‏وَمِنَ الْعَجَائِبِ وَالْعَجَائِبُ جَمَّةٌ
‏قُرْبُ الْحَبِيبِ وَمَا إِلَيْهِ وُصُولُ

‏كَالْعِيسِ فِي الْبَيْدَاءِ يَقْتُلُهَا الظَّمَا
‏وَالْمَاءُ فَوْقَ ظُهُورِهَا مَحْمُولُ

كُن اِبنَ مَن شِئتَ واِكتَسِب أَدَباً
يُغنيكَ مَحمُودُهُ عَنِ النَسَبِ

فَلَيسَ يُغني الحَسيبُ نِسبَتَهُ
بِلا لِسانٍ لَهُ وَلا أَدَبِ

إِنَّ الفَتى مَن يُقولُ ها أَنا ذا
لَيسَ الفَتى مَن يُقولُ كانَ أَبي

— الإمام علي (ع)

‏عَاهَدَتْنِي بِالصِّدِقِ ثُم جَفَوتَنِي
‏وسرقتنِي مِن وَاقِعِي وَرَمَيتني
‏وضممتَنِي لِصدرك ثم قتلتني
‏جَعَلْتَنِي لِليلِ كم أَسهرتني؟
‏يَا سَاعِيًّا لِدَربِي كَيف تَرَكتَنِي؟
‏ورَمَيْتَ أَعذَارًا لَعَلَّكَ تَخْتَفِي
‏ورَكَضْتَ خَلَفَ عَوَاذِلي وَهَجَرْتَني
‏وسألتني بالله، ثم كَسَرتني

لا تَشْكُ للناس جُرْحًَا أَنْتَ صَاحِبُهُ

لا يُؤْلِمُ الجَرْحُ إلا مَن بِهِ ألَمُ

شَكْوَاكَ لِلنَّاسِ يا ابنَ النَّاس منْقصَةٌ

ومَن مِنَ النَّاسِ صَاحِ مَا بِهِ سَقَمُ

فالهمُّ كالسّيْلِ والأحزان زاخِرَةٌ

حُمْرُ الدَّلائلِ مَهْمَا أهْلُها كَتمُوا

فَإِنْ شَكَوْتَ لِمَنْ طَابَ الزَّمَانُ لَهُ

عَيْنَاكَ تَغْلِي وَمَنْ تَشْكُو لَهُ صَنَمُ

وَإِذَا شَكَوْتَ لِمَنْ شَكْوَاكَ تُسْعِدُهُ

أَضَفْتَ جُرْحًا لِجُرْحِكَ اِسْمُهُ النَّدَمُ

هَلِ الْمُوَاسَاةُ يَوْمًا حرَّرَتْ وَطَنا

أم التّعازي بَدِيلٌ إنْ هَوَى العَلَمُ

مَنْ يُنْدبُ الْحَظَّ يُطْفِئُ عَيْنَ هِمّتِهِ

لَا عِينَ لِلَحْظِ إنْ لَمْ تُبصرِ الْهِمَمُ

كَمْ خَابَ ظَنّي بِمنِ أهديته ثِقتَي

فَأَجْبَرَتْنِي عَلَى هِجْرَانِهِ التُّهَمُ

كَمْ صُرْتُ جِسْرًا لمَن أحببتهُ فَمَشَى

عَلَى ضُلُوعِي وَكَمْ زَلَّت بِهِ قَدَمُ

فَدَاسَ قَلْبي وَكَانَ القَلْبُ مَنْزِلهُ

فَمَا وَفَائِي لخِلٍّ مَالَهُ قَيمُ

لَا الْيَأسُ ثَوْبي وَلَا الأحزان تَكْسِرُني

جُرْحَي عَنِيدٌ بلَسْعِ النَّارِ يَلْتَئِمُ

اِشرب دمُوعك واجْرع مُرَّهَا عَسَلًا

يغزو الشُّموعَ حَريقٌ وهِيَ تَبتَسِمُ

والْجِم هُموْمَكَ واسْرِج ظَهْرَها فَرَسًَا

وانهض كسيْفٍ إذا الأنصالُ تَلْتَحِمُ

فالْخَيْرُ حَملٌ ودِيعٌ خَائِفٌ قَلقٌ

وَالشَّرُّ ذِئْبٌ خَبِيثٌ مَاكِرٌ نَهِمُ

كُنْ ذَا دَهَاءِ وَكُنِ لِصًّا بِغَيْرِ يَدٍ

تَرَى الْمَلَذَّاتِ تحتَ يَدِيكَ تَزْدَحِمُ!

