قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 4 months ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 5 months ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 5 months, 3 weeks ago
أيها المسلمون، إن دين الإسلام وصفه الله تعالى بأنه كامل، فقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً)
ولهذا كان الدين الإسلامي وسطًا بين الأديان السابقة وعدلاً خيارًا ومُهيمنًا عليها، ناسخًا لها، فلا قيام للأديان السابقة مع الدين الإسلامي، ومِن وسطيّته وعدله بين الأديان: أنه كانت شريعة التوراة إذا قتل أحدٌ أحدًا فإنه يجب قتله ولا خيار لأولياء المقتول في العفو عنه كما قال الله تعالى: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) إلى آخر الآية، وكانت شريعة عيسى بن مريم دون ذلك فكانت توجِبُ السماح والعفو؛ لأن الناس في ذلك الوقت لا يُطيقون المقاصَّة، أما هذا الدين الإسلامي فكان عدلاً ورحمة كما قال الله عزَّ وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
تمت الخطبة
•┈••✦🔹✦••┈•
💎خدمة درر الشيخ ابن عثيمين💎
للاشتراك واتساب:
+962 7 8001 1408
رابط الدخول المُباشر:
https://2u.pw/DMKHdIL
•┈••✦🔹✦••┈•
💎خدمة دُرر الشيخ ابن باز 💎
للاشتراك واتساب:
+962 7 7825 7262
رابط الدخول المُباشر:
https://wa.me/96277825726
•┈••✦🔹✦••┈•
قناة دُرر ابن عثيمين وابن باز -رحمهما الله- تيليجرام
https://t.me/othaimeedorarsaleh
🌷خطبة بعنوان: أداء الأمانة.
لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -
•┈••✦🔹✦••┈•
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما، وهو على كل شيء قدير.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، نعم المولى ونعم النصير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، البشير النذير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما.
أما بعد:
أيها المؤمنون: اتقو الله -تعالى-، اتقوا: (رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ)
اتقوا الله -تعالى- في السر والعلانية.
اتقوا الله -تعالى- بأداء الأمانة التي أبت السماوات والأرض والجبال أن تحملها وأنتم حملتموها فأدوها كما تحملتموها.
أدوا الأمانة في حقوق الله، وحقوق العباد.
فأداء الأمانة في حقوق الله: أن تعبدوا الله مخلصين له الدين، ومتبعين لسيد المرسلين، لا تشركوا بالله في أعمالكم، ولا تراؤوا فيها؛ فإن من راءى راءى الله به، فأظهر رياءه للعالمين، وفضحه بين الخلائق أجمعين.
ألا وإن من علامات الرياء: كون الإنسان يعصي الله في السر حين لا يطلع إلا الله، ويظهر خشية الله في العلانية حين يراه الناس.
أما أداء الأمانة، في حقوق العباد فهو: أن يعاملهم على وجه النصح، والإخلاص، من غير غش، ولا كذب ولا خيانة، في جميع ميادين الحياة.
فعلى ولاة الأمور: أن يؤدوا ما أوجب الله عليهم من تفقد أحوال من في ولايتهم، والسلوك بهم على ما يرونه أنفع لهم في دينهم ودنياهم، وهم مسؤولون عن ذلك أمام الله.
وعلى من تحتهم من الرعية: أن يؤدوا الأمانة في حقوق أولياء الأمور، فيأخذوا بإرشاداتهم، ويطيعوا أوامرهم في غير معصية الله.
وعليهم أن يكفوا عن عيوبهم، فإن أمكنهم إزالتها بمناصحتهم فذلك هو الواجب عليهم، وإن لم يتمكنوا من ذلك، فليسألوا الله لهم الهداية وإصلاح بطانتهم؛ لأن في صلاحهم صلاح الرعية كما أن صلاح الرعية سبب لصلاح الراعي، فأحوال الراعي والرعية متشابهة متلازمة.
وعلى الذين يتولون التعليم في جميع مراحله في الابتدائي والمتوسط والثانوي وما فوقه أن يؤدوا الأمانة في التعليم، فيسلكوا بالطلبة أقرب الطرق إلى تفهيمهم وتعليمهم، وليعاملوا كل طائفة بما تتحمله عقولهم وأفهامهم، وعليهم أن يركزوا في نفوسهم حب الله وحب رسوله والمؤمنين، وأن يغرسوا في نفوسهم قواعد الدين وأسسه وأهدافه ليرسخ في قلوبهم.
