?|?
_وتمدّدتْ . . . ذاتُ الجمالِ، على سريرِ الغاسِلةْ . .
وتجمّدتْ كلُّ الملامحِ
وارتخى الكتِفانِ
يعتذرانِ .. عن تلكَ الثّنايا النّاحِلةْ
وتهيّأتْ مِثْلَ الجميعِ .. تقولُ إني راحِلةْ.
سكنَ الشُّحوبُ وزُرْقةُ الأمواتِ في قسماتِها
أين المساحيقُ التي ذابتْ على وَجَناتِها
أين الأناقةُ والبريقُ يُطِلُّ من لفتاتِها
وحدائقُ الحُسنِ المضيءِ تميسُ في ضحكاتِها .
رِفقًا بهذا الوجهِ والجيدِ الذي أودى بهِ طوقُ الأجلْ !
كم ماسَ تيهًا واشرأبْ
كم مالَ للدّنيا بِحُبْ
كم هزّهُ صوتُ الطّربْ
وانساقَ يحدوهُ الأمل . . .
لا تخدشي ديباجةَ النّحرِ اللميسِ السّاحِرِ
كمْ كانَ هذا النّحرُ يزهو ذاتَ يومٍ بالنفيسِ الفاخِرِ
يُضفي على الألماسِ بعضَ بريقِهِ
ويهزُّ أرضَ الحُسنِ هزًّا كالعُبابِ السّاخرِ .
ما لليدِ البيضاءِ في صمْتٍ .. تُغادرُها الخواتِمُ والحُليّ
ما للطلاءِ الغضِّ عن تلك الأظافرِ ينجلي
أين التفاصيلُ الصّغيرةُ
والنقوشُ تفرّعتْ فوقَ الإهابِ المِخمليّ .
قدْ آنَ للجسدِ المُنعّمِ أنْ يُوارى في الثّرى . .
وكأنّه ما مسَّ ديباجًا ومِسكًا أذفرا . .
كلا ، ولا ماءُ الحياةِ بروضِهِ يومًا سرى !.
هيّا احضري الثوب "الأخيرَ" لكي تواري ما بَقِي
ولقدْ تعوّدَ كلَّ غضٍّ ناعِمٍ فترفّقي
ولتستُريْهِ عنِ العيونِ العابِرةْ .
لا تُحكمي شدَّ الوِثاقِ على العِظامِ الواهِنةْ
وترفّقي . . وتلطّفي
لا تُجهدي تلك العروقَ السّاكِنةْ
هي لنْ تُقاوِمَ أيَّ قيدٍ . . فاترُكيها آمِنَةْ .
حملوا الجميلةَ في ثباتٍ
بعدَ إحكامِ الكَفَنْ
ومضوا بها نحوَ البقيعِ
كأنّ شيئًا لم يكُنْ .
غابوا عنِ الأنظارِ في لمْحِ البَصَرْ
وأتى على آثارِهم جمعٌ بئيسٌ مُنْكَسِرْ
فهنا رفاةٌ تنتظِرْ
ودموعُ وجْدٍ تنحدِرْ
وقلوبُ أحبابٍ وأهلٍ تنفطِرْ
وهناك . . . أقمشةٌ ، وكافورٌ ، وسِدْرْ
قُطْنٌ ، حنوطٌ ، بعضُ عِطْرْ
أغراضُ غسْلٍ كامِلَةْ
وجميلةٌ أخرىٰ ..
تُزَجُّ على سريرِ الغاسِلةْ:(.....)!

أروع مثال

أجمل ما في #الكون حين يهلُّ على السمعِ بكل حنان ذكرُ الرحمن؛ إذ تنتفضُ الأركانُ #متطهرة تاركة النَّومَ للشَّيطان والكسل بعيدًا #عنها بإذن المولى العزيز الغفار .

