واعود من حرب الدموع مبللاً
لإرى انتصاراتي بدونك خاسرة
متكاسلٌ عن كل حلمٍ فاتني
متجردٌ من كل ذكرى عاقرة
أمضي إلى اللاشيء أجهل غايتي
ومشتت مثل الوجوه العابرة
في كل مشنقة تكون قصائدي
وكأنها في نزهةٍ ومسافرة
كم كنت احتضن الضياع وانحني
متوسلاً بالعفو عند المقدرة

أَنيري مكان البدر إِن أفل البدر
‏وقومي مقام الشمس ماإستاخر الفجر
‏ففيك من الشمس المنيرة ضوءها
‏وليس لها منك التبسم والثغر
‏بلى لك نور الشمس والبدر كله
‏ولا حملت عينيك شمس ولابدر
‏لك الشرقة اللألاء والبدر طالع
‏وليس لهامنك الترائب والنحر
‏ومن أين للشمس المنيرة بالضحى
‏بمكحولة العينين في طرفها فتر

ها قد أتيتٓ
وفي يديكٓ حطباً ،
ورميتهُ على ناري
المشتعلة ،
وجلستٓ تنظر
دون حركة
وتستمتع برؤية
ملامحي وهي تذبل
رويداً رويداً ،
وتراني اصبح رماداً
دون ان يخفق لك الجفن ،
وهربتٓ بعيداً
ونكرتٓ إنني كنتُ
يوماً في داخلكٓ ،
استجمعتُ بقاياي
وركبتها ،
كانت اشبه بالقطع
المتشتتٓ ،
لكن ابحثُ عن عيناي
لم أجدها ،
أيقنت عند هروبكٓ
تبعثرت وفقدتها ،
لعلكٓ تعلم الان
بأنكٓ خارطتي للنجاةّ
من عالمي المحطم ...

انا الناي الذي كره التغني
‏فلا يرضى الأنامُ بغيرِ حزني
‏أنا مرسىً يخاف الناس بحري
‏فلا تلقى ببحري أيُّ سفن
‏أنا ابن الرحيل بلا مكانٍ
‏كما طير بلا عشٍّ ووكنِ
‏أنا ابن الخريف ولست ادري
‏بكم قد مرَّ من عمر ومن سنِّ

إن الحروبَ في عيناكِ مَسْلَمةٌ
‏القتل شِعرٌ و الرموش جنودُ

ولكِ السماحةُ والمَلاحةُ كلها
‏ ولكِ المحاسنُ والجمالُ المُطلقُ
‏ فالبدر يأخذُ من جبينكِ نُورهُ
‏والشمسُ من قسماتُكِ تُشرقُ

سلاماً لعينيكِ
الجميلة
لملمسُ يديكِ
الدافئة
سلاماً لقريتي
الهادئة التي تقع
على يسار صدركِ
حيث ينبتُ
فيها الحب والسعادة
وقرمزية الحياة
سلاماً لخطواتكِ
الناعمة حين
تتجولين فوق
رأسي
سلاماً لخصركِ
المتذبذبُ
فوق عاتق
القدرِ ،
فأي سلاماً
يستطيع سَدُ
حاجتَ الاشتياق
في قلبي .

اخوضُ معركةً كبرى
حين تداعبينَ
خصلات شعركِ
وترسليه يميناً ويساراً
وترغميني في سرج العشق
وتجعليني اسيراً
في كحل عينيكِ
وفي رمشةً منكِ
تسقطيني
بين قطبُي شفّتيكِ
واعلن استسلامي والهروب
فور رؤيتكِ
لأنني اتشتتُ
واقع على عاتق
الأنصهار العاطفي
من اولُ نظرة
" شهيد النظرات "
لم اتوقع أن يدفن بداخلي
ذلك اللقب ،
لكن لي الشَرف
أن كنتِ انتِ سببهُ .

لَمّا رَأَيتُ الوَردَ في خَدَّيكِ
وَشَقائِقَ النُعمانِ في شَفَتَيكِ
وَعَلى جَبينِكِ مِثلَ قَطَراتِ النَدى
وَالنَرجِسَ الوَسنانَ في عَينَيكِ
أَيقَنتُ أَنَّكِ جَنَّةٌ خَلّابَةٌ
فَحَنَنتُ مِن بَعدِ المَشيبِ إِلَيكِ