وعلى المعلم أن يمثل أمام الطلبة بالأخلاق الفاضلة، والأعمال الصالحة؛ فإن المتعلم يقتدي بمظاهر المعلم وأخلاقه أكثر مما يقتدي به في تعليمه، فمتى عرف المعلم المسئولية الكبرى التي عليه، وأنه يواجه جيلا ينبني صلاح مستقبله وفساده على التعليم الذي يتلقاه، فإنه يحرص على نفع الطلبة، ويجتهد في سلوك الطرق التي تؤدي إلى إصلاحهم؛ فليستعن بالله، وليخلص النية، والله ولي التوفيق.
وأداء الأمانة في البيع والشراء: أن يلتزم فيهما الحدود الشرعية التي رسمها الشارع الحكيم؛ فلا يتعاطى المعاملة بالربا لا صريحا ولا حيلة؛ فإن التحيل على الربا شر من الربا الصريح؛ لأن المتحيل جمع بين المخادعة والربا.
وعلى العامل بالبيع والشراء: أن يتجنب الغش والغرر؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن بيع الغرر، وقال: "من غش فليس منا"
وعلى من استحفظوا على مال، وأمن عندهم أن يؤدوا الأمانة فيه، وأن يحفظوه لصاحبه.
ولا يحل لمن جعل عنده أمانة أن يتسلف منها شيئا إلا بعد أن يستأذن من صاحبها.
وعلى من له ولاية في تزويج امرأة: أن يتقي الله فيها؛ فلا يمنعها من كفئها، ولا يزوجها بغير كفء لها، وليختر لها صاحب الدين والأخلاق الفاضلة، ولا يجعلن همه في المال؛ فالمال قد يزول من الغني، وقد يكون الفقير غنيا؛ وكم من إنسان زوج ابنته أو غيرها لهذا الغرض، فحصل بينهم الشقاق والنزاع.
أما الدين والخلق فإنهما هما الذخيرة النافعة؛ إن أمسكها أمسكها بمعروف، وإن فارقها فارقها بإحسان.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بِما فيه من الآيات والذكْر الحكيم. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله حمدًا كثيرًا مباركًا طيِّبًا فيه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو الله بها النجاة يوم نلاقيه، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد:
أيها المسلمون، فاذكروا نعمة الله عليكم بهذا الدين القويم، وأقيموه لله مُخلصين ولرسوله متَّبعين، واسألوا الله عليه الثبات إلى يوم تلقون رب العالمين .
من تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}
•┈••✦🔹✦••┈•
قال الشيخ محمد بن صالح العُثيمين-رحمه الله-
من فوائد هذه الآية:
أنّ العدوّ يطغى ويَرتفع ويعلُو، فإذا بلغَ القمّة في العلو رمى به الله سبحانه وتعالى إلى السفل؛ فيكون نزوله من العلو إلى السفل أشدّ من نزوله أثناء الطريق، ولهذا الذي يسقط من السّقف يكون أشد ممن لو سقط أثناء الدّرج، فالله سبحانه وتعالى قد يُملي للظالم حتى يتمادى في ظُلمه وطُغيانه، حتى إذا ظنّ أنه بلغَ القمّة حطّ به إلى أسفل السافلين، فصارَ ذلك أشدّ وأعظَم، وقد نبّه تعالى على ذلك في سورة آل عمران فقال: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} مع أنه في ذلك الوقت كان الظفر للمشركين في أُحُد لكن جعل الله ذلك سببا لمحقِهم؛ لأنهم إذا شمّوا رائحة النصر ازدادوا في طغيانهم وقووا، ثم تكون النّكبة.
المصدر: تفسير سورة آل عمران.
