أهمية إتقان مهارة "الراحة"

السعادات الصغيرة

قبل أن تنهمك بالعمل كل يوم:

1 - تأكد بأنّك تعمل على "الصخور الكبيرة" لا الرمال!

2 - تأكد بأنك منخرط في "المهام الرئيسة" المحدودة، لا "المهام اليسيرة" اللانهائية.

عن تجربة : هذا الكلام دقيق جداً

راجعت "وصيتي" قبل ايام، وعدلت فيها وحدّثت كعادتي الدورية ..

واستوقفني أنني ضمن الوصية طلبت إحالة كل ما يتعلق بنتاجي المعرفي -الذي لم ينشر بعد- إلى اثنين من زملائي لينظرا فيه، ويساهما في نشره.

وتساءلت حينها :
- هل سيقوم غيرك بتخصيص الأوقات لمراجعة ماكتبته والتدقيق فيه وتصويبه ونشره؟
- هل لديهما الوقت الكافي لذلك؟
- هل سيعتبران هذه الوصية تكليفا ومشقة عليهم؟
- هل قاما بمراجعة ما يخصهما وفرغا منه، ليتفرغوا لنتاجك؟
- لم لم تقم انت بهذه المهمة وأنت حيّ، بدلا من رميها على الآخرين عند الوفاة؟

◇ وأدركت حينها أن من المهم جدا أن أخصص الوقت الكافي لتلك المهمة إن كنت أرى اولويتها، حتى إذا ادركني الأجل فإنني أكون قد "متّ فارغاً"، ولا القي بمهماتي على الغير.

داء الاعتياد!

كثير من النعم العظيمة، نمرّ عليها، ونتمتع بها دون ان نستشعرها حق الاستشعار.
فلا نكثر من حمد الله عليها!

أرأيت نعمة الأمن، والاستقرار، والسكينة، وذوي القربى، والقدرة على ذبح الأضاحي، والاجتماع على ذلك؟

كلها نعم عظيمة متتالية،
واجبة الحمد والشكر.
ولابد من استشعارها والخروج من دائرة الاعتياد.

اهمية العزلة

لمزيد من الوعي، وتحديد الأولويات في حياتك، وتحقيق النجاح..

اسأل نفسك هذا السؤال:
ماهي أهم 10 أشياء أود أن أفعلها قبل موتي؟

هذا السؤال ليس موعظة عن الموت، ولكنه أداة تدفعك للوضوح، وتساهم في إزالة المشتتات والمضيعات.

ضع هذه "الأمور العشرة" في قائمة مكتوبة أمام عينيك، في مكتبك او حاسوبك أو جوالك، واجعلها اسلوبا لفحص وقتك، وترتيب أولوياتك، وقِس مدى تقدمك في إنجازها بشكل دوري.

ستكون هذه الأداة مثل كشافات الإضاءة القوية في عتمة الليل الدامس.

جرّبها الآن، وأخبرني عن النتيجة.

<< **قوة اللحظات >>

في لحظات مميزة كشهر رمضان، يمكنك أن تتخذ قرارا بتغيير (عادة)  لست راضيا عنها، او ان تضيف عادة جديدة كنت تودّ العمل بها منذ مدّة.

أو أن تبدأ عملا صالحا طالما هممت بفعله.

أو تقرر الإقلاع عن ذنب كنت تتمنى تركه.

نعم فرمضان وقت مناسب للتغيير.

إن وضع العلامات الفارقة يعينك على البدء الآن، ومثال ذلك:

○ مع مطلع رمضان ? 1445 بدأت في ......

○ مع حلول اول ليلة من الأسبوع الاول من رمضان? سوف أقوم ب ......

ليس خطأ على الإطلاق أن تستغل هذه اللحظات المميزة للانطلاق نحو قمّة جديدة في حياتك، بل ذلك عين الصواب.**

دمتم موفّقين، مقبولين.

(3)

(بس شوي)، تذكرنا أن المحافظة على الفرائض وحدها دون أي نوافل، تدخل الجنة، كما في حديث الأعرابي الذي جاء إلى النبي ﷺ  ثائر الرأس، فقال: يا رسول الله أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة؟ فقال: الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئا، فقال: أخبرني ما فرض الله علي من الصيام؟ فقال: شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا، فقال: أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة؟ فقال: فأخبره رسول الله ﷺ شرائع الإسلام، قال: والذي أكرمك، لا أتطوع شيئا، ولا أنقص مما فرض الله علي شيئا، فقال ﷺ ( أفلح إن صدق، أو دخل الجنة إن صدق).

(بس شوي)، تجعلنا نسعى لأن نضرب مع كل محسن بسهم، وفي كل مشروع خيري أو تطوعي بأي مساهمة ممكنة مالية كانت أو فكرية، أو في الدلالة عليه، فإن (الدال على الخير كفاعله).

(بس شوي)، تجعلنا مبادرين للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفق المستطاع، وبأجمل كلمة، وألطف عبارة، ولا ننتظر استجابة أو قبولاً، بل نكتفي بمجرد البلاغ (معذرة إلى ربكم).

(بس شوي)، تجعلنا نتواصى في بيوتنا بالبر والتقوى، ولا نحتقر كلمة نقولها، أو موعظة نلقيها، ولو كان مستمعوها اثنان أو ثلاثة..
إنني هنا أوصي نفسي، وأوصيك أيها القارئ الكريم بأن تعوّد نفسك على بذل الإحسان اليسير، وفعل المعروف اليسير، والمساهمة بسهم في كل مشروع خيري تراه، أو إحسان إلى عباد الله، وان تشيع ذلك في كل مجتمع تعيش فيه، فالمجتمع المتكافل المتعاطف الباذل وفقاً لإمكانياته وفق المستطاع والمتاح هو مجتمع حيوي فاعل نشط مبارك.
دمتم بخير ،،،