أحياناً بفترات من حياتنا منكون عم نفكر انو حياتنا اسوء حياة وانو مالنا حظ وهيك، بهالفترات اتذكّرو غزّة.

كِينجستُون: لَا تَنسَى الوَعدَ يَا دَانييلْز، تَشَبَّثْ يَا أخِي، اخبِر ستِيفَانِي أنَّنِي أحِبُّها.. رُبَّما لَم يُكتَب لِي الرَّاحة فِي هذه الحَياة.. رُبّما فِي الأُخْرَى.

- يَمُوت كِينجستُون بَين يَدي دَانييلْز المُلَطَّخَتَين بِالدِّمَاء -

- دَانييلْز يَنهَض وَيَركُض كَالمَجنُون مُطلِقاً الرَّصَاص فِي كُلِّ مَكان -

- يَقتُل دَانييلْز مَا تَبَقَّى مِنَ الأعدَاء فَيَجِدُ أنَّه بَقِيَ وَحيداً فِي المَعركة فَقَد قُتِلَ كِيفِن وَكِريستِن وَالبَقِيَّة -

- يَجثُو دَانييلْز عَلى الأرض وَيَجهَشُ بِالبُكَاء مَع بُزُوغ الفَجر -

دَانييلْز: قَاوَمتُ المَوت.. سَأقَاوِمُ الحَيَاة.

- النِّهَايَة -

- السَّاعَة السَّابِعَة وَالنِصف مَساءً -

مَاينْز: حَسناً يا رِجَال، اتَّخِذُوا مَوَاقعكُم، خَطَأٌ وَاحدٌ فَقط.. سَيُكَلِّفُنا خَسارَة الدِّيَار، استَبسِلُوا لِأجلِ شَرَفِكُم.. حَيَاتِكُم.. لِأجلِ الأمَل.

- يَتقدَّم جَيش الدِّفَاع مُندَسّاً وَرَاءَ "هَضبَة المَوت" -

دَانِييلْز: كِينْج ابْقَ بِجَانِبِي، تَذَكَّر أنَّ مَوقِعنَا فِي المَركَز، أي أنَّنَا مُعَرَّضُونَ لِلهُجُومِ مِن أَيِّ جِهة، فَلتَحمِيَ يَمِينِي وَسَأُركِّزُ انَا عَلى يَسَارِك.

كِينجستُون: حَسناً يا دَانِييلْز.. لَكِن قَبلَ ذَلك أودُّ إخبَارَك بِشَيْءٍ مَا.

- يَنظُر كِينجستُون لِلأرضِ بِإحبَاط -

دَانِييلْز: مَا بِك ؟ أخبِرنِي بِالطَّبع !

كِينجستُون: لَا تَنسَى ذَلكَ الوَعد يا دَانِييلْز.

دَانِييلْز: بِرَبِّك ! بِالطَّبعِ لَن انسَى، اخْرِج تِلكَ الأفكَار مِن رَأسِكَ يا رَجُل، سَنَعُودُ لِمَنَازِلِنَا بِحُلُولِ الفَجر!

كِينجستُون: حَسناً حَسناً.

- قَبلَ بِدءِ الحَرب بِدقَائِق -

مَاينْز: عِندَ إشَارةِ بُوقِ الحَربِ سَنهجُمُ جَميعُنا، لَن نَعُودَ إلى الخَلف وَلَن نَهرُب، سنُقَاتِلُ وسنَتَّجِهُ نَحوَ الأمَامِ فَقط، عَددُنا قَلِيل، إنْ قَرَّرنَا الهُجُومَ عَلى دُفعَات سَيقتُلُون مِنَّا الكَثير خِلالَ تَراجُعِنَا، إِمَّا أنْ نَفعلهَا اليَوم.. وَإمَّا أنْ نَهلَكَ لِلأبَد.

- ! دَانِييلْز يَحمِلُ البُندُقِيَّةَ فِي يَده وكلَارا فِي قلبِه.. صَوتُ بُوقٍ مُفَاجِئ -

مَاينْز: اهجِمُوا !