•┈••✦🔹✦••┈•
💎خدمة درر الشيخ ابن عثيمين💎
للاشتراك واتساب:
+962 7 8001 1408
رابط الدخول المُباشر:
https://2u.pw/DMKHdIL
•┈••✦🔹✦••┈•
💎خدمة دُرر الشيخ ابن باز 💎
للاشتراك واتساب:
+962 7 7825 7262
رابط الدخول المُباشر:
https://wa.me/96277825726
•┈••✦🔹✦••┈•
قناة دُرر ابن عثيمين وابن باز -رحمهما الله- تيليجرام
https://t.me/othaimeedorarsaleh
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بِما فيه من الآيات والذكْر الحكيم. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله حمدًا كثيرًا مباركًا طيِّبًا فيه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو الله بها النجاة يوم نلاقيه، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد:
أيها المسلمون، فاذكروا نعمة الله عليكم بهذا الدين القويم، وأقيموه لله مُخلصين ولرسوله متَّبعين، واسألوا الله عليه الثبات إلى يوم تلقون رب العالمين .
أيها المسلمون، إن دين الإسلام وصفه الله تعالى بأنه كامل، فقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً)
ولهذا كان الدين الإسلامي وسطًا بين الأديان السابقة وعدلاً خيارًا ومُهيمنًا عليها، ناسخًا لها، فلا قيام للأديان السابقة مع الدين الإسلامي، ومِن وسطيّته وعدله بين الأديان: أنه كانت شريعة التوراة إذا قتل أحدٌ أحدًا فإنه يجب قتله ولا خيار لأولياء المقتول في العفو عنه كما قال الله تعالى: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) إلى آخر الآية، وكانت شريعة عيسى بن مريم دون ذلك فكانت توجِبُ السماح والعفو؛ لأن الناس في ذلك الوقت لا يُطيقون المقاصَّة، أما هذا الدين الإسلامي فكان عدلاً ورحمة كما قال الله عزَّ وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
تمت الخطبة
•┈••✦?✦••┈•
?خدمة درر الشيخ ابن عثيمين?
للاشتراك واتساب:
+962 7 8001 1408
رابط الدخول المُباشر:
https://2u.pw/DMKHdIL
•┈••✦?✦••┈•
?خدمة دُرر الشيخ ابن باز ?
للاشتراك واتساب:
+962 7 7825 7262
رابط الدخول المُباشر:
https://wa.me/96277825726
•┈••✦?✦••┈•
قناة دُرر ابن عثيمين وابن باز -رحمهما الله- تيليجرام
https://t.me/othaimeedorarsaleh
وقد أجمع علماءُ الإسلام سلفاً وخلفاً على تحريم الرِّبا بكلِّ أشكاله وصوره؛ فقد جاء رجلٌ إلى الإمام مالك بن أنس فقال: "رأيت رجلاً سكراناً، فقلت: امرأتي طالقٌ إن كان يدخل جوف ابن آدم شر من الخمر، فقال: ارجع حتى أنظر في مسألتك، فأتاه من الغد، فقال له: ارجع حتى أنظر في مسألتك، فأتاه من الغد، فقال له: امرأتك طالقٌ، لقد تصفَّحت كتاب الله وسنَّة نبيِّه، فلم أر أشرُّ من الرِّبا لأنَّ الله أذن فيه بالحرب"[تفسير القرطبي].
ما حرَّم الإسلام أمراً إلا نتيجة الضرر الَّذي ينتج عن هذا الأمر، فالسبب في تحريم الرِّبا ما ينتج عنه من أضرارِ اقتصاديَّةِ واجتماعيةٍ وأخلاقيَّةٍ وعسكريَّةٍ، فهو:
1- يسبِّب العداوة بين الأفرادِ، ويقضي على روحِ التَّعاون، ممَّا ينتج عنه خللٌ اجتماعي.
2- يؤدِّي إلى وجودِ طبقةٍ مترفةٍ، لا تعمل شيئاً تتضخَّم الأموالُ في أيديها دون مشقَّةٍ، ولا جهدٍ على حسابِ غيرها.
3- يسبِّب القلقَ والاضطرابَ النفسيِّ، وعدم الاستقرار بالنسبة لآكل الرِّبا وموكلهِ، على حدٍّ سواء.
4- الرِّبا وسيلةٌ للاستعمارِ، فقد ثبت أنَّ الغزو الاقتصادي القائم على المعاملاتِ الربويَّة كان التمهيد للغزو العسكريّ.
إنَّ كلَّ ما زاد عن رأس المال هو رباً، أو كلُّ قرضٍ جرَّ منفعةً، فهو ربا، سواءً سمِّي ربا أم فائدةً أم غيره، فإنَّها جميعها صورٌ من صور الربا.
