- وللمحبة أحكام..

قال رزق الله التميمي زرت قبر الإمام أحمد صحبة القاضي الشريف أبي علي، فرأيته يقبل رجل القبر، فقلت له: في هذا أثر؟ فقال لي: أحمد في نفسي شيء عظيم، وما أظن أن الله تعالى يؤاخذني بهذا.

طبقات الحنابلة 3/341

📌 - لقد كسر الكاتب هذا الادعاء الباطل بقوةٍ وأثبت أنَّ الإمامَ ابن تيمية رحمه الله كان إمَاماً مثل الأئمة الآخرين يُخطِئُ وَيُصيبُ ولم يكن مَعصُوماً كما يعتقدون فضلاً عن أن يحصلَ على مرتبةِ النبيِّ ، وإن ثبت أنه كان من مشائخ الإسلام فليس هو الوحيد في الأمة الإسلامية من يُطلَقُ عليه لقبَ شيخ الإسلام بل الدنيا تزخر بكثير من مشائخ الإسلام قبله وبعده .
🌻 - غَالِبُ الظَّن أنه سيكتب الرد على هذا الكتاب في هذا العام ويكون حجم الرد أكبر من نفس الكتاب لأنَّ هذا النوع من الكتب قد يؤثر على المتبعين إن لم يوجد كتب أخرى للرد عليها ولإفهام المتعبين السذج كي لا ينضموا إلى الفريق المخالفِ ، وعلى كل حال فأنا أعتقد شخصيا أن العلماء السلفيين الذين لهم باع ورسوخ في الفقه وأصول الفقه ستضطرهم قراءة هذا الكتاب إلى الخروج عن مذهب السلفيين أو ستجعلهم على الأقل يحترمون مذهب الأشاعرة والماتردية .
👆 - تم بعون الله ثم بفضله بترتيب وتنظيم وتنسيق جديد والحمد لله رب العالمين .

✍🏻 عدوان جبر أبو محمد

📊 - لقد ناقش الكاتبُ مناقشةً طويلةً جملة ( الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والسؤال عنه بدعة ) المنسوبة إلى الإمام مالك - رحمه الله - وذلك لأن ابن تيمية رحمه الله و أتباعَهُ السلفية المعاصرة استخدموا هذه الجملة أكثرَ بكثيرٍ لإثباتِ مذهَبِهِم ( إثبات المعنى )

♻️ - منهج المناقشة :
فَأولَاً - جمع الكاتب جميع الأسانيد التي رُوِيَ بهَا هذا القول عن الإمام مالك فوجد أحدَ عَشَرَ إسنادَاً ، ولكن لم يكن متنُ أي من هذه الأسانيد يتطابق حرفيا مع هذه العبارة .
⚜️ - فمتن أقوَى الأسَانِيد : (( الرَّحمنُ على العرش استوى كما وصف نفسه ، ولا يقال كيف ، وكيف عنه مرفوع وأنت رجل سوء صاحب بدعة )) .

🖌 - فهذه العبارة ليست تدل إلا على تفويض المعنى ، أما الأسانيد الأخرى ، فبعضها ضعيف وبعضها صحيح ، ومتن أكثرِهَا تدل على تفويض المعنى ، و متن بعضها يحتمل تفويض المعنى وإثبات المعنى كليهما ، وهذا يعني أنَّ مَتنَ أحد من هذه الأحد عشر إسنادَاً ليس قاطعاً ولا مُحَدَّداً لإثبات المعنى بشكل لا يحتمل التفسير الآخر ، بل حتى العبارة الشهيرة ( الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة ) أيضاً ليست قاطعة في إثبات المعنى ؛ كما يعتقد ابن تيمية وأتباع السلفية . 📌 - بل على العكس من ذلك أن هناك احتمال قوي في أنها تدل على تفويض المعنى .

