عاشوراء والتشيع: ملحمة الرفض والخلاص

يتميز مذهب التشيع عن سائر المذاهب والطوائف في العالم بخصائص فريدة تجعله مذهبًا متفردًا في العطاء والفكر والتضحية. فهو المذهب الذي ينجب العلماء الأفذاذ، ويقدّم الشهداء الأبرار، ويُنشئ شبابًا هم أذكى الشباب، ورجالًا هم أكرم الرجال، ونساءً هنّ خير النساء. كل ذلك لأنه مذهب قائم على مبادئ راسخة وعقيدة متينة، جذورها ممتدة من كربلاء، ونورها مستمد من عاشوراء.

إنّ عاشوراء ليست مجرد ذكرى، بل هي سفينة انطلقت من كربلاء، تجوب البلدان عبر التاريخ، حاملةً راية الرفض في وجه كل طاغية ومستبد. إنها ثورة تتجدد مع الأيام، ودعوة للعدل لا تنطفئ جذوتها، وصرخة مدوية ضد الظلم، يتردد صداها في ضمير الأحرار إلى يومنا هذا.

لقد كان يوم عاشوراء منعطفًا تاريخيًا رسم معالم التشيع، وأرسى دعائمه على التضحية والفداء. فمن كربلاء انبثق نور الصمود، وعلى أرضها سالت دماء الطهر لتسقي جذور الحرية، فكانت كلماته وقيمه دستورًا لكل من ينشد الحق، ويرفض الانكسار.

وهكذا، يبقى التشيع مذهبًا لا يشيخ، وعقيدة لا تذبل، لأن جذوره مغروسة في أرض كربلاء، وأساسه قائم على مبادئ عاشوراء، تلك الميزة الأسمى التي جعلته منارة لكل الأحرار على مرّ العصور.

النجف الاشرف
عصر الغيبة الكبرى
٢٣ شعبان المبارك ١٤٤٦ للهجرة

عادة المجتمعات التفاعل مع الاحداث، ان كانت سيئة او جيدة، والحظ الوفير يكون للتسمية، ونعني بذلك تسمية الجيل الناشيء أبان الحدث، فمثلا في فترة ظهور مسلسل المختار الثقفي في العراق انتشر مسمى مختار و كيان كثيرا، وايضا في اوربا انتشر اسم محمد والعجيب انه انتشر في فترة كان هناك هجمات ثقافية ضد رسولنا العظيم صلى الله عليه وآله، وايضا ايام فتوى الجهاد الكفائي، انتشر مسمى محمد رضا و حشد شعبي و غيرها تيمناً بذلك، وتتوالى الاحداث وكل هذا في الماضي من الايام، لكن لو طبقنا هذه القاعدة في زمان ظهور الامام المهدي عجل الله فرجه، فبرأيكم أي الاسماء ستنتشر حينها؟

تخيل مجتمع مهدوي اسماؤه كلها مهدوية! سيؤدي بعدها لمجتمع صالح حتى بالاسماء.

النجف الاشرف
عصر الغيبة الكبرى
٢٠ شعبان المبارك ١٤٤٦ للهجرة

#إلتفاتة

نخاف ان يأتي زمان ظهور الامام المهدي عجل الله فرجه فيقوم بإحياء معالم الدين وحدوده، فيقال له: ( قد جئتنا بدين جديد!!! )

?بشارة الامام الباقر عليه السلام للأجيال في زمن الغيبة الكبرى

?بقلم محمد راهي

عن الامام الباقر عليه السلام قال :

(من ثبت على ولايتنا في غيبة قائمنا، أعطاه الله عز وجل أجر ألف شهيد من شهداء بدر وحنين)1

في الرواية المذكورة انفأ، الامام الباقر يبشر اجيال الغيبة الكبرى بالأجر العظيم لهم عند الله سبحانه وان لهم مكانة عظيمة مميزة عمن سبقهم وعمن سيأتي بعدهم في زمن دولة القائم عجل الله فرجه، وهذا الجزاء العظيم له شرط واحد وهو الثبات على ولاية اهل البيت عليهم السلام، في زمن تكثر فيها المغريات و الالحاد و الشبهات والحركات المنحرفة وشبكات التضليل الاجتماعي، قد يكون الشرط بسيطاً لمن يقرأ الرواية أولا، ولكنه لو استقرأ الواقع وما يحصل الآن وما سيحصل من فساد و افساد من خلال ما ذكرناه أنفاً ستكون هذه المنزلة والمرتبة العظيمة « الثبات على النهج الإلهي » صعبة المنال لمن لم يمكن بصيرته الثاقبة ولم يعمل بالورع.

عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال :

(اتقوا الله وصونوا دينكم بالورع) ۲

وهذا يعنى ان الورع هو باب لصون و حفظ دين الانسان الموالي لاهل البيت فالعمل بلا ورع لا يرفع من منزلة الانسان بل قد يهبطه الى اسفل منحدرات جهنم و العياذ بالله، اذا فالثبات على ولاية اهل البيت والوصول لهذه المرتبة العظيمة في زمن الانفلات الاخلاقي و التسيب المجتمعي و الفساد السياسي، تأتي بالورع عن المحارم وتقوى الله، والحذر من المنزلقات الكثيرة المنتشرة في طريق الوصول الى مقام الثبات على النهج اللهي.

لهذا نختم حديثنا برواية عن الباقر عليه السلام قال :

(عليك بتقوى الله والاجتهاد في دينك، واعلم أنه لا يغني عنك اجتهاد ليس معه ورع)3

الهوامش:

1. ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ۱ ص ۱۸۰

2. الكافي - الكليني - ج ٢ ص ٧٦

3. مشكاة الانوار - الطبرسي - ص ٩٥

النجف الاشرف
عصر الغيبة الكبرى
٢٣ جمادى الاخرة ١٤٤٦ للهجرة

اُمُّ البنين والإعداد لنُصرة إمام الزمان

أُمُّ البنين… تلك المرأة النموذجية التي كانت حياتها مملوءة بالانتظار الصادق والاستعداد الحقيقي لنُصرة إمام زمانها، أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
نعم، لقد كانت حياتها كلها انتظار، لكنه لم يكن انتظارًا سلبيًّا، بل عملت بوعيٍ بتكليفها الإلهي. ولهذا أعدَّت أبناءها الأربعة منذ أول أيام ولادة ابنها الأكبر، قمر العشيرة أبي الفضل العباس عليه السلام، الذي أصبح حامل لواء إمام زمانه.

لقد كان لأم البنين الدور الكبير والأمثل في إعداد أبي الفضل وإخوته إعدادًا كاملًا للدفاع عن إمامهم، مقدمين أرواحهم، وباذلين مهجهم ودماءهم في سبيل نصرة الحق ومشروع إمام زمانهم.

إن أُمَّ البنين (عليها السلام) هي خير مثال للمرأة المنتظرة انتظارًا حقيقيًّا وصادقًا؛ فقد وطَّنت نفسها وأبناءها ليكونوا قرابين في مشروع إمامها. وهذا أعظم دليل على الإعداد الصادق والعميق لهذا الأمر المقدس.

ومن أبرز جوانب استعدادها، ما عبَّر عنه مولانا أبو الفضل العباس (عليه السلام) في موقفه من شُرب الماء يوم عاشوراء. كيف يشرب الماء وإمام زمانه عطشان؟! لقد ألقى الماء من يديه، وملأ القربة لينقلها إلى حيث ينتظره سيده الحسين (عليه السلام) وأطفاله العطاشى.

وأعظم شاهد على صدق انتظارها وتفانيها في مشروع إمامها، كان إصرارها على معرفة مصير سيدها الحسين (عليه السلام) حينما جاءها بشر بن حذلم بخبر كربلاء. لم تسأل عن أيٍّ من أبنائها الأربعة الذين استشهدوا في المعركة، بل كان كلُّ همها معرفة مصير إمام زمانها. سألت بشرًا عن الحسين؟" وعندما أخبرها باستشهاد أبنائها، لم تُبدِ اهتمامًا يُذكر، لأن قضيّتها الأساسية كانت إمامها. وظلّت تبكي الحسين وتندبه حتى يوم ارتقاء روحها الطاهرة إلى الملكوت.

ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): "وكانت أمُّ جعفر الكلابية (أم البنين) تندب الحسين عليه السلام وتبكيه حتى كُفَّ بصرها."

? موسوعة الامام الحسين في الكتاب و السنة، الريشهري، ج6 ص171

إذاً، كانت أمُّ البنين تعيش من أجل هدف سامٍ؛ مشروع نهضة وقيام إمام زمانها. وقد أدركت أن عليها أن ترفد هذا المشروع بالأبطال الذين يذودون عنه في ميادين التضحية، كما حدث في كربلاء التي بلغها علمها قبل وقوعها.

واجبنا اليوم:
علينا أن نقتدي بأُم البنين (عليها السلام) في إعداد أنفسنا ومجتمعنا إعدادًا صادقًا، يكون فيه رخصُ الأرواح والدماء والمهج فداءً لإمام زماننا، الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه).
علينا أن نكون على استعداد دائم، وأن يكون همُّنا الوحيد هو خدمة إمام الزمان والاستعداد لنصرته، تمامًا كما فعلت تلك السيدة الجليلة.

اللهم عجّل لوليك الفرج، والعافية، والنصر.
واجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه، إنك سميعٌ مجيب.