- يَتقدَّم جَيش الدِّفَاع مُجتازاً "هَضبَة المَوت" إلى سَاحَة المَعرَكة -

- ًيُبَاغِت جَيش الدِّفَاع العَدُو وَيبدَأ بِتَقطِيعِه إربا -

مَاينْز: دَانِييلْز ! تَقدَّم انتَ وَكَتِيبَتُك لِلأمَام نَحتاجُ إلى الانتِشَار بِشكْلٍ أفضَل !

دَانِييلْز: حَاضِر سَيِّدي !

- يُقَاتل جَيش الدِّفَاع بِاستِبدَاد -

- يَتقدَّم العَدُو بِتَرَسَانَة المُدَرَّعات الحَربِيَّة وَيَحتَمِي دَانِييلْز وَكِينجستُون وَراءَ الحَواجِز -

دَانِييلْز: كِينج ! أُريدُكَ أنْ تَقتُلَ سَائِقَ المَركبَة، سَأركُض أمَامه لِأُحاوِلَ إبعَادَه عَنك !

كِينجستُون: مَا الذِّي تَقُوله ! انتَظِر !

- يَركُض دَانِييلْز لِلجِهَة الغَربِيَّة أمَام المُدَرَّعة -

- كِينجستُون يَحمِل القَنَّاصَة وَيُردِي سَائِق المَركبَة قَتِيلاً -

- دَانِييلْز يُقاتِل فِي الجِهَة الغَربِيَّة بَعيداً عَن بَقيَّة الجَيش -

مَاينْز: كِينسجتُون ! أريدُكَ أنْ تَنتَقِل إلى الطَّرَف خَسِرنَا العَديدَ مِن الجُنُود، يُوشِكُ العَدُو عَلى مُحَاصَرَتِنَا !

كِينجستُون: دَانِييلْز يُقاِتلُ وَحيداً سأذهبُ مَعه !

- رَصَاصَة تُصِيب مَاينْز -

كِينسجتُون: يَا إلهي ! تَمَسَّك كَابتِن مَاينْز.. أحتاجُ إلى مُسعِف ! أيَّ مُسعِفٍ لَعِين !!

مَاينْز: استَمِع إلَيّ استَخدِم جَسدِي كَدِرعٍ لِلتَوَجُّه إلى دَانييلْز ! عَلَيك مُعَاونتُه !

كِينجستُون: هَل جُنِنتْ ؟! لَن أفعَلَ شَيئاً كَهذا !

مَاينْز: عَليكَ فِعلُهَا ! سَقطَ كَثِيرٌ مِن جُنُودِنَا، لَا تَجعَل مُوكَاست تَسقُط أيضاً، لَا تَجعَل مَوتِي هَباءً.

- يَحمِل كِينجستُون جَسَد مَاينْز وَيَصرُخ رَاكِضاً إلى دَانييلْز -

دَانييلْز: مَا الذِّي تَفعَلُه بِرَبِّك !

كِينجستُون: عَلينَا العَودة إلى كَتِيبَتِنَا لَن أَجعَلَ مَوت مَاينْز هَباءً ! سَنَقتُل أولئكَ الأوغَاد !

دَانييلْز: حَسناً هَوِّن عَلَيك !

- يَعُود دَانييلْز وَكِينجستُون إلى الجِهَة الشَرقِيَّة بَعدَ الإحتِمَاء بِجَسَد مَاينْز المُشَقَّق -

دَانييلْز: رِجَال ! قَتَلنَا مِنهُم الكَثير، أَلَم تَلحَظُوا أنَّ صَوتَ المَدَافِع قَد إنخَفَض؟ نُوشِكُ عَلى تَحرِير أرضِنا، أُريدُ أنْ يَقتُلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنكُم خَمسَةً مِنَ العَدُو، نَستَطيعُ تَمزِيقَهُم، سَأذهَب انَا وَكِينجستُون وَعِشرُونَ رَجلاً إلى المَركَز وَالبَاقِي سَينتَشِرُونَ عَلى الأطرَاف، مَرَّت سَاعَاتٌ عَلى الحَرب.. يَكَادُ الفَجرُ أن يَطْلُعْ، قَاوِمُوا يَا رِجَال ! قَاوِمُوا !