👍 - وهذا ما أثبته الكاتب بعد أن ناقش هذه الروايات من حيث اللفظ والتركيب ، وعلاوة على ذلك أوضح الكاتب أيضَاً أنَّ المنهي الوارد ل" كيف " في عبارة الإمام مالك يشتمل على عين إثبات المعنى الذي ذهب إليه الإمام ابن تيمية رحمه الله و أتباعُهُ السلفية المعاصرة .
👓 - وقد بين الكاتب من خلال الأدلة الأخرَى أنَّ رأي الإمام مالك في مسألة الصفات هو تفويض المعنى كما هو أراء الأئمة الأخرى فيها .

🖍 - وقد ذكر الكاتب أقوالاً لنحو من ثلاثة وتسعين إماماً ، منهم ثلاثة وثلاثون إماماً مَالِكِيِّ المذهب وستون إماماً من غير المذهب المالكي ، فأقوال جميعهم لا تدل إلا على كون مذهب الإمام مالك رحمَهُ اللهُ في مسألة الاستواء وغيرِهَا من الصفات هو تفويض المعنى فضلا عن دلالتها على كون مذهب القائلين أيضا هو تفويض المعنى

📢 - وقد قام الكاتب بتحليل رائع لأقوالهم مما يجعل هذا التحليل نموذجَاً ممتازاً لفَهمِ واستيعابِ كلامِ الأئمةِ .
وبخاصة أقوال الأئمة التي قدَّمها الإمام ابن تيمية رحمه الله و أتباعه السلفية المعاصرة لإثبات مذهبهم وهو إثبات المعنى الحقيقي مثل : [ ابن أبي زيد القيرواني ، وابن عبد البر ، والقرطبي ، والترمذي ، والخطابي، وأبو عثمان الصابوني ، وأبو المظفر السمعاني ، وأبو القاسم الأصبهاني ، وابن قدامة وغيرهم ] ،

🎡 - بعد أن قام الكاتب بتحليلٍ طويلٍ رائعٍ لأقوالِ هؤلاءِ الأئمة بعناية خاصة أوضح أنَّ كلَّ واحدٍ منهم في الحقيقة كان يرى تفويض المعنى وأنَّ ابن تيمية رحمه الله و أتباعه السلفية المعاصرة قد فَهِمُوا خَطأً [ إثبات المعنى ] من أقوالهم ، وَقدَّمُوا أقوالَ هؤلاءِ الأئمةِ بَتراً لإثبات مذهبهم وهذا لا يرجع إلا إلى عدم النظر إلى سياق الجمل وسباقها وعدم اتباعهم لأصول فهم الكلام .

💎 - لقد أوضحت هذه المناقشة لنا جلياً أنَّ ما نَقلَ السلفيون لإثباتِ المعنَى من أقوالِ الأئمةِ الذين سبقوا ابن تيمية يجب علينا أن نَفحَصَ باهتمامٍ زائدٍ عن أقوالهم من مصادرها الأصلية مع مراعاة سياق كلامهم لأنَّ السلفيةَ المعاصرةَ لم تدَّخر جهداً في إثباتِ مذهبِهِم من أقوالِ هؤلاء الأئمة الذين سبقوا ابن تيمية رحمه الله ، وهذه المحاولة الشائنة التي ارتكبها السلفيةُ المعاصرةُ لتدعيم رأيهم وَصَفَهَا الكاتب بأنها نوعٌ من التسولِ العلمي .

⚘️- ومن خلال المناقشة في هذا الفصل والمواضيع الأخرى في الكتاب قام الكاتب بمراجعةِ أكثر أقوال السلف التي قدمها ابن تيمية وأتباعه كأدلةٍ على إثباتِ المَعنَى ، وأوضح خَيرَ إيضاحِ أنَّ شيئاً منها لا يدل على إثبات المعنى ، بل كُلهُ يدلُّ على تفويضِ المَعنَى

