هنيئًا هنيئًا لك الشهادة
فلْيرحمك الله يا حاجّ حُسين
كم أبكانا صوتك النديّ... ?

عن علي بن سويد عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: سألته عن قول الله ﴿وَمَن یَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥۤۚ﴾ فقال:
التوكُّل على الله درجات، فمنها أن تثقَ به في أمورك كلها، فما فعل بك كنتَ عنه راضيًا، تعلم أنه لم يؤتِك إلا خيرًا وفضلاً، وتعلم أن الحُكمَ في ذلك له، فتوكّلتَ على الله بتفويض ذلك إليه، ووثقتَ به فيها وفي غيرها.

? كتاب التمحيص لابن شُعبة الحَرّاني.

«وهَب لي رحمةً واسِعةً جامِعة
أبلُغُ بِها خَيرَ الدُّنيا والآخِرة»

٢١- زهير بن سليم الأزدي: وهذا الرجل العظيم من السعداء الذين لحقوا بالحسين عليه السلام ليلة عاشوراء.

٢٠- عمار بن حسان بن شريح الطائي: كان من الشيعة المخلصين في الولاء ومن الشجعان المعروفين، وصاحَب الحسين عليه السلام من مكة إلى كربلاء واستشهد هناك، وكان أبوه حسان ممن صحب أمير المؤمنين عليه السلام وقاتل بين يديه في حرب الجمل وحرب صفين فقتل بها.

وجاء في كتب الرجال اسم عامر بدل عمار، ومن أحفاده عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح بن وهب بن عامر بن عمار هذا، أحد علمائنا ورواتنا صاحب كتاب (قضايا أمير المؤمنين عليه السلام) يرويه عن أبيه أبي الجعد أحمد بن عامر عن الرضا عليه السلام.

وقد روى الشيخ النجاشي عن عبد الله بن أحمد المذكور أنهُ قال:
«ولد أبي سنة سبع وخمسين ومائة، ولقى الرضا عليه السلام سنة أربع تسعين ومائة، ومات الرضا عليه السلام بطوس سنة اثنين ومائتين يوم الثلاثاء لثمان عشرة خَلَونَ من جمادى الأولى، وشاهدت أبا الحسن وأبا محمد عليهما السلام، وكان أبي مؤذنهما، إلى آخر الحديث»

«يا أبا بصير، إنَّ فاطمةَ عليها السلام لَتبكيه -أي الحُسَين- وتشهق، فتزفر جهنم زفرة لولا أنَّ الخَزَنةَ يسمعون بكاءَها وقد استعدّوا لذلك مخافة أن يخرجَ منها عنق أو يشرد دخانها فيحرق أهلَ الأرض فيكبحونها ما دامت باكية، ويزجرونها، ويوثقون من أبوابها مخافة على أهلِ الأرض، فلا تسكن حتى يسكن صوت فاطمة!»

? أبو عبد الله الصادق | كامل الزيارات

اسمَعوا تلبيات سيِّد الشُّهداء الشجيَّة وانحَبوا..?

بسمِ الله..
إلى الأخوات المؤمنات، مَن في أفئدتِهِنّ نيران المصيبة لا تُطفَأُ أبدًا:
كل ما تفعلْنَه في هذا الشهر والذي يليه من شعائرَ اعرضْنَه على ميزان الشارع المُقدَّس، وقدِّمنَ الواجبَ على المُستحبّ، وابتعدْنَ عمّا فيه خلط ولبس، واعلمْنَ -يرحمكنّ الله- أنّ اللهَ لا يُطاعُ من حيث يُعصى!

ونثير انتباهكنّ إلى أمورٍ في غاية الضرورة والأهمّيّة ألا وأوّلها:
اختلاطُ المرأة مع الرجال الأجانب، فما نراهُ اليومَ مخجلٌ بحقّ، نرى نساءَنا في المواكب يمشينَ خلف الرجال وبعضهنّ يزاحِمْنَهم، ذا ليس من الدِّين بشيءٍ، ولا يليقُ بمَن تقتدي بفاطمة الزهراء وابنتها الحوراء، ثم لا أحد فينا يضمن سلامةَ نيّة بعضهنّ وكذا بعض الرجال من الحاضرين في ذات المكان، فأين الفائدة من هذا الفعل؟ وأين النفع؟ وأين الأجر يا أُخت؟ فلْتكن القاعدة عندنا: «خُزينا من كثرة النظر إلينا» ولْيكن الحياء أوّلاً في قاموسِنا.

وهذا الكلام لا يستثني ذاتَ النِّقاب حتّى، فالمسألة لا تتعلّقُ بالوجه والملامح فقط بل بأساس وجود الفتاة بين الرجال.

انصحنَ ونبِّهن مَن كانت غافلة من رفيقاتكنّ وأخواتكنّ ومعارفكنّ، وذكِّرنَ ﴿فإنَّ الذِكرىٰ تَنفَعُ المُؤمِنين﴾

ثانيها:
الزينة في الملبس، أَيُعقَلُ أن تتزيّنَ المؤمنة الشيعية في مجلسٍ أُقيمَ للحُسين عليه السلام وتحضر فيه أُمُّه الزهراء عليها السلام وهي مفجوعة بولدِها وفلذّة كبدها؟

يجب أن تظهرَ علينا ملامح الحزن والانكسار في هذه المجالس، السيدة أم سلمة تصفُ حالَ رسول الله صلّى الله عليه وآله حينما أخبره جبرئيل عن مقتل الحُسين وتقول: «رأيتُ رسولَ اللهِ أغبر أشعث» هذا حال سيّد البريّة وخير مَن مشى على وجه البسيطة، فيجب أن نكون له معزّيات مواسيات، لا أن نأتيَه لمساحيق التجميل واضعات! لَعَمري هذا الجهل بعينِه.

ثالثها:
دقّة اختيار الخطيبة، فأغلبهنّ غير عارفات حتّى بمقام المعصوم وحُرمته، فنسمعُ منهنّ ما هو مغلوط وغير مقبول، يجهلنَ أحداثَ كربلا وتفاصيلها، فيتحدّثنَ عمّا هو مثير للعاطفة ولو كان خاطئًا، وإن نُصِحنَ أبين! تجنّبنهنّ وارغبنَ فيمَن يؤدّينَ حقَّ المجلس ويحترمْنَ عقل المستمعة!

ختامًا نسألُ اللهَ الهِدايةَ لنا جميعًا، وأن نوفَّقَ لمواساة إمام زماننا الغريب عجّل الله فرجه وسهّل مخرجه.
وصلّى اللهُ على مُحمّدٍ وآله الميامين، ولا حولَ ولا قوّةَ إلّا بالله العليّ العظيم.

«وافعل بي ما أنتَ أهلُه»

- ٢٨ يونيو ٢٠٢٤