" من أراد الغنى بلا مال وراحة القلب من الحسد والسلامة في الدين فليتضرع إلى الله في مسألته بأن يكمل عقله ، فمن عقل قنع بما يكفيه و من قنع بما يكفيه استغنى و من لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغنى أبدا "

📔الكافي ، البحار / رويت عن الامام الكاظم(ع)

إلٰهـي ، علِمتُ بِاختلاف الآثار وتنقّلات الأطوار أنّ مُرادكَ مِنّي أن تتعرّف إليّ في كلّ شيء حتّى لا أجهلك في شيء ..

بعد ان يصل الأنسان بفكره وقناعته الى أنَّـه خُلِقَ لغاية سامية وعليه إدراكها قبل فوات الأوان , يبقى يبحث ويبحث عن السبيل الموصل لتلك الغاية ..
ومن بيوتٍ أذِنَ الله أن تُرفَع ، نُدرك أنَّ مُراد الله تعالى منّا التعرف اليه في كل شيء وتذكيرنا بهذه الحقيقة وهذا الوجود من خلال احدى السبل وهي اختلاف الآثار وتنقلات الاطوار ..

وإلّا فهو تعالى لا يحتاج إليها ..
"كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِما هُوَ في وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ اِلَيْكَ، مَتى غِبْتَ حَتّى تَحْتاجَ اِلى دَليل يَدُلُّ عَليْكَ "
وهذا المقطع مما ذكره أبو عبد الله الحسين (ع) في دعائه الموسوم بـدعاء عرفة..

ويُفهَم منه : قد علمت باختلاف الآثار و تنقلات الأطوار أي الأحوال من صحة ومرض وغنى وفقر وعز وذل وقبض وبسط وطاعة وعصيان إلى غير ذلك
من الشؤون وأيقنت أن مرادك مني أن تتعرف إليَّ تعرفاً خاصاً في كل شيء حتى أعرفك ولا أجهلك في شيء وأما لو ألزمتني حالة واحدة لكانت معرفتي ناقصة .
ومع العلم بحقيقة " مَن عَرَفَ نَفسَهُ عَرَفَ رَبَّهُ "
فمَن عرف أنّه أثر عرف من خلاله المؤثر ومَن عرف نفسه بضعفه وفقره عرف ربه بقوته وغناه، ومن خلال هذه المعرفة يمكنك ان تعرف نفسك ومعدنها الحقيقي في الشدة والرخاء ، هل تصبر ؟ هل تشكر ؟

و لذا علّل الإمام الحسين (عليه السلام) -في المقطع المذكور في بداية النص - أنّه علِم من اختلاف الآثار، وتنقلات الأطوار أن مراده تعالى مِنّا أن ننتبه إلى وجود الله سبحانه من خلال كل شيء يحيط بنا؛ حتى لانجهل ذلك الوجود المقدّس..

https://t.me/Mohsen_Modarresi/3098

ٓ
وَغَمّي لا يُزيلُهُ اِلاّ قُرْبُكَ..

"
أرتقي عـزماً وصبراً كُـلَّـمـا زيـدَ بلائي
إنمـا الدنيا أُعِدَتْ لِبلاءِ النُـبـلاءِ ..