ثمّة تلازم عجيب بين طبيعة الإنسان الفطرية في حيازة القبول ولفت الانتباه وبين التظاهر، وقد لا يكون تظاهرًا بما لا يملكه على الإطلاق؛ وإنّما يتظاهر بما هو أصيلٌ في نفسه غير أنّه لا يكون حاضرًا فيه على امتداد يومه وعمره؛ كأن يتظاهر بقدراته الاستثنائية في طبخ الملوخية مثلًا؛ هو -بداهةً- لا يطبخها كل يوم، لكنّه يقول بأنّه يفهم لغة أخرى غير منطوقة لتقبله، هذا القفزات المظاهرتية قلّما يخلو منها فرد؛ والأمر أشدّ وضوحًا على الشبكات الاجتماعية؛ حتّى تظنّك على عتبات "المدينة الفاضلة" ولمّا تبلغها بعد ولن، وبطبيعة الحال فلا تعارض بين حقيقة أنّا نملك شيئًا ممّا نصدح به؛ وبين حقيقة أنّ امتلاك نزر منه لا يعني أنّه لصيق أطيافنا الطيّارة في فضاءات الدنيا، فإن شهدتَ مشهدًا من سيناريو مشابه، فاعمل فكرك بُرهة؛ واستمع لما وراء السلوك.

ولعلّ من مشاهد التظاهر ما يكون نابعًا من نقص؛ ما زال المسوّغ نزعة لحيازة القبول لكنّ المتظاهر هُنا أشدّ ركاكة وأظهر هشاشة؛ فيكفيه أن يتظاهر بالمعرفة على أن ينفق عمره في الانغماس بها؛ والحقّ أنّ العالم يتهافت على المتظاهر المدّعي صاحب الجلبة المدوية؛ ويطأطئ إذا مرّ بالحذق النبيه؛ وهنا لمحة لطيفة تقول بأنّ أجمل الأرواح -غالبًا- أخفاها؛ إلّا من عينٍ بصيرة تتلمّس الطريق بروحها العَليّة التي تهبها نظرة أوسع وأبعد من رأس أنفها.

في ظنّي أنّ ما من فكرة تخرج للدنيا بصورة متطرّفة تامّة؛ بل تحتمل الصواب والخطأ، وتحتمل التذبذب بينهما؛ وفق السياق ووفق النافذة المطلّة عليها؛ ولذا أميل دائمًا لرؤية الأشياء من زواياها المتباينة ومن منطقتها الرمادية إن أمكن؛ وعليهِ، فلا أقول بصواب التظاهر ولا بعكس ذلك؛ إنّما أنادي بتفحص الكلمات المرافقة والموافقة = لنفهم النّاس حولنا؛ كما ينبغي، لا كما يحبّ أحد منّا.

- دلال العمودي.

‏كل حاجه ينفع يكون ليها
فرصتين الا موضوع الثقه .

أتيتُ نحوكَ لما الدّهر أتعبَني
‏فما لبثتُ و زادت بي جِراحاتي

‏إنّي أتيتُك بأشتاتي لتجمعها
‏ما لي أراكَ و قد شتّتَ اشتاتي؟

وكما قال سبونج بوب:
أنا لا أريد أن أكون ناضجًا
أريد كعكًا وحليبًا وسترة مطرزة بالحب 🦥

“صَلَّىٰ عليكَ اللّٰهُ يا غَيْمًا هَمَىٰ
فَوقَ القُلوبِ فحَلَّت الرَّحَمَاتُ“

تضيعُ تائهاً ، ويلم الله شتاتك.

اللهمَّ اجْعلنَا أَهلاً لِذكركَ وشُكركَ وحُسنِ عِبادتكَ، واِتْباعِ هدي رسولكَ مُحمدٍ ﷺ، اللهمَّ ولا تأخُذنا علىٰ غِرةٍ، ولا تتوفانا علىٰ غفلةٍ، وطَيِّبْ خِتامنَا من غير اِبْتلاءٍ ولا فتنة.. آمين

يوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وسمي بهذا الاسم لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويخرجون به إلى منى حيث كان معدوماً في تلك الأيام ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج.

اليوم يوم الترويَة.
‏روى الله قلوبكم فرحًا وأحلامكم تحقيقًا يُضاهي صبر السنين.

عندما ينتهي كل هذا التعب، لا أريد أن أخرج منه كشخص عظيم، أو بانتصارات مدهشة، فقط أريد أن أكون شخصًا راضيًا، راضيًا فحسب