حتى لا تختلط الفيزياء بالفلسفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. اعلم أن موضوع علم الطبيعية -أي: الفيزياء- هو: الجسم الطبيعي من حيث إنه صالح للحركة والسكون، أو من حيث اشتمالُه على قوة التغير، أو من حيث إنه ذو مادة، أو من حيث إنه ذو طبيعة.

2. واعلم أن من فوائد الفلسفة هي إثبات مواضيع العلوم وتحقيق ماهيتها؛ فإثبات موضوع الفيزياء الطبيعية -وهو الجسم بالحيثيات التي ذكرناها-، وتحقيق ماهيته، يكون في علم آخر وهو علم الفلسفة الأولى، أي: الحكمة الإلهية، لذلك فإن إثبات وجود الجسم الطبيعي وتحقيق ماهيته:

- أهو مركب من مجموع أجزاء لا يتجزأ إلى ما هو أصغر منها؟
- أم أنه مركب من مادة وصورة؟
- أم أنه جوهر بسيط متصل في نفسه غير مركب؟

.. ليس من مباحث الفيزياء الطبيعية، وإنما هو من مسائل الحكمة الإلهية، إلا أنه جرت العادة في مفتتح كتب الحكمة الطبيعية القديمة ذكر هذه الأمور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- انظر: الهدية السعيدية - لفضل الحق خير آبادي

لمثله منع السلف النظر في علم الكلام 😁
من يسقط به الشبهة قبل الوصول إلى الجواب
فيوقعه الشبهة في الشك
ولا يفهم الجواب فيخرج به من الشك

فمحاولة الرجل الرياضة
هي محاولة نظره في علم الكلام
ولكنه لعدم استعداد بدنه للرياضة والأعمال الشاقة (وقل: عدم استعداد ذهنه للدخول في المسائل العويصة)
سقط

ولكنه
لا يخفاكم أنه إن صبر
والتزم الطريقة الصحيحة في التعلم
بحيث لا يقفز في الكتب العالية
بل تدرج في التعلم على يد شيخ متقن للفن
فأتقن المبادئ أولا ثم دخل دخول المبتدي و...
(وقل: لا يتحرك الحركات الصعبة، بل تدرب على مدرب عارف، يأخذ به من السهل المناسب له)
لا يبعد أن يتقنه!

[الفائدةُ المتعلقةُ بمطالعة "كتاب الشفاء" للشيخ الرئيس أبي علي ابن سينا قدس سره]

يظهرُ مِن المقارنةِ التفصيليَّةِ بين أبوابِ "كتابِ الشِّفاء" لابن سينا، وبينَ أبواب "المباحث المشرقية" للإمام الرَّازيِّ : أنَّ الإمام الرازيَّ أورد في "المباحث المشرقية" مُلخِّصًا بمطالبِ الشِّفاءِ بأجْملِ تلخيصٍ وأضافَ عليه من قِبَله الفوائدَ الجليلة وأفاضَ في بعض المواضع الفروق الجوهريَّة بين "كتاب الشفاء" وبين"كتاب النَّجاة".

فبالجملة يصحُّ أن يُطلق على "المباحث" أنه عُصَارةٌ نفيسةٌ لمباحث "الشفاء".

فالقاصد لفهم معاني كتاب "الشفاء" يستحسنُ له أن يفهَم مطالب "المباحث المشرقية" أوَّلا قبلَ دُخوله في أبواب "الشفاء"؛ لأنَّ أسلوبَ الشيخ الرئيس في "الشفاء" غارِقٌ في غاية المعقوليَّة، والشيءُ الُمتوغَّل في غاية المعقوليَّة يحتاجُ الذهن لدركه الى غاية الاستعداد -كما حقَّقه الشيخُ الرئيس نفسُه في "طبيعيَّات الشفاء" وأخذ عنه المدقِّق الزاهد في "حواشي شرح المواقف" بالإضافة-، فلابدَّ من بينهما كتابٌ متوسِّطٌ مسهِّلٌ للقصد ومُعِدٌّ فيه إعدادًا تامًّا لفهمه، فبدون ذالك لايكون الطالب -كأمثالي- مُخاطَبًا لكلامِه مباشرةً عادةً.