فماذا ينتظر هؤلاء الَّذين يحتالون على أمر الله، ويستحلُّون محارم الله، ويتجرؤون على أكل الحرام، ويحاربون الله؟.
إنَّ الحرب معلنةً من الله على هؤلاءِ، وسيمحق الله أموالهم ويذهب بها وبهم لا محاله، فإن الله قال: (يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ)
ويقول عليه الصلاة والسلام: "الربا وإن كثر فإنَّ عاقبته إلا قُلّ"
إنَّ الله يمهل ولا يهمل، ويملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.
فقد شاهدنا الكثير من حالات محق الربا وأهله، فكم من الذين يتعاملون بالربا وأموالهم كثيرة، لكن لا خير فيها ولا بركة.
وكم من الذين ابتلاهم الله بداء في أنفسهم أو عيالهم، فأنفقوا أموالهم للتخلّص من هذا الداء، ولكن دون نتيجة.
وكم من الذين ذهبت أموالهم بسبب إفلاس بعض البنوك الربوية، أو فرار من أعطوه أموالهم.
فبادروا -عباد الله-: إلى ترك الربا بكل صوره، وتوبوا إلى الله قبلَ أن تذهب أموالكم، ويستحكم الله العذاب.
من مزايا الإسلام: أنَّه ما حرَّم شيئاً إلاّ أوجد له بديلاً، فلمَّا حرَّم الرِّبا أباح البيع والتجارة، ووضع الحلول والوسائل التي من شأنها القضاء على الرِّبا؛ فمن ذلك:
1- القرض الحسن، فبدل أن يقرض المسلم ماله بفائدة تمحق ماله رغَّب الله في القرض الحسن، فقال: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً)
فالقرض، هو قرضٌ مع الله؛ كما في الحديث: "يا بن آدم! مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت ربُّ العالمين؟ قال: أما علمت أنَّ عبدي فلان مرض فلم تعده، أما علمت أنَّك لو عدته لوجدتني عنده".
يا بن آدم! استطعمتك فلم تطعمني، فقال: يا رب كيف أطعمك وأنت ربُّ العالمين، قال: أما علمت أنَّه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنَّك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي"[رواه مسلم].
2- إنظار المعسَّر ريثما يزول إعساره، والحثُّ على التجاوز عن دينه: (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)
وفي الحديث: "كان تاجر يداين الناس، فإذا رأى معسراً، قال لفتيانه: تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه"
3- التعاون بكلِّ وسائله، ويشمل التعاون الاجتماعي والصِّناعي والزراعي، وتمويل العمَّال وأصحاب الصِّناعات ممَّا يقوِّي إنتاجهم ويضاعفه، فيعود بالخيرِ على الأمَّةِ، وعلى العامل، وعلى المموِّلِ بما ينتج عنه من أرباح تفوق ما يُعطى من رباً وفوائد، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى)
4- إخراج زكاة المال، فلو أخرج كلَّ إنسانٍ زكاة ماله، ودفعها إلى المستحقِّين، لما وُجِدَ في المجتمع الإسلامي فقراء، يحتاجون القروض بفائدةٍ أو رباً.
ثم إن الإنفاق ينبغي أن يكون من حلال طيب، لا خبيث أو حرام، قال تعالى: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّون)
(وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ)
ويقول عليه الصلاة والسلام: (إنَّ الله طيِّبٌ لا يقبل إلا طيِّباً)
ويقول: "لا تطعموا المساكين ممَّا لا تأكلون"
فاحذروا -عباد الله-: من الفوائد والرِّبا حتَّى لا تعرِّضوا أنفسكم للخسارةِ في الدنيا والآخرة.
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وأغننا بفضلك عمّن سواك.
اللهم اجعلنا ممّن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
?خطبة بعنوان: أكل الربا.
لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -
•┈••✦?✦••┈•
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أحلّ البيع وحرّم الربا.
وأشهد أنَّ لا إله إلا اله وحده القائل:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله: "لعن آكل الرِّبا وموكله، وكاتبه وشاهديه" وقال: "هم سواء"
اللهم صلّ عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ)
أما بعد:
الرِّبا في اللغةِ العربيةِ، هي: الزيادة.