- يَتقدَّم جَيش الدِّفَاع تَقدُّماً أخِيراً وَقَد استُنزِفَ طَرَفَي الحَرب -

- يَتَساقَطُ الجُنُود الوَاحِدَ تِلوَ الآخَر وأشلَائُهُم مُبَعثَرَة كَبَعثَرَةِ النُّجوم -

- يَسقُط حَامِل رَايَة العَدُو وَقَد تَبَقَّى مِن جَيش الدِّفَاع خَمسَةُ أفراد -

دَانييلْز: كِينجستُون، لَم يَتَبَقّى سِوَى عِشرُونَ مِنهُم، اذهَب انتَ مَع كِيفِن وَكِريستِن لِلجِهَةِ الشَرقِيَّة وَسَأذهَب انَا مَع..

- رَصَاصَة تُصِيب كِينجستُون -

دَانييلْز: كِينج ! لَا لَا لَا ! أرجُوك قُم يَا كِينج ! لَا تَرحَل لَا تَرحَل ! تَمَسَّك لَم يَبقَى شَيْء أرجُوك يَا كِينج..

رجعنا بأحلى سلسلة بالنسبة الي بالقناة ? اليوم رح احكي مجموعة امور وبنهاية البوست بقلكن ليش عم اكتب هاد الشي، في البداية لازم كلنا نعرف انو مافي حياة بدون امل، تخيلو تعيشو حياة هيك بدون حلم بدون دافع.. رح تكونو ريشة بنسيم الحياة، وين ما بدها بتوديكن ووين ما بدها بتوقفكن، لذلك الامل امر حيوي وجوهري جداً صراحة لحتى نكمل حياتنا.

لازم اقلكن انو مافي شي بالحياة رح يدوم، انا بتذكر بأوقات كتيرة بكون عم بمر بفترة جداً سيئة وبحس مافي شي اسوء من اللي عم بمر فيه وانو خلص مارح اقدر اتحمل الضغط ولا رح اقدر اسوي كذا وكذا، ولكن الحمدلله الله بوفقني وبتخطى هي المرحلة وحرفياً بتفاجئ من نفسي ? كلشي بالحياة رح يمضي والله، الايام السيئة رح تروح، الايام الحلوة رح تروح، الاكتئاب والمشاعر السيئة اللي بتاكلكن من جوا رح تتلاشى، والفرحة بعد ترقب وتعب شهور رح تتلاشى، الحياة هية هيك، كل فترة بندخل بمرحلة تعلمنا امور نقدر من خلالها نتغلب او على الاقل نحد من تأثير العقبات اللي جاية بحياتنا "بما انو مستحيل نتخطى العقبات".

بدون الامل كان اغلب الناس طفو أيّاً كان اللي عم يعملوه وخلص بضلو قاعدين هيك بدون ولا شي، صدقوني حتى هي القعدة اللي من المفترض تكون مريحة رح تحسو فيها باكتئاب، انا بتذكر وقت كنت باك كنت خايف خوف يعني مو طبيعي، كان الباك شي هيك كأنو غيمة سودا بتحجب عني كلشي بالحياة، والمفارقة اني بعد ما خلصت باك بتقريباً شهر اكتئبت اكتر من اكتئابي بالباك ! حرفياً ما ببالغ بس حسيت "بالفراغ" وبسبب انو ما عندي شي هجمو عليي الافكار اللي كنت اتجنبها لما اكون مشغول، فلذلك لازم الانسان يكون عندو شي يشغلو، انا ما انشغلت بالتقرب الى الله بهديك الفترة للاسف ولا قرأت قرآن ولا عملت شي وطبعا ما كان في دراسة وكنت كسول جداً اني اشتغل بعد الباك ف قضيتها بالبيت تفكير وتفكير وتفكير.