فالْمَالُ وَالْجَاهُ تِمْثَالَانِ مِنْ ذَهبٍ

لَهُمَا تُصلِي بِكُلِّ لُغاتِهَا الأُممُ

شَكَوَاكَ شَكْوَايَ يَا مِن تَكْتَوِي ألْمًَا

ما سال دَمْعٌ عَلَى الْخَدَّيْنِ سَالَ دَمُ

وَمِنْ سِوَى اللهِ نَأْوِي تَحْتَ سِدْرَتِهِ

وَنَسْتَغِيثُ بِهِ عَوِّنَا وَنَعْتَصِمُ

كُن فَيْلَسُوفًَا ترى أنَّ الجميعَ هُنَا

يتقاتلون على عَدَمٍ وهُم عَدَمُ!!

تمرّ الليالي وفكري شريدٌ 
كأنك خمرٌ أيا مُسْكِري

وما كفّ قلبي بذكرك حينا 
فأنتَ وإنْ غبتَ كالحاضرِ

إذا ما رآكَ الفؤاد بطيفٍ 
عراهُ السرور ولم يكْدرِ

لَئِنْ حكم الدهر فينا بِبُعدٍ 
فما كان طيفُكَ بالهاجرِ

لأجلك فاض المِدادُ بحورا
ِولقبّني الناس بالشاعر

لأجلك غابت شموس تضيءُ
وأمسى الظلامُ بلا أَقْمُرِ

لأجلك فاضت دموعٌ غزارُ
وقلبي بذكراك كالمِجْمَرِ

بِحُسْنَكَ أمسى الفؤادُ عليلا
وإن غبت ما غبت عن ناظري

أمرُّ بِسُكناكَ: ما من مجيبٍ.. 
كأني من قبل لم أحضرِ

فطِرْ يا حمامُ وبلِّغ سلامًا
وأبلغه من شوقنا وانشرِ!

-المعتصم بالله احمد

مهما افترقنا والتقيْنَا مُلتقى الغُرباءِ سيظلُّ حُبُّكِ ساكنًا أحشائي

-عمر تامر الكاشف

علمني حبكِ أن أحزن
وأنا محتاجٌ منذُ عصور
لإمرأةٍ تجعلني أحزن
لإمرأةٍ أبكي فوق ذراعيها
مثلَ العصفور

علمني حبكِ وسافرتُ معَ الأحلام
وحلمتُ بأنكِ لي دوماً
وبأن الليلَ يطيرُ بنا
وحلمتُ ببحرٍ أزرقَ كالأيام
وحلمتُ بكَفٍ تمسحُ دمعي
وكأسٍ من حبٍ ترويني

علمني حبكِ كيفَ أرى الدنيا
بعيونٍ ليست عيوني
كيفَ أمرُ على الأشواقِ وأتوهُ بها
وأعشقُ نبضَكِ المجنونِ
وأهيمُ بقلبٍ يأخذني
ويغيبُ بيّ حتى الجفونِ

-كريم العراقي

‏جاءني بالوَردِ ردّا
‏كيفَ يهدي الوردُ وردا؟!

‏قال لي: فيكم يليقُ
‏قالها لي، ثمّ عَدّى

‏تاركًا في الأسرِ روحي
‏وفؤادًا قد تردَّى!

‏أتراهُ الآنَ مثلي
‏تائهاً في الوجدِ جدّا..؟

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

— المتنبي

ومكثت حين لقائها مُتسائلاً
هل يقدر الشعراء وصف كمالها؟

فتبسّمت بخجلةٍ من نظرتي
فكانت البسمات لي كجوابها

ببسمة قد أثبتت لي عجزهم
فكيف باستحضار كلّ خصالها

سبحان من سوى الجمال بوجهها
وتقاسم الباقون ثُلث جمالها