قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated hace 4 meses
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated hace 5 meses, 1 semana
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated hace 6 meses
ليس أسهل من أن ترص كلامًا روحانيًا، تستشهد بنصوص قرآنية، أو حكم تراثية، ويحمر وجهك تواضعًا، وتبذل قصارى جهدك لتجميل صورتك، وفي قرارة نفسك تعلم أنك تتمثل صورة ليست لك، وتدرك جيدًا أن هناك من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأنك شخص سيء بينك وبين نفسك!
لكن الأدهى، حين تكون ممن يظنون أنهم يحسنون صنعا: "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا"
في قوله تعالى " الأخسرون" وليس "الخاسرون" وكأنها أعلى درجات الخسران. الغريب أن هؤلاء الأخسرون (سعوا) بمعنى أنهم بذلوا جهدًا وأرهقتهم الحياة مثلهم مثل غيرهم،* لكنه سعي قد (ضل).
ثم تذكرت قوله تعالى في سورة العصر، عن وصف الخسارة: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
وكأن القسم بكلمة دالة على الزمن، تأكيد على أن الإنسان في خسر.. لكن هناك ما قد يجنبنا هذه الخسارة في حياتنا وبعد مماتنا:
إنه (التواصي)
كلنا هذا الإنسان بلا تمييز! كلنا بمعنى جميعنا لا أحد فوق هذه الخسارة المتوقعة! وكلنا بحاجة إلى (تواصي)..
تخيل: ما الذي يحدث إذا كان هناك (تواصي) متجرد لكل ما هو في صالح الإنسان والعالم بين الناس بلا هوى أو حظ للنفس!
في أقل تقدير لن يكون من الأخسرين أعمالًا، بل إنسان يتحرى العمل الصالح بصدق.
أكتر وقت قرأت فيه لما كنت بروح لجدي الله يرحمه ويطلب مني أروق مكتبته، كنت بقرأ حاجات مختلفة.
منها كتب كانت عن قصص المجاهدين الأفغان في حربهم ضد الاحتلال الروسي.
كنت مش فاهمة ازاي ناس عايشه في جبال ومعاهم شوية أسلحة بسيطة يقدروا على دولة كبيرة بحجم الاتحاد السوفيتي؟
كان في صور مذابح وقتل ورؤوس متقطعة ومشاهد صعبة! ماكنتش فاهمة ساعتها أي حاجة عن المصالح الدولية، ومين بيدعم الأفغان في حربهم ضد روسيا، وليه روسيا احتلت أفغانستان وإيه علاقة أمريكا باللي بيحصل، كنت بكل بساطة مش فاهمة غير إن في معتدي ومعتدى عليه، أيًا كان بقى التحليلات السياسية وقتها.
المهم بعد سنين روسيا خرجت من أفغانستان، وتم حل الاتحاد السوفيتي وتولت حركة طالبان الحكم، وحصل أحداث كثير بعدها وصلت إن روسيا الجديدة بتعتبر طالبان حلفيتها في حربها على الإرهاب.
مرت الأيام، وكل شوية أشوف أو أقرأ عن أحداث حصلت في 100 سنة بتتكتب في أربع خمس صفحات، زي مثلا:
اللي عمله الاستعمار في أواخر القرن الثامن عشر في إفريقيا، وآثاره المدمرة. زي رواندا، لما الاستعمار فرض سياسات رسخت التفرقة والتمييز العرقي، ولما الفوارق العرقية دي تعمقت بين قبيلتي الهوتو والتوتسي، وبدأت بذور الانقسام العرقي، اشتعلت الحرب الأهلية على مدار سنوات طويلة، كان من بينها إبادة جماعية راح ضحيتها مئات الآلاف في 1994، ويا دوب في عام 2000 مع اتتقال السلطة إلى كاغامي بدأ النظام ياخد منحى مختلف.
