المفاضلة بين تلاوة القرآن الكربم في المسجد والبيت:
س/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اسعد الله أوقاتكم بكل خير شيخنا..
يسأل أحد الإخوة هل قراءة القرآن في المنزل افضل ام في المسجد فما توجيهكم؟
ج/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..حياكم الله أخي الفاضل: المفاضلة هنا مفاصلة مكانية إضافية ليست مطلقة، تتبع المصالح الشرعية، وبالنظر رالتأمل في المكانين: المسجد والييت نجد - والله أعلم - الأفضل الجمع في قراءة القرآن بين المسجد والبيت؛ لأن لكل من المسجد والبيت فضيلة ومصلحة في قراءة القرآن الكريم، لا توجد للآخر؛ فالمساجد بنيت للصلاة فيها والذكر وقراءة القرآن ففي الصحيحين في بيان وظيفة المسجد:"إنَّما هي لِذِكْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، والصَّلاةِ وقِراءَةِ القُرْآنِ"، فالمسجد إحدى وظائفه التعبدية أن يقرأ فيه القرآن الكريم فتحيا المساجد بقراءة القرآن فيها، وهي محله لما فيها من إظهار الشعار بتلاوة كتاب الله عز وجل، لذا جاء في الحديث الصحيح:"ما اجتمَعَ قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللَّهِ يتلونَ كتابَ اللَّهِ ، ويتدارسونَهُ فيما بينَهم إلَّا نزلَت عليهِم السَّكينةُ ،وغشِيَتهُمُ الرَّحمةُ ، وحفَّتهُمُ الملائكَةُ ، وذكرَهُمُ اللَّهُ فيمَن عندَهُ" وهذا في الاجتماع من أجل إظهار تلاوة كتاب الله، وله نصيب الانفراد من هذا الفضل لأنه يحصل فيه ضرب من الإظهار، كما أنه تحصل بالتلاوة في المسجد القدوة وإشهار كثرة الناس لقراءة القرآن، وبهذا يتوارد الناس ويقبلون على قراءة القرآن، أما لو عطلت المساجد عن قراءة القرآن فهذا يخل بأحد وظائفها، وتصبح التلاوة خفية مستترة، وهذا لا يحقق الظهور والاشتهار لتلاوة كتابه عز وجل. هذا فيما يخص المسجد.
أما ما يخص البيت ففيه إحياء ذكر الله عز وجل، وطرد الشياطين من البيوت، خاصة بقراءة سورة البقرة:"لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم، وفيه اقتداء الأهل والأولاد من الذكور والإِناث، وفيه البعد عن الرياء، وقد تكون في البيت سكينة وطمأنينة وتدبر أكثر، وقد يكون هذا في المسجد مثله أو أكثر أو أقل كل يقدر هذا حسب مكانه؛ فهذه فضائل قراءة البيت؛ فظهر بهذا: أن الأفضل الجمع بينهما فيقرأ بعض قراءته في المسجد، وبعضها في البيت، فلا يخلي المسجد من قراءته ولا يخلي البيت من قراءته لأن الفضل هنا إضافي ليس مطلقا، لا للمسجد ولا للبيت فينظر في هذه المصالح فكل جهة لها من المصلحة ما ليس للأخرى، والله أعلم.

📌عن أَبي سعيدٍ وأبي هريرة رضي الله عنهما: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ، وَلا اسْتَخْلَفَ مِنْ خَليفَةٍ إلا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ(١) : بِطَانَةٌ تَأمُرُهُ بالمَعْرُوفِ وتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَبِطَانَةٌ تَأمُرُهُ بالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَالمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللهُ)). رواه البخاري.

رياض الصالحين (٦٧٨)
باب حث السلطان والقاضي وغيرهما من ولاة الأمور عَلَى اتخاذ وزير صالح وتحذيرهم من قرناء السوء والقبول منهم - كتاب المقدمات
‏
(١)- بطانة الرجل: صاحب سره وداخلة أمره الذي يشاوره في أحواله "النهاية" (١/١٣٦).

-
«لو أنّ رجلًا مشَى في طرِيقه لمُلاقاة عدوّه، فأثقَله دِرعُه فخلعَه، وأثقلَه سيفُه فرمَاه، وأثقَله طعامُه وشرابُه فتركهمَا، ثم لاقَى عدوَّه حاسِرًا أعزلًا جائعًا، فأنَّى له ينتصِر؟!

كذلك مَن ثقُل عليه الذِّكر فترَكه، وثقلَت علَيه السُّنن الرَّواتب ففرَّط فيها، وثقلَت عليه الفرَائض فأخَّرها، وثقلَت عليه الأوَامر والنَّواهي فهانَت علَيه، ثم يشتكِي تسلُّط الشَّيطان على قلبِه! ولقد صرَع نفسَه قبل أن يصرَعه عدوُّه».

• أوَيس القرنِي -رحِمَه الله-.

? بين عامٍ انتهى .. وعام جديد أتى .
اللَّهم شعور هذه الآية :
﴿ثُمَّ يَأتي مِن بَعدِ ذلِكَ عامٌ فيهِ يُغاثُ النَّاسُ﴾
اللهم غيثًا من الصَّحة والعافية والمسَرَّات والخيرات !
اللهم عامًا مليئًا بالخير والجبر وإجابة الدعوات وتحقيق الأمنيات !

••••
قَاَلَ ابنِ تَيمِيَّةَ رَحِمَهُ الله :

" لَوْ خَاَلَفَ العَبْدُ جَمِيِعَ الخَلْقِ وَاتبَعَ الرَّسُوُلَ ﷺ
مَاَ سَأَلَهُ اللهُ عَنْ مُخَالَفَةِ أَحَدٍ "

?[مجموع الفتاوى: (٥٢٩/١٦)].

••
وَرُبَّ ناعٍ نَعى حيناً أَحِبَّتَهُ ..
.. ما زالَ يَنعى إِلى أَن قيلَ قَد نُعِيا

تفسيرٌ عظيم لموعود الله تعالى في سورة الإسراء:
[ وإنْ عُدتُّم عُدنَا ،، الآيات.. ]

للعلّامَة المفضال: مُحمّد الحسن الددو -حفظه الله-