سئل رسول الله ﷺ: أيّ العبادة أفضل؟ قال:« دعاء المرءِ لنفسه».

📚الدعاء لابن أبي الدنيا (٢٨)

تأملتُ حالةً عجيبة ، وهي أن المؤمن تنزل به النازلة ، فيدعو، ويبالغ ، فلا يرى أثرًا للإجابة، فإذا قارب اليأس ؛ نظر حينئذ إلى قلبه؛ فإن كان راضيا بالأقدار، غير قنوط من فضل الله عز وجل ؛ فالغالب تعجيل الإجابة حينئذ ؛ لأن هناك يصلح الإيمان ويهزم الشيطان، وهناك تبين مقادير الرجال .

وقد أشير إلى هذا في : قوله تعالى : (حَتَّى : يقولَ الرَّسُولُ والذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ ﴾ [البقرة : ٢١٤].

وكذلك جرى ليعقوب عليه السلام ؛ فإنه لما فَقَدَ وَلَدًا وطال الأمر عليه؛ لم ييأس من الفرج، فأخذ ولده الآخر، ولم ينقطع أمله من فضل ربه : أن يأتيني بهم جميعًا) [يوسف : ۸۳] .

وكذلك قال زكريا عليه السلام : ﴿وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا)[مريم : ٣].

فإياك أن تستطيل مدة الإجابة !

وكن ناظرًا إلى أنه المالك، وإلى أنه الحكيم في التدبير، والعالم بالمصالح ، وإلى أنه يريد اختباركَ لِيَبْلُوَ أسرارك، وإلى أنه يريد أن يرى تَضَرُّعَك، وإلى أنه يريد أن يأجرك بصبرك ... إلى غير ذلك، وإلى أنه يبتليك بالتأخير لتحارب وسوسة إبليس، وكل واحدة من هذه الأشياء تقوي الظن في فضله، وتوجب الشكر له ؛ إذْ أَهْلَك بالبلاء للالتفات إلى سؤاله، وفَقْرُ المُضْطَرِّ إلى اللَّجا إليه غنى كله .

- نقل

اغتنم هذه الساعة الطيبة بالاكثار من الذكر والثناء على الله تعالى والدعاء.

لا يخدعنك الشيطان اذا قال لك أنه لا بد أن تجلس في صومعتك وانت متوضئ وتنعزل عن الخلق وتخشع بخشوع الانبياء حتى يُقبل دعاءك والا فلا فائدة من دعائك

إن فعلت هذا خير ولكن لا تترك الدعاء لأجل ذلك اجعل الذكر والدعاء على لسانك مثل انفاسك
ذكر ان الشيخ ابن باز رحمه الله كان يعض طرف شماغه حتى يوقف لسانه عن الذكر اذا عرض عليه سؤال حتى يركز بالسؤال.
ولنا في الانبياء والمرسلين وصحابة نبينا ﷺ أسوةً حسنة وخير عظيم

﴿وَقالَ رَبُّكُمُ ادعوني أَستَجِب لَكُم إِنَّ الَّذينَ يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتي سَيَدخُلونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ﴾ [غافر: ٦٠]

قال الحسن البصري :

بلغني أن الله عز وجل إذا أنعم على قوم سألهم الشكر ، فإذا شكروه كان قادرا على أن يزيدنهم ، فإذا كفروا كان قادرا على أن يقلب نعمته عليهم عذابا .

( ابن أبي الدنيا في الشكر ٦٠ )