بدأت أفهم إن صعب نحاكم الأحداث وهي بتحصل وخصوصًا لو احنا مش داخلها، بدأت أفهم أثر اللي عمله عمر المختار رغم إعدامه وعدم خروج الاحتلال الإيطالي في حياته، والجزائر بلد المليون شهيد في ثورتها ضد الاختلال اللي استمرت 7 سنين.
النهاردة الواحد بيعيش يوميات موثقة بالصوت والصورة من أفظع ما يكون لمقاومة احتلال بدأ من سنة 1948، حصل فيها انتفاضات ومجازر ومفاوضات ومعاهدات وحروب كتير، ماكنتش بدايتها 7 أكتوبر اللي فات.
بدأت أتخيل إن الأربع صفحات اللي بنقرأهم عن إبادة جماعية أو لمقاومة احتلال استمرت سنوات في أزمنة وبلاد مختلفة بالتأكيد كانت مليانة قصص ومواقف مرعبة.
اللي عايزه أقوله إن الواحد عمره ما بيعرف يشوف تداعيات حدث إلا بعد مرور سنوات طويلة.
لكن هارجع تاني لموقفي وأنا طفلة لما قرأت عن احتلال روسيا لأفغانستان وعاصرت بعض أحداثه، والتعامل غير المركب مع الحدث اللي لا يحتمل إنه يبقى مركب، احنا قدام صورة واضحة لأي طفل أو بالغ:
- في ضحية وفي جناة
ـ محتل ومقاومة
ـ في ناس بتتباد وناس بتقتل
في الحالة دي أنا لا أملك سوى إني أدافع عن اللي بيتقتل، واللي محاصر تحت القصف وخصوصًا في ظل إن مفيش أي أبواب لمناصرتهم كتير.
وهنا مش دفاع من الخارج ولا مجرد دعم قضية إنسانية لا أنتمي لها، لكن دفاع لإننا جزء لا يتجزأ من الحدث بسبب السياق اللي بيجمعنا جغرافيًا وتاريخيًا وحضاريًا ودينيًا وكل حاجة. فالدفاع هنا هو مناصرة لقضية تخصنا، ودايمًا بشوف اللحظة دي في مشهد عبلة كامل وهي في بتقول للست اللي جنبها وهي في مظاهرة عن فلسطين والست بتقولها أنا افتكرت المظاهرة عشان المعاشات، راحت قالت لها: (تعالي جنبي، كله منفد على كله يا حاجة).
إن الناس تقول رأيها وتحلل الموقف ده شيء صحي جدًا، ومفيد لإن عادة في كل فترة بيكون في تطرف ومبالغة في قراءة الموقف في جميع الاتجاهات، فالأفكار المختلفة بتعمل نوع من التمحيص والاتزان، ده لو الواحد مهتم إنه يفهم مش بس بيحاول طول الواقت يثبت إنه صح.
هي الفكرة بس إننا ندرك إن المكلمة دي هي خارج الحدث تمامًا، يعني نتعامل معها واحنا مدركين إننا مالناش أي تأثير على مجريات الأمور، إلا إذا في جهة بتتبنى موقف معين وعايزه الجماهير تتنباه، وده موضوع تاني تمامًا، ومحتاج يتاخد بجدية.
مع الوعي بإن هناك تفاصيل تستحق التحليل وقراءة التجربة بتمعن طبعًا، لكن مش هاتعامل معاها بجدية غير بعد كام سنة وأنا بقرأ التاريخ.
فات الأوان!
التعبير الذي يجعلنا سواسية مهما تباين رأس مالنا الثقافي والمادي والاجتماعي، لا أحد يستطيع التحكم في الزمن!
جميعنا ينهض صباحًا يسابق الزمن سعيًا للحاق بشيء ما فرضه على نفسه، وفي نهاية اليوم مهما أنجز أو لم ينجز فإن اليوم ينتهي دون إرادة منه..