وفي الشرعِ، هي: الزيادة على رأس المال، فإنَّ كلَّ ما زاد عن رأس المال فهو ربا؛ لقوله تعالى: (وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ)
الرِّبا محرَّمٌ في جميع الشرائعِ والأديانِ السماويَّةِ عند اليهود والنصارى والمسلمين، إلا أنَّ اليهود استحلُّوا الرِّبا، وأخذوه، حيث وصفهم الله بذلك، فقال: (وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ)
واليوم نجد فريقاً من المسلمين قد استحلُّوا الرِّبا وأكلوه، وشابهوا اليهود في هذا العمل.
تحدَّث القرآن الكريم عن الرَّبا في عدَّةِ مواضع مرتَّبة ترتيباً زمنياً، ففي العهد الملكي نزل قوله تعالى: (وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ)
وفي العهد المدني نزل تحريم الرِّبا صراحةً في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً)
ثمَّ نزل قوله تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ].
(فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ).
نحن اليوم نحارب الله ورسوله، والحرب معلنةٌ من الله علينا.
ما نعانيه من واقعنا من خوفٍ وتسلطِّ أعداءٍ ومحاربةٍ، حتى في لقمةِ العيش كلُّ هذا جزءٌ من حربِ الله المفتوحةِ المعلنةِ على هذه الأمَّة الَّتي تعاملت بأشكالِ الرَّبا، واحتالت على الله -عز وجل- في إباحةِ المحرَّم.
اليهود لمَّا احتالوا على الله -عز وجل- في إِباحة المحرم مسَخَهم الله قردةً وخنازير، فماذا ننتظر أن يفعل الله -عز وجل- بنا!؟
نسأل الله العفو والعافية.
الرِّبا كبيرةٌ من الكبائر الَّتي حذَّر منها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "اجتنبوا السبع الموبقات" قالوا: وما هنَّ يا رسول الله؟ قال: "الشِّرك بالله، والسِّحر، وقتل النَّفس الَّتي حرَّم الله إلا بالحقِّ، وأكل الرِّبا، وأكل مال اليتيم، والتولِّي يوم الزَّحف، وقذف المحصناتِ الغافلاتِ المؤمناتِ"[متفق عليه].
وقال: "الرِّبا ثلاثةٌ وسبعون باباً أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه"[رواه الحاكم].
وقال: "إذا ظهر الرِّبا والزِّنا في قريةٍ، فقد أحلُّوا بأنفسهم عذاب الله"[الحاكم].
وقال: "درهم رباً يأكله الرجل وهو يعلم أشدُّ عند الله من ستةٍ وثلاثين زنية"[رواه الدار قطني].
فكم من الدراهم يأكل أصحاب الرِّبا والمال الحرام؟
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوماً بشيء فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية، وما أُحسن الكهانة إلا أني خدعته، فلقيني فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلت منه، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه"[رواه البخاري].
وإذا لم نزوج بناتنا بأبنائنا فبمن نزوجهن؟
أترضون أن يتزوج أبناؤنا بنساء أجنبيات بعيدات عن بيئتنا وعاداتنا ولهجاتنا، فتتغير البيئة والعادة واللهجة بجلبهن، وربما حصل منهن إتعاب للزوج بكثرة طلبهن السفر إلى بلادهن، أو غير ذلك؟
أترضون أن تبقى بناتنا بدون أزواج يحصنون فروجهن وينجبن منهن الأولاد الذين بهم قرة أعينهن؟
إنه لا بد من أن يتزوج أبناؤنا ببناتنا، ولكن علينا أن نتعاون لتسهيل الطرق أمامهم مخلصين لله قاصدين بذلك تحصيل ما أمر الله به ورسوله، فإن الخير كل الخير في طاعة الله ورسوله.
ولقد منع رجال تزويج من لهن عليهن ولاية لينالوا حطاما من الدنيا فباءوا بالخسران والندامة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بِما فيه من الآيات والذكْر الحكيم. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله حمدًا كثيرًا مباركًا طيِّبًا فيه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو الله بها النجاة يوم نلاقيه، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد:
أيها المسلمون، فاذكروا نعمة الله عليكم بهذا الدين القويم، وأقيموه لله مُخلصين ولرسوله متَّبعين، واسألوا الله عليه الثبات إلى يوم تلقون رب العالمين .