النجف الاشرف
عصر الغيبة الكبرى
١٢ جمادى الاخرة ١٤٤٦ للهجرة

**الجهاد الإعلامي لا يقل اهمية عن الجهاد العسكري

بقلم: محمد راهي
كاتب ومهتم بالشأن المهدوي**

في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها الأمة الإسلامية، خاصة في سياق دعم الشعب اللبناني ومقاومته البطلة، تأتي دعوات المرجعية الدينية بضرورة بذل كل الجهود الممكنة لمساندة هذا الشعب المناضل. هذه الجهود تتنوع بين الجهد الإغاثي، العسكري، والإعلامي. ولكن المهم هو تسليط الضوء بشكل خاص على الجهد الإعلامي، حيث إن الإعلام يلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار المعارك، وقد يسبق في تأثيره العمل العسكري نفسه.

ساحة الإعلام هي المعركة التي تحسم قبل الميدان إن معظم المعارك اليوم لا تحسم فقط في ساحات القتال، بل تبدأ وتنتهي في ميادين الإعلام. فالأعداء، رغم جبنهم أمام المواجهة المباشرة في الميدان، يلجؤون إلى الإعلام كسلاح رئيسي لإضعاف عزيمة المقاومين وزعزعة ثقة الشعوب بهم. لهذا، نجد أن الاهتمام بالجانب الإعلامي يتساوى في أهميته مع الجوانب الإغاثية والعسكرية، بل يتفوق عليها في بعض الأحيان. ففي عصر التكنولوجيا والاتصالات، يمكن للإعلام أن يكون وسيلة أقوى من الرصاص والصواريخ في توجيه المعركة.

الإعلام ساتر جهادي في الدفاع والهجوم
كما أن للجبهة العسكرية ساترًا يحمي المقاومين، فإن الجبهة الإعلامية تحتاج إلى ساتر يحمي عقول الجماهير من هجمات الإعلام المعادي. فالجهاد في سبيل الله لا ينحصر في الساتر العسكري بل يتعدى إلى الساتر الإعلامي والجبهة الإعلامية وجهاد التبيين". هنا تتضح أهمية "جهاد التبيين"، الذي يعمل على توضيح الحقائق ورد الشبهات التي يروج لها العدو.

إذا كان العدو يطلق الأحجار الإعلامية لإضعاف المقاومة، فإن الرد يجب أن يكون بإطلاق "صواريخ إعلامية" تدك مواقع العدو الفكرية وتزيل التأثيرات السلبية التي قد تُحدثها دعاياته. فالصوت والكلمة والتغريدة والبوست باتت اليوم تشكل رصاصًا وصواريخ ومسيرات إعلامية، تهدف إلى الدفاع عن الحق ونصرة القضية. هذا النوع من الجهاد لا يقل أهمية عن الجهاد بالسلاح، بل هو المكمل له.

المعركة الإعلامية سلاح ذو حدين
من المهم أن ندرك أن المعركة الإعلامية هي معركة مستمرة، تتطلب يقظة واحترافية. فالمواجهة الإعلامية ليست فقط لمجرد الدفاع، بل هي جزء من الهجوم المتواصل الذي يهدف إلى زعزعة مواقف العدو وتحصين الجماهير ضد الشبهات. ومع التطور الكبير في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، أصبح من الضروري أن يكون لكل فرد دوره في هذه المعركة، سواء عبر مشاركة المعلومات الصحيحة أو تصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد يُروج لها العدو.

إن أيام العدو محدودة، وما جمعه من قوة وتأثير إعلامي سيزول بإذن الله. والله ناصر المؤمنين، والإعلام جزء من الجهاد الذي يجب أن لا نغفل عنه. علينا أن نكون جاهزين دائمًا للدفاع عن الحق بالكلمة والصوت مثلما نحن مستعدون للدفاع عنه بالدماء.

لو سألتمونا من هو عدو امام الزمان وشيعته، لقلنا لكم الكيان الصهيوني و دول النواصب و الغرب، وهذا الرأي عن سابق يقين و رؤية واضحة بالعدو، فعندما يعمد العدو لوضع مرجع الطّائفة السيد السيستاني دام ظله على قائمة الاهداف القادمة وقبل ذلك وضع السيد الولي علي الخامنئي والسيد الشهيد الكبير حسن نصر الله على لائحة الاستهداف، هو يقول اننا اعداءه ويحاول وسيتمادى اكثر في ان يستهدف هذه الرموز ، ايضا لا ننسى ان الكيان الصهيوني قبل عدة سنين قد وصف السيد السيستاني بالعدو الخفي ووصف السيد علي الخامنئي بالعدو العلني، وهكذا فالنتيجة ان امام زماننا هو العدو الاساسي لهذا الكيان الصهيوني و دول النواصب و حكام الغرب، لنكن على بصيرة من امرنا ولنستعد فان امامنا مواجهة مع الاعداء عاجلا ام اجلا.

?محمد راهي

أسباب غيبة الامام المهدي
وكيفية جعلها أسباب للظهور الشريف

هيئة انصار القائم-المحطة المهدوية

طريق الزائرين
(النجف الاشرف-كربلاء المقدسة)