------
قديما كان الزمن ملائمًا لتطلعات البشر، لم تكن المرأة بحاجة إلى ساعتين لارتداء ملابسها والانتهاء من روتين وجهها قبل أن تخرج، ولم تكن إجراءات الزواج مربكة مركبة تتطلب wedding planner, bridal stalitaylist , hair staylist, make up artist، ولم يكن للجلوس على البحر طقوسًا مرهقة..وكأننا بدلًا من التخفف من الحمولات الزائدة لنسابق الزمن، أثقلنا أنفسنا بالمزيد منها بلا معنى..
ـــــ
لم يعد الزمن يصارعنا في عدم قدرتنا على اللحاق به فحسب، ولكنه يصارعنا في زمن وصول الكارثة إلى مسامعنا..
قديمًا كان الزمن محكومًا بالجغرافيا، يسافر أحدهم من بغداد إلى المغرب ليخبر صديقه في أقل من دقيقة أن معركة قامت راح ضحيتها المئات العام الماضي. انتهى! انتهى الحديث والخبر وتأثير الخبر على المستمع!
أما اليوم تسمع صرخات طفل بكى على بتر قدمه بدون بنج بعد دقائق من العملية، أو تنقل لك الكاميرا في أقل من ساعة صورة باتيناج "تالا " بعد أن قتلوها غدرًا مباشرة..
-----
مسافة صفر بيننا وبين الزمن، الماضي الذي كنا نظنه العام الماضي فقط، يذكرك فيسبوك أنه كان منذ 13 عاما..
كنا نتمنى أن تتوقف الساعة بضعة أشهر، نستوعب فيه أحداثًا لم يسعفنا الوقت للحزن عليها، أو الفرح بما تستحقه..
-----
كل يوم فات أوانه قبل أن يبدأ، يقول روبرت لافين مؤلف كتاب جغرافيا الوقت: (هناك من يبدو وكأنه يمتلك الوقت في العالم) - يصفهم بالمليونيرات الزمنية.
أظنه أخطأ في ملاحظته، لا أحد هنا يمتلك الزمن، الزمن قوة لا يمتلكها سوى الخالق..
لكني على يقين أن الله لم يخلق شيئًا يستحيل التعامل معه، وأنه جبلنا على فطرة تستوعب حركة الزمن مهما تبدلت الأحوال.
هناك صنف من الناس تساوت الدنيا جميعها أمامهم، فلم يعد لديهم خوف من فوات الأوان، أو ربما نفضوا عن أنفسهم كل ما يدفعهم للحاق بالزمن! ولم يتشبسوا سوى بما هو أقوى من الزمن!
أمسهم، كغدهم، يلتقطون أنفاسهم بهدوء، لا يوجد ما يجبرهم على اللحاق بالزمن، سوى ما يقيمون به حياتهم وبضعة آمال تتسق مع فهمهم لحقيقة ما قد تعطيه الدنيا من شقاء أو سعادة للبشر!
لم أدخل في النقاش حول أفضلية عدم الإنجاب على اعتبار أننا نعيش في عصر يذهب بجدية نحو الدمار.. لم يكن لدي ما أقوله في هذا المضمار لإعتقادي أنه شأن خاص يعتمد على الاستعداد الشخصي والرغبة الداخلية والظروف الخاصة، ولا يحتمل تحويله إلى جدل له مؤيديه ومعارضيه.
إلا أن آمنه ابنتي نطقت بجملة توقفت عندها قليلًا وأخذتني إلى هامش ربما هو دافع هذه الأفكار..
قالت لي بعفوية تتكرر مع أي أم مع أطفالها:
" ماما، أنا بحبك عشان انتي خلفتيني"
في البداية ظننتها تشكرني لأني كنت أقدم لها شيئًا طلبته، ثم تأكدت من كلماتها..
هذه الجملة أسعدتني إلى حد كبير بعفويتها، كأمهات لايوجد أجمل ولا أرق من هذه الكلمات تخفف عنّا..
