وكنت في أشد حالات اليأس وطول العهد بالدعاء في انتظار الإجابة؛ أكون أصرّ في الدعاء وألحّ، ولمواطن الإجابة أكثر ربِاطًا وثباتًا؛ فيُدنيني الله ويبشّرني، ويزيدني يقينًا، ويرفعني للقرب منه فأرى نسائم الرحمات، ويهطل عليّ غيث لطائفه الخفيّة، وأذوق لذة التعظيم فيترجم لساني بما رأى تسبيحًا وحمدًا وتبجيلا..

«من ثمرات الاشتغال بمعرفة سيرته وشمائله صلى الله عليه وسلم الفوز برؤيته، والقرب منه صلى الله عليه وسلم، لأن الاشتغال بذلك يستدعي كثرة الاستحضار لصورته الكريمة، وتعلُّقِ القلب برؤية محاسنه الفخيمة، وذلك من أقوى أسباب رؤيته صلى الله عليه وسلم، فالإكثار من استحضار صورته الشريفة، ومعرفة شمائله المنيفة كالتوطئة والتمهيد لرؤيته في المنام، قال شيخنا العلامة الفاسي في شرح الحصن الحصين: أعظم المحبوبات رؤية النبي صلى الله عليه وسلم، فتجري هذا المجرى من عدم الإفشاء لكلِّ أحد، بل هي بذلك أحرى خلاف ما شاع وذاع عند من لم يتأدب بالسنة ولا عرفها، بل الغالب عدم صدقه، فينوِّه برؤياه أو يعمل وليمةً وربما تعرض بها للمطامع أو الرياسة والظهور، وقد يَعتمد على رؤياه حتى فيما يُخَالفُ الحق، مع كونها على فرض صحتها قد تحتاج إلى تعبير».

-شرح الشمائل المحمدية للشيخ محمد بن قاسم جسُّوس (ت1182) رحمه الله.

العيش في ظلال سيرته وأحاديثه -صلى الله عليه وسلم- يُحيي في قلبك ذكره على الدوام، ويزيد حبك له وثناؤك عليه ويكبر بقدر إقبالك وصدقك.

أقرّ الله عينك.
قال أبو العباس: وقال جماعة من أهل اللغة: معنى أقرّ الله عينك: بلّغك الله أقصى أمانيك، حتى تقرّ عينك من النظر إلى غيره استغناءً ورضًا بما في يديك. واحتجوا بأن العرب تقول للذي يدرك ثأره:صابت بِقُرّ، أي صادف فؤادك ما كان متطلّعًا إليه فَقَرّ، قالوا: وقولهم: فلانٌ قُرّةُ عيني، أي: رضا نفسي، أي: ترضاه وتسكن بقربه مني.
مختصر الزاهر، لأبي القاسم الزجّاجي.

أبيات ابنة لبيد:

إِذا هبّت رِياحُ أبي عقيلٍ
دَعَونا عندَ هبّتها الوَليدا

أَشمّ الأنفِ أَصيد عَبشميّاً
أَعان عَلى مُروءَتهِ لَبيدا

بِأمثالِ الهِضابِ كأنّ رَكباً
عَلَيها مِن بَني حامٍ قعودا

أَبا وهبٍ جَزاكَ اللّه خَيراً
نَحرناها وَأَطعمنا الثريدا

فَعُد إنّ الكريمَ له معادٌ
وَظنّي يا اِبن أَروى أَن نَعودا

هل أجد هذا الكتاب عند أحد منكم بصيغة pdf؟
أو تدلونني على مكتبة تبيعه، وجزيتم خيرًا.
أخبروني: هنا