طيب ضياء اسمع نحن ليش لما نكون عم ننشغل بشي ومضغوطين بفترة ما بحياتنا منقول ياريت تنتهي مشان ما اعمل شي واقعد فاضي.. ولما نقعد فاضيين منتمنى شي يشغلنا؟? صراحة مابعرف الجواب بالضبط بس رح اشارككن وجهة نظري، الانسان بيكره التكرار بالحياة، ما بحب يضل عايش بوتيرة وحدة بحياتو بحب دوماً يعمل اشياء جديدة، يتعلم اشياء، ينجز اشياء، التغيير بحياة الانسان شي جداً مهم والحياة لحسن الحظ تكفلت بهالموضوع، كيف يعني؟ يعني الحياة كلنا منعرف انها متقلّبة، وتقلّبات الحياة هي بتخدم رغبة الانسان بالتغيير من فترة لفترة، طيب ضياء بس انا ما فهمت كيف تقلّب الحياة شي إيجابي للانسان؟ اسمعني لو كانت الحياة ثابتة وكلشي فيها ماشي بنفس التواتر ما كان رح يكون في طعم اصلاً للحياة، حرفياً رح نمل من الحياة، تخيل حالك دوماً مبسوط.. اوك رح يكون امر ممتاز يوم يومين بعدين رح تمل رح تحس انو هاد الشي صار اصلاً عادة يعني بالمختصر "مارح تُقَدِّر قيمة السعادة" واصلاً مفهوم السعادة انّك تحقق شي بعد امور سيئة وكفاح وحرب مع نفسك، بدون هي الحرب مارح يكون في انتصار وبالتالي مارح يكون في سعادة.

اسمعو والله مابعرف كيف كتبت كل هاد، منظر الصفحة وهية بيضا مرعب بس الحمدلله اول ما اكتب كم سطر بكرج ?

العبرة من هاد البوست هية كالتالي:

لازم نتقبل فكرة انو التغيير شي ايجابي بحياة الانسان وهو اللي بيعطي الحياة طعم، لازم نعرف لما نكون عم نمر بفترة سيئة بحياتنا أنها رح تمر وتعدي متل ما عدت آلاف الفترات خلال حياتنا، ولازم نعرف لما نكون بفترة جيدة بحياتنا أنها رح تنتهي هي الفترة قريباً ورح نفوت بتحدي جديد، لما نفوت بهالتحدي لازم اننا نستفيد منو قدر الامكان ونطلع بقيمة تساعدنا بالتحديات والفترات الصعبة اللي جاية، وكل ما تعلم الانسان اكتر كل ما كان اقل عرضة انو يضل "عالق" بالفترات السيئة وبصير يقدر يتجاوزها بسهولة ان شاء الله.

#الاستقامة

فِي داخِلي شُعلَة مُؤَجَّجَة تَحرِقُني كُلّما تَوقّفتُ عن الرَكض، لَا استطيعُ التّوقف، لَا أريدُ التوقف، لَن أتوقف، لم أجد مَصدَرَ تلك الشُّعلة لكنّها دائماً مَا تدفعُني لِلنهُوض، أريدُ أن أطَوِّر حياتِي في كلّ لحظَة.. أن استغلَّ كُلّ فُرصة لِأتَقدّم في هذا المَاراثُون اللّعين، كُلّما تَوقّفت تَلدَغُنِي نِيران الشُّعلة لِتبقِيني مُنصبّاً على الركض، مَا مِن شَيْءٍ يدُلُّ على فَوزي بهذا المَاراثُون إلّا أنّني لَن أتوقف، وَعدتُ نفسي بأنّني سأبذِل كُلَّ مَا أُوتِيتُ من قوّة لأصِلَ إلى النهاية، لَا مجَال لِلترَاجع الآن، دائماً ما اعتَدتُّ قَولَ أنّ الأمور القَيّمة تحتَاج إلى تضحِيَة حَتى تَتحقّق إلّا أنّ هذا المَاراثُون هو أطوَل مَاراثُون أخُوضه في حياتي، أحتاجُ لِإكماله سَنوات مِن الركض والمُحَاولة والتّعب، بَدأت المَاراثُون منذُ ٣ سَنوات ولازلتُ لم أصل إلى مُنتصَفه حتّى.. تَنتابُني بعضُ الأفكارِ أحياناً بأنّه يجبُ عليَّ التّوقف وأنّ لا أملَ لي في إكمالِ هذا المَاراثُون، أتوقّف عَن الركض.. أشعرُ بالوَحدة، الإكتئابْ.. والضَعف فِي نفسِي، أنظرُ للمُتسابِقِين "الخياليين" فأجِدهم يَتخطّونَني الوَاحدَ تِلوَ الآخر، كأنّهم طُيورٌ يُحَلِّقونَ في موسِم الهِجرة وانا أُراقبُهم مِن أعلَى شَجرة كَمحاوَلةٍ مِنّي لِأرى نِهاية المَاراثُون فأجدُ أنّ نِهايته لَيسَ لَها نِهاية.

