دول مجلس التعاون الخليجي سعت لطمأنة طهران بأنها ستلتزم الحياد في حال اتسعت دائرة الحرب في المنطقة، ولن تسمح باستعمال القواعد الأمريكية المتواجدة على أراضيها.

شخصيا تمنيت سقوط مئات أو آلاف القتلى الصهـ..اينة .. ولكن إيران كذلك ليست مستعدة لدفع تكلفة عميلة ذات خسائر ثقيلة .. فهي تعرف أين وكيف ومتى تضرب .. لكن كل ما يهمني كمتابع للمشهد هو أن تتسع رقعة الحرب وأن تغرق إسرائيل في وحلها أكثر وأكثر .. اليوم تل أبيب أصبحت أخطر مدينة للعيش في الشرق الأوسط! .. إسرائيل ستكسرها العمليات التي من قبيل حرب العصابات وستوجعها أكثر من الضربات العسكرية المباشرة والكلاسيكية .. لكن المشهد مهم جدا على الصعيد الرمزي .. ولو لم يكن كذلك ما كانت إسرائيل لتتوعد وتهدد بالرد .. لماذا ترد ولم يسقط فيها قتيل بفعل القصف؟! .. إنها مسألة رمزية! .. لابد أن تبقى هي القوة الضاربة في المنطقة بلا رقيب ولا حسيب .. ولابد في المقابل من كسر هذه الصورة التي تريد ترسيخها ..

نتنياهو يبحث عن طريق لقصف المفاعلات النووية الإيرانية .. لكنها خطوة قد تقابل برد إيراني غير محدود .. رغم تحلي الفرس ببرودة الأعصاب إلى حد اهتزاز صورتهم كدولة وكقوة إقليمية إلا أنهم لم يتورطوا بعد في رد بلا سقف وبلا قواعد .. رغم أن خسائرهم إلى الآن لا تزال أكبر بكثير من خسائر الكيان .. لكنني متيقن أن الكيان سيحاول إشعال النيران في أكثر من مكان في المنطقة ليستغل نتنياهو الفرصة فيقوم بضرب المشروع النووي الإيراني .. ولكن الحرب كما يقول هتـ.. لر كدخول غرفة مظلمة لا تدري بأي شيء ستصطدم فيها! .. هناك تهديد إيراني ورسائل تم نقلها إلى أمريكا أن أي تهور صهيوني يعني حرق حقول النفط الخليجية .. وإحدى المماليك الخليجية كان ولي عهدها يتصور أن إيران لن ترد على الضربات التي تلقتها مؤخرا .. وكان يعول على قضاء نتنياهو على نظام الملالي في طهران .. ولكن الصدمة الليلة في بعض العواصم العربية أكبر من الصدمة في تل أبيب التي خسرت توقعها لتوقيت الضربة وحجمها .. بقي الأمل معلقا على "أبو يائير" كما يسميه الصهاينة العرب على طريقتنا في التكنّي .. أقول يبقى أمل المتصهينين فيه نتنياهو أن يوجه ضربة قاضية للملالي ولكن ما الثمن بعدها؟! وهل تستطيع إسرائيل اليوم أن تصل إلى نقطة قرار في هذه الحرب في ظل اشتعال كافة الجبهات؟! .. الأيام وربما الساعات القادمة كفيلة بتبيان بعض هذه المشاهد ..

القناة العبرية 12: انفجارات في تل أبيب.