https://youtu.be/TtJ6KAZqVOc?si=zg-ZP9Hf5vfghpqJ

- احترام أئمة الأشاعرة المتأخرين لمذهب الإمام الأشعري في الصفات المتشابهة رغم المخالفة له ( الإمام السنوسي نموذجا ) :

فقد قال رحمه الله في شرح المقدمات حين تناول مشكلات النصوص ص208- 209:

1- المذهب الأول: وجوب تفويض معنى ذلك إلى الله تعالى بعد القطع بالتنزيه عن الظاهر المستحيل وهو مذهب السلف ..

2- المذهب الثاني: جواز تعيين التأويل المشكل...وهو مذهب إمام الحرمين وجماعة كثيرة من العلماء....

3- المذهب الثالث: حمل تلك المشكلات على إثبات صفات لله تعالى تليق بجلاله وجماله لا يعرف كنهها، وهذا مذهب شيخ أهل السنة الشيخ أبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى ورضي عنه أهـ

فتأمل
كيف خالف وأنصف، وحفظ المقام ولم يبهت، ولم ينسب للتجسيم.

#تاريخ_الفرق_والمذاهب
#عقيدةالسادةالأشاعرة

-حتى لا يلعن آخر هذه الأمة أولها:
إلصاق تهمة التجسيم بأئمة الاشاعرة الأوائل -فضلا عن الحنابلة والماتريدية- لإثباتهم الصفات الخبرية كصفات -لا مجرد إضافات- من التنطع المذموم الذي يؤدي للطعن بتراث الأمة كاملاً وتضليل أئمة الإسلام جميعهم لأن هذا القول هو ما كان عليه السواد الأعظم من الأئمة فيما عدا المعتزلة حتى القرن الخامس الهجري.
ولأن الموضوع يطول والمنصة لا تصلح لذلك سأذكر بعض النقاط المحددة لنقاش هذه التهمة:
- هذه المقولة عليها أئمة الاشاعرة كالأشعري وابن فورك والباقلاني والبيهقي والقشيري أي الأئمة المؤسسين للأشعرية، فضلاً عن إطباق الحنابلة- فيما عدا ابن الجوزي- وأئمة الحديث والحنفية ونص الإمام أبي حنيفة ذاته في ذلك
- لا يخفى علينا من خالف في ذلك ورد عليهم ممن تأخر عنهم من الأشاعرة كابن عطية والرازي ولكن لم يصلوا لاتهامهم بالتجسيم كما يفعل المعاصرون أو المتعتزلة
-من نفي عن الباري الأبعاض والأجزاء والجسمية لا يلزم من اثباته الصفات الخبرية التجسيم بحال أو اتهامه بالتجسيم
- لا يخفى على هؤلاء الأئمة ولا غيرهم من أهل الحديث أن اليد والوجه وغير ذلك من الاضافات لا تكون صفاتاً في اللغة، ولم يعلم من تأخر عنهم ما جهلوه، وهذا لا يخفى على أصغر طويلب علم، فليس مناط اثباتهم مجرد اللغة، وتجهيلهم بذلك سوء ظن بعلمهم.
- منطلق من أثبت هذه الإضافات صفاتا هو تفويضها لعدم اضطراد تأويلها، والقول بأنها صفات فرع عن نفي المخلوقية عنها فلا يوجد إلا خالق أو مخلوق، لا فرعٌ عن معرفة معانيها، وهذا لا إشكال فيه عند مثبتي الصفات، خلافاً لمن يقول بقول المعتزلة أن الصفات عين الذات، واثبات الصفات المحكمة عنده تجسيم أصلاً فضلا عن المتشابه.
- من كان يرى إيجاب تأويلها من المتأخرين من أئمة الأشاعرة لا يقول بتضليل وتجهيل الأئمة ممن سبقه واتهامهم بالتجسيم، وإن كان لدى بعضهم عبارات شديدة في الإنكار.
وهذه نبذة سريعة عن مقالات الأئمة المتقدمين
- أبو حنيفة النعمان 150ه في الفقه الأكبر وهو من أقدم ما وصلنا من رسائل الاعتقاد فقال: ( وَله يَد وَوجه وَنَفس كَمَا ذكره الله تَعَالَى فِي الْقُرْآن فَمَا ذكره الله تَعَالَى فِي الْقُرْآن من ذكر الْوَجْه وَالْيَد وَالنَّفس فَهُوَ لَهُ صِفَات بِلَا كَيفَ وَلَا يُقَال إِن يَده قدرته اَوْ نعْمَته لِأَن فِيهِ إبِْطَال الصّفة وَهُوَ قَول أهل الْقدر والاعتزال وَلَكِن يَده صفته بِلَا كَيفَ وغضبه وَرضَاهُ صفتان من صِفَات الله تَعَالَى بِلَا كَيفَ)
- أبو الحسن الأشعري 334هـ : وقال اهل السنة واصحاب الحديث ليس بجسم ولا يشبه الاشياء وانه على العرش ... وأن له يدين كما قال خلقت بيدى وان له عينين كما قال تجرى بأعيننا. مقالات الإسلاميين 211
- ابن فورك406هـ : وقوله عليه الصلاة والسلام خلق الله آدم يوم الجمعة بيده، فهو بمعنى الصفة لا يليق به معنى النعمة والقوة والملك أهـ، مشكل الحديث وبيانه 433
- الباقلاني 409هـ : لأن قوله : بيديَّ . يقتضي إثبات يدين هما صفة له ، فلو كان المراد بهما القدرة لوجب أن يكون له قدرتان. أهـ التمهيد 258
- البيهقي458 هـ ‌(بَابُ ‌مَا ‌جَاءَ ‌فِي ‌إِثْبَاتِ ‌الْيَدَيْنِ ‌صِفَتَيْنِ ‌لَا ‌مِنْ ‌حَيْثُ ‌الْجَارِحَةِ ‌لِوُرُودِ ‌الْخَبَرِ ‌الصَّادِقِ ‌بِهِ) في كتاب الأسماء والصفات 2/118
وغير ذلك مما لا يحصر من أقوال أئمة الدين و المحدثين والحنابلة والحنفية وغيرهم من متقدمي الأشعرية، وقد ذكرت من ذلك طرفاً لعله يخفى على صغار الطلبة من الأشعرية فضلا عن غيرهم