كل ما فكرت فيه ياترى ما الذي يجعل هذا الشعور بالامتنان مستمرًا لديها بعد أن تكبر وتعيش الحياة بكل مافيها؟!
ليس هناك أجمل من أن يمتن الطفل لأبويه أنهم قد أتوا به إلى الحياة، لكن..
هل من المفترض أن يشعر الوالدين بتأنيب الضمير إن كان أطفالهم سيعيشون في زمن صعب؟!
ربما فطرة الأمومة والأبوة هي أن يوفرا لأبنائهما سبل السعادة والأمان لكن ليس للحد الذي يشعر به الطفل حين يكبر أن أبواه قد أذنبا في حقه لأنهما قد أتيا به إلى الحياة..
سيوران فيلسوف السخرية من الحياة يساءل فعل الولادة على أنه جريمة البشرية ويقول: "أليس علينا أن نصرخ دائماً: من العبث أن نولد ومن العبث أن نموت، ولدتم جزافاً"
يحكي عن نفسه حين دخل يوماً على أمه وارتمى على الأريكة وهو يصرخ «لم أعد أحتمل هذه الحياة»، فردت والدته: «لو كنت علمت ذلك لأجهضتك».
يقول سيوران: «لقد أصابتني هذه الكلمات بهلع ميتافيزيقي وبإهانة وجودية».
ما الذي يمكن أن يصيب شخص فقد الاحساس بجدوى وجوده، بل إن وجوده كان مجرد نتيجة التقاء زوجين كان بإمكانهما أن يتخلصا منه؟
وما الذي يجعل طفلًا يمتن لأهله أنهم أوجدوه؟
هل هو مجرد الإحساس بالقيمة؟
وإن حدث وكانت حياته سيئة؟
من المسؤول؟
هل والديه؟
ومن الذي اختار أن ينجب والديه؟ ولماذا يتكاثر البشر إذًا؟ ماذا لو حالف الحظ بعضهم هل سيمتنون لوجودهم؟ وماذا لو كانت حياتهم قاتمة هل سيصبح وجودهم جريمة؟
لم أجد سوى أن الإيمان بأن الإنسان يرهق نفسه حين يتمثل دور الإلهه ويظن أن بإمكانه الإجابة عن سبب خلقه بقدرات عقل هو في حد ذاته مخلوق..
عند الموحدين غاية واضحة من الوجود، ووعي بأن هناك عالم من الغيب ليس من السهل الحصول على إجابات شافية لها في الدنيا هي اختبار التسليم والإيمان بالقادر عز وجل.. لكنها تمثل إجابة غير شافية لعقل عدمي لايؤمن بجدوى الحياة.. يشعر بأنها خذلته وأن والديه أجرما في حقه حين أنجباه..
كل ما يشغلني كأم هو كيف أجعل ابنتي تؤمن بأن لكل هذا الوجود غاية وأن تمتن لوجودها مهما حدث لها من خير أو لاقدر الله سوء..
أظنها فحوى التربية وأصلها.. وأنجعها إن استطاع الوالدين فعل ذلك:
أن ينقلا الثقة في وجود الله بعفوية وتلقائية لأبنائهما بما يمكنهم من أن يعيشوا هذا الإيمان، وأن يكونا سببًا من أسباب الصحة النفسية لهم مما يشعرهم بالرضا عن وجودهم والرغبة في ممارسة الحياة بإيجابية، فيدعون لهما بـ:
رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا.
اليوم ال 282 لأبشع ما سمعته الأذن ورأته العين في القرن العشرين!
حسب الرواية الرسمية 48,345 ألف شهيد ومفقود، وفي تقارير أخرى العدد زاد عن 100 ألف.
بين رقم 48,345 ورقم 48,344 روح واحدة فقط، مجرد رقم واحد!
