" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ".

الهزيمة النكراء التي لحقت بإسرائيل في السابع من أكتوبر جعلت أهل الكفر والظلم والنفاق يجتمعون ويحشدون ويتوعدون وينفقون أموالهم لكسر شوكة الفلسطيني المنتمي لدينه ووطنه وشعبه وقضيته، الساعي لتحرير أرضه وتطهير مقدساته، لكنها سنة الله الواضحة في كل من تسول له نفسه مساندة الظلم والظالمين ودعم الفساد والمفسدين ومحاربة أهل الحق أينما كانوا، لن ينالوا إلا الحسرة والندامة والخيبة والخسران، ” وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ "!.

ملاحظة : تم تقييد حسابي على منصة فيسبوك

كركور ...إياد صوالحة ومحمد حسنين وأشرف الأسمر وعنفوان جنين الذي لا ينضب، ديمومة عز لا تقيل ولا تستقيل عن فعل الواجب الوطني المقدس، حقا ... من يكرم الشهيد يتبع خطاه!.

الكادر الطبي والمستشفيات تعرضوا وما زالوا لجرائم العدو من حصار وتدمير وقتل واعتقال وتعذيب وتنكيل في غزة وما زال الزملاء في الضفة والقدس والداخل المحتل في صمت غريب، لا اعتصام ولا مناشدة ولا إضراب ولا يافطات تطالب بوقف المجازر بحق من يُفترض أنهم زملائهم في المهنة!.

الكثير من أساتذة الجامعات وأعضاء الهيئات التدريسية في مختلف مدارس ومعاهد وجامعات القطاع استشهدوا والكثير من المدارس والجامعات والمعاهد ودور العلم قد قُصفت ودُمرت ولا زميل يغضب أو يشعر بحرقة ولا طلبة يعتصمون أو يناشدون أو يطالبون بوقف نزيف الدم والمجازر بحق إخوانهم ورفاق دربهم في غزة!.

نساء بالآلاف تّقتل وأطفال بالآلاف تُذبح في غزة وعشرات الجمعيات والمؤسسات التي تُعنى بالأطفال والنساء في أقاليم الوطن الأخرى صم بكم عمي فهم لا يعقلون!.

والصلاة في المسجد الأقصى بلا قيمة لا تنهى عن فحشاء ولا تأمر بمعروف والأولى أن يصلوا في بيوتهم ويتركوا بيت الله لله أو لمن يجد في نفسه الحُرقة والجرأة ليكون من عباد الله العاملين!.

كان في لوحة لناجي العلي رحمه الله تقول فيها فاطمة لزوجها: يا زلمة الدم عمره ما بيصير مي بيرد عليها بكل غضب : صار زفت!.

ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ....

تنسى ...
وأنت تهلل وتكبر لزوال طاغية وتحرير أرض وإنسان هناك في الشام أن بيت المقدس وأكنافه وعسقلان وجوارها بأرضها وشجرها وحجرها وإنسانها بحاجة إلى تضحيات لتحريرها من محتل ليس له مثيل في الوقاحة والإجرام!.

تنسى ....
وأنت ترى جموع من هتفوا للطغاة وقد تبدد وهمهم فتخرج مع الجموع التي لا تعتبر ولا تتعظ لتهتفوا لطاغية آخر لا يملك قرار حمايتكم، وأول ما يفكر به عند الطوفان هو الهروب وتأمين نفسه وعائلته وأموالكم وثرواتكم ومقدرات بلادكم!.

تنسى ....
وإسرائيل تصرخ بوجهك وقد أدمته وشوهته وبعثرت ملامحه : أنا عدوك الذي يسعى لقتلك ونفيك وتغييبك أن عدوك مڨاوم يحمل سلاحه للدفاع عنك ومناصر يعي حقيقة الأمر فتبدو عميلا من حيث لا تدري لا قيمة لك عند صديق ولا قيمة لك عند عدو!.

تنسى ....
وأنت ترى السلاح بيد المناضل الشريف في ساحات الوغى، والسلاح بيد المنسق الجبان في ملاحقة ومطاردة كل حر وشريف فتردد بكل غباء اسطوانة السلاح الشرعي الذي يجب أن يبقى مع مجند أسمى ما يفكر به هو راتبه ومنصبه يسير على نهج من شغله واستخدمه!.

تنسى ....
أن من قضوا زهرات عمرهم في سجون المحتل قد خرجوا لنصرتك والدفاع عنك وتحقيق أهدافك بالحرية والكرامة وأنهم قد تركوا البيت والزوجة والأبناء والأحباب والتجارة والأعمال لأجل هذا الهدف وأن تحريرهم من زنازين الذل أسمى وأرقى ما يجب أن بذله الإنسان لنصرة أخيه الإنسان وإن تخلى عنه القريب والبعيد!.

ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا....

ولإسرائيل سجون ...
فيها القتل والتعذيب والإهانة والذُل، وفيها خير ما في هذا الوطن من مقومات وكل ما فيه من إنسانية، نسأل الله الفرج القريب لهم!.

ضُربت الدبابة أو الآلية أو ناقلة الجند، قُتل الضباط والجنود، وهذا أمر جميل يشرح القلوب ويشرح الصدور ويسعد الأحرار لكن الذي أعد واستعد وناور وراوغ لأجل اكتمال هذا المشهد البطولي يحمل في قلبه غصة من أثر الخذلان، ترك بيته المقصوف وأهله الجوعى وخرج بصدره العاري يواجه قوى الظلام والإجرام من عصابات القتل والإرهاب الصهيوأمريكية، خرج حافيا أو بحذاء ممزق يڨاوم جوعه وقهره وخذلان أمته، تأملوا المشهد من كافة زواياه لتدركوا حجم الألم والقهر والخذلان الذي يخفيه هذا الرجل في قلبه الموجوع ليضرب عدوه ويحافظ على علو رايته وكرامة شعبه وأمته ويحرم عدوه من الظفر بساعة انكساره!.

قائد اللواء 401 ومرافقيه من الضباط والجنود الصهاينة قتلهم رجال جباليا المكلومين المحاصرين الجوعى المخذولين من أمتهم وعروبتهم، الواثقين بنصر الله المتوكلين عليه الصابرين الثابتين الصامدين في وجه آلة القتل والدمار الصهيوأمريكية  لأجل الله ودين الله وأرض الله وعباد الله!.

قال علماء السوء والضلال إن الشيعة أخطر على " أهل السنة والجماعة " من إسرائيل، صدقهم الملايين من الناس وخُدعوا بما يدعون بتجييش إعلامي دعوي وعظي رهيب فرَّق الأمة وشتت شملها وحشر الأمة في معارك هامشية لا ناقة لها فيها ولا جمل!.

في الوقت الذي تتعرض فيه غزة " السنية " اليوم وشمالها على وجه التحديد لمجازر إبادة جماعية على يد عصابات القتل والإرهاب الإسرائيلية منذ أكثر من عام تتشكل جبهة إسناد حقيقية من جزء أصيل من الأمة وهم " الشيعة " في إيران والعراق واليمن ولبنان لغزة السنية قدموا فيها الغالي والنفيس وما زالوا يقدمون.

ويكتفي " أهل السنة والجماعة " الأخيار منهم بالعجز من تقديم أي مساعدة سوى بعض الفتات هنا وهناك وبجهد شخصي، بينما ينشغل قادة وفقهاء وعلماء " أهل السنة والجماعة " بشيطنة المڨاومة السنية وجبهة إسنادها الشيعية تارة بتكفيرهم وتارة أخرى باتهامهم أنهم سبب الدمار والخراب الذي خلفه الاحتلال الاسرائيلي في بلادنا، ويسعون للتطبيع مع العدو وتبني روايته الكاذبة!.

ثم ... وبعد أن شاهدت بأم عينك كيف يتم ضرب إسرائيل إسنادا لغزة من كل منطقة شيعية أو يسيطر عليها الشيعة في حين أن قوافل الإمداد والمساعدة الغربية لإسرائيل تتم عبر الدول والمناطق السنية ألم يخطر في بالك هذا السؤال!؟.

ماذا لو كانت الأردن ومصر مثلا من المناطق الشيعية!؟.
أرجوك ...لا تسرح بعيدا لم أقصد تمني حدوث ذلك فأنا شخصيا مقتنع بشمولية الأمة بسنتها وشيعتها وكل مذاهبها وأطيافها طالما لم تتعارض أي فكرة مع ما جاء به القرآن الكريم، لكنها دعوة للمراجعة ومحاولة التغيير والتي هي البداية الحقيقية للخلاص من نظرية " حافظ مش فاهم " التي عمموها على الأمة فأصبحت في قاع القاع تسبقها كل الأمم.

دعوة لتفعيل العقل والبحث والكفر بكل الأحكام المسبقة والجاهزة واتباع العقل والبصيرة لا العاطفة والسذاجة!.

من عدوك ومن صديقك!؟ إن لم تتضح الأمور لك الآن وأنت تشاهد بنفسك مجريات الأحداث من حولنا فتجيب لك بوضوح عن هذا الأسئلة المهمة فالسُم الطائفي قد تغلغل في جسدك حد الوباء!.

نسأل الله العفو والعافية ...