كيف لطالب العلم أن يدرس دون أن يمل؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سألني صديقي: كيف يداوم الإنسان على فعل شيء ممل ومتكرر لسنين طوال؟

فأجبته: بخلق شيئين:
1. دافع للاستمرار
2. ومانع من التوقف

فمثلاً: عامل البناء الذي يعول أسرته، الذي يخرج للعمل الشاق يوميًا لمدة ٢٠ سنة دون توقف ... فالدافع لاستمراره: هو تحسين مستوى المعيشة لأسرته، والمانع عن توقفه: هو هلاك الأسرة وسقوطها بين أنياب الفقر .. فلهذا تجده يستمر دون توقف.

وكلما كان الدافع والمانع يمسان أعمق احتياجات الجنس البشري كلما كان الإنسان أكثر تمسكًا واستمرارًا رغم الصعوبة والألم .. ولا أظن أن هناك دافع يضاهي السعادة الأبدية، ومانع يضاهي الهلاك الأبدي .. فلو كان هذا دافعك، وهذا مانعك؛ فوالله ما توقفت أبداً.

وطلاب العلم دوافعهم هي «السعادة الأبدية».
وموانعهم من التوقف هو «الهلاك الأبدي».

الكلي الطبيعي الذي نفى وجوده القطب الرازي ليست «الماهيةبلا قيد شئ» والتي تعرف بالإنجليزية: «essence»، بل هي «الماهية بصلاحية قيدها بالكلية»، والتي تعرف بالإنجليزية: «universal essence» .. والفرق بينهما كبير.

- مستفاد من شرح القطب على مطالع الأرموي

هذا الملف جمع:

**١- شرح القاضي مبارك على سلم العلوم مع منهياته

٢- حاشية محمد يوسف

٣- حاشية حافظ دراز

٤- متن سلم العلوم مع منهياته**

وهذه النسخة هي الوحيدة - بحسب علمي - الكاملة المرفوعة على الشبكة، وهي صالحة للطباعة مباشرة، رضي الله عن مصنفيها ونفع بها.

ملتفت لاويصل، ومتسلل لا يفلح، ومن لم يعرف من نفسه النقصان فكل أوقاته نقصان.

عبدالقادر الجيلي

أن تحب شخصًا ما .. وأن تتعلم على يد شيخٍ ما .. لا يعني أن تلغيَ شخصيتك وتتماهى في شخصيته .. كن أصيلًا ولا تسرق ثوبًا ليس بثوبك .. كن أنت!

لا تغالِ في المختصرات وحواشيها، ولا تقطع عمرك بتتبعها وتقصيها!

فالمَلَكَةُ لن تحصل لك في فنٍّ من مختصراته، حتى تخوض في مبسوط كتبه وعباراته.

بعض الناس يقول لنفسه: سأقرأ المتن الفلاني ثم شرح العالم فلان وعلان وفلنتان، ثم حاشية فلان وفلان!!

وما علم أنه ضيع عمره!

عندما تصل للكتب الكبيرة تعرف أن بعض المحشين ينقل منها ويسيء النقل، أو يغير العبارة فتنغلق، وغير ذلك من عيوب التصنيف.

فكل تصنيف له وقته، وله غاية تقصد من مزاولته، فلا تكن غافلا.

"الطوالع" متن للبيضاوي المفسر في علم الحكمة والكلام، شرحه الأصبهاني والمراد الحديثي والصفوي وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري، وقد اطلعت عليها، وأحسنها أولها، وحشى شرح الأصبهاني السيد الجرجاني بحاشية صغيرة جدا لم يستفرغ فيها وسعه لوضوح الشرح.
وأما "المطالع" فهو متن للأُرْمَوي في علم المنطق أكبر حجما من الشمسية، شرحه القطب الرازي وحشاه السيد الجرجاني بحاشية مملوءة من التحقيقات، واعتنى الفضلاء بها فوضعوا عليها حواشي جمة.
[حسن العطار]

«اعلم: أن العالم بقضه وقضيضه حادث عند علماء أهل الإسلام، فالقديم بالذات وبالزمان مختص بالباري عز وجل، ولاحظَّ للممكن من القدم بشئ من معانيه .. [كان الله ولم يكن شيئاً .. وكل شئ هالك إلا وجهه] .. وأما الحكماء، فالعقول والأفلاكـ وأنواع العالم كلها قديمة بالزمان عندهم، والمخصوص بالواجب جلّ مجده: القدم الذاتي عندهم.
فلا يضلك خرافاتهم.»

