إن كنت قريبًا من الله قرّب إليك قلوب عباده

أعظم الحب هو الذي يكون من الله، فإن أحبك الله سبحانه أسعدك ونصرك وأجاب دعائك، فلا تظُن أنك ذهبت إليه بإرادتك، بل هو سبحانه الذي اصطفاك للقائه، وهو الذي حببّك إلى عباده.

الله تعالى يقول: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي.} مَنْ قرّت عينه بالله؛ قرّت به كل عين وأَنِسَ به كل مستوحش، وإذا صح الاستغناء بالله كمل الغنى به, فلا يقال أيهما أفضل: الافتقار أم الاستغناء لأنهما حالتان لا تتم إحداهما إلا بالأخرى.
اللهم لا تجعل افتقارنا إلا إليك ولا تجعل حوائجنا إلا عليك.

نسألكم الدعاء للوالدة انتقلت إلى رحمة الله
صلاة الفجر يرحمكم الله.

لست مستاءً لأنك كذبت عليَّ
لكنني مستاء لأنني لن أصدقك مرة أخرى

الكذبُ من أسوء الصفات التي يتحلى بها بعض الأشخاص و تقلل من قيمة فاعلها وهو عملية تغير أو اختراع أعمال جديدة غير صحيحة وغير واقعية، وهو حرام لأنه يجلب المصائب بأنواعها؛ وكبيرة تجرُّ صاحبها إلى النار، الله تعالى يقول: {قتل الخراصون}

المؤمن الصادق لا يكذب، ولكن قد يكذب لنقص وضعف في إيمانه، الكاذب لا يُصَّدَق حتى ولو قال صدقًا، فليست عقوبة الكاذب أنّ الناس لا يصدقونه بل أنهُ لا يستطيع أن يُصدِّق الناس، الكذب لا يُخفي الحقيقة ولكن يؤجل انكشافها.

صلاة الفجر يرحمكم الله.

حياةٌ تبدأ ببكائك أين السعادة فيها؟!

الدنيا مبنية على تكبد المشاق ومغمورة بالشدائد ولا تصفو لإنسان فلا راحة لمؤمن إلا في الجنان، إن ما عِندَ اللهِ تعالى لا يُنالُ بالتمني وإنَّما ببَذلِ الجهد في الطَّاعةِ والتغلب على شَهَواتِ النَّفْسِ.

الله تعالى يقول: {لقد خلقنا الإنسان في كبد.} يُكَابِدُ الشُّكْرَ عَلَى السَّرَّاءِ وَيُكَابِدُ الصَّبْرَ عَلَى الضَّرَّاء ولا يَخْلُو مِنْ أَحَدِهِمَا، وإنك لن تستعين على الدنيا بمثل الصبر، فالفَطن مَن أيقن أن الدنيا دار كبد؛ فلا يعمل لأجلها، وإنما يعمل لدار النعيم التي يخلد فيها ولا يجد فيها كبدًا ولا نصبًا. اللهم أعنا على الدنيا بالقناعة وعلى الدين بالطاعة.

صلاة الفجر يرحمكم الله.

لا قيمة لتقابل الأبدان مع تنافر القلوب

سليم الصدر قلبه يتسع للجميع ويحبه الجميع، فسلامة الصدر من نعيم أهل الجنة المعجل، الله تعالى يقول: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ.}

الجنَّةَ مُطهَّرةٌ عن الأقذار وحين نُطهِّر قلوبنا من الغِل نعيش في الدنيا مستمتعين بصِفة مِن صِفَات الجنّة، قال رسول الله ﷺ: (أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ علَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، والذينَ علَى آثَارِهِمْ كَأَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ في السَّمَاءِ إضَاءَةً، قُلُوبُهُمْ علَى قَلْبِ رَجُلٍ واحِدٍ، لا تَبَاغُضَ بيْنَهُمْ ولَا تَحَاسُدَ.) صحيح، اللهم ارزقنا الجنة وما قرّب إليها من قول أو عمل.

صلاة الفجر يرحمكم الله.

لم يأمرك بالمسألة إلا ليُعطيك

فضل الله تعالى لا يحده حدّ ولا يُحصيه عدّ، كل ما عليك فعله هو إحسان الظن بالله سبحانه ثم سله ما تشاء فلن يعجزه شيء، الله تعالى يقول: {واسألوا الله من فضله.}

لو دعانا أحد الأغنياء الأسخياء بهذا النداء لطمعنا، فكيف لا نطمع في كرم من بيده خزائن الخير جميعًا، من تمنى شيئًا مباحًا من أمر دنياه وآخرته فليكن فزعه فيه إلى الله وحده، هل بقي في صدرك حاجةً لم تقضٓ؟ افزع إليه ففضل الله لا ينقضي.
اللهم إنّا نسألك من فضلك العظيم.

صلاة الفجر يرحمكم الله.

