نَمْ في حِضنِي
_كنتِ تقولينَ؛
وكنتُ أُبدّدُ اللّيلَ
على صدركِ.
_

دائماً في الصّباحِ أنا أكثرُ تعباً منكِ،
ربّما أكثرُ سعادةً أيضاً. تنهضينَ بلا ضجيجٍ ؛
ملاءاتُ السّريرِ تَحِفُّ قليلاً؛ تمضينَ حافيةً
ما زلتُ أواصلُ نومي في الدّفءِ الذي تركَهُ جسدكِ العاري فوقَ السّريرِ. أنامُ في شكلِ جسدكِ، غارقاً في عتمةٍ ضاربةٍ إلى البياضِ. أسمعُكِ تغتسلينَ، تعدّينَ القهوةَ، تنتظرين.
أسمعكِ تَقِفينَ فوقي، حائرةً. ابتسامتُكِ تقطعُ جسدي كلّهُ. تُلِينُ أظافري. أنامُ

شكلُ جسدكِ
صلصالٌ
في راحتيَّ.
جَرَّةً يَصِيرُ،
قارورةَ عطرٍ،
تسعةَ تماثيلَ
ونَسرٍ.
_

ساعاتُ حوائَط متوقّفةٌ
يدايَ متوقّفتانِ
حولَ خصركِ.
_

"لا تفعلي شيئاً
سأعُد الطعامَ
سأفرشُ المائدةَ
لن آكلَ
سأنظرُ إليكِ وأنتِ تأكلين
كَمَا لَو كنتِ جَاهلةً
وأنتِ كذلك حقاً
سألتقطُ الدَبابيس
واحداً واحداً من على الأرضِ
لن التقطَ ثوبكِ
سأبقيهِ هناكَ
بُرجاً من دفءٍ
بِعصفورينِ وقمرٍ واحدٍ
وعلبةِ ثقاب."

"لا أخاف الموت
أعرف أنك ستأتي لتلملم أشلائي
ستكون قطع لحمي الطري
بين يديك أخيرًا
لحم الجسد الذي طالما تمنى
أن تمتد يداك إليه
وتمسه ولو مرة"

لا يدي تغفو على يديك
ولا أنت معي
كنت أتبع خطاك
وكنت تذبحني
تناديني أن أرجع!
لست ذاهباً لحقول الورد
لا ولا للجداول
ذاهبٌ للموت
اكتشف المجاهيل والراحة.
_

أن ألفَّ ذراعي اليسرى حول كتفك
واليمنى حول كتف العالم
وأقول للقمر:
صَوِّرنا!

"لو تدركين
أي اشتهاء فيّ لك
أي حنين
أي جنون ٍ
يجعل وجهك ملءَ العيون
ملء الدفاتر ملء الصور
لو تدركين
أيُّ آهٍ من دمي تضبح
بوجه الرعد
لأدركتِ لماذا يتعرى
في الخريف الشجر؟"
_

‏"هاتي صدركِ كما ينزاحُ الهمّ،
هاتيهِ
لأقفزَ دون هَوادةٍ
وأتنفّسَ،
هاتيهِ
لأختبئَ وأدسَّ هواجسي،
هاتيهِ لأرحلَ بعيداً فيهِ
ولا أعود"
-