تناوب الفصول على جسد الإنسان وإذعانه لحرها وبردها من غير نزاع منه، خير برهان على وجوب تسليم عقله لما فرض عليه، وانتهائه عما نهي عنه.

‏"متابعة التفاهة لايقتصر أثرها على مجرد الفُرجة، بل يتعداه الى حدوث فُرجة في القلب، فتضعف الغيرة والبصيرة بالمنكر، ولايريد الباطل منك أكثر من اعتياد عينك".

"الواثقون بأن الله اسمه الرزاق قد يقلقون قليلًا لعجلتهم، لا لانطفاء يقينهم، لأنهم مستيقنون أنّ مقاليد الأمور بيده، مهما تأخر الرزق، فاحذر أن يُسلب منك رأس مالك وهو حسن ظنك بالله، فلك ربٌ، الدنيا أهون أعطياته.. وإنما يستخرج من هذا التأخير عبوديّات جمّة، فأحسن الوصل تعظم الصلة".

"عدم ‍محبتك للجلوس مع فلان لا يعني كرهك له بالضرورة؛ لاختلاف التكوين النفسي والاجتماعي، وللتغاير بينكما في الاهتمامات.
‏ فقد تجد نفسك مع من هو من أفاضل الناس ولكنك لا تجد روحك حاضرة.

‏فقه هذه القاعدة يوسع الإعذار بين الناس ويبعد عن سوء الظنون.

وفي هذا قول رسولنا الكريم: «الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف».

"هناك نعمة عظيمة وقت البلاء، اسمها «ستر الانكسار».
حين يسترك الله من إظهار الضعف لتتقبل أقداره أمام الناس بمنتهى الرضا، حتى إذا خلوت، انكسرت أمام الله وحده.
الدنيا برمتها لا تساوي هذه النعمة، والقليل من يعي أن هدوء المبتلى ليس دليلاً على راحة باله، وإنما هو مستور من الانكسار أمام العباد، بستر الله الجميل"

"حين تبني جسور المسافة بينك وبين البشر، قد لا تستشعر منهم المحبة الكافية، لأن معظمهم لا يستريحون إلى مَن يخفي جزءًا من حياته ويتصرَّف وفقَ نمطه، إلّا أنك حين تحفظ مسافتك تستشعر سَكِينتَك عند خلْوتك، لأن حفظ المسافة مِن رعاية النفس".

لماذا من المهم أن تعرف نفسك؟

سلامةُ الصدرِ سببٌ للقبول.

"قالَ ابن كثير (ت٧٧٤هـ) في وصف ابن القيّم (ت٧٥١هـ): "وكان حسن القراءةِ والخُلُق، كثير التودّد،لا يحسد أحداً ولا يؤذيه ولا يستعيبه، ولا يحقد على أحد، وكنتُ من أصحبِ النّاسِ له، وأحبّ النّاس إليه، ولا أعرفُ من أهل العلمِ في زماننا أكثرَ عبادة منه".
ثمّ جاءَ ابن حجر (ت٨٥٢هـ) بعدَ قرنٍ من الزمان فقال: "كل تصانيفه مرغوبٌ فيها بين الطوائف".

‏"الاستقصاء والمحاققة مع الإخوة والأصحاب مما يترفّع عنه الأكابر.
‏قال ميمون بن مهران: «ما بلغني عن أخٍ لي مكروه قطُّ إلا كان إسقاط المكروه عنه أحبّ إلي من تحقيقه عليه، فإن قال: (لم أقل)، كان قولُه أحبّ إلى من ثمانية تشهد عليه».

هل الأولى أن يراعى المهموم بحسب نظر المجتمع المحيط لهذا الهم، أم بحسب تأثير الهم على هذا الشخص؟