الدنيا دار عبور لا منزل استقرار

المؤمن في الدنيا مسافرٌ يَمُرُّ بالبِلادِ غيرَ مُتوقِّفٍ فيها إلَّا لِيَتزوَّدَ منها؛ فالغَريبُ قدْ يَسكُنُ في بِلادِ الغُربةِ ويُقيمُ فيها، أما المسافر القاصد لبلد فهو في حالةِ تَخفُّف مِن الأثقالِ حتى لا تُؤخِّرَه عن بُلوغِ مَقصدِه.

نامَ رسولُ اللَّهِ ﷺ على حصيرٍ فقامَ وقد أثَّرَ في جنبِهِ فقلنا يا رسولَ اللَّهِ لوِ اتَّخَذنا لك وطاءً،فقالَ ﷺ: (ما لي وما للدُّنيا، ما أنا في الدُّنيا إلَّا كراكبٍ استَظلَّ تحتَ شجرةٍ ثمَّ راحَ وترَكَها.)صحيح، حياةُ المسلِمِ في الدُّنيا كعابرِ السَّبيلِ الذي يُريدُ أن يَبلُغَ آخِرتَه بأمانٍ ومن غيرِ تَباطُؤ. اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا.

صلاة الفجر يرحمكم الله.

دع التعلق بما ينقطع والْزَم ما يبقى

السعيد الحقيقي مَن يأخذ الدنيا علي أنها فرصة وغنيمة للتزود بالعمل الصالح لا على أنها ميدان سباق لجمع الأموال والتزود منها، ونسيَ أنّ من شأن الزینة الزوال وعدم الثبات.

الله تعالى يقول: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا.} جاء المال قبل البنين لأنه أسبق لأذهان الناس؛ وفيه جمالًا ونفعًا وفي البنين قوة ودفعًا، فصارا زينة الحياة الدنيا، أمّا أعمال الخير الصالحة فهي التي تبقَى لصاحِبِها ويبقَى نَفعُها وثوابُها. رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا.

الكهف تورٌ بين الجمعتين،
يوم الصلاة والسلام على النبي المختار
صلاة الفجر يرحمكم الله.

رُبَّ قائمٍ مشكورٍ له ورُبَّ نائمٍ مغفورٍ له

وذلك أن الرجلين يتحابان في الله تعالى فقام أحدهما يصلي فرضيَ اللهُ صلاتَه ودعاءه، فلم يرُدَّ عليه من دعائه شيئًا؛ وذكرَ أخاهُ ذلك في دعائه من الليل، فقال: يا ربّ! أخي فلان اغفر له؛ فغفرَ اللهُ لهُ وهو نائم.

الله تعالى يقول: {قالَ رَبِّ اغفِر لي وَلِأَخي وَأَدخِلنا في رَحمَتِكَ.} من آداب الدعاء البدء بالنفس ومن أسباب استجابته طلب المغفرة، وهذا دأب الأنبياء والصالحين يطلبون مغفرة الذنوب أولاً ثم الدخول في رحمة الله سبحانه، ومن النعيم في الجنة أن يكون معك أحبابك فاذكرهم في دعائك،
فكم أخًا من إخوانك دعوت لهم اليوم؟!
انقطع الرجاء إلا منك وخاب الأمل إلا فيك.

صلاة الفجر يرحمكم الله.

أحسن الظن بالناس كأنهم كلهم خير،
واعتمد على نفسك كأنه لا خير في الناس.

حُسن الظن بالله تعالى وانتظار الفرج من أعظم العبادات ومن ركائز الإيمان قال ﷺ: (إنَّ حُسنَ الظَّنِّ بِاللهِ، من حُسنِ عِبادةِ اللهِ.)

بسبب سوء الظن كرهنا بعضنا وقلَّ لقاؤنا وقطعنا رحمنا، فلا تحسن الظنَّ حد السذاجة ولا تُسيء الظن حد الوسوسة، وليكن حسن ظنك ثقة وسوء ظنك وقاية، ألق حسن الظن على الخَلق وسوء الظن على نفسك ولتكن من الأول في سلامة ومن الآخر على الزيادة، وسَلِ الله حسن الظن بالناس ففيه راحة للقلب وسلامة للصدر.
اللهم إنّا مغلوبون فانتصر.

صلاة الفجر يرحمكم الله.

لا العمر مضمون ولا القدرة مضمونة

من سبيل التوفيق وتيسير الأمر وتسهيله وحصول البركة فيه؛ الاستعانة بالله سبحانه وتعليق الأمر بمشيئته مع بذل الأسباب، الله تعالى يقول: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ.}

لا تقولن لشئ أنك فاعله، ولا تخطط لأمر حالي أو مستقبلي دون أن تستثنىي، فالمرءُ لا يملك المستقبل القادم ولو كان للحظات فاقرن كل نية أو وعد بمشيئة الله تعالى لتكن لك معذرة إن لم تستطع إنجازه.
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا. الكهف تورٌ بين الجمعتين.

يوم الصلاة والسلام على النبي المختار
صلاة الفجر يرحمكم الله.