الشيخ محمد الأزهري الحنبلي لم أكن أعرفه بحكم أني كنت معتزلا لمواقع التواصل الإجتماعي لسنوات.

وقد سمعت عنه قدرا منذ أربع سنوات أثناء بحث علمي، حين ظهر لي مقطع له يتحدث عن علاقة الحنابلة بتقي الدين ابن تيمية، فتفاجأت بطرح علمي ناضج من صلب اهتمامي وتخصصي الأكاديمي، وبدأت بمتابعة بعض المقاطع التي تظهر لي عنه.

وقد أعجبني جل طرحه وجرأته و أدركت بعضا من اتساع دائرة تأثيره، ولو أني أنكرت منه بعض التفاصيل التي لا تذكر في بحر حسناته.

وحين قررت الدخول منذ سنة ونص تقريبا لمواقع التواصل لعلي أفيد وأستفيد، وتعرفت على عدد كبير من الإخوة الأفاضل من طلبة العلم ممن تأثر به وترك السلفية على يديه
فعرفت قدره وفضله من قدر محبيه وفضلهم، والتقيت بعدد من الأفاضل ممن صحبهم وأثر بهم وانتقلوا معه في كل مراحله.

واليوم حين مناقشة رسالته في الدكتوراه ظهر لي جليا إلى أي مدى قد وضع الله له القبول بين أهل العلم والفضل، ومدى حماسة الناس لطرحه وفخرهم بنجاحه وامتيازه، فعلمت أن له فوق ذلك سرا الله أعلم به

فأسأل الله العظيم أن يبارك له وبه وبمحمبيه، ويستعمله في طاعته، ويجعله ناصرا للسنة قامعا للبدعة وسببا للهداية، ويجزيه خير الجزاء عن مذهب الحنابلة.

- الشيخ عبد القادر الجيلاني انتسب للحنبلية خشية أن تندثر!!

مقولة يرددها كثير من الناس دون إحالة إلى مصدر، أو مع إحالة لشيخ سمعها منه تنتهي بالإرسال، وهي كثيراً ما توضع في سردية تاريخية من شانئ بهدف الحط من المذهب الحنبلي.