عند تداول الأخبار، قد لا يهتم الناس بنقصان رقم واحد أو حتى عشرة أعداد بين هذه الأرقام التي تعد بعشرات الآلاف.
تخيل!
رقم واحد، يعني روح واحدة مثلك ضاعت وسط هذه الأرقام التي جعلت العالم لاينتبه لها!
اليوم مجزرة جديدة بأرقام جديدة (90 شهيد)، تضاف إلى 48,345، قد يسقط منها رقم أو رقمين!
روح أو روحين، لشاب أو طفل صغير، أو لأم أو لجد كبير..
ما أفكر فيه هو هذا الحزن الشديد الذي يغلف المكان بعد وفاة شخص واحد فقط في أي عائلة في الظروف العادية، فما هو حجم الحزن الذي يخلفه فقدان 48,345 ألف في حالة نزوح، وجوع، وعطش، وخوف وحر؟!
------
في إحدى الجلسات قال لنا أحد الأصدقاء -في بداية الحرب- : "استعدوا لموجة اكتئاب حاد، الضحايا بأرقام لن تتخيلوها".
حاولت المبالغة في تخيل ماسيحدث، فقلت: 10 آلاف!
قلتها والرعب بدأ في التسلل بمجرد تخيل ما قد يحدث.
قال: بل قد يصل إلى 50 ألف!
قال ذلك، ولم أصدقه، بل مازلت أنكر حدوثه، كيف نعيش وعلى مقربة منّا يحدث هذا الخيال المرعب!
-----
أتمنى أن يستمر شعورنا بالأرق، بنكران ما يحدث، بعدم اعتياد هذه الأرقام حتى يتوقف هذا الكابوس، وإلا فهذه نهايتنا نحن!
(كل عام وأنت بخير)
سنوات طويلة وتهاني العيد بيننا تبدأ وتنتهي بهذه الجملة الاعتيادية، نتمناها بصدق رغم رتابتها، نكررها كل عيد في رسائلنا المقتضبة.
كلانا يعلم ما خلف هذه الأمنيات بأن ( نكون بخير)!
كلانا يرى هذه الابتسامة الخفيفة التي تعلو وجوهنا ونحن نتبادل التهاني، تخفي ضجيج معمل الذكريات الذي لم يهدأ في قلوبنا قبل عقولنا..
هي محاولة لاعتياد "الأمل" بأن تأتي الأيام بما هو ليس أسوأ..
وامتنان، فرغم كل ما مررنا به مازلنا نحتفظ بتلك الصداقات الهادئة التي تتقاسم معك ذاكرة واحدة، وأمنية واحدة لا تتعدى (أن نكون بخير) بكل ما تعنيه هذه الجملة من معنى واسع رغم رتابتها ..
أنهت ابنتي اختباراتها اليوم، ها هي تنتقل إلى مرحلة دراسية جديدة، أحاول أن أعلمها ما لا تتعلمه في المدرسة؛ كيف تفهم العالم وتفهم نفسها، كيف تتعامل مع الآخرين،... فالواقع أصعب وأكثر تأثيرًا مما يحدث في قاعة الدراسة.
أحاول ولا أدري إلى أي مدى ستنجح هذه المحاولات، لهذا أدعو الله ألا يعاملني بجهدي ولكن بلطفه وكرمه.
هناك أيضًا.. انتهى اليوم العام الدراسي على هذه الأرض التي يشاهدها كل العالم من بعيد.
انتهى العام الدراسي بلا مدارس ولا دفاتر ولا ألوان ولا ساحات لللعب.
انتهى وقد تعلم الأطفال من التعليم غير المقصود واللاصفي في ثمان أشهر ما كانوا سيتعلمونه طيلة حياتهم في قاعة الدراسة عن حقيقة العالم.
صور الإبادة اليومية شكلت نظرتهم للعالم.
تعلموا النجاة والمواساة كالكبار.
