والحقيقة أنَّ عظمة الكنز الكرماني ليس لأنَّه أعظم جنرال في هذا القرن وليس لأنَّه سياسيّ حاذق وليس لأنَّه شخصيَّة ذات طابع اجتماعيّ مقنع وليس لأنَّه شجاع يقتحم الجبال الرَّواسي وليس لأيِّ شيّ ذات طابع دنيويّ جعل منه ما جعل إنَّما كانت شخصيَّته شخصيَّةً ترابيَّةً ذات روح مرتبطة بشعاع شمس الولاية الكبرى ونفس متعلِّقة بجلباب سيِّده الأعلى والأعظم
وقلبا يبحث عن تلك الآثار الَّتي كان يسير خلفها ابن ياسر ليضع القدم على موضع القدم القدِّيسة فجمع من صفات ما صعق منها همَّام جعلت له مخرجًا وبصيرةً نافذة ونظرةٍ بنور الآل فرزقه اللَّه العظمة والرَّهبة بما لايحتسب،
فصار جبلاً فندًّا من الحذاقة والشَّجاعة والثَّبات فكان لمذهب سادته كما كان ابن الاشتر لعلي الوالي الولي الأمير
ومالك وما أدراك ما مالك،
فو اللَّه قد جمع في شخصه عظمة كلِّ الفقد الأخير فتجده الأمين وتجده صفي الدِّين وتجده ابن عقيل القرآنيَّ وصاحب الوجه النُّورانيِّ وكان منه الرِّضوان من الرُّوح ،
فاجتمعت فيه ما اجتمع حتَّى صار درَّة المذهب الجعفري

.
.

.

فعرف قيمته من بكى عليه بكاء الثَّكلى في الصَّلاة
وعرفه من تألَّم لفقده وسمَّاه الواء العظيم
وأبصره من أراد قطعا أن يأخذ اللَّه روحه بدل روحه
فسلام عليه من خادم وجنديِّ لبقيَّة اللَّه الأعظم

أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَتَوَلَّانِي بِرَحْمَتِكَ، وَتَشْمِلَني بِعافِيَتِكَ، وَتُسْعِدَني بِمَغْفِرَتِكَ

.
.
.
الصحيفة السجادية

• نور السيّدة الزهراء عند ولادتها!

روي عن الإمام الصادق عليه السلام في حديث يبيّن فيه تفاصيل ولادة السيّدة الزهراء عليها السلام أنّه قال:
.
.
.

«فَوَضَعَتْ فَاطِمَةَ عليها السلام طَاهِرَةً مُطَهَّرَةً، فَلَمَّا سَقَطَتْ إِلَى الْأَرْضِ أَشْرَقَ مِنْهَا النُّورُ حَتَّى دَخَلَ بُيُوتَاتِ مَكَّةَ، وَلَمْ يَبْقَ فِي شَرْقِ الْأَرْضِ وَلَا غَرْبِهَا مَوْضِعٌ إِلَّا أَشْرَقَ فِيهِ ذَلِكَ النُّورُ».

صدق من قال
"الحمد لله الذي جعل اعداءنا من الحمقى"
ماذا اراد العدو من قتل شخص بلغ عمره مبلغ الموت
يلتف حوله الآلاف يفدونه بأنفسهم؟
هل أراد أضعاف أبنائه ؟
هل أراد انهاء مسيرته؟
هل اراد القضاء على ما بنائه؟
أم أردا تخليده بأعظم تخليدًا
صدقا عدونا غبي
لقد هيج حرارة كربلائية في قلوب المجاهدين
حيث جعلهم في كلهم في مقولة (لا طيب الله العيش بعدك) واقعية آنية لهم
حيث الآن في كل واحد فيهم طاقة تكفيه ان يواجه جيشا ولا يبالي ان يقع على الموت او يقع عليه الموت
فهم الآن مشغولين في امرين لا غير

-ان يهزموا العدو ويحققوا نصرا عظيما
وان يرزقهم الله الشهادة ليلتحقوا بدرب الحسين ويلتقوا بسماحة قائدهم

العدو الأحمق على مادار السنين لم يعرف نقاط ضعفنا
ولم يعرف نقاط قوتنا
فهو بدلا ان يضرب الضعف يهيج القوة التي فينا
فأي حياة يريدها المرء بعد مقتل حبيبه
واي مرء لايتمنى اللحاق به ؟
خذ مثالا المسعف الذي فدى نفسه املا بنجاة السيد
فما بالك بالمجاهدين امام قاتل عزيزهم

.
.
.
الموت فيك أحلى من العسل

الحروب ظاهرها نقمة
وباطنها نعمة،
وكما قيل "رُبَّ حَربٍ أعْوَدُ مِن سِلْمٍ"

ففيها اختبار الله للأمة والأقوام
وفيها استعجال هلاك الجبابرة
وفيها تصفية الخواص وتأهيل العوام
وفيها تزكية الأنفس من زخارف الدنيا
وفيها رجوع الناس إلى ربها
وفيها الالتفاف المؤمنين إلى صاحبهم والتمهيد له
وفيها أكتساب الخبرة والتقدم نحو عدة العدو والتطوير والتجهيز
وفيها تبيان من يريد العيش بذل وتحت سطوة العدو
وبين من يعشق القتل في درب العزة والكرامة