خطى تلو خطى #نحو بيتِ الله، والصدر يتنعمُ بأطيبِ #النسمات، الرُّوح في العلا، والنفس طيبتها تفوقُ الخيال .

الوقوفُ في الصفِّ #الأول يذهبُ ما في الصَّدرِ من ذكرياتِ العمر الأول، يزيل ما بالصدر من غلٍّ #مهما طال عليه الزمان، هيا يا أخي #إليها؛ إنها صلاةُ الفجرِ تعد الرِّجال منها، يبدأ نصرُ الإسلامِ - بإذن الملك #الرحمن .

هيا يا أختَ #الإسلام، اطردي ظلماتِ الفكرِ الضَّال، واستشعري لذةَ نعمةِ #الله في صلاةٍ فيها العفةُ وإعداد جيل #الإسلام .

اسمع ولا #تستهن، فكِّر ولا تستكن، انهض ولا تركن، من نورِ #الفجر تُقتبس أجملُ الأنوارِ؛ نور ليس له #مثيل، نور في القلب، إشراقة في #الوجه، أمل ليس له حدود، إصرار #على دفعِ ركبِ الإسلام إلى الأمام .

الفجرُ أروع مثالٍ ؛ إذ مهما طال الليلُ لا بدَّ للفجرِ أن يطلَّ، فمهما #طال ليلُ الظلمِ لا بد لفجرِ النَّصرِ أن يهل، فكن من الفجرِ القادم #على صلاةِ الفجر مُداومًا .

و الصلاة و السلام على #النبي؛ أبي القاسم محمَّدٍ - صلَّى #الله عليه وسلَّم .

?|?

الدّعوة إلى الله لا تكون بتصويركِ مقطع فيديو تظهرين فيه بحجابٍ -تزعمين أنّه شرعي- فتذكرين فيه حديثاً، أو توبّخين فيه أختاً، أو يُظهر تطاير ثوبك الفضفاض مع الرّياح وأنتِ تتمايلِين يُمنة ويسرة، ورُبّما تُلاطفين قطاً أو تُلاعِبين طفلاً ..