👓 - نرى كثيراً من السلفيين بَالغُوا في تعظيمِ الإمام ابن تيمية مبالغَةً فَاحِشةً ، حتى رفعه بعضهم إلى مرتبةِ الأنبياءِ ، وَاعتقدَ كَثيرٌ منهم أنَّهُ لا يوجد عَالِمٌ في الأرضِ أعلم من ابن تيمية ، وهذا الاعتقاد ليس منطبِقاً على المذهب الحنبلي فقط بل على المذاهب الأخرى أيضاً ، وقال بعضهم : لا يوجدُ حديثٌ لا يعرفه ابن تيمية رحمه الله وأنَّ الحديث الذي لا يعرفه ليس بحديث ، ولهم غير ذلك من الادِّعَاءَاتِ الكبيرة مما جعلتهم يحتقرون الأئمة الآخرين الذين خالفوه .

استغرب بعض التافهين أن يصدر شيخنا الشريف حاتم حكما في كتاب كبير مثل كتاب د. الفهيد بعد أيام من صدوره، وما ذلك إلا لأنه يقيسه على نفسه الكسولة، لكن بضعة أيام تكفي لقراءة مجلد ، فكيف إذا كان الكتاب أكثره قص ولصق بلا فهم ولا تفكير .

ومن يعارض في حكم الشيخ على الكتاب فليبرز لنا من الكتاب تعريفا يفرق بين العبادة التوحيدية والعبادة الشركية والذي حكم شيخنا بأن الكاتب عجز عن الإتيان به، فإذا لم يستطع فليعلم أن حكمه صحيح ، ولولا أنه قرأ الكتاب لما حكم عليه .

سئل شيخنا المحدّث الشريف حاتم العوني عن الكتاب المرفق فأجاب بما يلي :

وقفت على كتاب د/ فهد الفهيد الذي يرد فيه على كتيبي (مفهوم شرك العبادة) والذي سماه بـ(نقض كتاب مفهوم شرك العبادة)، وهو في أكثر من ٨٠٠ صفحة .
وكما كنت أتوقع : عجز عن الإتيان بتعريف للعبادة يفرق بين العبادة التوحيدية والعبادة الشركية ، واستكثر من النقل بلا فقه ، وحاد عن عامة ما ذكرته في كتابي بأمور لا علاقة لها بالإشكال العلمي ، ووقع في تناقضات عجيبة لا تقع من طالب علم .
وأما تقديم سماحة المفتي وفقه الله وتقديم معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ (وفقه الله)، فما زاد إلا تأكيدا على أنني أخالفهما علميا في هذه المسألة ، وهو أمر يعرفه عني القاصي والداني ، فما كان يُنتظر إلا أن يقدما له .
ومسائل العلم يُعرف صوابها من دليلها ، والحمد لله أن كتابي على صغر حجمه قد حوى من الاستدلال بالآيات والأحاديث الصحيحة وفق فهم أئمة الإسلام ما يبين الصواب من الغلط ، وهو على صغر حجمه احتاج لأكثر من ٨٠٠ صفحة من الرد البعيد عن حقيقة الرد ، وسيبقى الحق منصورا ببراهينه ، لا بغير ذلك من كل أمر أجنبي عنها !

الرد على أحد المتعالمين في موضوع تعريف العبادة
https://dr-alawni.com/m/articles.php?show=248

صدور المجلد الرابع من سلسلة الدكتور وليد بن الصلاح في مناقشة نظرية ابن تيمية في توحيد العبادة ، وقد أتاحه للتنزيل من هذا الرابط
https://drwaleedbinalsalah.com/%d8%ad%d8%b5%d8%b1%d9%8a-%d8%aa%d9%86%d8%b2%d9%8a%d9%84-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d9%85%d9%86%d8%a7%d9%82%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%83%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ac/

هذا شاهد آخر على أن تقريرارت مدرسة ابن عبد الوهاب وأتباعه – وإن كانت تستند إلى كتابات ابن تيمية وابن القيم – مبنيةٌ على فهم سقيم، مما يؤكد أنها آراء مبتدعة ، لا سلف لها في الحقيقة ، لا في كتابات الشيخين ولا في غيرها .