والأهم من كل هذا ان الحرب تبين من الذي يستحق ان يستبدل وتكون عليه سنة الاستبدال ومن الذي يستحق المعاهدة مع الله وبيع الأنفس في التجارة مع الله
فالذين تخاذلوا وتقاعسوا
وكانت اطماعهم للدنيا دون الآخرة لا يستحقون الا ان يستبدلهم الله بغيرهم وهذا وعد الله لكل أمة، وان شاء الله نحن من اهل الذين ينصرون الله ويعاهدونه على الثبات في طريق امير المؤمنين حتى ننال اشرف الموت
لا من الذين يستبدلهم الله الذين اتخذوا من بيوتهم ضعفا لايمانهم وذلة في دينهم وهوانا في عقيدتهم
.
.
.

{فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ}

الحمد لله إننا ابناء عاشوراء
حيث علمتنا عاشوراء وعلمنتا مولاتنا زينب
ان نصنع من حزننا قوة وان يكون بكائنا صلابة بوجه الاعداء
وان نصنع من مصيبتنا الثبات والاقدام ..
نعم مكسورين بسبب الفقد وعظمة الفاجعة
لكن هيهات ان نكون مكسورين أمام أعدائنا او
مقلوبين ومهزومين نفسيا

السيدة زينب سلام الله عليها حينما كانت تقول
"ما رأيت الا جميلا" حتى لا يشمت الاعداء بها
نعم لقد جزعت وحزنت حزنا لا يعلم بعظمته الا الله
لكن لن تبين ذلك أمام الاعداء بينت لهم الصبر الجميل والرضا بقضاء الله بأي حال حتى لا يشمت بها الاعداء
.
.
.
ونحن على طريق سيدتنا ومولاتنا
أمام العدو ما رأينا الا جميلًا
وأمام الله ارضيت يارب خذ حتى ترضى
ومابين انفسنا تكاد ارواحنا تخرج من ابداننا حزننا والما على صاحبنا العزيز
لكن بصلابة وثبات وقوة وتماسك وشجاة ورباطة جأش وسكينة قلب

و هذه هي فلسفة كربلاء التي يصعب على العدو فهمها

ما يدل عليه العقل والمنطق
ان دفن الأجساد الطاهرة في كربلاء لايمكن ان تصدر من شخص عادي او أفراد لم يكونوا حاضرين في الواقعة
حيث ان الأجساد لايمكن لأحد ان يميزها او يشخصها من كثرة الجراح والتشويه والتمثيل بالأجساد
كذلك الأعضاء المقطعة وفرزها تحتاج الى عالم فاهم خبير بالغيبيات وهذا لا يكون إلا لمعصوم
كذا من ترتيب القبور وتسمياتها حيث أن تربة قبر الحسين ع خاصة ومخصصة وإنها من السماء ويعرفها اهل الشأن فقط.
فمجيء الإمام زين العابدين من السجن في الكوفة إلى كربلاء لدفن الأجساد الطاهرة ورجوعه من دون علم اي أحد هو أمر اقل من الطبيعي لمرتبته وعظم علمه وشأنه
فليس بالأمر المبالغ ان تطوى الأرض لأمام زمانها لعشرات الفراسخ،حيث ان آصف بن برخيا هو تلميذٌ صغيرا وخادمٌ متواضع في حضرة وعظمة السجاد وعنده علمٌ من الكتاب اما الأمام السجاد فعنده علم الكتاب
وآصف قد احضر عرش بلقيس من اليمن بأقل من طرفة عين، هذا من باب العقل
ومن باب النقل فقد روي ان المعصوم لا يلي أمره غسله ودفنه إلا معصوم

.
.
.

"عن أبو بصير قال الصادق عليه السلام: فيما أوصاني به أبي عليه السلام أن قال: يا بني إذا أنا مت فلا يغسلني أحد غيرك، فان الامام لا يغسله إلا إمام"

لم يكن دور مولاتنا السيدة زينب صلوات الله عليها وعلى أهلها
دورا تابعًا لدور سيد الشهداء وشهداء الطف
بل كان دورا تكميليا لتلك الرسالة العظيمة
وقد أكملت مع إمام زمانها زين العابدين صلوات الله عليمها
المرحلة الثانية من النهضة الحسينية المقدسة

.
.
.
-عالمة غير معلمة-

إنّ دماءَ الإمام الحسين وأهل بيته وصحبه الكرام عليهم السلام كانت بحاجة إلى صوت يطرق أسماع الأمة لتفيق من سُباتها ولتنهض بوجه الظلمة والطواغيت على مر الدهور، وكان هذا الصوت هو صوت إمامنا زين العابدين عليه السلام وعمته الحوراء زينب وبنات الرسالة صلوات الله عليهن أجمعين

.
.
.
#إنامعكم

‏تنوء ..
‏لأجلك الأشياء
‏تبكي عليك
‏و أنت - زينب - تبسمين !
‏تغزلين من خيوط الصبر وشائج الرضا ..
‏فما ترى عين اليقين إلا جميلا ..
‏.
‏ ⁧.
.