تأتي إليَّ تلك الشُّعلة مُجدداً.. فأنهَض، المَاراثُون الذّي أركضُ فيه هو أهمُّ مَحطَّة في حياتي، إن استطَعتُ تجاوُزه سأستَطيعُ تَجَاوُزَ أيِّ عَقبة مَهما كانَت شِدّتها في هذه الحَياة، أدعُو اللّه كُلَّ يومٍ أن يُبقي تِلك الشُّعلة في قَلبي حتّى أصلَ إلى خَطِّ النِّهَايَة.

ستتم هذه السلسلة على حلقات كل حلقة ستحكي عن جلسة نفسية مع الطبيب (آرون) كما ستتناول كل حلقة إحدى اساليب الدكتور (آرون) في معالجته لمرضاه.

كُنتُ فِي الحَافِلَة فِي طَرِيقِي لِلمَنزِل، كَعَادَتِي كُنتُ وَاقِفاً فِي زَاوِيَة الحَافِلَة.. أنظُرُ إلَى الأشيَاء مِنَ النَافِذَة وَهِيَ تَمُرُّ بِسُرعَة وَأُفَكِّر، كَانَ يَوماً مُمِلّاً فِي الحَقِيقَة، عُدتُ إلَى المَنزِل وَمَعِي بَعضُ الطَعَام لِلقِط لِيُو، كُنتُ مُنهَكَاً وَشَعَرتُ بِنُعَاسٍ شَدِيد، استَلقَيتُ عَلَى الفِرَاش وَاشغَلتُ التِلفَاز وَأنَا بِالكَادِ اسمَعُ صَوتَ القَنَاة، فَجأَةً.. اصبَحَ لِيُو هَائِجاً ! أفزَعَنِي صَوتُه فَاستَيقَظتُ بِسُرعَة فَرَأيتُهُ يَنظُرُ لِلتِلفَازِ وَكَأَنَّ شَيئاً مَا قَد سَحَرَه، لَبِستُ نَظَّارَتِي فَرَأيتُ أنَّ القَنَاةَ تِلك كَانَت تَبُثُّ مَقَاطِعَ لِجَرِيمَةِ قَتل ! كَانَ مَسرَحُ الجَرِيمَةِ مَلِيئاً بِالدِمَاء، يَبدُو أنَّ ذَلِكَ مَا أخَافَ لِيُو، الغَرِيبُ أنَّ الجَرِيمَةَ حَدَثَت فِي الوَقتِ الذِّي مَرَّت فِيهِ حَافِلَتِي بِمَسرَحِ الجَرِيمَة ! وَالأغرَبُ أنَّنِي أتَذَكَّرُ ذَلِكَ المَوقِف جَيِّداً.. تَوَقَّفَت الحَافِلَة بِسَبَبِ زَحمَةِ السَير وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ شَدَّ انتِبَاهِي، كَانَ رَجُلاً أبيَض، عِشرِينِيّ، كَثِيفُ الشَعر، طَوِيل، نَحِيف، يَلبَسُ سَاعَةً سَودَاء وَمِعطَفاً أسوَداً ورَبطَةَ عُنُقٍ بَيضَاء، لَا استَطِيعُ تَذَكُّرَ مَلَامِحِه مَا أذكُرُهُ أنَّهَا كَانَت حَادَّة لِلغَايَة، لَم يُحَرِّك ذَلِكَ الرَجُلُ سَاكِناً طِوَالَ وُقُوفِ الحَافِلَة، احسَسْتُ بِشُعُورٍ غَرِيبٍ تِجَاهَه.

