...

من هو المكلف؟

اتفق العلماء على أن المكلف هو من يصح مخاطبته بأحكام الشريعة الإسلامية من الأوامر والنواهي.

واتفقوا على أنه لا يكون الشخص أهلاً للتكليف الشرعي إلا بشرطين؛ وهما:

1- البلوغ ؛ فلا يوجد في الشرع تكليف للصغار.

2- العقل ؛ فلا يوجد في الشرع تكليف للمجانين.

ولا يكون الشخص بالغا إلا بعلامات محددة بعضها موضع اتفاق، وبعضها موضع اختلاف بين العلماء.

وقد اتفق العلماء على أن بلوغ الفتاة يكون بالحيض .

واتفقوا على أن بلوغ الصبي الذكر يكون بالإمناء ؛ يعني نزول المني بصفاتها المعروفة.

واختلفوا في غير ذلك من العلامات كما يلي:

أولا: اختلافهم في السن التي يعتبر بها الشخص بالغاً؛ ذكرا كان أو أنثى

1- مذهب أبي حنيفة رحمه الله: أن السن الذي يصير به الصغير بالغاً هو 17 سنة أو 18 سنة على خلاف عنده وعند أصحاب مالك.

2- مذهب مالك رحمه الله وداود الظاهري: أنه لا حد للسن الذي يصير به الصغير بالغاً.

3- مذهب الشافعي وأحمد بن حنبل: أن السن الذي يصير به الصغير بالغاً هو 15 سنة. وهذا هو المذهب الراجح ويشهد له حديث ابن عمر لما عرض على النبي في غزوة أحد.

ثانياً: اختلافهم في نبات شعر العانة الخشن حول الفرج.

1- مذهب أبي حنيفة رحمه الله: لا عبرة بنبات شعر العانة.

2- مذهب الجمهور؛ مالك والشافعي وأحمد: أن نبات الشعر الخشن حول الفرج دليل على البلوغ.

ومذهب الجمهور هو الراجح لما صح من قصة بني قريظة.

...

وأما العقل فإنه درجات ومستويات

فقد يبلغ الإنسان سليم العقل أو ضعيف العقل أو منعدم العقل تماما.

1 - فإن بلغ الشخص وهو سليم العقل وجبت عليه جميع الواجبات وحرمت عليه جميع المحرمات بحسب علمه وقدرته

فليس واجب بلا اقتدار
ولا محرم مع اضطرار...

2- وإن بلغ الشخص وهو منعدم العقل فلا يجب عليه شيء ولا يحرم عليه شيء لأن المجنون مرفوع عنه قلم التكليف.

3- وإن بلغ الشخص وهو ناقص العقل كالمعتوه فإنه يكلف بحسب ما فيه من العقل.

ثم إن بلغ سليم العقل فإن العقل ينمو تدريجيا مرحلة بعد مرحلة، حتى يبلغ الإنسان أربعين سنة .

وهذه مرحلة تمام النمو العقلي.

ثم تأتي مرحلة خبرة الحياة .

ويتفاوت الناس في العقل بحسب المكتسبات المعرفية والتربوية والممارسات الحياتية التي ييسرها الله له على تفاوت وتفاضل .

قال تعالى: والله فضل بعضكم على بعض في الرزق.

فينبغي علينا أن نستشعر مسؤوليتنا نحو أولادنا ،..

وأن نرصد مستوى إدراكهم ونموهم العقلي والجنسي ،..

لنعرف قدر ما يجب عليهم، وكيف ندربهم عليه، ونساعدهم على التزام شريعتنا المباركة..

ولا نتركهم هملاً؛ حتى لا ينصدموا بتكاليف جديدة؛ فتثقل عليهم أو يشعورا بالملل نحوها.

ولن يجدي ساعتها أن نعض أصابع الندم .

أسأل الله أن يبصرنا بما يرضيه عنا وأن يصلحنا لأولادنا، ويصلح أولادنا لنا.

وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

..

وكتبه - خالد منصور.

ظهر الثلاثاء الموافق

12/11/2024

...

إنَّ الصلاةَ عليه ﷺ أداءٌ لأقلِّ القليلِ مِنْ حقِّه، وشكرٌ له على نعمتِه، التي أنعَم اللهُ بها علينا، مع أنَّ الذي يستحقُّه من ذلك، لا يُحصى عِلمًا ولا قُدرةً ولا إرادةً، ولكنَّ اللهَ -سبحانه- لكَرَمِه، رَضِيَ من عباده باليسير مِنْ شُكرِه وأداءِ حقه
إبن القيم

??????????????

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعتذر لحضراتكم عن درس اليوم

لظروف إنشغال الشيخ.

??????????????