الحِجاب؛ إنما فُرض عليكِ لسِتر الزّينة لا لإبدائها، فكيف تُحاولين جاهدة إبداءها بعدما منّ الله عليك بسترها عن العيون الأجنبية عنك، فتصوّرين مقاطعاً تزعمين أنها تحوي عِلماً، والحقيقة أنها تفضح جهلاً، فلو علِمت لعقلت، ولو عقلت لامتنعت عن إظهار وجهك الذّي هو محلّ الزّينة ولبّها .. والأدهى والأمرّ لمن تزيد الطّين بلّة وتزيد الزّينة زينة، فتضع من مساحيق التّجميل ما تضع، أو تضع (فيلترا - Filter) مجمّلاً لملامحها، وربّما مغيّراً لشكلِها بالكليّة ..
ثمّ إنّ الكلام؛ كثِيراً ما يكُون فيه نوعاً مِن الخُضُوع، والإبتسامات المتكرّرة ممّا لا يجب أن يبدُر من فتاةٍ حيِيّة للأجانب عنها، ناهِيك عن بعض المواضِيع التّي تستحِي "العاقلة" أن تذكُرها حتّى أمام أمّها أو إحدى صدِيقاتها، والعِلم ليس مُبرِّراً لهذا (أقول: والطّب ليس مبرِّراً لكِ للخوضِ في مواضِيع كتلك أمام العامة المُختلطة، بل وهناك من مجال عِلمها لا يمتّ للطّب بصلة ولكنّهن -هدانا الله وإيّاهن- يبحثن عن الذّباب، ويُعجبن بالتفافه حولهن) ..
وثوبُكِ الفضفاض؛ إن كنتِ تلبسينه يا طيّبة تطبيقاً لشرْعِ الله، وطلباً لحُبِّه ورِضاه فلمَ تضعينه كمقطعٍ في وسائل التّواصل! وأنتِ تمشين في منتصف الشّوارع والأحياء!! ورسولك الكريم صلّى الله عليه وسّلم يقول:"استأخِرنَ فإنَّهُ ليسَ لَكنَّ أن تَحقُقنَ الطَّريقَ عليكنَّ بحافَّاتِ الطَّريقِ " أي، اِلزمْن حوافّ الطّريق لا منتصفها، حتّى أنّ من نساء السّلف من كان يلتصق ثوبها بالجدار من شدّة قربها منه، والتصاقها به .. ضِفي إلى ذلك تمايلك وتغنّجك في المشي، والتفاتك من هنا وهناك .. وتضيفين لذلك مُلاطفة القِطط، ومُلاعبة الأطفال ما يُظهر كلّ مافيكِ من أنوثة ورِقة، بل هُناك من لا تُحب قططاً، ولا تميلُ لطِفلٍ ولكنّها "تتصنّع" .. رحِم الله نسوةً كُنّ رِجالاً مع الرّجال، نساءً مع أزواجهن، ولم يكُنْ بذلك مُسترجلات في مشيهن، وجرأتهن، وألبستهن وإنّما كُنّ لا يُظهرن للأجنبي رِقة ولا لُطفاً، ولا نصف إبتسامة، حيِيّات غير خاضعات بالقول، واضعات لرؤوسِهن غير جرِيئات، مستعفِفات عفيفات تقيّات، يرقبْن الله في القولِ والفِعل .. ومنهن عائشة رضي الله عنها وأرضاهَا في قولها للنّساء "لا تصفنني لأزواجكن"، تأبى أن تُرى حتّى في المخيّلات الأجنبيّة عنها!! .. وهدَى الله نساءً -في زماننا- يصِفن أنفسهُن بكلّ إرادتهن (طولي كذا، وزني كذا، عيوني كذا، بشرتي كذا، شعري كذا ..) فتصف نفسَها للقارِئ وكأنّه يراها!، وهل هي مُلزمة بهذا؟ لا، وهل هذه ضرورة شرعية؟ لا، وهل هُناك من دعاهَا لهذا؟ لا، ولكنّها فتنة "التّعرّي الإلكتروني"! فلا تسلمُ منها إلّا من رحم ربيّ ?

الدّعوة إلى الله واجبة لا محالة، ولكن لها طرقها المشرُوعة يا أخيّة، فلابدّ أن تكون مبنية على عِلم، والعِلم لا يمكن أن يدعُ لمثل هذه المظاهر المُجرّدة من الحياء والعفّة، بل الدّاعية إلى المهالك للبتّة (فذا يتغزّل، وذا يقع بفاحِش القول، وذا يتمنّى ويتأمّل .. ناهيك عمّن يحفظ الصّور والمقاطع في هاتفه، ومن يشارك في تروِيجها ..)، بل هُناك الكثير من الطّرق اليسِيرة ذات جبالٍ من الحَسنات لمَن لزمتها في وقتنا الحالي من تصميم بطاقات وفيديوهات دعوية، إلى إعادة نشرها، إلى مشاركة الإقتباسات والأحاديث بعد التّحقّق من صحّتها، إلى الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر بأسلوب الوعظ اللّطيف (أو الشّدة بأدبٍ إنْ لزم الأمر ووجب)، وغيرها من الطّرق التّي لا تُوجب نزع حياءك وأخلاقك مِنكِ.

‏-هدانا الله، وأصلحنا ونساء المؤمنين جميعاً- ??

?|?
وصايا نفيسة لنساء المسلمين

الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى

?|?

قَال يَزِيد بُن أبَان:
رَأيتُ رَسُول الله ﷺ فِي مَنامِي فَقَرأت عَليهِ سُورَة هُود فَلمّا ختَمتَها قَال "يَا يَزيد هَذهِ القِراءَة فَأينَ البُكاء?؟!"

- تَفسير القُرطبِي •?