*?️ حريٌ بالعالِم أن يكُون ذا أخلاقٍ حميدة وذا خِلال جمِيلة.*
قال الشيخ عبد المجيد جمُعة -حفِظه الله-:

«هذه الخِصالُ الحميِدة، والخِلال الجميلة؛ إذا كانت -هذه- في عُموم النّاس، فإنّ وُجودها في العالِم؛ أولى وأحرى، على حدّ قولهِم: إذا كان الخُلق الحسن في عُموم الناس، فوجوده في العالِم؛ أحسن، لأنّه؛ يُقتدى به في الخير، فهُو؛ قدوة، لكن -مع الأسفِ- إذا وُجِدت هذِه في الدّاعي، ومن ينتسب إلى العلم ويكُون بعيدًا عن هذه الأخلاق الحسنة، بل تجدُه؛ مُتحلِّيًا بضدِّها، وتجده غير نزيهٍ في أقوالِه وأفعالِه، فاحِشًا بذيئا شاتِما مُخاصِمًا، ومن كان هذا حالُه؛ فليس أهلًا أن يُقتدى به في الخير، وصدق وأحسن أبو الأسود الدُّؤَلِي حيث قال -في قصِيدته المشهُورة-:
يا أيُّها الرجل المعلِّمَ غيره ••• هلَّا لنفسِك كان ذا التعليمُ
ونراك تُلْقِحُ بالرَّشادِ عقولَنا ••• صِفةً وأنت من الرّشاد عدِيمُ
ابدأ بنفسِك فانْهَهَا عن غيِّها ••• فإذا انتهت عنهُ فأنت حكِيمُ
فهُناك يُقبل ما تقول ويُهتدى ••• بالقول مِنك وينفعُ التّعليمُ.»

[المجلسُ السّادسُ من القِراءة والتعليق على تفسير السعدي]

https://t.me/Fawaid_sa3di

✅️ قاعِدة أصوليّة مُهِمّة:
الأمر بالشيء؛ نهيٌ عن ضدِّه لطريق اللُّزُوم.
قال الشيخ عبد المجيد جمُعة -حفِظه الله-:

«وهذِه -أيضًا- قاعِدةٌ أصُوليّة؛ وهي يعني مهمة، وتدلُّ على أنّ الأمر إذا ورد؛ فإنّه يقتضي النهيَ عن ضِدِّه، فإذا قلتُ لرجُل: قُم! فأمرتُه بالقِيام؛ فإنّه يقتضِي أنّنِي نهيتُه عن الجلُوس، وكأنِّي قلتُ له: لا تجلس!، فلا يكُون مُمتثلا للأمر؛ إلّا إذا ترك ضِدَّه، وهكذا اشتُهِرت هذه القاعِدة بهذه العبارة، الأمر بالشيء نهيٌ عن ضدِّه، لكن فيه تسامح، فيه تسامُح، والعِبارة الدّقيقة أو التّحقيق؛ أنّ الامر بالشيء نهيٌ عن ضدِّه لطريق اللُّزوم، يعني: يلزم منه النهي عن ضدِّه، لأنّ المُتكلم قد لا يقصد الضِد، ربّما أنا أقُول لك: قُم! لكِن لا أقصِد أنّك لا تجلِس، لَرُبَّما تنصرِف، ولربما تستلقِي، وربّما تنام، ولهذا؛ لا بُدّ أن تكون العِبارات دقيقة؛ لأنّ العِبارات أو الاصطلاحات؛ قواليبُ المعاني، والحاصل؛ أنّ العِبارة الصّحيحة الدقيقة؛ أن يُقال إنّ الامر بالشيء؛ يقتضِي أو يلزم النهي عن ضدِّه كما حقّقه شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره.»