فِي اليَومِ التَالِي بَدَأت الشُّرطَة تَحقِيقَاتِهَا حَولَ الجَرِيمَة، وَتَرَكُوا رَقَماً لِمَن أرَادَ الإبلَاغَ عَن مُشتَبَهٍ بِه، لَم استَطِعِ التَوَقُّفَ عَنِ التَفكِيرِ بِذَلِكَ الشَخصِ الغَرِيب، لَقَد كَانَ مَوجُوداً عِندَ وُقُوعِ الجَرِيمَة إلَّا أَنَّ مَا يُحَيِّرُنِي أنَّهُ لَم يَتَحَرَّك ! لَم تَبدُو عَلَيهِ العَجَلَة، ذَهَبتُ لِمَركَزِ الشُّرطَة لِاَعلَمَ إنْ كَانَت هُنَاكَ أَيُّ مَعلُومَاتٍ عَنِ القَاتِل إلَّا أنَّ المُثِيرَ لِلاهتِمَام أنَّهُم كَانُوا خَالِيِيّ الوِفَاض ! لَم يَترُك ذَلِكَ المُجرِم أَيَّ دَلِيلٍ وَلَا حَتَّى ثَغرَة يُمكِنُ لِلشُّرطَةِ الاِستِفَادَة مِنهَا، فَكَّرتُ بَينِي وَبَينَ نَفسِي وَقَرَّرتُ إخبَارَ الشُّرطَةِ عَن ذَلِكَ الرَجُل الغَامِض..

الرَّقِيب مَارتِن: اذن يَا دَانيِيلْز، أخبَرتَنَا أنَّ هُنَاكَ مَن تَشتَبِهُ بِه؟
دَانيِيلْز: نَعَم سَيِّدِي، إنَّهُ رَجُلٌ أبيَض، عِشرِينِيّ، كَثِيفُ الشَعر، طَوِيل، نَحِيف، يَلبَسُ سَاعَةً سَودَاء وَمِعطَفاً أسوَداً ورَبطَةَ عُنُقٍ بَيضَاء، لَقَد كَانَ مَوجُوداً عِندَ وُقُوعِ الحَادِثَة.
الرَّقِيب مَارتِن: وَمَا الذِّي يَجعَلُكَ تَعتَقِدُ أنَّهُ القَاتِل؟
دَانيِيلْز: إن كُنتَ تُرِيدُ الصَّرَاحَة.. فَأنَا لَا اعلَم، وَلَكِنَّنِي أملِكُ شُعُوراً غَرِيباَ تِجَاهَ ذَلِكَ الشَخص.. أؤكِّدُ لَكَ أنَّهُ لَم يَكُن عَادِيّاً، كَانَ سَاكِناً لِعَشرِ دَقَائِق!
الرَّقِيب مَارتِن: وَكَيفَ لَهُ أن يَرتَكِبَ الجَرِيمَة إن كَانَ سَاكِناً وَقتَ حُدُوثِهَا؟
دَانيِيلْز: هَذَا مَا لَم استَطِع فَهمَه، لَكِنِّي مُتَأكِّد أنَّ هُنَاكَ شَيئاً مَا حِيَالَه.. أرجُو أن تَأخُذَهُ بِعَينِ الاِعتِبَار.
الرَّقِيب مَارتِن: سَأَرَى مَا فِي وِسعِي.. شُكراً لَك.

خَرَجتُ مِن مِقَرِّ الشُّرطَةِ وَأنَا اشعُرُ بِالإحبَاط، مِنَ الوَاضِحِ أنَّ الرَّقِيبَ مَارتِن لَن يُعِيرَ ذَلِكَ الشَخص أيَّ اهتِمَام وَلَا اظُنُّ أنَّهُ سَيَبحَثُ عَن مَعلُومَاتٍ عَنه، وَسْطَ أفكَارِي الاِنهِزَامِيَّة تِلك.. رَأيتُه ! رَأيتُ ذَلِكَ الرَجُل ! كَانَ يَتَوَجَّهُ إلَى الحَافِلَة.. رَكضتُ بِسُرعَة لَكِنِّي لَم استَطِع لَحَاقَه، نَظَرتُ إلَى لَافِتَة الحَافِلَة بِيَأس وَكَانَ مَكتُوبٌ عَلَيهَا "لَانكسِنْت" البَلدَة التِّي اعِيشُ فِيهَا !