‏﴿وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا﴾

في زمن أخر غير هذا وبين أُناس أخرون غير هؤلاء، حين تصبح الشمس دافئة لا تحرق أرواحنًا، ويصبح الليل أمن لا يفزعنا فيه شيء، حينها فقط سنلتقي، ستكون يدي في يدك وعيني تراك بوضوح دون عناء، أما الأن فالشوق هو العصا التي سنتكأ عليها ونحن نتصبر من ذلك الحنين المشتعل في فؤاد كلًا منا، الأن أراك ولا تراني وأسمعك ولا تسمعني، أعانقك في مُخيلتي وهذا العناق لا يطفئ جمري، نحن لا نجتمع أبدًا ولا نفترق أيضًا، فقط ننتظر أن تتبدل الأرض غير الأرض وينسلخ الزمن من نفسه، حتى نلتقي يجب أن تُعانق الزهور أشواكها دون ألم.

_جهاد عبدالعال

ينجو المرء برقة قلبه وأن كانت تلك الرقة تؤلمه أحيانًا.

_جهاد عبدالعال

ولكن لماذا كنتُ أحيد عن طريقك لئلّا ألتقي بك؟
وأنا التي أودُّ أن أبحث عنك في كل مكان.

- الرافعيّ.

دائمًا في سورة مريم أقف عند دعاء زكريا عليه السلام إلى ربه، وأتخيله يقف في محراب المسجد الأقصى أمنّا مطمئنّا، ذلك بيت الله يدعو فيه بقلب خاشع مضطر، يرجو من الله رحمته وواسع فضله، ألا يحرمه من الذرية، رغم استحالت الأسباب، كان يتيقن أن له رب، يسمع أضطراب قلبه، وذلك الخوف الذي نهش أضلعه، وفي بيت المقدس استجاب الله لزكريا ووهبه يحيى، راضيًا مرضيًا عنه، وتحققت المعجزة، وعاش يحيى إلى أن قُتل أيضًا في بيت المقدس، قال العلماء قُتل سبعين نبيًا على الصخرة في بيت المقدس منهم زكريا ويحيى، ماتت الدعوة ومات صاحب الدعوة، كلاهما في نفس الوطن، ولا أعلم لمّ يتذكر عقلي كل تلك القصص الأن، كأنه شعر بقلبي الذي كاد ينفجر من القهر فسترجع الذكريات ليذكرني، أن هناك في الأرض المقدسة بجانب مسجدنا الأقصى مات النبي ومات أبنه، هناك حيث يتجبر بني صهيون في كل عصر، ومن ثم؟
يأتي عليهم الخراب من كل حدبًا وصوب، يأتيهم الموت بغتة، وفي عصر زكريا ويحيى أرسل الله إليهم جندًا من جنوده طاغيًا فيهم قاتلًا منهم المائات بل الألأف، بختنصر كان ملكًا ظالمًا قتل الكثير والكثير، ولكنه طبق شرع الله في أرضه، أن من ظلم وجار سيأتي عليه الدور عاجلًا أم أجلًا، نحن في رحى تدور بلا توقف، فمن الغباء أن تظن نفسك أمنًا، ليس منا من يستحق الأمان، كُلنا نستحق الفزع، لأننا رأينا وفضلنا السكوت، حين قُتل يحيى ظلمًا وتجبرًا سكت الجمع الغفير أيضًا، شاهدوا دمائه الطاهرة تسيل ولم يتحركوا قدر أنملة، وجائهم الطوفان ليعلمنا جزاء الصمت..
يتمزق فؤادي كلمًا تذكرت ما ذاقه يحيى فقد كانت سيرته من أقسى ما قرأت عن الأنبياء، ولكن أتعلم منها الصبر وأن البلاء يُصيب الأنبياء في أشد الأشياء حبًا إليهم، كما ذاق زكريا موت دعوته أمام عيناه، نحن الأن نذق موت أخواننا أمام أعيننا، وكلاهما في بيت المقدس، ألا ترى أن التاريخ يُعيد نفسه؟

_جهاد عبدالعال

ما بال الوطن يُمزق فينا بلا رحمة، إلى أين نذهب وكيف يفر المرء من بيته؟

_جهاد عبدالعال

وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ(34) أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ(35) هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ(36) - المؤمنون

•من قيصر الروم لمعاوية:
«علمنا بما وقع بينكم وبين على بن أبي طالب، وإنّا لنرى أنكم أحق منه بالخلافة، فلو أمرتني أرسلت لك جيشاً يأتون إليك برأس علي»

وردّ معاوية على هرقل، قائلًا:
«أخّان وتشاجرا فما بالك تدخل فيما بينهما، إن لم تخرس أرسلت إليك بجيش أوله عندك وآخره عندي يأتونني برأسك أُقدِّمه لعلي»

?«البداية والنهاية» لابن كثير.

مؤسف أن يتعلق قلب المرأة الرقيق بقلب رجل يبعدها بأميال، قلوب النساء أجنحة فراشات لا تتحمل لوعة الشوق.

_جهاد عبدالعال

صباح الخير
خير ما تبدأ به يومك أن تذكر نفسك أنك عبد، ومن تيقين أنه عبد له رب، هان عليه كل شيء، فمن ذا الذي يقلق وله مُدبر لكافة أموره، كيف يخاف وهو المُجير ولا يجار عليه، كيف لا يأمن ويطمئن وله رب من أسماءه الرحمن الرحيم، كونك عبد لله نجاة.

_جهاد عبدالعال