[المجلسُ السّادِسُ من القِراءة والتعليق على تفسير السعدي]

https://t.me/Fawaid_sa3di

*?أحد الأدلّة على بُطلان مذهب المُرجئة.*

قال الشيخ عبد المجيد جمُعة -حفِظه الله-:

«مِثل هذا -أيضًا-؛ دليلٌ على بُطلان مذهب المُرجئة؛ الذين أخرجوا الأعمال من مُسمّى الإيمان، وقالوا لا يضرُّ مع الإيمان معصِية، وجعلوا الإيمان هُو مجرّد الإقرار، فبالغوا في الوعد، بالغوا في نصُوص الوعد، فعِندهم؛ أنّ المرء لو كذب، أو سرق، أو شرِب الخمر، أو فعل الكبائر، فإنّها؛ لا تضرُّ إيمانه، وعكسهُم؛ ويُقابلهم الخوارج؛ الذين بالغوا في نصُوص الوعِيد، المُرجئة؛ بالغوا في نُصوص الوعد، وأخرجوها عن غير مُرادِها، والخوارج؛ بالغوا في نصُوص الوعِيد، أمّا أهل السنة؛ فهُم وسطٌ بين المرُجئة؛ فجعلوا الأعمال من مُسمّى الإيمان، ووسطٌ -أيضًا- بين الخوارج؛ الذين كفّروا المُؤمنين، وحكموا عليهم بالخُلود في النّار.»

[المجلسُ السّادسُ من القِراءة والتعليق على تفسير السعدي]

https://t.me/Fawaid_sa3di

*?️ منهج أهل البدع والأهواء.*

قال الشيخ عبد المجيد جمُعة -حفِظه الله-:

«وهكذا -أيضًا- منهجُ أهل الأهواء، فإنّهم؛ يحتجُّون بالمُتشابه والمجمل؛ لتقرير بدعِهم وآرائهم، كما روى بُكَيْر أنّه سأل نافِعًا، قال: كيف كان رأي عبد الله بن عمر -رضِي الله عنهُما- في الخوارِج أو في الحَرُوريّة؟ قال: يراهُم شِرار خلق الله -عز وجل-، لأنّهم انطلقوا إلى آيات مُجملة، أُنزِلت في الكُفّار؛ فجعلُوها على المؤمنين"، كقوله تعالى: «وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ» وانطلقوا إلى هذه الآية؛ ونزّلُوها على المُؤمِنين، فكفّروهُم، واستباحوا دِماءهم، وأعراضهم، وقد قال سعيد بن جُبَيْر -أيضًا- ممّن يتّبِعُ الحَرُورية من المُتشابه، يعني: أنّ الحرورية يتبعون ما تشابه من كِتاب الله -عز وجل- قوله تعالى: "«وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ»، ويقرِنُون هذه الآية بآية أخرى، وهي قولُه تعالى: «ثُمَّ الذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ» فإذا رأوا إمامًا من أئمّة المسلمين، ووليًا من وُلاة أمورهم، يحكٌم بغير ما أنزل الله؛ قالوا قد كفر، ومن كفر؛ فقد عدل بربِّه، وفقد أشرك"، ويحكُمون على هذه الأمّة بأنّ فيها مشركِين، فيخرجون فيَسفِكون الدِّماء، لأنّهم تأوّلوا هذه الآية، وكلام سعيد بن جبير وكأنّه يُطابق مُطابقة تامّة لِمَا أحدثه هؤلاء الخوارج الجدد، من التكفيريين والدواعش ونحوهِما؛ الذين تمسّكوا بالمُتشابه من القُرآن، ثم خرجوا على وُلاة الأمور؛ فسفكوا دِماء المُسلمين، واستباحوا بيضتهم، واستولوا على أموالهم، وانتهكوا حُرماتهم والله المُستعان، وهكذا كل مُبطِلٍ يحتجُّ بآية قرآنيّة، أو حديثٍ نبوي؛ إلّا وكان حُجّة عليه، ولهذا؛ ينبغي أن يتنبه المرء، ولا يغرّنَّه من يحتجُّ بالأدلة من الكتاب والسنة في تقرير باطِله؛ فإن كُتُبَ أهل البدع والأهواء؛ طافِحةٌ بالأدلة من الكِتاب والسُنّة، لكنّهم يُأوِّلُونها حسب أدوائهم وآرائهم، ولهذا؛ ينبغي أيضا على طالب العِلم؛ أن يتأمّل في أدلتهم، ويتأمّل في سِياقها وسِباقها ولِحاقها؛ فحتمًا ستجدها حُجّة عليهم، وأنّها تنقُض ما ذهبوا إليهِم، وأيْمُ الله! إن هذا المسلك -يعنِي: نقض حُجج أهل الباطل، ونقض حجج أهل الباطل، وبيان أنّها حُجّة عليهِم- كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمة الله عليه-: "ما احتجّ أهل الباطِل بدليلٍ من القرآن والسُنة؛ إلّا كان حُجّة عليهِم" فقلتُ ينبغِي على الطّالب أن يتنبّه لهذا، فلا يغرنه من يستدلُّ بنصُوص الكِتاب والسنة، ويظن أنّ استدلاله في محلِّه.»