أيها المسلمون، إن دين الإسلام وصفه الله تعالى بأنه كامل، فقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً)
ولهذا كان الدين الإسلامي وسطًا بين الأديان السابقة وعدلاً خيارًا ومُهيمنًا عليها، ناسخًا لها، فلا قيام للأديان السابقة مع الدين الإسلامي، ومِن وسطيّته وعدله بين الأديان: أنه كانت شريعة التوراة إذا قتل أحدٌ أحدًا فإنه يجب قتله ولا خيار لأولياء المقتول في العفو عنه كما قال الله تعالى: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) إلى آخر الآية، وكانت شريعة عيسى بن مريم دون ذلك فكانت توجِبُ السماح والعفو؛ لأن الناس في ذلك الوقت لا يُطيقون المقاصَّة، أما هذا الدين الإسلامي فكان عدلاً ورحمة كما قال الله عزَّ وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
تمت الخطبة
•┈••✦?✦••┈•
?خدمة درر الشيخ ابن عثيمين?
للاشتراك واتساب:
+962 7 8001 1408
رابط الدخول المُباشر:
https://2u.pw/DMKHdIL
•┈••✦?✦••┈•
?خدمة دُرر الشيخ ابن باز ?
للاشتراك واتساب:
+962 7 7825 7262
رابط الدخول المُباشر:
https://wa.me/96277825726
•┈••✦?✦••┈•
قناة دُرر ابن عثيمين وابن باز -رحمهما الله- تيليجرام
https://t.me/othaimeedorarsaleh
?خطبة بعنوان: تخفيف المهور وتسهيل الزواج.
لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -
•┈••✦?✦••┈•
الخطبة الأولى:
الحمد لله الواحد الأحد، القيوم الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد، خلق فسوى، وقدر فهدى، وجعل من الإنسان زوجين ذكرا وأنثى.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الأعلى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى، وخليله المجتبى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه النجباء، وعلى التابعين لهم بإحسان ما دامت الأرض والسماء، وسلم تسليما.
أما بعد:
فإن في مجتمعنا مشكلة من أهم المشاكل، كل من سمعناه يشكو منها، عند ذكرها، ويود بكل قلبه أن يسلك الناس طريقا إلى حلها، ألا وهي: مشكلة الزواج، فإنها مشكلة من وجهين:
الأول: من جهة المغالاة في المهور، والتزايد فيها، وجعلها محلا للمفاخرة، حتى بلغت إلى الحال التي هي عليها الآن.
ولقد صار بعض الناس الآن يزيد في تطويرها، ويدخل في المهر أشياء جديدة تزيد الأمر كلفة وصعوبة، حتى أصبح المهر في الوقت الحاضر مما يتعسر، أو يتعذر على كثير من الناس، فتجد الكثير يتعب تعبا كبيرا في أول حياته، وعنفوان شبابه، ولا يكاد يدرك ما يحصل به المرأة التي تحصنه.
كل هذا بسبب هذا التصاعد الذي لا داعي له في المهور.
وهذا مما يعوق عن النكاح الذي أمر الله به ورسوله، وهو خلاف المشروع، فإن المشروع في المهور تخفيفها، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة".
"وتزوجت امرأة بنعلين، فأجاز النبي -صلى الله عليه وسلم- نكاحها"
وقال لرجل: "التمس ولو خاتما من حديد" فالتمس فلم يجد شيئا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "هل معك شيء من القرآن؟" قال: نعم سورة كذا وكذا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "زوجتكما أو قال ملكتكها بما معك من القرآن"
وقال له رجل: يا رسول الله إني تزوجت امرأة على أربع أواق يعني مئة وستين درهما؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "على أربع أواق! كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل، ما عندنا ما نعطيك ولكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه"
وقال أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه-: "لا تغلوا صدق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة كان أولاكم بها النبي -صلى الله عليه وسلم-"(رواه الخمسة وصححه الترمذي).
فيا أيها القادر: لا تغال في المهر ولا تفاخر في الزيادة فيه، فإن في مجتمعك من إخوانك من لا يستطيع مباراتك، فالأولى أن تأخذ بالأيسر اتباعا للمشروع، وتحريا لبركة النكاح، ورأفة بإخوانك الذين يعجزون عما تقدر عليه.
وإذا دخلت على أهلك، ورغبت، فأعطهم ما تشاء.