لم يعرفوا من درس الحاجات والرغبات سوى كسرة خبز وماء،
أرجوحتهم أسلاك الكهرباء،
أحلامهم علبة أندومي صغيرة،
وثلاجة الأيسكريم لنقل الشهداء.
تعلموا أن دراسة القانون الدولي لا قيمة لها، وأن حقوق الإنسان أكذوبة.
تعلموا كلمات لا يعرفها الكبار في عالمنا.
مارسوا تمارين لم يمارسها أبطال الرياضة في مدارسهم، ساروا على أقدامهم ساعات، حملوا أثقال تعادل أوزانهم.
عرفوا مشاعر الخوف والجوع أكثر من مرات ضحكوا فيها،
الأصوات في ذاكرتهم هو صوت الزنانات والقصف وآلات الحفر.
هند، ويوسف أبو شعر كيرلي، ونور الذي وقف يبيع ألعابه لأنه لم يعد هناك مكان للعب، والصغيرة التي حملت علبة لبن وحفاظات أخيها الصغير نازحة من منزلها، وصاحبة الدفتر الممزق فوق الركام الذي سجلت فيه أحلامها، والأخوين الذين طارا فرحًا بسبب عثورهم على عبوتين من الأندومي، والطفلة صاحبة النظرات التائهة في سيارة الإسعاف، كلهم جميعهم كان من المفترض أن ينهوا عامهم الدراسي، ويستقبلوا إجازتهم في غرفهم وبين ألعابهم..
لكنهم مازالوا في درس قاس، لا يحتمله بالغ قوي في عالمنا الذي يحتفي بقدرات وهمية!
أما الكبار هناك فحمولتهم مضاعفة، يحاولون مغالبة كل ذلك ببث مشاعر الأمن والأمل والإيمان في عدل الله وسننه في خلقه في نفوس أطفالهم، رغم الإنهاك الذي يعيشونه.
أصعب ما في الأمر: كيف يمكن أن تخلق من كل هذه التصورات المؤلمة واليائسة من العالم، تصورات تدفعه لمواصلة الحياة.. يبدو أنه لا سبيل لذلك إلا بالإيمان..
والدرس منهم وليس لمثلنا أن يوصي أو ينصح أو يصف ما يحدث بأوصاف من عالمنا أو يخلق من هذه المشاهد دروس مستفادة تنتزع صفة البشرية عنهم.
ويبقى الأمل في فرج قريب!
هناك مقولة لهربرت ويلز تقول أن:
المستقبل هو سباق بين التعليم والكارثة.
وقال لفتت نظري ذكرها عالِم الاجتماع إدغار موران في مقابلة له،يقول موران: "إحدى أهمّ حاجات العيش، في مراحل الحياة كلّها، هي معرفة المَصادر المُحتملة لأخطائنا وأوهامنا".
وهي فجوة معرفية يجب أن يتعلمها الإنسان، أو تكون ضمن دور التعليم في المستقبل.
هذا العصر بكل ما فيه من تطور سريع معقد، يحكمه الكثير من الفوضى واللايقين، والتمحور حول الذات، وهذا سبب كافٍ لكثرة الأخطاء، أخطاء في الحياة اليومية؛ على مستوى الفرد ومن ثم المؤسسة والمجتمع والأنظمة. العلاقات، السياسة، الإعلام، صناعة الدواء، الاختراعات العلمية.. إلخ.
ومن هنا تكثر الكوارث!
----
من المفترض أن تُبنى أهداف التعليم بما يحقق حياة آمنة للبشر صحيًا (جسديًا ونفسيًا) واجتماعيًا واقتصاديا حتى لا يصبح الفرد عامل من عوامل توليد الكوارث، أو حتى يستطيع مواجهة الظروف السيئة والحمقى الذين أنتجوها..
قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated hace 4 meses
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated hace 5 meses, 1 semana
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated hace 6 meses