[المجلسُ السّادسُ من القِراءة والتعليق على تفسير السعدي]

https://t.me/Fawaid_sa3di

*✅️ قاعِدة أصوليّة مُهمّة:
"النّكِرة في سِياق الشرط؛ تُفِيدُ العُموم."*

قال الشيخ عبد المجيد جمُعة -حفِظه الله-:

«هذِه قاعدةٌ أُصُوليّة مهمة، تندرج تحتها كثيرٌ من المسائِل، وهي من صِيغ العموم، وإدراكُ مثل هذه القواعِد؛ ممّا يزيدُ في الفهم في كتاب الله، وفي سُنّةِ رسول الله ﷺ، وهي؛ أنّ النّكِرة في سِياق الشّرط؛ تُفِيدُ العُمومَ؛ فتعمُّ كل مفرداتِها كما قال -عز وجل-: «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه» فـ "خيرًا" نكِرة؛ فيدخلُ فيه كُلُّ عمل خير، وهو كلمةٌ جامعة تعمُ كل أنواعِ البِرِّ، ثم قال «وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه» فـ "شر" هنا نكِرة في سِياق الشّرط؛ وهو قوله "ومَنْ يَعْمَلْ" فيدخل فيه كلُ عملٍ سيء؛ سواء كان كُفرًا، أو شِركًا، أو معصيةً، أو نحو ذلك.»

[المجلسُ السّادسُ من القِراءة والتعليق على تفسير السعدي]

https://t.me/Fawaid_sa3di

السّلام عليكُم ورحمة الله وبركاتُه..
بطلبٍ من أحد الإخوة الأفاضِل، تم عنونة كل تفريغٍ -تقريبًا- بما يُناسبه، وهذا حتى يسهُل -لمن عسُر عليهم فهم الفائِدة- للجمِيع فهم الفوائِد، والله المُستعان..
ونسألُ الله لنا ولكُم التوفِيق.

*❌️ القول على الله بلا عِلم؛ من أعظم الذُنوب، وأكبر الكبائِر.*

قال الشيخ عبد المجيد جمُعة -حفِظه الله-:

«لأنّ القول على الله بلا علم؛ يدخُل فيه الشِّرك، فإنّ المُشرك يقول على الله بما لا يعلمُ، والمُبتدِع يقول على الله بما لا يعلم، والمُفتِي بغير علم؛ يقول على الله بلا عِلم، وكلُّ هؤلاء وغيرهم؛ يدخُلون في هذه الآية، فتبيّن؛ أنّ القول على الله بلا عِلم؛ مِن أعظم الذُّنُوب وأكبر الكبائِر.»

[المجلسُ السّادسُ من القِراءة والتعليق على تفسير السعدي]

https://t.me/Fawaid_sa3di

*?️ لا عُذر للعوام المُقلدين لكُبرائهم الضُّلال.*
قال الشيخ عبد المجيد جمُعة -حفِظه الله-:

«وهذا؛ يدلُّ على أنّ العوام المُقلِّدين لكُبرائِهم الضُّلال؛ يُلحقون بهم، فهُم غير معذورين، وهكذا حالُ المقلدة المتعصِّبة لشيوخِهم ممّن لم يُؤتوا بصِيرةً في دينهم، وغلب عليهِمُ الجهل، وسُوء الفهم، وأعماهم التّقلِيدُ والتعصُّب لهم؛ لا مطمعَ في تراجُعِهم، لأنّهم؛ تبعٌ لشيوخِهم، يدورون معهُم؛ حيثُ ما داروا، ويمشُون معهم؛ حيث ما مشت سحائِبهم، وأنّهم لا عِلم لهم، ولا يفهمون المعنى، بل لا يتكلّمون إلا بالشُّكُوكِ والظُّنُون، ولهذا؛ ينبغي على المرأ أن ينصح، ويبيِّن، ويقول كلِمته ويمضي، ولا يلتفِت إلى من خلفه.»