- العلامة عبيد الله أيوبي القندهاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أقول: يخرج من هذه المقالة شيخ الإسلام ابن تيمية، فهو يقول بنوع العالم القديم، ولو كان المشاؤون على قيد الحياة واطلعوا على مستجدات العلم الحديث لقالوا بنفس مقالته، أي: قدم نوع العالم، مع إضافة العقول؛ إذ إنها ضرورية الوجود في نسقهم حتى لا ينخرق الاتساق.

والله أعلم

«كل حادث فهو مسبوق بمادة ومدة» .. [الجزء الثاني]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الكتب الحكمية، غالبًا ما يستدلون على سبق الزمان على الحادث بثلاثة أدلة:

الدليل الأول:
في هذا الدليل يتم إثبات هذه المقدمات على هذا التسلسل المتتابع؛ حتى يتم المطلوب:

1. المُحدَث قبل حدوثه ممكن إمكانًا ذاتيًا
2. إمكانه الذاتي غير كافٍ في فيضانه
3. فلابد له من استعداد يخصصه بوقت دون آخر
4. هذا الاستعداد عرض وجودي يتوقف على شروط
5. هذه الشروط: إما قديمة أو حادثة
6. لا جائز أن تكون قديمة؛ وإلا لزم قدم الحادث؛ لامتناع تخلف المعلول عن علته التامة
7. إذن هذه الشروط حادثة، وهي متوقفة على شروط أخرى حادثة لا إلى أول
8. وهذا إنما يكون بحركة دائمية لا بداية لها ولا نهاية
9. والحركة الدائمة تستلزم زمانًا دائمًا

الدليل الثاني:
في هذا الدليل يتم إثبات هذه المقدمات على هذا التسلسل المتتابع؛ حتى يتم المطلوب:

1. عدم الشئ الحادث متقدم على وجوده
2. هذا التقدم ليس: تقدمًا بالذات، ولا بالعلية
3. إذن: هذا التقدم هو تقدم زماني
4. الكلام في هذا التقدم، إما حادث أو قديم
5. لا يمكن أن يكون قديمًا؛ وإلا للزم قدم الحادث
6. إذن: التقدم هذا حادث، والكلام فيه يتسلسل لا إلى بداية

الدليل الثالث:

البداهة بمجرد تصور مفهوم الحادث الزماني؛ إذ تعريف الحادث الزماني: هو وجود الشئ بعد عدمه في زمانٍ مضى، أو بمعنىً آخر: هو الموجود الذي يكون عدمه سابقًا عليه بالزمان

ـــــــــــــــ
- وكلها أدلة مخدوشة من كبار علوم المعقول

مراتب الإدراك -على ما قرره الحكماء-: أربعة:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الإحساس: فالإنسان يبصرُ القمرَ، ولا يدركه مجردًا، بل يدرك معه لونه ووضعه وقدره، وليس للبصر قوة لتجريد ما هو القمر فيدرك ماهيته.
٢. التخيل: وهي حصول صورة القمر الذي أدركته بالحاسة الباصرة في هذه القوة المتخيلة، بحيث أنك إذا أغمضت عينك أو غاب عنك القمر لرأيت صورة القمر حاضرًة أمامك، وهي القوة التي تستحضر الصور المادية دون الحاجة للإحساس بالمادة.
٣. التوهم: وهي قوة تدرك من المحسوس معنىً غير محسوس؛ مثل جمال القمر حال كونه بدرًا، ومثل أن البدر مرتبط بكون الشهر قد انتصف، ومثل عداوة القط والفأر، والذئب والشاة، فهي متعلقة بالمادة، ولكن لها معانٍ غير مادية
٤. التعقل: وهي إدراك ماهية الشئ بذاتياته مجردًا عن العوارض الغريبة، فالعقل يدرك الإنسانية بما هي إنسانية، ويدرك السواد المطلق مجردًا عن كل أمر سوى السوادية (وهي الخاصية التي يتميز بها الإنسان عن سائر الحيوانات .. وهو إدراك الكليات العقلية)

- مستفاد من مقاصد الفلاسفة للإمام الغزالي