والحقيقة أن المقولة مغلوطة جملة وتفصيلاً وليس لها مصدر، وعلى العكس تماماً فالشيخ عبد القادر الجيلاني 470-561هـ انتسب للحنبلية وهي في أبهى وأقوى عصورها على الإطلاق

فقد اجتمع أساطين المذهب وأئمته في طبقة مشايخه وهم تلاميذ القاضي أبو يعلى:
أبو جعفر الهاشمي 470هـ
أبو علي ابن البنا 471هـ
أبو الفرج الشيرازي 486هـ
أبو الخطاب الكلوذاني 510هـ
ابن عقيل الحنبلي 513هـ
أبو سعيد المخرمي 513 هـ
أبو الحسين الفراء 526 هـ
ثم من بعدهم ابن الزاغوني527هـ

ولم يجتمع في عصر من العصور أئمة للحنابلة بهذا القدر والعدد ممن بلغ رتبة الاجتهاد والإمامة في المذهب، كما كان في طبقة مشايخ الشيخ عبد القادر الجيلاني.

وأما من حيث المكانة في الدولة فقد ولي القاضي أبو يعلى 458هـ القضاء فيها، وولي الوزير ابن هبيرة الحنبلي 560هـ الوزارة فيها، وقد كان أبو علي الهاشمي وأبو جعفر الهاشمي شيوخ الحنابلة في عصرهم من الأسرة العباسية الحاكمة في بغداد.

فصحاب هذه المقولة اختار العصر الذهبي للحنبلية لينسب لها الاندثار.

وأما من حيث تمذهب الشيخ عبد القادر الجيلاني على أئمة الحنابلة فقد تتلمذ على يد الشيخ أبو سعيد المخرمي أول ما قدم بغداد وعمره ثمانية عشر سنة وقد بقي في مدرسته يعظ ويدرس حتى توفي الشيخ المخرمي، وتمت توسعة المدرسة للشيخ عبد القادر، والتي بقي يدرس فيها بدوره حتى وفاته

فقلد اعتنق المذهب الحنبلي منذ نعومة أظفار وتفقه على أئمته كأبي الخطاب الكلوذاني وأبي سعيد المخرمي وأبو الحسين الفراء وأبو الوفاء ابن عقيل.

وأما دراسته للمذهب الشافعي فقد ذكر ذلك الإمام النووي ، ولا يمنع من ذلك شيء رغم قلة المصادر، ولكنها حتماً كانت دراسة لاحقة على المذهب الحنبلي لا العكس.

فيا أخي قليلٌ من البحث التاريخي لا يضر، قبل ترديد رواية لا تصح، لتوظيفها في طعن لايجوز.

#تاريخ_الفرق_والمذاهب

في حوار مع أحد الأفاضل

- قال لي سمعت أنك تشرح متن نهاية المبتدئين
- قلت هو شرح لا كالشروح
-قال كيف
- قلت حين تشرح متنا أشعريا توصف المسألة ودليلها ولا تحتاج لذكر أن هذا هو معتمد المذهب

أما في المتن الحنبلي فأقول هذه المسألة وهي المعتمد والدليل أنها المعتمد قول فلان وفلان وفلان من أئمة الحنابلة، فإن شككتم بذلك فقد أقر بهذا فلان وفلان منكم ، وتأويلكم لعبارة فلان وفلان من الأئمة باطل من وجوه، وعبارة فلان لا تحتمل سوى المعنى الفلاني ..  فهذا هو المعتمد
ولا يتسع المقام لذكر الأدلة ...

وهذه الحالة لا يضطر اليها إلا من ابتلي مذهبه بما ابتلي به مذهب الحنابلة بمنتحليه

فتأمل

#السلفيةالمعاصرة
#عقيدةالسادةالحنابلة

الخلط بين الإثبات والتجسيم:

أرسل لي أحد الأفاضل مقطعا لعبد الله رشدي يحتج بكلام قديم للشيخ علي جمعة يجعل فيه إثبات ابن تيمية من جنس إثبات الحنابلة أهل التفويض وإثبات متقدمي الأشعرية، ويبدو أني اطلعت عليه متأخرا لانشغالي، وقد اشتعلت مواقع التواصل تعليقا عليه

فأقول معلقا على المسألة بشكل علمي بعيدا عن الشخصنة، مع التأكيد أن المقطع قديم للشيخ علي جمعة ومن يعرفه يؤكد أنه لا يحرر مذهب ابن تيمية رحمه الله كما ورد في التسجيل القديم:

