أهلُ العقيدة لا يزدادون على الإحتـ ـراق إلا طيبًا

عندما تقول: "ياصاحب الزمان" لايعني ذلك أن تقولها وتجلس جانبًا، فهل تنظر أن مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) سيأتي إلى غرفتك ويدفع عنك الأخطار بدون أن يبدر منك أي نصرة للحق؟ تخيّل في عام ٦١ هـ أنّ محبي الإمام الحسين (عليه السلام) كانوا يصرخون: "ياحسين" ولكن جلسوا في غرفتهم ولم يقدّموا أي نصرة للإمام (عليه السلام)

https://t.me/alshekh_mouhammad

{.. وَلَا یَحِیقُ ٱلۡمَكۡرُ ٱلسَّیِّئُ إِلَّا بِأَهۡلِهِۦۚ }
[سُورَةُ فَاطِرٍ: ٤٣]

الذين يصوبون سهامهم على فكرة "عدم الإنخراط بالأمور السياسية" إستفادةً مما يحدث الآن، ماهذا إلا هروب إلى الأمام ويصب في خانة "الإسلام الضعيف" الذي واجبه فقط الدعاء والعبادات بدون الإنخراط في و { جاهدوا في الله حقّ جهاده..} وهو أشبه بشخص لا قوة له على المواجهة فيسعى إلى الراحة وعدم تحمل المسؤولية

الإنتظار والتوسل والتأسف (بطريقة سلبية)

بعضهم يتوسل ويناشد مولانا صاحب الزمان (عليه السلام)، ويتأسف على مصير المقدسات و..و..و.. ثم يجمد على هذا النحو من التوسل والمناشدة والتأسف! ويعتبر نفسه منتظرًا للفرَج ولكن هذا توسل وانتظار للفرج وتأسف بنحو سلبي إلا لمن هو معذور ولا يقدر على المواجهة ـ ولو بكلمة ـ يأمن معها الضرر على نفسه

إن التوسل وانتظار الفرج أمران ضروريان ولازمان، ولكن يجب ألا نكتفي بذلك بنحو سلبي وجامد، فإن كلمة " ياصاحب الزمان" لا تعني أن أبقى على الحياد وأن أخذل الحق واستسلم للباطل، وإن التأسف على مصير المقدسات لايعني أن أقف متفرجًا وألا أدعم قوى الحق

فعلينا بالإنتظار والتوسل الإيجابيين، فننصر من نصرَ الحق وينصره، ونخذل من خذلَ الباطل ويخذله، وإلا فمولانا صاحب الزمان (عليه السلام) إذا ظهر سيقاتل بخيرة أهل الأرض وبالبواسل في زمن حضوره؟ فلا أتوسل وأنتظر الفرج ثم لا أحرّك ساكنًا اتجاه الواقع الذي أعيشه فإن التوسل وانتظار الفرج تقدم بخطوة ولكن السلوك العملي والحركة يجعلها خطوة كاملة وتوسلًا وإنتظارًا بنحو إيجابي

https://t.me/alshekh_mouhammad

إذا لم تربطنا هذه الأحداث بكربلاء، فماذا ينبغي أن يحدث حتى نرتبط بها ?️

لكثرة من ارتقى " شهيدًا في الأيام الأخيرة ظنوا بأنّها سهلة المنال، لا وضلع حضرة فاطمة (عليها السلام): «إن الشهـادة منية الوالهين ولا ينالها من الخلق إلا القليل»

ليلة الجمعة كدُرّة بيضاء انسابت من لآلئ ليالي شهر رمضان لتجري على قلوب الموالين في كل أسبوع وتؤنسهم

شــهادة سيدة الجنة (صلوات الله عليها)

كانت السيدة فاطمة (عليها السلام) سيدة البصيرة، فقد ضحّت بنفسها الشريفة وبطفلها الجنين المحسن نصرةً للحق وأهله في وجه الباطل وأهله، فكانت (عليها السلام) لفترة طويلة جريـ ـحة، ثم نالت بعد أيام صعبة ـ تعاني فيها ألم الجراح ـ الواسم الرفيع وهو وسام القتـ ـل في سبيل الله فخرجت من هذه الدنيا شـ ـهيدة، لم تلتفت (سلام الله عليها) إلا إلى واجبها الإلهي في نصرة الحق وأهله ولو كلّفها ذلك شـ ـهادة طفلها ونفسها المقدسة، فكان ما أهمها وشغل بالها كيف تقف موقف الحق على خط التوحيد والولاية، فرغم السنين القليلة التي عاشتها ثمانية عشر سنة أو مايقرب من ذلك إلا أنها حازت على المقامات التي لا تُعدّ ولا تُحصى والتي قال سماحة السيد الأقدس (طيب الله ثراه) أن أرفعها وأشرفها: أن الله تعالى كان يرضى لرضاها ويغضب لغضبها

عظّم الله أجورنا وأجوركم بهذا المصاب الجلل الذي أصّل لغيره من المصائب ووفقنا وإياكم للتأسي بها قولًا وفعلًا ونقف مع الحق وأهله في وجه الباطل وأهله

??️ المتابعون الكرام

ماهي المواضيع التي تحتاجون أن نتكلم عنها؟