أنا مُدرِك بإنني سأموتُ
علىٰ فِراشي
بِقرُب أدويتي
ليسَ بِقُرب _ ذِراعيكِ_
أنا أفهَم هذا البُعد بيني وبينكِ
لكِني لم أبصُر
لَم أحسِب المَسافات بَيننا
أخبريني قَبل الوَداع
عن المَسافات _ عائِقُنا_
عن أيادي تكمِن عِناقُكِ
عن شارِع تمتليهِ خُطواتكِ
أخبريني مثلًا
كم معلقة سُكر وضعتي في الشاي
كم مرة نظرتي إلى مِرائتُكِ اليوم
في أي ساعة إستيقظتي
عن كيفية الوداع في اللقاء الأخير
أخبريني ثِمة إخبِارُك لي
وبعدُها سأموت
_ أسـماء حَسن .

بـَعد مُنتصفَ الليلِ
نجلِسُ أنا وأنا وأنا
في زاويةً تمتلئ بالظَلام
يركُن جسدي علىٰ الفِراش
أصابعي بارِدة
أرمي غِطائي
انظُر لِكُل الأشياء التي بدأت بالرحَيل
أولُها _ أنتِ_
عَلّميني أن أُودِعُكِ
عَلمّيني أن أمضي هذا الطَريق
دونَ التَخبُط بأيّ جِدارٌ
عَلمّيني أن أبني مَنزِل جَديد
أملئُهُ بِوجهكِ
حيثُ إنني كُلما أردت الإستِرخاء
أستلقي وأرمي تَعبي علىٰ أعيُنكِ
وأنام بين أجفانُكِ
عَلّميني كيفية تَقبّيل الأشياء
بِالوَداع الأخير
أنا سَيد الوَداعات
صَعُبَ عَليّ الوَداع هذهِ الليلة
دُلّيني علىٰ سَماءٍ
تَستقبِل أرواحي المُحلقة
دونَ الجَناحات هذا المَساء
دُلّيني علىٰ طَريقٌ ينتهي بِلقائِك
دُلّيني علىٰ أي جِدار
إستنّد ضَهرُكِ عَليهِ
لإستنِد أنا
هلكِتُ من هذهِ العَواصِف
دُلّيني علىٰ أي شِعرٍ
يُرثيكِ
عَلّميني كَأي طالِبٍ
في بداية أعوامهُ الدِراسية
الأحرُف الأبجدية
أقتِرح أن تخترعيّ أحرُف جَديدة
لِتصِف حُزني
أحرُفي كُلها تُعاني مِنْ الأُمية في الوَصِف
دُلّيني علىٰ بابٍ تَطرقهُ اصابِعُكِ الحَنينة
علىٰ أيّ أيادي تمتلِئ بِعناقُكِ
علىٰ أي مِرآةٍ تعكُس وجهُكِ
دُلّيني علىٰ طريقٌ لا ترتجِف بِهِ قَدمّي
عَلّميني أن اصنعُ الحَلوىٰ المُفضلة لَديكِ
أُعطيهِ لإي سائِل يطرُق الباب
دُلّيني علىٰ بحرٌ يستقبِل أشرِعة سَفينّتي
تعِبتُ مِن إنتظار مَطالبّي
دُلّيني عليكِ، عَلّميني علىٰ غيابُكِ
_ أسـماء حَسن .

هوَ لا يعلم
إنَ صدرهُ عِنواني التائِه
وقلبهُ مَنزِلي المُتهدِم
هوَ لا يعرِف
إنني أسكِنُ قُربهِ
عِندَ فتحهُ للنافِذة في الصَباح
أُضيئ لهُ
وفي الليلِ
تُعانِقهُ عِتمتي
هوَ لا يرىٰ
تِلك النَجمة المُضيئة
قُربَ السِتارة
تتأملهُ
تتمنىٰ لو إنها قُرب سريرهُ
بين شرايينهُ
اعلىٰ سقفهُ
هوَ لا يعرِف
وهذهِ العُقدة الأزلية
-أسـماء حَسن .

حجرٌ تحت لساني
و عصافيرٌ خائفةٌ في الأحشاء, فهَل أهدأ؟

سيء بتنظيم المَواعيد
فَتعاليَّ في جوٍ مُمُطِر
لا أُريد ان تُفرقين
بينَ صوتُ الرعدِ
وصوتُ قلبي
-أسـماء حَسن .

هذهِ المرة
انا بِحاجة إلىٰ
يدًا ثالِثة
قلبٌ ثاني
شخصًا آخر

بحثتُ عَنكِ في النهار
عِند المراجيح
قُرب النهر
طويتُ الليل
وفي الصباح مُزِقت الورقة
خرجتي مِنها
هرولتي بعيدًا
وإلىٰ الآن اودُ لو إني طويتني