليس لهؤلاءِ المبتدِعةِ كُتُبٌ، وإنما هي أقوالٌ تفوَّهوا بها.
📕 صحيح مسلم - ت عبد الباقي ٣/١٤٣١
● وقد كتَبَ ابنُ أبي زيدٍ القَيْرَوانيُّ إلى ذَّاکَّ الباقلَّانيِّ -مع كونِ ابنِ أبي زيدٍ أسَنَّ منه- يسألُهُ عن الكَرَاماتِ لِعِلْمِهِ بأقوالِ المعتزِلة، وردِّه عليهم؛ حيث نُسِبَ ابنُ أبي زَيْدٍ في «ردِّه على البَكْريِّ» بمشابَهةِ قولِ المعتزِلةِ بنفيِ الكَرامَات؛ فانتصَرَ ذَّاکَّ الباقِلَّانيُّ لابنِ أبي زيدٍ، وبيَّن قولَهُ ؛ وقد قال في ابنِ أبي زيدٍ: «شَيْخُنا».
📕[ «البيان» (ص ٥)].**
=
Last updated 1 month, 1 week ago