ولو أننا نسلك طريقة لتسهيل الأمر، وتخفيف حدة المغالاة بتأجيل بعض المهر، بأن تقدم من المهر ما دعت الحاجة إليه في النكاح، ونؤجل الباقي في ذمة الزوج لكان هذا جائزا وحسنا.
وفي ذلك تسهيل على الزوج ومصلحة للزوجة، فإن ذلك أدعى لبقائها معه؛ لأنه لو طلقها لحل المهر المؤجل إذا لم يكن له أجل معين.
فانظروا -رحمكم الله-: هذه المشكلة بعين الاعتبار، ولا تجعلوا المهور محلا للمفاخرة والمباهاة، ويسروا ييسر الله عليكم.
أما الوجه الثاني من هذه المشكلة، فهي: امتناع الأولياء من قبول الخطاب، فإن بعض الأولياء يمتنع من تزويج من له عليها ولاية.
وهذا لا يجوز إذا كان الخاطب كفؤا، ورضيته المخطوبة؛ لقوله تعالى في المطلقات إذا أراد زوجها نكاحها بعد تمام العدة: (فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ)
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" قالوا: يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه"
هذا، وفي منع المرأة من تزويجها بكفئها ثلاث جنايات:
جناية الولي على نفسه بمعصية الله ورسوله.
وجناية على المرأة حيث منعها من كفئها الذي رضيته.
وجناية على الخاطب حيث منعه من حق أمر الشارع بإعطائه إياه.
وإذا امتنع الولي من تزويج موليته بكفء رضيته؛ سقطت ولايته، وصارت الولاية لمن بعده الأحق فالأحق، كما قال أهل العلم -رحمهم الله-.
وقالوا: إذا تكرر منه هذا صار فاسقا ناقص الإيمان والدين، حتى قال كثير من أهل العلم: لا تقبل شهادته، ولا تصح إمامته، ولا ولايته، ولا جميع أفعاله وتصرفاته التي يشترط لها العدالة.
فاتقوا الله -أيها الناس-: واتقوا الله -أيها الأولياء-: وزوجوا من ترضون دينه وخلقه، ولا تمنعوا النساء، فإن في ذلك تعطيلا للرجال والنساء، وتفويتا لمصالح النكاح، وانتشارا للمفاسد.
إذا لم يتزوج أبناؤنا ببناتنا فبمن يتزوجون؟
(خطَر التهاون في ترك صلاة الجُمعة)
•┈••✦?✦••┈•
قال الشيخ العلامة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز-رحمه الله-
المؤمن ينبغي له أن يحرص على الجُمع حتى يحضرها، حتى يستفيد، حتى يتأسّى به غيره، وإذا كان ولا بد من النزهة في العطل أو الجمعة أو الخميس فليحرص على أن يكون بقرب بلد إذا جاء وقت الصلاة ذهب إليها وصلى معهم الجمعة حتى لا تفوته، ولا يفوته هذا الخير، وإلا فهو معذور لا يجبُ عليه حضورها إذا بعُد عن البلد وصار في حكم السفر، وإذا كان لا يَسمع النداء المعتاد المعروف.
لكن ينبغي في مثل هذا أن نُلاحظ أنّ الجُمعة لها شأن، فالجمعة ليست مثل غيرها فهي أشد، وهي يوم من الأسبوع لا في كل وقت، صلاة الجماعة خمس مرات في اليوم، أما الجُمعة فهي مرة في الأسبوع، ولها شأن عظيم، فالواجب على المؤمن أن يُعنى بها أكثر ويَجتهد في حضورها والتفرّغ لها أكثر.
•┈••✦?✦••┈•
?خدمة دُرر الشيخ ابن باز ?
للاشتراك واتساب:
+962 7 7825 7262
رابط الدخول السّريع:
https://wa.me/962778257262
•┈••✦?✦••┈•
?خدمة درر الشيخ ابن عثيمين?
للاشتراك واتساب:
+962 7 8001 1408
رابط الدخول السّريع:
https://2u.pw/DMKHdIL
•┈••✦?✦••┈•
قناة درر الشيخ ابن عثيمين وابن باز -رحمهما الله- تيليجرام
https://t.me/othaimeedorarsaleh
قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 4 months ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 5 months ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 5 months, 3 weeks ago