[المجلسُ السّادسُ من القِراءة والتعليق على تفسير السعدي]

https://t.me/Fawaid_sa3di

*? حالُ أهل البدع والأهواء.*

قال الشيخ عبد المجيد جمُعة -حفِظه الله-:

«وهذا -أيضًا- حالُ أهلِ الأهواء بمن يحرف النصوص عن مواضِعها، ويُؤوِّلُها، ويلوي أعناقها، ويضعُ لها معانيَ بخِلاف المُراد منها -وهو يعلم ذلِك-؛ ليُوهم النّاس أنّه مُتمسِّك بالكتاب والسُنة، وأنّه يعمل بالأحادِيث النبويّة، وأنّ رأيه يوافقُ رأي أهل العِلم، ولا يخُالفه، فهذا سبيلُ أهلِ الأهواء، فمن كان هذا حاله؛ فلا يُطمع في تراجُعِه، وحالته ميؤُوسةٌ منها، ومن فعل ذلِك؛ فقد شابه اليهُود، كما قال سُفيان بن عُيَيْنة -رحِمه الله-: "من فسد من عُلمائنا؛ ففيه شَبَهٌ من اليهود، ومن فسد من عُبّادنا؛ ففيه شَبَهٌ من النصارى" وفِي قوله تعالى: «يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللهِ» هنا لم يُبيِّن المُصنِّف معنى كلام الله -عز وجل-، وإن كان ظاهرُ الآية أنّ المقصُود هُو القرآن لأنّ كلام الله إذا أُطلِق؛ ينصرف إلى القرآن، لكنَّ حقيقة الأمرِ أنّ المقصُود بالآية هُو التّوراة وليس القرآن؛ فالتوراة قرأوها وحرّفُوها، وإلّا؛ فإنّ القرآن محفوظٌ، لا يُمكِن لأحدٍ أن يُحرِّف ألفاظه، وإن حرّف أهلُ البدع والأهواء معانيَ صِفات الله -عزّ وجل- لكن الله -عز وجل- قيّد لمن يذود عن كِتابه، ويُدافع عن كلامه، ويُبطِل كلام هؤلاء -أهل البدع والاهواء- فقوله "يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللهِ" يعني: اليهود؛ كانُوا يسمعُون التوراة ثمّ يحرفونه، ويمكن أن تُضاف كلمة، وهي؛ نقول أنّ هذه الآية فيها دلالةٌ على إثبات صفةِ الكلام لله -عزّ وجل- مسمُوعٌ بحرفٍ وصوتٍ كما تقدّم ذكرُه في المجلِس الذي قبل هذا، وهذا هُو مُعتقد أهلُ السُنّة والجماعة؛ أنّ الله -عز وجلّ- يتكلّم بصوتٍ وحرفٍ، وأنّ جبريل -عليه السّلام- سمِع كلام الله بصوتِه وحرفه، وأنّ مُوسى -عليه السّلام- سمِع كلام الله بصوتِه وحرفه وإن كان صوتُه وحرفُه لا يُشبه أصوات المخلُوقين؛ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، وقد قال تعالى: «وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ» فالكلامُ إذا أُطلِق؛ فينصرِف -في كلام العربِ- إلى الكلامِ المسمُوع، وبهذا يتخاطب الناس، يسمع بعضهُم لكلام البعض، خِلافا لما تزعمُه الاشاعرة من أنّه كلام نفسِي، وأنّ الله -عز وجل- خلق الحُروف والأصوات ليُعبِّر بها عمّا في نفسِه -تعالى الله عمّا يقولُون علوًا كبيرًا-، و-أيضًا- يُستدلُّ بها على أنّ الكُتب السّماوية السّابقة؛ هي من كلام الله -عزّ وجل- قبل أن تُحرّف، أمّا بعدما حُرِّفت؛ فلا تُنسبُ إلى الله -عز وجلّ- إنّما يُنسب الكِتاب الصحيح كما أنزل الله -عز وجلّ- فهو كلامه.»

[المجلسُ السّادسُ من القِراءة والتعليق على تفسير السعدي]

https://t.me/Fawaid_sa3di