لا أزال أراك بنفس العيون لكنك فقدت بريقهما ..

هناك مقعد على طريق الذكريات يُشبهني كثيراً كلانا لن يتزحزح من مكانه بعد ، كلانا يتذكر بصمت ما مضى ويراقب بهدوء ما يحصل ..

‏كيف لي أن أشرح لك بأني مُتعب من الطريق، والناس، والأحلام، وحذري، وترددي، وقلّة الحيلة، ومُتعب أيضاً من الغد وهو لم يأتِ بعد، ومن أمس وهو مُنتهي، ومن الأيام، والوعود، والصبر، وطولة البال، ومن التعقل، والتأني، والغضب، من دون أن تشعر بأنني أبالغ ؟

لن تتعرف عليَّ تمامًا ما دُمت لا أرغب في ذلك ، ستظلّ تكتشف فقط الجزء الذي لا يُشبهني ، الجزء الذي اخترتُ أنْ تراهُ ، ما عدا ذلك ، فهو نتائجُ خيالِكَ .

يقولون انها كُتلة عالقة قد تسبب
الإختناق و احياناً يسمّونها غصّة
اما عني ، فلست اعرف عنها الكثير
لكنّي اتذكر بدايتها كانت كومة احداث
و احاديث لم اجد لصوتها منفذاً
ولا مسمَع فـ إبتلعتها بصمت .

رجائي واحد يا من تملُك السماء والارض ..

عندما تضعون رؤسكم على الوسادة يا رفاق تذكروا إن كل عُسر سيمضي كما قد مضى الذي قبله ، أريحوا عقولكم واتركوا قلوبكم تتنفس ..
تصبحون على خير

في الفترة الاخيرة تخليتُ في عن كوني إنساناً خيالهُ يطغي على واقعهِ لان الخيال مُتعب ، أحياناً يجعلنا نعيش لحظات جميلة نتمناها ونشعر بها ، ولكن عند العودة الى الواقع تختفي كل التخيلات و تظهر على وجوهنا ابتسامة انكسار ونظرة حُزن في الوقت نفسه ..

يدها الصغيرة مُعجزة سماوية تحتويني بأكملي ، تمسحُ تعبي ، تضّمِدُ جراح السنين ، أحياناً تُصبح معطفاً وفي ليالي الحُزن تكونُ قنديلاً بخمسِ شمعات تضيءُ قلبي و تدفئهُ ..

أتأخذيني إليكِ وبينَ يديكِ الحنونات ، أتأخذيني من غُربتي إلى أوطانكِ من عالمي البائس إلى دفئ أحضانكِ ، أتأخذيني منّي إليكِ ..