رضى الله تعالى عن الشيخ الإمام الرازي والشيخ الرئيس وأرضاهما عنا.

الحقيقة أن الشيعة المعاصرين لهم عناية تامة بتراثهم وإرثهم فأخرجوا الموسوعات وطبعوا كافة مصنفات القدامى والمحدثين، كذلك السلفية المعاصرون طبعوا مصنفات رجالهم الكبار والصغار واعتنوا بالمكتبات الإلكترونية التي راجت وانتشرت وخدمت طلبة العلم في الشرق والغرب، أما الأشعرية المعاصرون فقد تركوا تحقيق كتب أئمتهم الكبار ودخلوا معارك ضيعت أوقاتهم، وبددت جهودهم! وإلا فأين الأعمال الكاملة لحسن العطار وبخيت المطيعي، وعليش، والدمنهوري، والمهدي والعروسي، والأمير، والعدوي، وعشرات من المشايخ الكبار الذين تناثرت رسائلهم في دور المحفوظات في الشرق والغرب!
إذا أسس القوم كتائب علمية لتخرج كتب هؤلاء لكانت خدمة جليلة لمذهب الإمام الأشعري رضي الله عنه، وهي أحسن عند الله وعند الناس من معارك لا فائدة منها سوى إرضاء النفس، وإشباع الهوى، والله من وراء القصد.

- د محمد الصياد -

إذا كان رأس المال عمرَك فاحترس ... عليه من الإنفاق في غير واجب

كيف لطالب العلم أن يدرس دون أن يمل؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سألني صديقي: كيف يداوم الإنسان على فعل شيء ممل ومتكرر لسنين طوال؟

فأجبته: بخلق شيئين:
1. دافع للاستمرار
2. ومانع من التوقف

فمثلاً: عامل البناء الذي يعول أسرته، الذي يخرج للعمل الشاق يوميًا لمدة ٢٠ سنة دون توقف ... فالدافع لاستمراره: هو تحسين مستوى المعيشة لأسرته، والمانع عن توقفه: هو هلاك الأسرة وسقوطها بين أنياب الفقر .. فلهذا تجده يستمر دون توقف.

وكلما كان الدافع والمانع يمسان أعمق احتياجات الجنس البشري كلما كان الإنسان أكثر تمسكًا واستمرارًا رغم الصعوبة والألم .. ولا أظن أن هناك دافع يضاهي السعادة الأبدية، ومانع يضاهي الهلاك الأبدي .. فلو كان هذا دافعك، وهذا مانعك؛ فوالله ما توقفت أبداً.

وطلاب العلم دوافعهم هي «السعادة الأبدية».
وموانعهم من التوقف هو «الهلاك الأبدي».

الكلي الطبيعي الذي نفى وجوده القطب الرازي ليست «الماهيةبلا قيد شئ» والتي تعرف بالإنجليزية: «essence»، بل هي «الماهية بصلاحية قيدها بالكلية»، والتي تعرف بالإنجليزية: «universal essence» .. والفرق بينهما كبير.

- مستفاد من شرح القطب على مطالع الأرموي

هذا الملف جمع:

**١- شرح القاضي مبارك على سلم العلوم مع منهياته

٢- حاشية محمد يوسف

٣- حاشية حافظ دراز

٤- متن سلم العلوم مع منهياته**

وهذه النسخة هي الوحيدة - بحسب علمي - الكاملة المرفوعة على الشبكة، وهي صالحة للطباعة مباشرة، رضي الله عن مصنفيها ونفع بها.

ملتفت لاويصل، ومتسلل لا يفلح، ومن لم يعرف من نفسه النقصان فكل أوقاته نقصان.

عبدالقادر الجيلي