مراتب التعامل مع نصوص الصفات (المتشابهة) هي أربع مراتب، ومن يغالط يخلط بينها:

1- مذهب التأويل وهو أحد قولي المذهب الأشعري.
2- التفويض المطلق (كإضافة) بحال لا يمنع ارادة معاني مجازية ولكن يفوض تعيينها، وهو قول متوسطي ومتأخري الأشعرية
3- التفويض (كصفة) بحيث تنفي معرفة معناها بما في ذلك كل المعاني المجازية، وتفوض المعنى إلى الله حملا على الأصل وهو ( ومايعلم تأويله إلا الله) وهذا يمكن أن يصطلح عليه أنه (إثبات)، وعليه جماهير الحنابلة وأهل الحديث ومتقدمي الأشعرية والماتريدية.

وهذه الأقوال الثلاثة تمنع اي مشابهة او قدر معنوي مشترك في الصفات الخبرية بين الخالق والمخلوق

4- إثبات (معاني) الصفات المتشابهة، ونفي معرفة الكنه و الكيف وإثبات قدر معنوي مشترك في الصفات الخبرية المتشابهة بين الخالق والمخلوق، كالامتداد في الأبعاد والحد وهي مقادير ممكنة تحدد الأجسام، وهذا قول ابن تيمية ومن وافقه وهو نقطة الخلاف الجوهرية معه ، وهو ما بسطه في التدمرية وبيان تلبيس الجهمية.

ومن خلط بين الثالثة والرابعة فقد غلط أو أراد المغالطة. والله بصير بالعباد.

فتأمل

#تاريخ_الفرق_والمذاهب

-رد الإمام العلثي 634هـ على أبي الفرج ابن الجوزي 597هـ:

كان الإمام العلثي من كبار أئمة الحنابلة في عصره ومعروف بصدعه بالحق وانكاره للمنكر حتى على الخليفة الناصر ومن هم دونه

وفي رسالة إلى أبي الفرج ابن الجوزي أنكر عليه فيها ما جاء من تقريرات مخالفة للمذهب في كتابه دفع أكف التشبيه، نقلها ابن رجب في ذيل طبقاته، ومما جاء فيها:

في نقده لذم أئمة الحنابلة بغير حق:
(وأنت يا عبد الرحمن، فما يزال يبلغ عنك ويسمع منك، ويشاهد في كتبك المسموعة عليك، تذكر كثيراً ممن كان قبلك من العلماء بالخطأ، اعتقاداً منك: أنك تصدع بالحق من غير محاباة..)

(إذا أردت: كان ابن عقيل العالم، وإذا أردت: صار لا يفهم، أوهيت مقالته لما أردت..)

(من كان فلان، ومن كان فلان. من الأئمة الذين وصل العلم إليك عنهم، من أنت إذاً؟ فلقد استراح من خاف مقام ربه.)

وفي نقد منهجه في الصفات والتأويل: ( وتدعي أن الأصحاب خلطوا في الصفات، فقد قبحت أكثر منهم، وما وسعتك السنة. فاتق الله سبحانه. ولا تتكلم فيه برأيك فهذا خبر غيب، لا يسمع إلا من الرسول المعصوم، فقد نصبتم حرباً للأحاديث الصحيحة. والذين نقلوها نقلوا شرائع الإسلام...)

(وإذا تأولت الصفات على اللغة، وسوغته لنفسك، وأبيت النصيحة، فليس هو مذهب الإمام الكبير أحمد بن حنبل قدس الله روحه، فلا يمكنك الانتساب إليه بهذا، فاختر لنفسك مذهباً، إن مكنت من ذلك، وما زال أصحابنا يجهرون بصريح الحق في كل وقت ولو ضُربوا بالسيوف، لا يخافون في الله لومة لائم.)

وفي الرسالة كثير تطويل وتفصيل، نقل طرفا منها الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله.

وليس المراد من نقلها الحط من أبي الفرج رحمه الله، ولكن المراد تبيان موقف الحنابلة من تقريراته المخالفة للمذهب وانكارهم عليه.

لعل في نقل هذا ما يفهم من هو من خارج المذهب ويريد جعل مقولات ابن الجوزي حاكمة على المذهب، كما يريد الوهابي جعل مقولات ابن تيمية حاكمة عليه

فالصنيع واحد ولو اختلف الإسم.

فتأمل.

#عقيدةالسادةالحنابلة